آسف للأخطاء الكارثية و قد قمت بتعديل الخطايا الكبرى في الفصل 46 و هي تتمثل في : 1-البنت هي زوجة السمين و ليس اخته


2-تشاو هو أمير و ليس ملك*


3-الخادم اخترق المستوى الثاني و ليس السابع




فصل المعدل46 : الرماح الثلاثة الطويلة






لم يمر وقت طويل حتى صار (مينغ هاو) في مدينة يونكاي , و تحديدا كان في محل لشراء بعض من الأقلام و الحبر و القليل الأوراق . و لم يكن سعر اللوازم غالية أبدا و لعل ذلك بسبب غنى سكان المدينة و حرصهم على نشر العلم


كان المكان يبدوا كما كان حتى بعد مرور 3 سنوات . و لاحظ (مينغ هاو) وجود فوانيس محفورة عليها كلمة "لي" معلقة على أغلب محلات الشوارع التي كان يتجول بينها


و حسب ما أخبره به صديقة السمين , فقد كان والده أغنى شخص في يوكاي , و يمتلك حوالي نصف أراضي المدينة و ليس ذلك فحسب بل شمل حتى الأنشطة التجارية و التي تُعلق كلمة "لي" فوق محلاتها



و بعد استفساره للناس من حوله , علم بموقع منزل السمين و هو الآن متجه إليه . في ذلك الوقت كانت الشمس في طريقها للغروب و بدأ الظلام يجتاح السماء و كما غطى وهج برتقالي الأرض كاملا




لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصل للجانب الشرقي من مدينة يونكاي , و هناك لمح ملكية ضخمة كانت كما لو أنها غابة من المباني المرتفعة . و كان هناك عبارة منقوشة فوق الباب الرئيسي الذي حرسه مجموعة من الخدم مكتوب عليها "لي مانويون" , و كما أنه تمكن من سماع أصوات الغناء و الرقص من بعد




اقشعر جسد (مينغ هاو) ثم ولج للداخل


كان عبارة عن قصر كبير , يحيطه فناء واسع أين كان الكثير من المغنيين و الراقصات يقدمون عروضهم . و شد انتباه (مينغ هاو) رؤية ذلك الرجل السمين جدا , كان في المنتصف من عمره يرتدي ثوبا فخما . و كانت ملامحه تشبه إلى حد بعيد ملامح صديقه السمين و كان من الواضح أنه والده بالتأكيد . يجلس بجانبه شاب بوجه متعجرف , يرتدي ملابس مترفة . و لكنه بدا ضعيف الشخصية بعض الشيء , لا يأبه سوى للنبيذ و النساء . كان يمسك كأس نبيذٍ بيده و ينظر للمغنايت و الراقصين بنظرة بذيئة تكشف عن ما بداخله


تحدث ذلك الشاب بلهجة باردة و عابسة قائلا : "ألم تجهز بعد ؟"ا


رد عليه أبو السمين :"في أي لحظة , في أي لحظة" ..بدا في غاية الحرج و اتضح أنه يجبر نفسه على الابتسام و أكمل قائلا :"يا أمير مقاطعة (تشاو) انتظر لقليل من الوقت بعد من فضلك . فزوجة ابني تحب التمهل في كل شيء " ...و بينما لفظ كلماته ظهرت فتاة جميلة تسير خلف مجموعة من الخادمات , ترتدي ثوبا طويلا رقيقا و رابطة شعرها بدبوس طائر الفنيق . كان في غاية جمالها و مع ذلك بدا خوف شديد على وجهها . و كلما اقتربت منهما ارتجف جسدها أكثر


و قالت :"أبي ..." ثم انحنت لتقديم التحية لهما


تحدث والد السمين بهدوء :”هذا هو الأمير الشاب القادم من يونهاي يا (شيانغار)….لما لا تقدمين له نبيذا ؟” …نظر إلى زوجة ابنه , برغم من اختفاء زوجها قبل سنوات إلا أنها لا تزال حتى الآن تنتظر عودته , و لم تعارض والد زوجها أبدا و كما تصرفت معه بأدب و طاعة




ا”تحياتي , يا أمير تشاو ” …قالت الفتاة بهدوء , مخفضتا راسها . لقد كانت خائفة , و لكنها كانت مدركة أن موضع العائلة ليس في حالة جيدة هذه الأيام . رفعت قدحا و سكبت فيه بعض من النبيذ ثم قدمته له بكلتا يديها


نظر إليها , و برقت عيناه حينها . و ابتلع النبيذ بصعوبة . كان جمالها لا يوصف . و كان ينوي في قلبه إثارة بعض المشاكل , ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتاه .


أخذ كأس النبيذ ثم سحبها من يدها , تراجعت الفتاة للخلف مما أدى لوقوع الكأس على الأرض


صاح الأميرالشاب :”كيف تتجرئين ؟” …و احترقت عيناه غيضا , و ركل الطاولة بقوة , و تبعثر الطعام و النبيذ في الأرض من حوله . ثم أشار إلى والد السمين :”أنت استمع لي , أخي الأصغر (لي ديفو) قد عاد , و هذه المرة للأبد و هو الآن يريد ممتلكاتك بدل حياتك ! لقد أشفقت عليك و تكرمت إليكم , و لكنك قمت بإذلالي بهذه الطريقة ! ؟”ا


حاول والد السمين التعجل في الحديث :”أيها الأمير , هذا ..”ا


ا”اخرس ! اسمحوا لي أن أخبركم أنه لن تحل هذه المسألة هكذا ! إذا كنت تُقدر ما هو الجيد بالنسبة لك , فسيكون على زوجة ابنك قضاء ليلة معي . و إذا قبلت بذلك , فسأخبر بعض الأشياء الحسنة عنك لأخي …” ضحك ببرودة , و ثبت ناظريه على الفتاة و التي صار وجهها شاحبا أبيضا . و ظهر المظهر القذر على وجهه مرة ثانية


شحب وجه والد السمين . ففي البداية كان الأمير قد طلب شرب كأس نبيذ من يدها فقط و لكن الآن قد تمادى في طلبه ., و الآن إبنه في عداد المفقودين و حتى أنه لا يستطيع حماية إبنته . فاهو الغرض من الحياة ؟ا


صاح يكل ما يملك من صوت :”سحقا !اخرج من هنا بحق الجحيم ! (مين) اركل هذا الرجل خارجا !حتى و لو عائلة (لي) أفلست , فإني لن أرضى بإهانة هذا الأمير القادم من مقاطعة (تشاو) ! “ا


ا”ها , هذا مثير للإعجاب” ضحك الأمير الشاب ثم استدار و غادر , كانت عيناه مليئتان بنوايا القتل


عضت الفتاة شفتيها بينما تشاهد الأحداث , و بدأت الدموع تتدفق على وجهها . أخفضت رأسها و بدا كأن شيئا ما تريد قوله


قال لها والد السمين بهدوء :”لا تقلقي بشأن المسألة …لا يزال يوجد قانون في هذا العالم “…”أرجوك أعد الآنسة إلى غرفتها ” رافق مجموعة من الخادمات الفتاة إلى وجهتها . كان كل شيء هادئا . بدأ والد السمين في الارتعاش ثم ترنح و فجأة بدا كما لو أنه كبر في السن


ثم هزّ رأسه و شرع في المشي . و بعد فترة طويلة , كان قد وصل للمبنى ثم دفع الباب لفتحه و ولج إلى الداخل . كانت الغرفة فاخرة , و لكن لو أنها لم تغطى بالعلامات لكانت تبدوا أفضل


ا”(فوجوي) , أين أنت ؟” ..تمتم والد السمين بينما جلس على الكرسي …”لماذا لم تعد بعد ..؟” و الآن بدا أكبر في السن مما كان عليه . و فرك بلطف على علامة كانت منقوشة على الطاولة


ا”إنه على ما يرام ” …رفع والد السمين رأسه بعينين مليئتين بالخوف حينما أدرك أن هناك شخصا آخر متواجد في الغرفة


لقد كان واقفا بجانب النافذة , مرتديا رداء أزرقا طويلا , و كأنه طان طالبا , لم يكن سوى (مينغ هاو) الذي كسر حاجز الصمت


ا” أنت ….” وقف (لي دافو) , بدا مرتعبا . و أخذ بضع خطوات للخلف


ا”أنا (مينغ هاو) صديق (لي فوجوي) , من إقليم يونجي ” …صوب (مينغ هاو) عيناه باتجاه (لي دافو)ا


قال (لي دافو) في صدمة من أمره :”(مينغ هاو) !” …لقد تعرف على هذا الاسم . فعندما اختفى ابنه كان قدد حقق في المسألة و علم أنه إختفى ثلاث فتيان آخرين في نفس الوقت و من بينهم (مينغ هاو)ا


ا”فوجوي هو ….” بدا جسد (لي جافو) في الارتعاش


ا”انه ليس في مقاطعة تشاو في هذه الأيام , و لكنني اعتقد أنه سيكون قادرا على العودة بعد سنوات “..سار (مينغ هاو) نحو الأمام و جلس على الكرسي و أكمل :”لقد رأيت ما حدث في الفناء قبل قليل و لذا سأمكث هنا لبعض الوقت حتى أتولى الأمر ” أخذ قطعة من ورق و وضعها على الطاولة …”أرجوا أن تصنع لي ثلاثة رماح وفقا لهذه المواصفات . واحد من الحديد , و الثاني من الفضة و الرمح الآخر من الذهب ” مع قوله هذا أغمض عينيه


تردد (لي دافوا) قليلا , و لكن أومأ رأسه بعد ذلك . و فضل أن يتبع (مينغ هاو) على قوله . و بدون أي يلفظ أي كلمة أمسك بورقة و سارع لكتابة ذلك


أما بخصوص الأمير الشاب , فقد غادر إقليم يونكاي بوجه قاتم . يرافقه عدد من الخدم و الحراس , و كان في طريق عودته إلى يونهاي . كان في ذلك الوقت قد حل الظلام .و في غضون ذلك الوقت قام بصفع نفسه حتى ترك علامة كف واضحة على خده . و سرعان ما ولج إلى فناء كبير واسع , و عادت تعبيرات وجهه إلى الاحترام مرة أخرى . و بصوت منخفض قال :”يا أخي الصغير , هل أنت مستيقظ ؟”ا


رد عليه صوت بارد :”ما المشكلة ؟ !”..كان الصوت حادا قليلا كما لو أن صاحبها كان صبي حالما في وقت البلوغ


ا”لم يرفض (لي) الاستماع لاقتراحاتك فقط بل إنه أذلني أيضا حتى صفعني أمام الجميع ” …حاول الأمير الشاب أن يلعب دوره على أحسن وجه


فُتح الباب ببطء , و خرج شاب يبدوا في عامه 12 أو 13 .مرتديا ثوبا باهظ الثمن. لقد كان هذا هو نفسه الفتى الذي لعب دور الخادم في طائفة الاعتماد . و الآن حرر من الطائفة بعدما حُلت . لقد كان خادم (مينغ هاو) نفسه . إنه (تشاو هاي)


كان يحلم بنفس ما كان يحلم به السمين , و هو أن يمتلك الكثير من الأراضي . و بعدما عاد إلى موطنه قرر نهب أراضي العائلات الغنية و هذا ما كان سيفعله مع عائلة (لي دافو)ا


تحدث (تشاو هاي) بشخير بارد :”أنت لست بارعا في التمثيل يا أحمق …هل تعتقد أنني لا زلت غبيا كما كنت ؟..من الواضح أنك قمت بصفع نفسك ” …ظهر تعبير مشمئز على وجهه . و لكن يبقى هذا الشخص أخوه الأكبر ..”لا يهم , فأنا سأقوم باختراق المستوى الثاني من قاعدتي في سبعة ايام القادمة , و بعدها سأذهب معك إلى قصر (لي) “..استدار و عاد إلى غرفته


و بدا الأمير الشاب سعيدا جدا , و شرع في تخيل صرخات الفتاة من تحته -_- بعد سبعة أيام من الآن


مرت سبعة أيام , و اتجه (تشاو هاي) إلى قصر (لي) , و يده مشبكتين من خلف ظهره , يتبعه الأمير الشاب (تشاو) و معه مجموعة من الخدم تطغى على عيونهم نيات القتل


في إقليم يونكاي , كان (مينغ هاو) جلسا في غرفة السمين يتأمل في صمت . و في بحلول الظهيرة , كان بامكانه سماع دقدقة على الباب . و حينما فتح عينيه رأى (لي دافو) يدخل من الباب يتبعه عشرة من الخدم يحملون الرماح الثلاثة , كل ثلاثة رجال يحملون معهم رمحا من الرماح الثلاثة


كانت تبدوا بدائية و فاخرة في نفس الوقت . و عندما رفع (مينغ هاو) يده حلق الرمح الحديدي في الهواء . اندهش حينها (لي دافو) و من معه . فقد كان الرمح ثقيلا جدا


ارتج جسد (لي دافو) , و برقت عيناه .و في وقت سابق كان يشك في موهبة (مينغ هاو) , و قال أنه شخص غريب الأطوار




أومأ (مينغ هاو) برأسه , و قام بتجربة الرمحان الذهبي و الفضي خارجا . و عندما إنتهى . تعالت أصوات التصفيق و كما إنحنى الخدم تبجيلا له مع مشاعر تملئها الصدمة


…يتبع…


2017/05/23 · 2,145 مشاهدة · 1726 كلمة
akram_bensalem
نادي الروايات - 2024