82 - فن الحياة الشيطانية العظيم

82 – فن الحياة الشيطانية العظيم

ظهرت سبعة مصابيح زيتية عتيقة على جبهة الوجه العملاق و انطفأت كلها. انبعثت هالة عتيقة هائلة في كل الاتجاهات. بدت الهالة الباهرة تحتوي على جوهر السماء و الأرض.

عندما ظهر الوجه العملاق، بدا كل متدربو ولاية تشاو مصدومين، و بعضهم حاول الفرار.

قال المولى رؤيا بصوته المدوي: "لا تذعروا، لقد عرفت من البداية أن البطريرك اعتماد لم يكن ميتا. إنه ضعيف بشكل لا يصدق، و نحن من مرحلة تشكيل الجوهر. إذا تعاونا، يمكننا إبادته بسهولة." توقف الجميع من ولاية تشاو عن التحرك.

انبعثت ضحكة مبحوحة و شديدة من الوجع العملاق. امتلأت بالإثارة المجنونة، اخترقت آذان و قلوب الحاضرين.

و بصدي الضحكة، تغيرت وجوه المتدربين العائمين. من دون قول و لا كلمة، التفتت السيدة العجوز الوقورة و انطلقت نحو المخرج لاهثة.

حتى عندما حاولت الطيران بعيدا، ظهرت يد ضخمة و غير واضحة بجانبها و التفّت حول جسدها. صدى دوي، جنبا إلى جنب مع صرخة مروعة، كما سحقتها اليد حتى الموت. اهتز كل شيء. حدق منغ هاو بصدمة.

انفتحت اليد العملاقة، و بالإمكان رؤية جوهر بثلاث ألوان مختلطة بالداخل. قامت اليد بحركة وامضة، فانطلق الجوهر نحو المصباح الأول من السبعة بالأسفل على الأرضية. كان المصباح الآن متأججا حارقا الجوهر كالوقود و مصدرا ألهبة تألفت من قوة الحياة !

انبثق ضوء نار وامض مالئا الظلام بالضوء.

"لا نستطيع الفرار ! " نبح المولى رؤيا، شحُب وجهه. "اقتلوا ما تبقى من البطريرك اعتماد، و ستكون غنائم نصرنا هائلة ! " اعتلت نظرات الدهشة وجوه المتدربين الآخرين بعد مشاهدة مصير السيدة العجوز المأساوي. أطبقوا فكوكهم.

فجأة، دوى صوت مسموع. انهارت المنطقة حول فم الوجه العملاق فجأة، فظهرت شخصية سوداء غامضة.

صاحَب الضحكُ الشخصيةً مترددا بكهف الخالد.

"البطريرك اعتماد ! " دوى صدى الضحك، و اهتز كهف الخالد. سعل المتدربون المصدومون الدماء.

وسط السواد، كان ممكنا رؤية البطريرك اعتماد. كان جسده هزيلا، لا شيء تقريبا غير الجلد و العظام، كما لو أنه زحف للتو من القبر. كانت عيناه قاتمتين و مظلمتين، و لكن بدتا مملوءتين بالشراسة و القوة.

فوقهم، عكُرَت سحب، و بدأت تنبعث تموجات حول جسد البطريرك اعتماد. بدا كما لو أنه يقف على قمة العالم. قوته و غطرسته و عطشه للدم طرقوا الخوف بقلوب المتدربين الآخرين.

"البطريرك اعتماد..." شحُبَ فجأة الرجل العجوز ذو الوجه الغاضب من طائفة الرياح الباردة، و ارتجف جسده. كان متدرب بتشكيل الجوهر، لكن بمواجهة البطريرك اعتماد، كان عاجزا كالصرصور. السبب الوحيد الذي جعله يتجرأ على القدوم إلى هنا من أجل الكتاب المقدس الروحي السامي كان لأن المولى رؤيا قد تكهن أن البطريرك كان ضعيفا للغاية لدرجة الموت. و مع ذلك، في هذه اللحظة، لم يبدُ البطريرك اعتماد ضعيفا.

"يا رؤيا، الأشياء غير محلولة بيننا ! " قالها دائرا مندفعا تجاه المخرج. تبعه الآخرون الذين معه واحدا تلو الآخر. تحولت أجسادهم لأطياف ضوئية منطلقين بعيدا.

وقف منغ هاو بالأسفل محدقا بهم محكما قبضتيه.

ضحك البطريرك اعتماد، و كانت ضحكته مليئة بالإثارة و الرغبة في الدماء. أومض جسده و فجأة كان يطفو بمنتصف الهواء. حرك يده بحركة هبوطية، فملأ صوت مدوي الهواء. دفِع ضغط هائل نحو الأسفل، فبصق الرجل العجوز ذو الموجه الغاضب و أتباعه الدماء. سقطوا على الأرضية، و أجسادهم لم تعد تحت سيطرتهم.

أومض جسد البطريرك اعتماد مرة أخرى ثم كان يقف بعدها أمام الرجل العجوز ذو الوجه الغاضب. انكمش تلاميذ الرجل العجوز مندهشين كما انفجر جسد البطريرك اعتماد فجأة لوحده.

دوت صرخة مروعة جاعلة فروات رؤوس المتفرجين تتخدر.

بدأ جسد الرجل العجوز ذو الوجه الغاضب يذبل. سقط شعره كما جف لحمه و دمه. ظهر سواد بدا قادرا على استهلاك كل الدماء و الحياة. في غمضة عين، بلعه بالكامل.

نحُف جلده كالورق، و بدأت عظامه تنهار. و لم يلبث أنْ تحول جسده بالكامل لضباب من الدم التحم بجسد شخصية أخرى التي كانت البطريرك اعتماد. و الآن، لم يكن هزيلا كما كان قبل لحظات. كان جسده يحوي لحما أكثر، و أشععت هالة موت طفيفة منه. بدا كما لو أن بعضا من قوة حياته قد استعيدت. حمل بيده الجوهر ذو الثلاثة ألوان مختلطة الخاص الرجل العجوز ذو الوجه الغاضب. حرك كمه، فانطلق نحو المصباح الزيتي الثاني.

"فن الحياة الشيطانية العظيم ! "

"إنه فن الحياة الشيطانية العظيم الأسطوري ! حياة لا تنتهي ! فن الحياة الشيطانية العظيم الذي بإمكانه اقتراض الأجساد و الأرواح ! " صدت ضجة من الأصوات. عندما شاهد متدربو تشكيل الجوهر المتبقيون و متدربو تشكيل الأساس المرتجفون المشهدَ المتجلي للعيان، ظهرت نظرات اليأس على وجوههم.

"هذا سحر شيطاني من طائفة ختم الشيطان قبل أن يتغير اسم الطائفة ! " ومضت نظرة غريبة بعيني المولى رؤيا.

شاهد منغ هاو بدهشة. كانت هذه المرة الثانية التي سمع بها بطائفة ختم الشيطان. كانت المرة الأولى من شفتي شانغوان شيو. في ذلك الوقت، لم يلقي منغ هاو الكثير من الاهتمام. كيف له أن يصدق ما قال شانغوان شيو؟ إذا كان منغ هاو مرتبطا حقا بمثل هذا الاسم المرموق، كيف له أن يملك العديد من الأعداء بولاية تشاو؟

في ذلك الوقت، ألزم الاسم بذاكرته بنية الحصول على مصداقية أكثر فيما بعد.

الآن، برؤيته للأحداث الصادمة قبل لحظات، قد سمع الاسم مرة أخرى. حاليا، الكلمات الثلاث 'طائفة ختم الشيطان' بدت تعوم برأسه.

فكر بالإشاعات التي سمعها بالطائفة. قيل أن طائفة الاعتماد كانت باسم آخر قبل ألف سنة. و مع ذلك، لم يتكلم أحد عن الاسم الأصلي. بعد تفكيره بذلك الآن، بدا كما لو أن الاسم كان محرما بداخل الطائفة.

فكر بالوحوش الشيطانية بالجبل الأسود خارج الطائفة. ثم فكر ببحر الشمال، و حارَ أكثر. لمَ ساعده بحر الشمال عندما قابله بالمرة الأولى؟

بالرغم من أنه لم يفهم كل شيء كليا، كان على الأقل كاسبا فهما أكثر قليلا.

"طائفة ختم الشيطان..." أخذ منغ هاو نفسا عميقا مفكرا بالسحر الشيطاني الذي استخدمه شانغوان شيو، و القوة المخيفة التي اندلعت من جبل داتشينغ.

"كان يمكن أن تكون قوة السحر الشيطاني شديدة للغاية إن بلغ شانغوان شيو تشكيل الأساس..." تسارع قلب منغ هاو مدركا أنه كعضو من طائفة الاعتماد الداخلية، كان أيضا... تلميذا داخليا لطائفة ختم الشيطان العتيقة !

ظهر سؤال جديد بعقل منغ هاو. "لماذا غير البطريرك اعتماد اسم الطائفة؟"

بدراسة منغ هاو هذه الأشياء، استمر الذبح فوقه. تحول جسد البطريرك اعتماد لضباب ناري ملأ الهواء. كان واضحا أن متدربي تشكيل الأساس غير قادرين على الهرب من خلال الصرخات التي صدت. واحدا تلو الآخر، تشنجت أجسادهم و بدأت تجف. امتصت قوة حياتهم منهم حتى أصبحوا مجرد عظام، و التي بدورها تفتت لغبار. انطلق كل خيط من قوة الحياة نحو البطريرك اعتماد.

لم يتمكن متدربو تشكيل الجوهر المتبقيين من الفرار أيضا. تحت أمر المولى رؤيا، أخرجوا أدوات سحرية مختلفة و أعدوا تقنيات سحرية مطلقين إياها نحو البطريرك اعتماد بمحاولة يائسة أخيرة لهزيمته.

مات متدربو تشكيل الأساس الأربعة من طائفة الرياح الباردة بشكل كئيب، اختُزِلت أجسادهم لغبار. عانى نظراؤهم من طائفتي *التيار اللفيف و المساء النزيه* نفس المصير. كانوا هؤلاء ناس قادرين على هز عالم النمو بولاية تشاو فقط بطبعهم قدما ( أي الخطو على الأرض خطوة واحدة) . و مع ذلك، كانوا ضعفاء كالأطفال.

(هنا غيرت اسميْ الطائفتين. طائفة التيار المتعرج أصبحت طائفة التيار اللفيف. و طائفة المساء المستقيم أصبحت طائفة المساء النزيه)

تدحرج رأس سليم جزئيا ليتوقف أمام قدمي منغ هاو. شحُب وجهه. كانت تجعل المذبحة الدموية قلبه يرتجف. بالتحديق بالرأس بالأسفل، تعرف على الوجه الذي كان لخبير تشكيل الأساس الذي حاول قتله قبل سنة بطائفة الاعتماد. انبثقت هالة بيضاء بالرأس. في غضون لحظات، تحلل الرأس ليصبح دماءً غرقت بالأرضية.

بعد ذلك، صدت صرخة مرتعبة من واحد من غرباء أطوار تشكيل الجوهر من طائفة التيار اللفيف. بدأ جسده يتعفن. واصل الصراخ كما جفّ. حتى قبل أن يكون ميتا، طار جوهر بثلاثة ألوان مختلطة ليهبط على المصباح الثالث الي بدأ يحترق عندها بسطوع.

و الآن، لم يعد جسد البطريرك هزيلا و ذابلا. بدلا من ذلك، كان رجلا في منتصف العمر.

تدلى شعره الطويل على بنيته الطويلة. انبعث منه هواء وقور جاعلا إياه يبدو قويا لأقصى الحدود. و مع ذلك، كانت هناك هالة شيطانية مدفونة عميقا بداخل تلك القوة.

و مع ذلك، كانت هناك مناطق بصدره لا تزال ذابلة، و كذلك بعض أجزاء وجهه و بقية جسده. هناك (بجسده) ، بدا اللحم منتوشا و معوجا. من الواضح أنه لم يتعافى كليا بعد.

"يمكنني استخدام قوى روحي الوليدة الكاملة بالفعل،" قال بابتسامة. جنبا إلى جنب مع تعافيه الجزئي و جلده الذابل، كانت الابتسامة شنيعة تماما. تُرِك أربعة أشخاص ليراقبوا هذا. باستثناء المولى رؤيا، استنزِفت وجوههم من الدماء. رفع أحدهم يدا مرتجفة. كان بها يشم ممرر كسَره. على الفور، بدأ جسده يصبح ضبابيا. بدا أنه كان يحاول التنقل آنيا بعيدا.

في الوقت نفسه، تراجع واحد من متدربي تشكيل الجوهر من طائفة التيار اللفيف بسرعة. فجأة، انطلقت نار حارقة من قدميه التفت بعد ذلك حول جسده مغلفة إياه. بدا يتحول لعامود محترق من الضوء كما انطلق بعيدا.

الشخص الآخر، أكبرٌ كبيرٌ من طائفة الرياح الباردة، بدا يصغر سنا فجأة. وجهه الممتلئ بالأصل بالتجاعيد، ظهر الآن فجأة كوجه شخص بمنتصف العمر. انتفخت هالته، أخذ ثلاث خطوات، و خلال ذلك الوقت تحول لشعاع من الضوء.

ترجمة Yukio HTM

أتمنى أن تكونوا استمعتم بالفصلين. أرجوا الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية.

و إلى اللقاء في الفصل القادم

2018/03/07 · 1,995 مشاهدة · 1426 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024