منذ استدعائه للتحقيق، صار مازن أكثر حذرًا.

كل تصرف، كل كلمة، كل نظرة… باتت تُحسب عليه كأنها جرائم مؤجلة.

ومع ذلك، لم يكن مستعدًا لما سيكتشفه لاحقًا.

في صباح رمادي خفيف الضباب، لاحظ شيئًا غريبًا وهو يغادر عنبر الطلاب.

فتاة، بزيّ الأكاديمية، تقف قرب بوابة الحديقة الخلفية، تدّعي قراءة كتاب… لكنها كانت تسرق النظر إليه، مرارًا.

شعر بأن هذا لم يكن أول يوم تفعل فيه ذلك.

فكر قليلاً… ثم خطى نحوها فجأة.

تلبّكت، أغلقت الكتاب بسرعة، وهمّت بالمغادرة.

"صباح الخير، آنسة…" قال بصوت هادئ.

"سيرا." ردّت، بصوتٍ أقرب إلى الحذر منه إلى التحية.

اسمها مألوف. نعم… "سيرا روز"، من الشخصيات الثانوية في اللعبة. عضو في نادي السحر، تعرف بأذكى طالبة تحليل تعاويذ. في القصة الأصلية، تعمل في الخفاء لصالح العائلة المالكة، وتكشف عن "خيانة ليوناردو" لاحقًا.

لكن مازن لم يرتكب شيئًا بعد.

"هل هناك شيء يشد انتباهك في طريقي إلى المكتبة كل صباح؟" سأل بابتسامة هادئة، وهو يعلم أن إجابتها قد تكشف الكثير.

"أر… لا شيء! فقط كنت أدرس هنا، وهذا مكان عام، أليس كذلك؟" قالت، ثم أضافت بسرعة: "ثم… لست الوحيدة التي تشك في تصرفاتك، لورد داركرايف."

الاسم مجددًا. "لورد داركرايف."

مازن شعر بجمرة تحرق حنجرته كلما سمعها.

"هل تراقبيني؟ أم تبحثين عن شيء تخشين أن تجدينه؟" سأل ببرود.

لم تُجب. تراجعت خطوة، لكن عيناها قالتا كل شيء.

---

في تلك الليلة، جلس نوار في الزاوية المعتادة من السطح، وهو يتأمل نجومًا لا تلمع.

"سيرا بدأت تتحرك." قال، وكأنه يحدّث نفسه. "اللعبة تتقدّم، حتى وإن حاولتَ الهرب منها."

مازن جلس بجانبه، مزاجه متقلب.

"أنا لا أهرب… لكني لا أفهم. كلما حاولت أن أكون مختلفًا، يُعامَلني العالم وكأنني أخفي سكينًا خلف ظهري."

نوار أخرج ورقة قديمة، خريطة سحرية، رسمت فيها خطوط متداخلة.

"هذا هو المخطط الأصلي للقصة… وهذه التفرعات تظهر كل مرة تتصرف فيها خلاف الدور."

أشار إلى خط أحمر يتجه نحو رمز غريب: عين مفتوحة.

"ما هذا؟" سأل مازن.

"نقطة مراقبة. أي عندما يبدأ 'النظام' بمراقبتك مباشرة. يبدو أن سيرا… ليست إلا عينًا واحدة فقط."

---

في اليوم التالي، وبينما كان مازن يحضر درسًا في قاعة السحر التجريبي، سقط شيء من حقيبته دون أن ينتبه.

سيرا، التي كانت في الطرف المقابل من الصف، سارعت لالتقاطه خلسة.

ورقة صغيرة… لكنها لم تكن تخصه.

كانت تحوي رسمًا معقدًا، مرسوم بخط يد نوار.

رمز العين.

وسطر واحد تحته:

> "من يراقبك… قد لا يكون بشرًا."

2025/04/14 · 61 مشاهدة · 373 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025