في صباح يوم خريفي، حيث تساقطت الأوراق الذهبية على أرضية الحديقة السحرية، تم الإعلان عن دورة تدريبية مفتوحة في المبارزة السحرية.
الطلاب المشاركون اختيروا بعناية من مستويات متقاربة... وكان اسم ليوناردو داركرايف من بينهم.
كان الجميع يتوقع مشهدًا دراميًا، وربما محاولة من "الشرير" لاستعراض قوته مجددًا.
مازن لم يرغب في القتال، لكنه شعر أن انسحابه قد يُفسَّر بطريقة أسوأ.
حين وصل إلى الحلبة، ووقف في منتصفها، تفاجأ بمن ستكون خصمته: كلير أستوريا.
الفتاة ذات الشعر الفضي القصير، والعيون الزرقاء الحادة. وريثة أسرة نبيلة، وواحدة من البطلات الرئيسيات في اللعبة الأصلية.
كانت تُعرف بذكائها البركاني... وشجاعتها التي لا تُكسر.
"هل أنت مستعد؟" سألت بنبرة رسمية وهي تقف مقابله.
"بقدر ما يمكنني أن أكون، يا آنسة النبيلة." قال مازن، مرفقًا ابتسامة خفيفة.
نظرت إليه بتفاجؤ بسيط... كأنها لم تتوقع منه المزاح.
بدأ القتال.
كلير أطلقت أول تعويذة: "شعلة النصل!"
لهيب أزرق التفّ حول سيفها السحري، وانطلقت به نحوه.
مازن استخدم تعويذة دفاعية سريعة: "جدار الظلال."
تلاشى الهجوم، لكن كلير لم تتوقف. استمرت بالضغط، تعويذة بعد الأخرى.
الغريب؟ لم يكن هناك حقد في عينيها. بل... حماس؟
"أنت لا تقاتل كما كنت أتوقع." قالت وهي تتراجع قليلاً.
"وكيف كنتِ تتوقعين؟" رد وهو يلتقط أنفاسه.
"كنت أظنك ستستخدم تعاويذ مظلمة، أو خدعًا... لكنك تقاتل بشرف."
مازن صمت للحظة... ثم قال:
"ربما لأني لست الشخصية التي تتوقعونها جميعًا."
توقفت كلير. ونظرت إليه. ثم... للمرة الأولى منذ دخوله هذا العالم، رأى شيئًا نادرًا جدًا.
ابتسامة.
هادئة، قصيرة، لكن حقيقية.
في نهاية التدريب، وقف الطلاب يتحدثون بصوت منخفض.
"هل رأيتم؟ كلير ابتسمت له!"
"هل هذا تمثيل؟ أم أنه بدأ يتغير فعلاً؟"
ووسط تلك الهمسات، سيرا كانت تراقب من بعيد، يداها خلف ظهرها، ونظراتها تحمل شيئًا جديدًا… حيرة.
ليلة ذلك اليوم، كتب نوار ملاحظة جديدة في دفتره:
> "الفتاة الفضية – كلير. أول رابط بشري إيجابي.
علامة التغيير بدأت."