لم يكن مازن يظن أن نظرة واحدة قد تحمل هذا القدر من التهديد.

لكنها كانت كذلك.

حين التقت عيناه بعيني إيثان في ممرّ القاعة الغربية، شعر بشيء أشبه بوخز في ظهره… كما لو أن الزمن نفسه توقّف ليراقب ما سيحدث.

إيثان بلايد، البطل الأصلي، الوريث النبيل، فارس الضوء، والوجه المثالي لكل بطلة من بطلات اللعبة.

ومع ذلك، في تلك اللحظة، لم يكن بطلاً في نظر مازن.

بل كان مراقبًا... متشككًا.

قبل ذلك بيوم، كان الجوّ مشحونًا بعد تدريب المبارزة.

الكثيرون بدأوا يتحدثون عن "تغيّر غريب في داركرايف"، وبعضهم تجرأ على القول إنه لم يكن شريرًا كما اعتقدوا.

لكن إيثان… لم يكن مقتنعًا.

في اجتماع مغلق داخل نادي النخبة، حيث يجتمع الطلاب الأوائل، التفت إلى أحد الزملاء وهمس:

"هل رأيت كيف قاتل؟ كأنه لا يعرف قدراته حقًا."

"أقصد… أليست تلك علامة نضج؟ ربما تغيّر فعلاً." ردّ الآخر.

لكن إيثان هزّ رأسه.

"لا. شيء ما لا يتطابق.

لقد درست ملفه. ليوناردو داركرايف لم يكن هادئًا ولا متزنًا… لم يكن يفكر قبل أن يهاجم. والآن؟ كل خطوة محسوبة. كل كلمة مدروسة."

صمت، ثم أضاف:

"كأن شخصًا آخر... يرتدي جلده."

مازن، من ناحيته، شعر بتلك التغيرات من حوله.

الطلاب الذين كانوا يشيحون بنظرهم عنه، صاروا الآن يرمقونه بنظرات تردد.

وفي إحدى حصص الكيمياء السحرية، لاحظ شيئًا جديدًا: إيثان جلس أمامه مباشرة… متعمّدًا.

طوال الحصة، لم ينبس بكلمة، لكنه أبقى مرآة صغيرة بين دفاتره، تعكس وجه مازن بدقة.

"إنه يراقبني"، فكّر مازن، وأمسك بالقلم بقوة.

لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك.

بعد الحصة، سبقه إيثان للخروج، ثم وقف عند الباب، كأنما ينتظر.

"لورد داركرايف." قال باسمه الكامل، دون ألقاب إضافية. لهجة رسمية… لكنها باردة.

مازن توقف، ورفع حاجبه.

"نعم؟"

"أريدك أن تعلم شيئًا… أنا أراقبك.

إذا كنت تخطط لشيء، حتى لو كان صغيرًا… سأعرف.

والأسوأ من ذلك؟

سأمنعك."

لم يكن في صوته تهديد واضح، لكنه كان كافيًا ليشعل في مازن شرارة.

ليس من الخوف، بل من الرهبة من أن تخرج القصة عن سيطرته أكثر.

"فلتراقب، يا فارس النور." قال وهو يعبر بجانبه. "لكن تذكر… أحيانًا، ما تراه العين ليس الحقيقة."

وللحظة، لمح ارتباكًا صغيرًا في عيني إيثان.

في نهاية اليوم، جلس نوار على سور الحديقة الشرقية، كعادته، بينما ألقى مازن بجسده بجانبه.

"بدأ يشك؟" سأل نوار وهو يقرأ في كتاب قديم بعنوان: "الكائنات العابرة في الأنظمة المغلقة."

مازن أومأ.

"سيكون عدوي التالي… أو بوابة الفهم الأكبر لهذا العالم."

نوار ابتسم ابتسامة صغيرة، وقال:

"أحيانًا… يكون البطل هو الشرير من وجهة نظر الشرير."

مازن ضحك بخفة، ثم نظر إلى السماء، وتساءل بصمت:

"هل سأبقى داخل هذه اللعبة… حتى أتحول لبطل؟ أم حتى أتحول لعدوها الحقيقي؟"

2025/04/15 · 56 مشاهدة · 409 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025