13 - رحلة إلى المكتبة – كتاب يتكلم ويكشف سرًا

في الزاوية الأبعد من الأكاديمية، حيث لا يجرؤ الطلاب على الاقتراب إلا عند الضرورة، تقع مكتبة الظلال.

ليست جزءًا من الخريطة الأصلية في اللعبة — أو هكذا كان يظن مازن.

لكن الصدفة، أو القدر، أو خطأ في الكود البرمجي للعالم… قادته إلى هناك.

"كنت أبحث عن كتب في السحر الغامض. لا شيء مريب."

قالها لنوار، الذي أصر على عدم الدخول معه.

"أنا لا أحب الأماكن التي تهمس الكتب فيها."

قال نوار، بينما انسحب إلى الظل، تاركًا مازن يعبر وحده.

داخل المكتبة، كانت الرائحة مزيجًا من الورق المتآكل والغبار والسحر النائم.

الأرفف تمتد كأنها متاهة… وأحيانًا، بدا وكأنها تتحرك قليلاً عندما لا ينظر إليها مباشرة.

مازن سار ببطء، يمرر يده على أغطية الكتب.

ثم، من بين مئات العناوين، كان هناك كتاب بلا عنوان.

جلد أسود، نقش فضي باهت… وكأنه يتنفس.

بمجرد أن لمسه، ارتجف غلاف الكتاب، وفتح نفسه على صفحة واحدة:

"أهلاً، لستُ كتابًا عادياً."

مازن تجمد. قلبه تسارع.

نظر حوله. لا أحد.

ثم نزلت الكلمات على الصفحة، كما لو كانت تُكتب أمام عينيه الآن.

"أنت لست من هنا، صحيح؟

أعني… من هذا العالم."

مازن ابتلع ريقه.

"أنت… تعرف؟" همس بصوت بالكاد يُسمع.

"بالطبع. أُنشِئتُ لأعرف.

ولأنك وجدتني، فهذا يعني أن الوقت بدأ بالنفاد."

الصفحة تقلّبت من تلقاء نفسها، كأن شيئًا حيًّا بداخلها.

"اللعبة التي تعتقد أنك داخلها… كانت مجرد تجربة.

لكن التجربة انكسرت.

وأنت… شذوذ."

"ماذا تقصد؟ هل هذا حلم؟ هل هناك لاعبون آخرون؟ كيف أخرج؟"

> "هذا العالم حيّ الآن.

القصص التي كانت سيناريوهات... أصبحت احتمالات.

وأنت تكتب نهايتك بنفسك، سواء أردت أم لا."

الكتاب توقف. الصفحات تجمدت. ثم قال أخيرًا:

"إذا كنت تريد النجاة…

فابحث عن البوابة.

إنها مخفية داخل قلب شخص لا يؤمن بك بعد."

قبل أن يسأل شيئًا آخر، انفجر الضوء من بين الصفحات، وأغلق الكتاب فجأة، ثم اندفع إلى داخل رف بعيد… كأنه لم يكن هناك.

مازن بقي في مكانه، يتنفس بثقل.

بين يديه، شيء صغير كان قد سقط من بين صفحات الكتاب:

ريشة زرقاء… تتوهج بالضوء.

وفي الخارج، نوار كان لا

يزال يراقب… من خلف أحد الأعمدة، حيث لم يرَه أحد.

همس :

"لقد وجده… أسرع مما توقعت."

2025/04/15 · 57 مشاهدة · 334 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025