منذ أن دخل عالم هذه اللعبة، لم يظن مازن أن حضوره لحفلة راقية سيكون من ضمن السيناريوهات المحتملة… خصوصًا كـ "ليوناردو داركرايف" — شخصية كانت تُمنع عادة من حضور مثل هذه المناسبات بسبب "سجله الأسود" في القصة الأصلية.
ولكن الآن، كل شيء تغيّر.
الإشعار ظهر على الشاشة شبه الشفافة:
> [تم تعديل الأحداث: حفلة منتصف الفصل – حضور إلزامي لكل النبلاء المعتمدين]
[مكان: القاعة الكريستالية – الساعة السابعة مساء]
[اللباس: رسمي]
مازن حدّق في الإشعار للحظات.
ثم تمتم ساخرًا:
"حسناً، حتى اللعبة بدأت ترتجل."
القاعة الكريستالية كانت مكانًا يضج بالألوان والأنوار.
ثريات تطفو في الهواء، موسيقى تعزف نفسها بأدوات لا تلمسها يد، وطاولات مزينة بأطباق غريبة الشكل والرائحة.
لكن أكثر ما شدّ الانتباه في تلك الليلة… كانت الأميرة إليانا.
شعرها الأبيض مسرّح بعناية، وعيناها البنفسجيتان تلمعان تحت ضوء القمر السحري الذي أُلقي على القاعة.
كانت ترتدي فستانًا بلون الشفق، يلمع كأنه مصنوع من سماء المساء نفسها.
وهي، بشكلٍ لا يصدق، كانت تتجه مباشرة نحو مازن.
الطلاب تفرقوا عن طريقها بهدوء.
حتى إيثان، الواقف قرب أحد الأعمدة، عبس دون أن يتكلم.
ومازن؟
بقي في مكانه، يبتلع توتره مع كل خطوة تقترب بها الأميرة.
وحين وقفت أمامه، كانت كلماتها أبسط مما توقع:
"أترقص معي، يا لورد داركرايف؟"
لم يكن السؤال.
بل الطريقة التي قالتها بها — لا خوف، لا تهكم، بل… فضول خالص.
مازن انحنى بخفة، ومد يده.
"سيكون شرفًا لي، جلالتك."
العزف تغيّر.
الأنغام صارت أبطأ، أهدأ، تحمل شيئًا من الحنين.
في وسط القاعة، رقصا.
وفي كل خطوة، كان يدرك شيئًا غريبًا:
الأميرة لم تكن تنظر إليه كما ينظر إليه الآخرون.
بل كانت تدرسه… تبحث عن شيء فيه.
"لقد تغيرت." قالت بصوت خافت، وهي تدور بين ذراعيه.
"كيف ذلك؟" ردّ بهدوء.
"كنتَ متغطرسًا… ساخرًا. أما الآن، فأنت…"
توقفت للحظة، ثم أضافت:
"غريب."
ابتسم، لكن من دون سخرية.
"ربما الغريب أفضل من أن أكون نسخة مكررة."
حين انتهت الرقصة، انحنت له كما تنحني الملكات لمن يربكنهن… ثم همست:
"احذر من إيثان. إنه لا يحب أن يخسر مركزه… ولا من يقترب مني."
ثم انسحبت بين الحشود، تاركة وراءها عطراً خفيفاً يشبه زهرة لم يعرف اسمها بعد.
ومازن؟
بقي في مكانه، وسط الأنوار، يدور في رأسه سؤال واحد:
هل بدأت الأميرة ترى ليوناردو… أم ترى من أكون فعلاً؟