15 - اشتباك سحري مفاجئ – كاد ينتهي بموتي

في الليلة التالية للحفلة، لم يغمض لمازن جفن.

كل ما دار بينه وبين الأميرة إليانا ظل يتكرر في ذهنه: كلماتها، نظراتها، والهمسة الأخيرة التي حذّرته فيها من إيثان.

"إنه لا يحب أن يخسر مركزه… ولا من يقترب مني."

كانت تلك الجملة تحمل أكثر من نبرة: تحذير؟ اهتمام؟ أم مجرد سياسة ملكية ناعمة؟

اليوم التالي كان هادئًا ظاهريًا.

لكن مازن، رغم ابتسامته الهادئة، شعر بشيء يقترب… كأن الهواء حوله يحمل نية خفية.

وخلال حصة التدريب السحري، حيث يُطلب من الطلاب التمرن على المبارزات المنظمة، تلقّى رسالة مفاجئة:

> "مبارزة تطوعية. الطالب: إيثان بلايد يطلب النزال مع ليوناردو داركرايف."

المدرب حاول الاعتراض.

"هذه المبارزات لا تجري بلا مقدمات أو أسباب. هذه ليست حلبة تصفية حسابات."

لكن إيثان قال بهدوء:

"بل اختبار. أريد أن أرى إن كان تغيّر لورد داركرايف حقيقيًا… أم مجرد واجهة."

ووسط نظرات الفضوليين، لم يكن أمام مازن خيار.

هو يعلم أن الرفض سيفسَّر كخوف… أو كدليل على شيء يُخفى.

الحلبة كانت بسيطة: دائرة سحرية محاطة بدرع واقٍ، تمنع السحر من التسرّب.

لكن في عالم تحكمه الأكواد، حتى الدرع الواقية يمكن كسرها… عند الحاجة.

وقف مازن على طرف، وإيثان على الطرف الآخر، عاقدًا حاجبيه ويده اليمنى على مقبض سيفه السحري.

"لا تأخذ الأمر شخصيًا." قال إيثان بصوت بارد.

"أنت طلبت هذا." رد مازن.

وبدأت المبارزة.

إيثان اندفع أولاً، بسرعة فاقت التوقع.

سيفه المصنوع من نور نقي أضاء المكان، وانقضّ بهجوم مفاجئ.

لكن مازن، رغم بطء ردة فعله، تجنّب الضربة في اللحظة الأخيرة مستخدمًا سحر "الانعكاس اللحظي" الذي بالكاد تدرب عليه.

وحتى الجمهور صمت… ثم بدأ يهمس:

"هل كان هذا... توقيت مثالي؟"

إيثان لم يبتسم. بل ازدادت ملامحه حدة.

"أنت… لست ليوناردو."

الضربة الثانية لم تكن مبارزة… بل هجوم قاتل.

إيثان استدعى تعويذة محظورة من المستوى الرابع — "نصل النور المتشعب"، وهي تعويذة لا تُستخدم إلا في الحروب.

مازن شهق، لا من الخوف… بل من الإدراك:

إيثان لا يختبره… بل يحاول قتله.

كل شيء بعد ذلك حدث بسرعة:

الدرع السحري تشقّق.

الضوء اخترق الهواء.

ومازن بالكاد تمكن من إطلاق تعويذة دفاعية جزئية… لم تصمد إلا للحظة.

الضربة أصابته في الكتف، وأسقطته أرضًا.

صرخ أحد المدرسين: "كفى!"

لكن الطاقة كانت قد أطلقت بالفعل.

لولا تدخّل نوار، الذي استخدم سحره المظلم لإيقاف الضربة الأخيرة، لربما كان مازن الآن مجرد جثة في حلبة تدريب.

"لقد جننت!" صرخ نوار في وجه إيثان.

"كنت ستقتله!"

إيثان لم يرد.

لكنه رمق مازن بنظرة طويلة، ثم غادر بصمت.

ومازن، وهو يتكئ على نوار للنهوض، لم يشعر بالغضب بقدر ما شعر بالحيرة.

هل كان هذا حقًا اختبارًا؟

أم أن اللعبة بدأت تُظهر وجهاً لا ينتمي للعبة… بل لشيء أعمق؟

وفي مكان بعيد، داخل مكتب المدير، كانت مرآة

سحرية تعكس ما جرى.

"بدأ الشرخ يتوسع…" قال المدير، وهو يضم يديه خلف ظهره.

"ومن هنا… لن يعود شيء كما كان."

2025/04/16 · 61 مشاهدة · 439 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025