الليل سقط على الأكاديمية كستارة من الحبر، يغطي الممرات ويجعل ظلال الأعمدة تبدو كأنها تتنفس.

مازن كان وحده في الطابق السفلي المهجور من المكتبة القديمة، حيث أخبره المدير أن أول خيوط "سيريل" قد تكون هناك.

فتح بابًا صدئًا كتب عليه: "الدخول محظور – الأرشيف الخفي".

الهواء الداخل كان مشبعًا بالغبار… والغموض.

بيد مرتجفة، حرّك شعلة سحرية صغيرة أمامه.

كانت الأرفف منهارة جزئيًا، والكتب مبعثرة، لكن في الزاوية البعيدة… وجد صندوقًا معدنيًا صغيرًا، مختومًا برمز لم يره من قبل.

اقترب منه، لكن قبل أن يلمسه، سمع صوتًا مألوفًا.

"البحث في الأماكن المحظورة... عادة لا تناسب من يدّعي الطيبة."

مازن تجمد.

إيثان.

استدار ببطء. كان إيثان يقف عند المدخل، غير مبتسم هذه المرة.

"ماذا تريد؟" سأل مازن.

"أفكر أن أطرح عليك نفس السؤال." قال إيثان، وسار ببطء نحوه.

"منذ أن بدأت تظهر هذه الظواهر الغريبة… كنت دائمًا في مركزها."

"وإن كنت كذلك؟" قال مازن، وهو يحاول إخفاء توتره.

"فهذا يعني… أن هناك خللًا يجب تصحيحه."

مازن تراجع خطوة.

"أتظن نفسك حارس النظام؟"

"أنا لا أظن." قال إيثان، وعيناه تلتمعان بشيء غريب…

"أنا مُبرمج لذلك."

سقط الصمت بينهما كحاجز من زجاج.

مازن همس: "أنت لا تعرف كل شيء. هناك لاعب قبلي. اسمه سيريل."

إيثان لم يُظهر رد فعل. بل اقترب أكثر، حتى أصبحا وجهاً لوجه.

"وإن كان؟"

"هذا يعني أن ما يحدث هنا… أكبر منّا."

في لحظة، رفع إيثان يده… وظهرت دائرة سحرية صغيرة خلفه. لم تكن هجومية، بل رمزية.

"أُحذّرك يا ليو — أو مازن، أو أياً يكن اسمك.

تابع العبث، وسأعتبرك تهديدًا رسميًا."

ثم استدار… وغادر كما أتى، تاركًا الصمت يلفّ المكان من جديد.

مازن زفر ببطء، ونظر إلى الصندوق مجددًا.

هذه المرة، فتحه.

وفي داخله… كان هناك مرآة سوداء صغيرة، وعليها كلمات محفورة بخط ناعم:

"تجرأ على النظر… فترى ما لا يجب رؤيته."

– سيريل كايزر

2025/04/19 · 29 مشاهدة · 286 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025