حين عاد مازن إلى غرفته، كانت "المرآة السوداء" التي وجدها في الأرشيف لا تزال تعكس ظلامًا لا نهاية له.
ليست مرآة عادية. بل بوابة… نحو ذاكرة منسية.
أخذ نفسًا عميقًا، ونظر فيها.
في اللحظة التي لمس فيها سطحها، اجتاحت ذهنه صور متداخلة:
قلعة سوداء تحترق… سماء تنفجر شقوقًا بنفسجية…
وأصوات تصرخ بلغة لا تنتمي لهذا العالم.
ثم، وجه — شاحب وذو عيون حمراء — يقول:
"سيعودون. لأن اللعبة خُرقت."
استفاق مازن على الأرض، قلبه ينبض كطبول الحرب.
كانت المرآة مشروخة.
وسمع صدى في رأسه: "حين تسقط القواعد… ينهض الأصل."
في اليوم التالي، اجتمع طلاب السنة في ساحة السحر للاختبار الفصلي.
لكن المشهد لم يكن كما هو مكتوب في سيناريو اللعبة.
عاصفة من طاقة غريبة هزّت الساحة.
وظهرت شقوق سوداء في السماء، لوهلة قصيرة… ثم اختفت.
الطلاب هلعوا، والأساتذة لم يستطيعوا تفسير ما حدث.
أما مازن… فكان يعرف.
هذه ليست صدفة. هذا ليس جزءًا من اللعبة بعد الآن.
في المساء، زار نوار غرفة مازن، وعيناه تبدوان جادتين بشكل لم يره من قبل.
"أنت رأيتهم، أليس كذلك؟" سأل نوار.
مازن لم ينكر.
"تلك ليست رؤى." قال نوار، بصوت خافت.
"بل ذكريات من العالم قبل بناء هذه اللعبة."
"وما الذي رأيته؟" سأل مازن.
نوار أجاب بنبرة محطمة:
"نهاية العالم… على يد من صمموا اللعبة ذاتها."