صرخات الطلاب تتعالى في الساحة، بينما آثار الشقوق التي فتحت في السماء ما زالت تتوهج بوميض بنفسجي، كأن العالم نفسه أصيب بشرخ لا يمكن إصلاحه.
الأساتذة هرعوا لتهدئة الطلاب، لكن حتى أقوى السحرة بدوا عاجزين عن تفسير ما حدث.
مازن، وحده، كان يعرف: اللعبة انحرفت. ولم تعد تتبع مسارها الأصلي.
عاد إلى غرفته، وقلبه يسبق خطواته. المرآة السوداء تشققت، والرموز التي كانت صامتة فيها بدأت تتوهج.
"حان وقتك"، همس صوتٌ خافت من الأعماق.
لم يكن متأكدًا إن كان سمعه بعقله أم بروحه.
حين لمس الشق في المرآة، انفتحت "ذاكرة" جديدة.
لم تكن مجرد رؤية — بل استدعاء لمكان مخفي تحت الأكاديمية: قبو سري، لا يمكن لأي طالب الوصول إليه.
لكنه يعرف الطريق الآن.
تحت الأرض، عبر دهاليز منسية ورموز مكسورة، وصل إلى باب حجري بلا قفل.
لكنه لم يكن بحاجة إلى مفتاح — فقد شعر أن سحر الظلام في دمه هو ما فتح الباب.
في الداخل، وجد حجرتين:
الأولى تحتوي على كتاب أسود مغلق بسلسلة، ينبض كأنه حيّ.
الثانية فيها جهاز بلوري غريب الشكل، تحيط به تعاويذ مفقودة.
حين مدّ يده نحو الكتاب، سمع الصوت ذاته مرة أخرى:
"هذه ليست تعاويذ للسيطرة... بل للنجاة."
فتح الكتاب، وإذا به يقرأ تعاويذ لم تُسجل في أي مناهج:
ظلال الروح – Umbra Anima
اللّعنة المعكوسة – Reversus Maledictum
بوابة الظلال – Tenebris Porta
كل تعويذة تحمل إحساسًا بالقدم والغموض... لكنها استجابت له كما لو كانت تنتظره منذ زمن.
أما الجهاز، فقد تفاعل مع لمسته.
انبعث منه ضوء أسود ناعم، كأنه يتناغم مع سحره.
مُعزز سحر الظلام — جهاز ابتكره أحد مطوري اللعبة، لم يُستخدم من قبل. يزيد من قوة التعاويذ، لكن على حساب طاقة المستخدم.
قبل أن يغادر، ظهر انعكاس وجهه على البلورة.
لكنه لم يكن وجه "ليوناردو" الذي اعتاد رؤيته.
كان... هو.
مازن.
"إذا لم أعد في اللعبة... فمن أنا الآن؟"
خرج من القبو، والسماء ما زالت تئن من أثر الشقوق.
في اليوم التالي، تلقّى رسالة سرّية من نوار:
"بوابة أولى انفتحت. الشياطين سيصلون قريبًا."
مازن لم يجب.
لكنه همس وهو يغلق باب
غرفته:
"ليأتوا."