كانت المكتبة المهجورة في الطابق السفلي للأكاديمية مغلقة بالشمع الملكي منذ سنوات. مكان يُمنع دخوله، ليس لأنه خطير، بل لأنه منسيّ… أو هكذا قيل.
لكن مازن لم يعد يؤمن بالخرافات الرسمية.
قادته رؤيته الليلة الماضية، والشعور المتزايد في قلبه، إلى بابها الحديدي الثقيل. رفع يده، ولم يستخدم مفتاحًا… بل همس بتعويذة ظلام جديدة تعلمها الليلة الماضية من الحجر:
"كشاف الأثر… افتح لي طريق الساكنين بين السطور."
توهج الرمز على الباب، وفتح ببطء، كما لو أنه تنفس بعد نوم طويل.
كانت الكتب هناك مغطاة بالغبار، وكل رف يُشبه مزارًا لنسيان متعمد.
لكن مازن لم يكن يبحث عن كتب دراسية… بل عن ذلك الكتاب.
نوار أخبره أن شخصًا من "خارج اللعبة" دخل المكتبة منذ سنوات، وترك خلفه شيئًا لا يراه إلا من يملك سحر الظلام.
كان هناك… كتاب جلدي مغلق بسلسلة من الكلمات الغامضة.
ما إن لمسه مازن حتى بدأت الحروف تتحرك، كأنها تنزف من الورق نفسه، وتشكلت أمامه عبارة:
"إلى من يرى الحقيقة: إن قرأت هذا، فأنت الأمل الأخير."
فتح الكتاب… وانكشفت الحقيقة على مراحل:
قبل سنوات، دخلت "روح لاعب" هذا العالم. لم يكن ليوناردو، بل شخص قبله، حاول تغيير النهاية.
فشل… لأنه فتح بوابة الشياطين عن طريق الخطأ أثناء محاولته تدمير قلب اللعبة.
الكارثة أُخفيت، والعالم أعيد برمجته لنسيان تلك الحقبة… لكن الشق في السماء هو أول علامة أن النسيان لم ينجح.
وفي الصفحة الأخيرة، وُجد رسم غامض لجهاز غريب الشكل، يشبه القفاز السحري، مع تعليق بخط اليد:
"هذا هو مفتاح التحكم بالسحر المظلم… إذا وجدته، كن حذرًا. فهو لا يُضخم السحر فحسب، بل يكشف نواياك الحقيقية."
في تلك اللحظة، سمع مازن صوتًا خلفه.
– "أتعلم، لا يُفترض أن يكون أحد هنا… خصوصًا أنت."
كان الصوت ساخرًا، مألوفًا، ومليئًا بالريبة.
استدار مازن ليجد… إيثان.
بطل اللعبة، يقف بينه وبين الخروج، وبيده سيفه نصف المشع.
– "لا وقت للدراما، إيثان."
– "الغريب أن كل دراما الأكاديمية تدور حولك، ليوناردو… أو مازن، أيًا كان اسمك."
حدق إيثان في الكتاب، ثم في الشق فوق رأسه.
– "هل أخبرك أحد… أن كل هذا بدأ يتجاوز حدود اللعبة؟"
مازن أغمض عينيه للحظة، ثم قال بهدوء:
– "إذن، أنت بدأت ترى ما أراه."
إيثان لم يُجب.
لكن السيف في يده… لم يعد موجهًا لمازن.
بل لما وراء الباب، حيث خرجت همسة مظلمة… وضوء بنفسجي شاحب بدأ يزحف من الزاوية.