كان الضوء البنفسجي المتسلل من الزاوية لا يشبه أي تعويذة رأوها من قبل.
كأنه ظل حي… يتحرك عكس مصدر الضوء، يزحف فوق الجدران ويهمس بكلمات غير مسموعة.
مازن وقف في مكانه، بينما رفع إيثان سيفه بانعكاس غريزي.
– "ما هذا…؟!"
– "ليس سحرًا بشريًا." همس مازن.
ظهر من خلف الأرفف شكل باهت… لم يكن شيطانًا بشكله الكلاسيكي، ولا روحًا شريرة. كان أقرب إلى صورة مشوهة لإنسان فقد ملامحه، يرتدي زي طالب من الأكاديمية، لكن وجهه ممحو، وصدره مفتوح على فراغ أسود.
مدّ الكيان يده… لا ليمسكهما، بل ليزرع شيئًا في الأرض.
لحظة واحدة… ثم اختفى، كما لو أنه لم يكن موجودًا قط.
إيثان اقترب من المكان، بحذر.
– "هذا… رمز. دائرة استدعاء؟"
– "لا. هذا ختم… ولكنه ناقص." قال مازن وهو يحدّق إلى خطوط الدائرة التي ارتسمت على البلاط.
استدار إلى الكتاب الذي وجده قبل قليل… فقلب صفحاته بسرعة. ثم توقف عند صفحة كانت فارغة قبل لحظات.
الآن… كُتبت عليها جملة واحدة:
"إذا اكتمل الختم… فلن يبقى شيء."
خارج المكتبة، بدأت الأكاديمية تشعر بالاضطراب.
طلاب يرون أحلامًا متكررة عن “مخلوقات تخرج من جدران المدرسة”.
المعلمون يتلقّون أوامر بعدم الحديث عن الشق في السماء.
والمدير… اختفى دون إعلان.
في المساء، اجتمع مازن مع نوار في أحد ممرات الطابق العلوي، بعيدًا عن العيون.
– "هل رأيت ما رأيناه؟"
– "أجل… الختم هو أول الطقوس. هم لا يغزون العالم دفعة واحدة… بل يبنونه من الداخل."
مازن فكر للحظة، ثم سأل:
– "من هو الكيان الذي زرع الختم؟ بدا… بشريًا."
– "لأنه كان بشريًا. أو ربما لا يزال."
– "ماذا؟"
– "بعض البشر… عندما يُستهلكون بالكامل من قبل طاقة الشياطين، يتحولون إلى "الناقلين". أدوات تُستخدم لاختراق هذا العالم."
في نهاية اللقاء، مدّ نوار لمازن شيئًا صغيرًا ملفوفًا بقطعة قماش سوداء.
– "وجدناه في غرفة المدير."
– "ما هذا؟"
– "الجهاز."
فتح مازن القماش… وظهرت قفازة سحرية داكنة، مرصعة برمز غامض يشبه عينه.
عندما لمسها، ش
عر بنبض الظلام داخله يتجاوب.
كانت تتوهج… كأنها تعترف به كمالك لها.
– "من الآن فصاعدًا، أنت لا تُخفي قوتك… بل توجهها."
قال نوار، ثم استدار ليغادر.
– "وإلى أين تذهب؟"
– "للجنوب. بوابة جديدة ستُفتح قريبًا، وعلينا ألا نكون متأخرين."
أما مازن… فبقي واقفًا في الظلام، يحدق في القفاز، وفي الختم الذي لا يزال يتوهج في ذاكرته.
وعرف حينها أن اللعبة لم تعد لعبة…
وأن الوقت ينفد.