في صباح اليوم التالي، اجتاحت الأكاديمية موجة من التوتر الصامت.

الطلاب يتحدثون بصوت خافت عن أحلام غريبة، عن أصوات تناديهم من الحائط، وعن ظلال تمر عبر النوافذ.

ولم يكن أحد يعلم… أن قلب الأكاديمية بدأ ينبض بشيء جديد.

مازن جلس في الصف، يحدّق في سبورة خالية، بينما يد المدرّسة تتحرك بلا روح.

لم يكن يستمع. بل كان يشعر.

شيء ما في الأرض تحته… يتنفس.

في منتصف الدرس، قاطع الصوت العالي النظامي دخول أحد الحراس الملكيين فجأة.

همس شيئًا في أذن الأستاذة، ثم غادرا معًا، تاركين الفصل في همهمة مشوشة.

نهض مازن، وتسلل من الباب الخلفي دون أن يلاحظه أحد.

قادته خطواته إلى الساحة الخلفية، حيث تجمّع المعلمون وعدد قليل من الطلاب المتفوقين.

وفي وسط الدائرة… كانت الحفرة.

لم تكن طبيعية. ترابها احترق إلى السواد، وأطرافها ترتجف كأن الأرض مريضة.

وفي قاعها، ظهرت دائرة استدعاء جديدة، مكتملة هذه المرة.

وكل من نظر إليها… سمع شيئًا.

همسات. نداءات. وعد بالقوة… أو بلعنة لا رجعة منها.

ظهر المدير فجأة، وكأن أحدًا استدعاه من العدم.

– "أغلقوا الساحة. لا أحد يدخل أو يقترب."

لكن صوته لم يكن حازمًا كالمعتاد. بل كان خائفًا… وكأن شيئًا ما يعلم أنه يكذب.

مازن تسلل لاحقًا، عائدًا إلى الحفرة، مرتديًا القفاز السحري.

رفع يده فوق الختم، فشعر بطاقته تتفاعل معه فورًا. القفاز تلمع عينه السوداء، وبدأت الرموز تُترجم داخل رأسه.

"ختم الاستدعاء النائم… تم تفعيله جزئيًا."

"استجابة الطاقة: 72%."

"إذا لم يتم كسره خلال 48 ساعة، سيفتح البوابة."

في تلك اللحظة، ظهرت "سيرا" خلفه.

– "أنت دائمًا في المكان الخاطئ… في الوقت الخاطئ، ليوناردو."

– "أو ربما… في المكان الصحيح."

– "ماذا تفعل؟"

– "أمنع نهاية العالم، على ما يبدو."

نظرت إليه للحظة، ثم قالت ببطء:

– "كنت أراقبك… لأجل الأميرة. لكنك تغيّرت."

– "وهل هذا جيد… أم سيئ؟"

– "لم أقرر بعد."

اقتربت خطوة، ثم همست:

– "لكن لو أنك كذبت عليّ… سأقتلك قبل أن تفعل الشياطين."

وفي الأعلى… بدأت السماء تتغير.

شقوق صغيرة، مثل ندوب زرقاء، تتسع ببطء… تنذر بأن القادم لن يكون مجرد حرب سحرية.

بل غزو من عالم لا يعرف الرحمة.

2025/04/21 · 14 مشاهدة · 326 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025