المساء سقط كستار أسود فوق الأكاديمية، والطلاب مُنعوا من مغادرة寮هم.

أُعلن أن هذا مجرد "تدريب طارئ"… لكن من في هذا العالم ما زال يصدق الأكاذيب بسهولة؟

مازن جلس في غرفته، يحدق في القفاز على يده، يراقب كيف تلمع عينه كلما اقترب من النوافذ.

ترددت التعاويذ في ذهنه، بعضها لم يفهمه، وبعضها شعر وكأنه اختُرع خصيصًا له.

"نفي الظل"

"اختراق الظلام"

"قلب الروح"

أسماء خطيرة… لا تُدرَّس في الأكاديمية.

في الأسفل، بدأ طنين خافت.

طنين تصاعد تدريجيًا حتى بدأ يهزّ الأرض نفسها.

قفز مازن إلى الخارج، وركض نحو الساحة الخلفية… وهناك رأى ما لم يتوقعه:

الختم… قد كُسِر.

لكن ليس عن طريقهم.

بل من الداخل.

انشقت الأرض، وخرجت منها أذرع طويلة مغطاة بالوشوم السوداء.

لم تكن مخلوقات كاملة… بل أجزاء، كأن هناك شيئًا يحاول المرور لكنه لا يستطيع.

ومع ذلك، هذا لم يمنعهم من مهاجمة الموجودين.

كانت هناك مجموعة من الحراس تحاول إغلاق المكان، لكنهم سقطوا واحدًا تلو الآخر.

تجمّد الوقت حولهم… وكأن وحشًا يغذي الخوف داخل أجسادهم.

– "تراجعوا!" صرخ أحد القادة. "هذا ليس عدوًا يمكننا فهمه!"

مازن لم يتراجع.

رفع القفاز، واستدعى أول تعويذة:

– "نفي الظل."

انطلقت موجة سوداء من يده، لكنها لم تكن تدميرية.

بل أقرب إلى شعاع طارد، أجبر الأذرع على التراجع للحظة… ثم هاجمت بشراسة أكبر.

ظهر إيثان من العدم، سيفه مضاء باللون الأزرق السماوي.

– "كنت أعلم أنك ستأتي."

– "وكنت أعلم أنك ستتأخر كعادتك."

تبادل الاثنان نظرة، ثم انطلقا معًا، كأنهما خُلقا للقتال جنبًا إلى جنب.

إيثان قفز إلى إحدى الأذرع، وقطعها بسيفه، لكنها أعادت تشكيل نفسها فورًا.

– "إنها لا تموت!"

– "ليست حيّة من الأساس." ردّ مازن.

وبينما كانا يهاجمان، لاحظا أن الختم بدأ يعيد ترميم نفسه.

– "إنه حي… يتفاعل مع الألم."

ركض مازن نحو المركز، وضع يده على التربة، وهتف بتعويذة لم يستخدمها من قبل:

– "قلب الروح!"

انتشرت دائرة رمزية ضخمة، أضاءت المكان كله للحظة، ثم ابتلعت الأذرع بالكامل.

عادت الأرض إلى السكون… لكن لم يكن هذا نصرًا.

بل مجرّد بداية.

في آخر المشهد، سمع الاثنان همسة تخرج من الحفرة:

– "لقد… رآكم… الملك."

2025/04/22 · 18 مشاهدة · 326 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025