الفصل 2: خيارات اللعبة تظهر... وأنا لا أفهم شيئًا
كان كل شيء يبدو أكثر واقعية مما يجب. التفاصيل الدقيقة في الزخارف على الجدران، دفء ضوء الشمس الذي يتسلل من النوافذ العالية، وحتى رائحة الحبر القديم في القاعة... كلها أشياء لم تكن موجودة في لعبة مرئية عادية على شاشة حاسوب. ومازن، أو ليوناردو كما يسمّونه هنا، لم يكن يعرف إن كان يعيش حلمًا واقعيًا، أو كابوسًا فاخرًا.
جلس على مقعده الفخم داخل قاعة الدروس الأولى، متصلّب الجسد، يحاول ألّا يلفت النظر رغم أن هيئته وحدها كافية لجعل الجميع يحدّق به. هيبة الشرير الأنيق، بنظرهم... ووجه شاحب بنظر نفسه.
"اليوم سندرس تقنيات التحكم بسحر العناصر"، قال المدرس ذو العباءة الأرجوانية، بينما تمر عيناه فوق الطلاب حتى توقفت عليه، "نبدأ بك يا ليوناردو."
مازن شهق داخليًا. "ليش دايمًا أنا؟!"
وقبل أن يتكلم، ظهر أمام عينيه ذلك الشيء المألوف من اللعبة:
> [خيار حوار]
A) "أنا لا أحتاج لدروس، فأنا الأقوى هنا."
B) "آسف، لم أراجع الدرس."
C) (تنهض بصمت وتبدأ التمرين)
بلا تفكير، ضغط ذهنيًا على C، متمتمًا في نفسه: «أقل شيء يسوي لي مشاكل.»
نهض من مقعده بخطوات متزنة، ووقف في منتصف الساحة التدريبية. الجميع يحدّق، بعضهم بسخرية، وبعضهم بترقّب، وكأنهم بانتظار مسرحية يعرفون نهايتها مسبقًا.
رفع يده كما تذكر من مشاهد اللعبة، وتمتم:
"يا ظلالَ الليل، أجيبي نداءي..."
في لحظة، انبعثت دوامة من الظلال السوداء حوله، وفي وسطها تكوّن تنين صغير، شفاف، بأجنحة دخانية وعيون حمراء كالجمر. زأر التنين بصوتٍ خافت لكنه مخيف بما يكفي لجعل أحد الطلاب يسقط قلمه ويرتجف.
"أنا... بس كنت أجرب تعويذة بسيطة؟!" قالها بخوف وهو يرى أعين الطلاب تتسع رعبًا.
> [مهارة خاصة مفعّلة: "تأثير الرعب"]
-15 ثقة
+30 خوف
أعاد التنين إلى بُعده بضربة سريعة، ثم عاد إلى مقعده بهدوء مصطنع. لم يتكلم أحد. لا المدرّس، ولا الطلاب. فقط صمت ثقيل... وبعض النظرات المريبة.
انتهى الدرس ببطء، ومازن خرج من القاعة وهو يتمنى أن تبتلعه الأرض. أو على الأقل أن ينتهي الحلم.
لكن الحلم استمر.
مشّى قدميه بتعب في الساحة الخلفية للأكاديمية، حيث الهواء نقي أكثر وأقل ضغطًا. أراد فقط الجلوس تحت شجرة والهدوء… لكنه لم يكن وحده.
هناك، تحت شجرة بأزهار زرقاء متوهجة، كانت تجلس فتاة تفتح كتابًا بيد واحدة، وتمد الأخرى لتلاعب طائرًا صغيرًا من السحر الطائر.
شعر فضي طويل، عيون زرقاء هادئة كالبحر، وهيبة ملكية بلا تكلّف.
كانت الأميرة إليانا.
وما إن التقت نظراتهما، حتى ظهر الخيار مجددًا:
> A) "تبدين جميلة اليوم، سمو الأميرة."
B) "هل تقرئين عن كيفية الحكم؟ مثير للاهتمام."
C) (تحدّق بها بصمت)
اختار B بسرعة، محاولًا أن يبدو ذكيًا، لا غريبًا.
رفعت الأميرة رأسها ببطء، ونظرت إليه كما ينظر القاضي إلى متهم غريب الأطوار.
"لم أتوقع منك هذا الاهتمام يا دوق داركرايف. هل تحاول التودد إليّ هذه المرة بدلًا من التهديد؟"
"لا، لا، أقصد… مهتم بالتاريخ! أعني، السياسة!"
أطرق رأسه وهو يشعر بأنه سيُسجن في أي لحظة بسبب حماقته.
ظهرت نافذة أخرى في رأسه:
> +5 فضول
-2 احترام
ابتسمت الأميرة قليلاً، لكنها لم تجب، وعادت إلى كتابها، وكأن الحديث لم يحدث.
"أوووف..." تنهد داخليًا وهو يبتعد ببطء.
في نهاية اليوم، حين عاد إلى سكنه، فتح خزانته الصغيرة ليجد رسالة مطوية وُضعت بعناية داخلها.
فتحها وقرأها، والدم يتجمّد في عروقه:
"أنت لست من هنا... أليس كذلك؟"
"قابلني في المدرج المهجور... منتصف الليل."
رفع عينيه ببطء، نظر حوله،
ثم إلى الرسالة مرة أخرى.
من كتبها؟ وكيف عرف؟ وهل هو... الوحيد العالق في هذا العالم؟