في اليوم التالي، عُقد اجتماع سري داخل قاعة مغلقة تحت الأكاديمية.

حضرته شخصيات لم يكن يُتوقع اجتماعها أبدًا: المدير، إيثان، نائبة الرئيسة، وبعض كبار المعلمين.

ومازن… الذي حضر بدعوة غريبة وصلت تحت بابه، مختومة بشعار لم يره من قبل.

وقف المدير وسط الغرفة، وقال بنبرة أثقل من العادة:

– "الكيان الذي حاول العبور ليس شيطانًا عاديا… بل تابعٌ للـ 'ملك'."

همس الحاضرون فيما بينهم، وكأن الاسم ذاته يُشعل الخوف في قلوبهم.

– "أسطورة؟" تمتمت النائبة.

– "ربما. لكنه يتحدث… ويمدّ يده عبر الأختام القديمة. والأدهى…"

– "لقد رأى اثنين من طلابنا."

هنا نظر المدير مباشرة إلى مازن وإيثان.

سأل مازن، بنبرة أكثر برودًا مما توقّع الآخرون:

– "ما معنى أنه 'رآنا'؟"

أجاب أحد المعلمين:

– "الكيانات العليا لا ترى كما نرى. حين يلمح أحدهم، يبدأ بعلامته. وقد تبدأ الآن رؤى… تغيّر في الطاقة… أو تلاعب بالواقع."

قال إيثان بجمود:

– "أنا مستعد. ما دمت أستطيع إيقافه."

لكن المدير لم يبدُ مطمئنًا، بل نظر إلى مازن وقال:

– "أنت من لا أفهمه بعد. سحرك يتفاعل مع الأختام كما لو أنك… صُمّمت لها."

في الخارج، جلس مازن في الحديقة الخلفية، وحده.

تأمل في القفاز. في تعاويذه الجديدة. في الهمسات التي بدأت تزوره… في أحلامه.

وفي كل ليلة، بات يرى نفس الشيء:

عرش أسود، جالس عليه ظل لا ملامح له… ينظر إليه بابتسامة مألوفة بشكل مقلق.

ظهر نوار فجأة، يجلس إلى جانبه وكأنما يعرف متى يظهر دومًا.

– "أحسستَ به، أليس كذلك؟"

– "منذ أن لمست الختم."

– "هو لا يراك كعدو… بل كوريث محتمل."

مازن لم يجب. لم يكن يعرف كيف يشعر حيال هذا.

– "هل تعلم ما هو الفرق بينك وبين الآخرين؟" قال نوار، وهو يحدق في السماء المظلمة.

– "أنك… عندما تنظر في الظلام، لا تُدير وجهك."

– "أنت تنظر… وتبتسم."

فجأة، ارتجّت الأرض مرة أخرى، لكن هذه المرة ليست من حفرة أو أذرع.

بل من السماء نفسها…

شقّ عملاق بدأ يتشكل في السحاب،

ببطء… كأن العالم نفسه بدأ يُفتح.

والهمسات عادت:

– "اقترب… وارثُ العرش."

2025/04/22 · 22 مشاهدة · 316 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025