في اليوم التالي، لم يُفتح باب الأكاديمية.
كان الحُراس صامتين، الطلاب يتنقلون بنظرات مرتابة، وأصوات غريبة تتردد من الغابة الشرقية.
السماء داكنة على غير العادة… كما لو أن الليل قرر أن يبدأ مبكرًا هذا اليوم.
مازن وقف عند النافذة، يراقب الشق البنفسجي في السماء.
صار أكبر.
وأسوأ.
وصلته رسالة سحرية من "كلير"، مستعجلة:
> "تعال إلى الغابة الشرقية. الأمر يتعلق بك."
لم يتردد. ارتدى عباءته السوداء، وأخفى القفاز تحتها، ثم خرج دون أن يُلاحظ أحد.
عند الوصول، وجدهم جميعًا: إليانا، كلير، سيرا… وحتى إيثان.
كلهم واقفون أمام بوابة حجرية لم تكن موجودة قبل يومين.
والأغرب… أنها تُصدر نبضات، كأنها قلب عملاق.
إيثان كان أول من تكلّم:
– "هذه ليست مجرد بوابة… إنها نقطة عبور."
مازن رفع حاجبه: "عبور؟ إلى أين؟"
– "إلى ما وراء الجدار. حيث وُلد كل شيء."
ثم خرج صوت من الداخل.
ليس صراخًا، ولا حديثًا، بل جملة واحدة:
> "أنتم متأخرون… والملك استيقظ."
انفجرت الأرض تحتهم فجأة، وظهر سرب من المخلوقات الشيطانية، ليست من الأنواع التي درسوها في كتب الوحوش… بل كانت ملتوية، ذات عيون متعددة، وجلد متشقق ينبض بسواد مائع.
ووسط الفوضى، لم يتحرك مازن.
بل أغلق عينيه.
رفع يده، وهمس: "تعويذة الانعكاس… مظلة الدم."
في لحظة، تكوّن قوس أسود من طاقته، شكّل حاجزًا يدور حول الجميع، وانعكست جميع الهجمات على الشياطين أنفسهم، كأن المدى السحري تحوّل إلى مرآة قاتلة.
اندهش الجميع. حتى إيثان.
– "هذا… ليس سحرًا عاديا."
مازن أجاب، وعيناه تتوهجان: "بل هو الأصل."
وبينما كانت الشياطين تذوب، ظهرت شخصية على حافة التل المقابل.
شخص يرتدي عباءة من العظام، يحمل خنجراً من العاج الأسود، وصوتٌ يسبق حضوره:
– "مرحبًا يا من استولى على ما لا يخصه… هل تريد أن تعيده؟ أم أن تصبح الملك بدله؟"
لم يجب مازن.
لكنه ابتسم، لأول مرة.
ابتسامة لا هي للشر… ولا للخير.
بل ابتسامة من عرف أنه لم يعد مجرد "لاعب" داخل لعبة.
بل أحد صنّاعها.
" ستبدأ الحرب قريبا "