مع بزوغ فجر اليوم التالي، كانت الأكاديمية تغلي كالمرجل.

الحشود تتدفق من كل جهة:

طلاب يحملون صناديق ذخيرة، سحرة يراجعون التعاويذ، فرسان يشحذون أسلحتهم، والمعلمون يصرخون بالأوامر.

لكن وسط هذا كله، كان مازن يسير بخطى هادئة، يتجه مباشرة نحو قلب الأكاديمية — القاعة الغربية، حيث ينتظره شخص غير متوقع.

حين دخل، رأى الجالس هناك.

رجل طويل، شَعره أبيض كالثلج، عيناه رماديتان، وهيبته لا تخفى حتى من خلف رداء المسافر البالي.

"اللورد ألريخ." تمتم مازن.

لم يكن يتوقع رؤيته هنا.

اللورد ألريخ، قائد مملكة الشمال، آخر شخص تخيل مازن أنه سيوافق على حضور اجتماع في أرض الأكاديمية.

هذا الرجل عُرف عنه لسنوات رفضه التعاون مع المجلس الملكي، واعتباره الأكاديمية مكانًا تافهًا لا يُعتمد عليه.

لكن ها هو، جالس هنا، ينظر مباشرة لمازن.

قال بصوت عميق:

"سمعت أنك، الفتى المظلم، تمسك بالخيوط هنا."

ضحك مازن بخفة.

"ليس الخيوط… بل القنابل."

أومضت شفتا ألريخ بابتسامة باهتة.

"إذن، قل لي، يا سيد الظلام… لماذا يجب أن أقاتل بجانبكم؟"

كان هذا هو الاختبار الحقيقي.

في الخارج، كانت الأكاديمية تصطف للدفاع، لكنهم كانوا يعرفون أنهم وحدهم لا يستطيعون الصمود.

كانوا بحاجة إلى التحالف مع اللوردات، مع الممالك، مع أي قوة مستعدة لوضع دمها في هذا القتال.

أخذ مازن نفسًا عميقًا.

نظر مباشرة في عيني ألريخ.

"لأنهم لا يريدون الأكاديمية فقط."

"إنهم يريدون كل شيء."

"إذا سقطنا نحن هنا، ستسقط أنت غدًا."

سكت لحظة.

"وإذا وقفتَ معنا الآن ستكون جزءًا من النصر، لا من الخراب."

مرت لحظات طويلة من الصمت.

ثم، فجأة، نهض ألريخ.

وضع يده الثقيلة على كتف مازن، وضغط بقوة.

– "أنت تشبه والدك."

تجمد مازن في مكانه.

والدي؟

لكنه لم يملك وقتًا للسؤال.

ألريخ استدار بالفعل، صائحًا بصوته الجهوري:

– "استدعوا فرسان الشمال!"

– "من هذه اللحظة، نحن في حرب!"

خارج القاعة، كانت هناك عيون تراقب.

إيثان، الذي وقف في الظلال، عضّ شفته.

لم يعد يفهم

هل مازن حقًا الشرير هنا؟

مع غروب الشمس تجمعت القوات.

أكثر من خمسين ساحرًا من كبار الأكاديمية،

ثلاثمئة فارس مدرع من مملكة الشمال،

الطلاب الأذكى والأشجع الذين قرروا البقاء.

في المقدمة، وقف مازن.

خلفه نوار، كلير، إليانا، وسيرا.

لم يكن هناك مجال للتراجع بعد الآن.

صرخ مازن:

– "ابتداءً من الغد"

– "لن ندافع فقط."

– "سوف نهاجم."

2025/05/02 · 22 مشاهدة · 350 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025