الفصل 3: أول لقاء مع الأميرة إليانا

كانت السماء صافية، والنسيم يحمل معه رائحة الزهور السحرية المنتشرة في حدائق الأكاديمية. الوقت كان بعد الظهر، والطلاب متوزعون بين الأنشطة، بعضهم في الساحة، والبعض الآخر في المكتبة أو يتدرّبون في ملاعب السحر. أمّا مازن، أو ليوناردو كما بات يُعرف، فكان يحاول الاختباء من العالم تحت ظل شجرة عند طرف الحديقة الملكية.

لقد مرت ساعات فقط منذ تلقى الرسالة الغامضة، لكن قلبه ما زال ينبض بسرعة. من يعرف سره؟ هل هناك شخص آخر من "العالم الحقيقي" هنا؟ أم أن اللعبة نفسها بدأت تنكسر؟

قطع أفكاره صوت خطوات هادئة، خطوات لا تليق سوى بشخصية ملكية.

التفت، وإذا بها تظهر.

الأميرة إليانا، مرة أخرى. هذه المرة دون حاشية، دون حراسة، تحمل مظلة أنيقة وتحمل في يدها كتابًا، لكنها لا تقرأه.

توقفت أمامه مباشرة، وحدّقت فيه بعمق، وكأنها تحاول سبر أغوار روحه.

"أتعلم، يا دوق داركرايف..." قالت بهدوء، "...لقد تغيرت."

بلع ريقه بصعوبة. "ماذا تعنين؟"

"أنت لم تعد تتحدث بنفس الطريقة... نظراتك ليست حادة كما كانت. والأهم..."

اقتربت خطوة، حتى بات بإمكانه شمّ عطرها الخفيف، "أنك لم تحاول التلاعب بأحد منذ بداية الفصل الدراسي."

أخفض نظره، محاولًا تجنب الخيار الحواري الذي بدأ يظهر في رأسه، لكنه فشل:

> [خيار حوار]

A) "ربما كبرت ونضجت."

B) "أحاول أن أكون شخصًا أفضل."

C) (تبتسم بغموض وتقول: "ولم لا؟")

ضغط على C، كعادته عندما لا يعرف ما يقول.

ابتسمت إليانا بدورها، لكن ابتسامتها لم تكن مليئة بالإعجاب، بل بالريبة. "هذا ليس من عادتك، ليوناردو. لا أمانع هذا التغيّر، لكنه... مقلق."

جلست بجانبه دون إذن، وفتحت الكتاب على صفحة معيّنة، لكنها لم تقرأ. ظلت تنظر أمامها، وكأنها تنتظر أن يتكلم.

"أشعر وكأنني في اختبار مستمر..." تمتم.

رفعت حاجبًا، "وهل اعتدت الفشل في الاختبارات؟"

"أنا؟ لا. لكن هذا... اختبار لا أعرف أسئلته أصلاً."

ضحكت بخفة، وللمرة الأولى، شعر مازن أن شيئًا ما قد تغيّر فعلًا. لم تكن هذه إليانا المغرورة التي تظهر في اللعبة... كانت إنسانة حقيقية، حذرة، فضولية، ربما حتى... وحيدة؟

"هل تعرف، دوق داركرايف؟ أحيانًا، أشعر أننا جميعًا محاصرون داخل قفص ذهبي... حتى أنت."

نظر إليها بدهشة. هل هي تتحدث مجازيًا؟ أم أنها تشعر بشيء فعلاً؟

قبل أن يستطيع الرد، نهضت فجأة وأغلقت الكتاب.

"هذا حديث كافٍ لليوم. لدينا حصّة نبوءة غدًا. لا تتأخر."

واستدارت وغادرت.

لكنه لم يستطع الحراك. لمجرد لحظة، لم يكن يشعر بأنه "شخصية في لعبة"... بل شاب حقيقي، عالق في مكان حقيقي، وسط أناس حقيقيين.

ونظرة إليانا الأخيرة له... لم تكن نظرة أميرة لشرير، بل نظرة إنسانة تحاول أن تفهم من يكون.

وعندما عاد إلى غرفته في تلك الليلة، وضع

الرسالة الغامضة أمامه، وهمس:

"هل يوجد أحد... غيري؟"

2025/04/12 · 144 مشاهدة · 413 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025