الفصل 4: اختبار السحر – لقد أبليتُ بلاءً حسنًا بالخطأ!
بدأ الصباح كما العادة، بأجراس الأكاديمية تدق بنغمتها الفاخرة، وتلاميذ يهرولون هنا وهناك بأرديتهم الرسمية، ووجوههم إما ناعسة أو متوترة. لكن مازن كان متوترًا أكثر من الكل. ليس لأنه يخشى الاختبار، بل لأنه لا يعرف ما الذي يُختبر فيه أصلًا.
"اختبار السحر؟ ما نوعه؟ عملي؟ نظري؟ كلاهما؟ وهل الخيارات الحواريّة راح تطلع لي حتى وسط الامتحان؟!" تمتم وهو يسرّح شعره أمام المرآة.
في طريقه إلى قاعة الاختبار الكبرى، مرّ بالممر المخصص للنبلاء فقط، حيث تم تثبيت لوحة إعلانية ضخمة:
"امتحان مهارات العناصر الأساسية – اليوم الساعة التاسعة!"
"سيُقيَّم الأداء بدرجة وقيمة سحرية، ويُمنح أعلى تقييم للطلبة المميزين"
مازن بلع ريقه. كلمة "درجة" و"قيمة" لم تبشّرا بخير. لكن الأكثر رعبًا هو الجزء الصغير في الأسفل:
"ملحوظة: نتائج الامتحان تؤثّر على العلاقات بين الشخصيات النبيلة."
«يعني ممكن أخسر احترام الجميع لو خربتها...» فكر بيأس وهو يدخل القاعة.
القاعة كانت واسعة جداً، أشبه بمسرح سحري أكثر من قاعة امتحان. على المنصة، تقف لجنة من ثلاثة أساتذة، وكل طالب يصعد بمفرده لاستعراض قدراته السحرية.
ولسوء حظه، اسمه كان الثالث.
شاهد الطالب الأول – فتاة بشعر وردي لامع – ترسم دائرة نارية جميلة تشكلت منها طيور صغيرة تطير في الهواء. التصفيق كان حارًا.
الثاني – شاب طويل بعيون ذهبية – أطلق شرارة كهربائية على هدف خشبي، وأحرقه بدقة متناهية.
ثم…
"ليوناردو داركرايف."
همس يدور في القاعة. نظرات ترقب، قلق، وربما بعض السخرية.
تقدّم مازن ببطء إلى المنصة، يشعر وكأنه يسير نحو الإعدام.
"ابدأ عندما تكون جاهزًا." قال أحد المدرسين، بوجه خالٍ من التعاطف.
مدّ يده بتردد، وتمتم ما حفظه بالأمس من كتاب التعويذات الأساسية:
"يا ريح الليل، احملي قوتي..."
> [نظام اللعبة: "تفعيل مهارة مخفية – تعويذة متقدمة: عاصفة الظلال"]
"إييييش؟! لااااااا—"
لكن الأوان قد فات.
رياح عاتية اجتاحت القاعة فجأة، وألسنة ظلّية التفت حول المنصة، وأطلقت صفيرًا مرعبًا كأنها أرواح منسية تنهض من سباتها. الطلاب صرخوا وتراجعوا، والمعلمين حاولوا رفع حواجز سحرية لحماية أنفسهم.
وحين انتهت العاصفة، لم يتبقَ سوى أثر دخاني داكن حوله... وصمت مطبق.
"أنا... آسف؟"
ظهرت نافذة أمام عينيه:
> [تم تقييم تعويذتك على أنها: "فئة A – تعويذة ميدانية متقدمة"]
+20 هيبة
-10 ثقة الطلاب
+1 إعجاب خفي
"هاه؟! تقييم ممتاز؟!"
فجأة، تقدّمت إليانا من بين الحضور، ونظرت إليه بعينين فيهما لمعة حذرة.
"لم أكن أعلم... أنك قوي إلى هذا الحد، دوق داركرايف."
"ولا أنا!" قالها بصوت منخفض، يكاد لا يُسمع.
في نهاية اليوم، تم الإعلان عن نتائج الاختبار على السبورة:
الأول: ليوناردو داركرايف
الثاني: آريس فالدور
الثالث: روزالين فاين
الجميع أصيبوا بالذهول... بمن فيهم مازن نفسه.
وفي المساء، عاد إلى غرفته محاولًا فهم ما حدث.
لكن ما شغله أكثر، هو الرسالة الثانية التي وُجدت على طاولته:
"أنت
لا تعرف قوتك الحقيقية بعد."
"انتظر منتصف الليل. هذه المرة... سأقودك إلى الحقيقة."