الفصل 5: الجميع يظن أنني أخطط لشيء شرير
منذ "كارثة الاختبار"، كما بدأت بعض الشائعات تسميها، ومازن أصبح حديث الأكاديمية.
في كل مرة يدخل القاعة، تتوقف الأحاديث. كل همسة، كل نظرة، تُترجم في عقله على شكل جملة واحدة:
"إنه يخطط لشيء شرير."
ورغم أن تعويذته كانت "بالخطأ"، إلا أن الجميع بدأ ينظر إليه كخطر قادم، لا مجرد زميل دراسة.
حتى الطلاب الذين لم يتحدثوا إليه من قبل بدأوا يتصرفون معه بحذر، كما لو كان قنبلة موقوتة. البعض يراقبه من بعيد، البعض يتظاهر بالود، ولكن في أعينهم قلقٌ لا يخفي نفسه.
وما زاد الطين بلّة… هو صمته.
لم يكن يعرف ماذا يقول ليبرر نفسه. هل يشرح لهم أنه مجرد فتى من عالم آخر؟ أنه لا يعرف حتى كيف استخدم تلك التعويذة؟ أن اللعبة أعطته "خيارات" لم يخترها بنفسه أحيانًا؟
في صباح اليوم التالي، عندما دخل كافتيريا النبلاء، توقفت الأصوات كأن أحدًا ضغط على زر الصمت.
جلس بصمت في الزاوية، محاولًا تناول فطوره، لكن مجموعة من الطلاب تقدّمت نحوه، يتزعمهم شاب طويل بعينين خضراوين وشعر أشقر فوضوي.
"ليوناردو"، قال بنبرة جامدة، "هل يمكنك أن تشرح لنا ماذا كنت تنوي فعله أثناء الاختبار؟"
مازن رفع رأسه ببطء. "كنت... أؤدي التعويذة المطلوبة فقط."
"تعويذة ميدانية متقدمة لا تُستخدم إلا في الحروب؟ بالصدفة؟"
صمت.
> [خيار حوار]
A) "وهل هو ممنوع أن أتقن سحرًا قويًا؟"
B) "أنتم لا تفهمون شيئًا..."
C) (تبتسم وتقول: "لستم مستعدين لسماع الحقيقة")
اختار B، يائسًا من التبرير.
"أنتم لا تفهمون شيئًا..."
صمت آخر.
الشاب الأشقر حدق فيه مطولًا، ثم قال: "لهذا السبب، قررنا مراقبتك. أي تحرك غريب... وسنُبلغ هيئة الأساتذة."
وانسحب مع مجموعته. وكل العيون ظلت عليه حتى انتهى من فطوره البارد.
في طريقه إلى المكتبة، مرّ ببعض الطالبات اللواتي كنّ يتهامسن:
"أظنه يُخطط للإطاحة بالعائلة المالكة..."
"يقال إنه يملك تنين ظل، لم يُرَ منذ قرن!"
"رأيته يحدّق في الأميرة إليانا بطريقة مريبة..."
وما إن سمع الاسم الأخير حتى توقف.
«إليانا... هل تظن هي أيضًا أنني شرير؟»
في قلبه، كان يأمل أن تكون مختلفة.
وفي مساء اليوم نفسه، وهو جالس في شرفته يحاول نسيان كل شيء، ظهرت أمامه نافذة جديدة:
> [معلومة سرية مكتسبة: "سمعة داركرايف – المستوى: مرعب"]
الجميع يظنك تخطط لانقلاب، أو أنك تمهّد لحرب سحرية كبرى. مبروك؟
"مبروك رأسي!" صرخ وهو يدفن وجهه في يده.
وفي تلك الليلة، وبينما هو يتقلّب في فراشه، سمع طرقًا خفيفًا على النافذة.
فتحها بحذر، ليرى وجهًا مألوفًا.
شاب في مثل عمره، بملامح هادئة ونظرة ذكية، يهمس من الخارج:
"أنا أصدقك."
"هاه؟"
"أنا أصدق أنك لست شريرًا... لأني مثلك."
سكت مازن، والدم يتجمّد في عروقه.
"...ماذا تقصد؟"
"أنا أيضًا... لست من هذا العالم."