الفصل 7: حفلة الشاي الملكية – حادثة غير متوقعة
منذ لحظة استلامه الدعوة، ومازن لم يعرف كيف يهدأ.
حفلة شاي؟ مع الأميرة إليانا؟ وفي القصر الملكي؟
لم يكن يعرف ما هو أكثر رعبًا: أنها قد تحاول استجوابه، أو أن يرتكب غلطة أمام النبلاء فيُتهم بالخيانة.
ورغم قلقه، حضّر نفسه بأفضل ما استطاع. ارتدى الزي الرسمي الأسود المطرّز بالفضة – الزي الخاص بعائلة داركرايف – وهو يعلم أن مجرد ظهوره بهذا الشكل سيُشعل الألسنة.
الحديقة الملكية كانت أشبه بلوحة زيتية. الورود مزهرة على امتداد البصر، والسماء صافية، والطاولات الصغيرة المظللة تنتشر حول نافورة مرمرية تتوسط المكان.
وحين دخل، كان أوّل ما لاحظه… العيون.
الكل يراقبه.
من بينهم كان البطل الأصلي، إيثان، يقف قرب الطاولة الرئيسية إلى جانب الأميرة. نظراته لمازن كانت حادة، وكأن حضوره في حد ذاته تحدٍّ مفتوح.
وإليانا… كانت جالسة برشاقة، تمسك فنجان الشاي بأطراف أصابعها، وتحدّق به بهدوء مريب.
"سعيدٌ بانضمامك إلينا، يا لورد داركرايف." قالت بصوتها المجرّد من أي دفء.
"الشرف لي، صاحبة السمو." ردّ مازن، منحنيًا، محاولًا تقليد لهجة النبلاء ما أمكنه.
جلس، وكانت تلك اللحظة كأنها إشارة بدء معركة صامتة.
أسئلة بسيطة طُرحت عليه من الحضور، لكنها كانت جميعها مصمّمة لاختباره.
"ما رأيك في سياسة الأكاديمية الجديدة بشأن دمج الطبقات؟"
"أسمعت عن ظهور السحر القديم مؤخرًا؟ ألا يبدو هذا مشبوهًا؟"
"هل صحيح أنك مارست تعاويذ ظل دون إذن؟"
كان يردّ باقتضاب، محاولًا تفادي الفخاخ. لكن أجواء الحذر لم تتبدّد.
وفجأة… شيء غريب حدث.
أحد الخدم – فتى صغير يحمل صينية شاي – تعثّر فجأة بالقرب من طاولة الأميرة، وكاد يُسقط الإبريق المغلي على ثوبها الملكي.
لكن مازن، وبدون تفكير، مدّ يده وحرّك أصابعه... التعويذة خرجت تلقائيًا:
> "درع انعكاس: كفن الظل."
تكوّن حاجز داكن حول الأميرة، صدّ السائل الساخن بلطف قبل أن يلمسها.
الكل تجمّد.
"تعويذة ظل... لحماية الأميرة؟!"
بعضهم همس بخوف، آخرون نظروا بريبة.
إليانا، التي نجت من الحادث، نظرت إليه طويلًا. ثم، وللمرة الأولى، ابتسمت ابتسامة غامضة.
"لورد داركرايف... يبدو أن لديك دوافع لا أحد يفهمها."
ومازن، وهو يحدّق في وجهها، لم يعرف ما إذا كانت هذه ابتسامة امتنان… أم تهديدًا.
لكن ما لم يكن يعلمه أحد…
هو أن الخادم الذي أسقط الصينية لم يكن خادمًا على الإطلاق.
وفي مكانٍ مظلم خلف الجدران، كانت شخصية مجهولة تراقب المشهد من خلال مرآة سحرية