الفصل 8: اكتشاف أول "نهاية سيئة" محتملة
لم يستطع النوم بعد حفلة الشاي.
رغم نجاته من الحادث، ورغم ابتسامة الأميرة الغامضة، كان هناك شيء يثقل على صدره… نظرات الناس، نظرة إيثان، وحتى الهمسات التي بدأت تنتشر:
"هل حمى الأميرة… أم حاول قتلها وسحره فشل؟"
في الصباح التالي، وصله استدعاء رسمي من إدارة الأكاديمية.
مدير الأكاديمية بنفسه يطلب لقاءه.
---
كان مكتب المدير يشبه قاعة عرش صغيرة، جدرانه مغطاة بكتب قديمة، وساعة رملية ضخمة تتوسط المكان.
جلس المدير العجوز، ذو العينين الرماديتين، خلف مكتبه، وراح يتأمله بصمت.
"لقد قرأت تقرير الحفلة، لورد داركرايف." قال أخيرًا، صوته بارد وثقيل، "تعويذة الظل… اختيار مثير للاهتمام."
مازن تردد، لكنه قال: "تصرفتُ بغريزتي فقط. لم أقصد–"
"الغريزة؟" قاطعه المدير، وانحنى للأمام، "غريزة من؟ ليوناردو؟ أم أنت؟"
تجمّد مازن.
المدير نهض، ومشى ببطء نحو الساعة الرملية، ثم أدارها.
"أتعلم؟ هناك سيناريوهات… كثيرة. بعضها مخفي داخل نُسخ اللعبة، لا يُفتح إلا بشروط محددة. أحدها يُدعى 'ظلال النهاية'... وفيه، يتحوّل ليوناردو من مجرد شرير، إلى كابوس حيّ."
"…كابوس؟"
"يُقال إنه يقتل الجميع. الأميرة، البطل، الأساتذة… ويحرق الأكاديمية بأكملها."
مازن شعر بالبرودة تتسلل لأطرافه.
"أنت… تقول إن هذا احتمال؟"
"بل أقول… أنك تقترب منه." همس المدير، ثم عاد إلى مكتبه، وكتب شيئًا على ورقة قبل أن يرفع بصره من جديد.
"لكن، لدي نظرية أخرى…"
سكت لحظة، ثم ابتسم ابتسامة لا تشبه أي شيء رأه مازن من قبل.
"ماذا لو لم تكن لعبة بعد الآن؟ ماذا لو… من يموت هنا، يبقى ميتًا؟"
في ذلك الليل، جلس مازن في غرفته دون أن يُشعل المصباح.
يحاول أن يستوعب.
"سيناريو مخفي؟"
"موت حقيقي؟"
"نهاية سيئة؟"
وأسوأ ما في الأمر… أنه بدأ يلاحظ شيئًا:
كلما حاول أن يكون طيبًا… كلما سارت الأمور نحو الأسوأ.
وفي الطابق السفلي من السكن الداخلي، في غرفة معتمة تفوح منها رائحة الورق المحترق، جلس نوار، متقاطع القدمين، يتأمل كتابًا قديمًا مفتوحًا على صفحة محددة.
كُتب بخط أحمر غريب:
"إذا انكسر تسلسل اللعبة، يبدأ النظام بتصحيح نفسه. قد تكون النتيجة: محو العنصر المتغيّر."
رفع نوار نظره نحو النافذة، وانعكست عيناه الخضراء القاتمة على الزجاج، تحملان شيئًا من الحذر… وربما الخوف.
"هو يحاول تغيير القصة… لكن القصة لا تريد
أن يتم تُغييرها"