9 - أنقذتُ شخصًا... فاتهموني بالتآمر

أنقذتُ شخصًا... فاتهموني بالتآمر

بدأت الأيام تمضي ثقيلة في الأكاديمية، بعد حادثة حفلة الشاي.

صحيح أن الأميرة لم تتهمه بشيء، إلا أن الصمت بحد ذاته صار سلاحًا ضده. لم يُفصل، لم يُعاقب، لكنه لم يُبرَّأ أيضًا.

وكأن الكل ينتظر منه أن يُخطئ… ليقولوا: "ها قد فعلها أخيرًا."

ولذا، حين رأى أحد الطلاب الجدد يتعثر في الساحة الخلفية ويسقط فوق حجارة سحرية حادة، لم يفكر كثيرًا.

ركض نحوه، رفع يده، وهمس بتعويذة بسيطة:

"رِداء الريح – احمل من يسقط."

ظهر تيار لطيف من الهواء رفع الفتى قبل أن يصطدم بالأرض، وأنزله ببطء.

مازن ابتسم لنفسه.

تصرف سريع، آمن، غير مظلم… بطولي حتى.

لكن، ما إن نهض الفتى، حتى صرخ فجأة:

"لقد استخدم سحرًا عليّ! كان يريد دفعي نحو الحجارة!"

مازن تجمّد في مكانه.

"ماذا؟ لا، أنا أنقذتك!"

لكن التهمة خرجت من فم الفتى أولًا، ولذا كان صوته هو من صدّقه الآخرون.

خلال دقائق، تجمّع طلاب آخرون، بعضهم يتفرجون، البعض يتهامسون.

"هل هذا الطالب الجديد… تحدى ليوناردو؟"

"يبدو أن داركرايف أراد تلقينه درسًا."

"هل سمعتم؟ إنه يستخدم سحر الريح الآن… بعد الظل؟ هل يتقن كل العناصر؟ هذا غير طبيعي."

ومرّ إيثان بينهم. البطل الأصلي. نظر إلى مازن بتلك النظرة نفسها – نصف غضب، نصف شك – قبل أن يقول بهدوء:

"لا أحد يستخدم السحر على طلاب أصغر منك… مهما كان السبب."

مازن شعر بشيء يتحطم داخله.

"حتى أنت؟ حتى أنت تصدقه؟!"

لكن إيثان لم يرد، فقط تابع السير.

في المساء، كانت نوار جالسًا على سطح أحد الأبراج، قدماه متدليتان في الهواء، يتأمل السماء، حين ظهر مازن خلفه.

"كنت أظن أن البطولة تعني إنقاذ الآخرين." قال مازن بصوت منخفض.

نوار لم يلتفت، فقط قال: "بل البطولة تعني أن تُنقذ الآخرين… دون أن تتهم بالجريمة بعدها."

ضحك ضحكة خفيفة، لكن عينيه ظلتا ثابتتين على القمر.

"مرحبًا بك في عالم اللعبة، يا ليو… حيث النوايا لا تهم، بل الصورة فقط."

وفي اليوم التالي، وُضع استدعاء على باب غرفة مازن:

> "تحقيق رسمي في حادثة سحر غير مبرر على طالب صغير."

بدأت اللعبة تتحول من مواقف عشوائية… إلى محكمة غير معلنة.

2025/04/14 · 65 مشاهدة · 325 كلمة
rayen👑
نادي الروايات - 2025