تعرفت نينغ نينغ على وجهه، لكن الآخرين لم يتعرفوا عليه.
لكنهم تعرفوا على القناع في يده.
"ما هي علاقتك بـلي شوي شينغ؟" حدق رئيس القرية العجوز في القناع الذي في يده وسأل.
"إنه والدي،" أجاب الرجل الواقف في المدخل "اسمي لي شوان."
'لي شوان؟، هذا الشخص غير موجود، اسمك بوضوح هو باي شوان!'
بدا باي شوان أكبر سناً مما كان عليه، كانت هناك بعض الشعر الأبيض على صدغه، وبدا وجهه متعباً، أغلق الباب خلفه، ومشى إلى جانب رئيس القرية العجوز وسلم القناع الذي في يده إلى الآخر.
أخذ رئيس القرية العجوز القناع، وقلبه ونظر إليه لفترة طويلة، أومأ أخيراً للجميع الجالسين، لقد اعترف بهويته، ثم أعاد القناع إليه وابتسم "اجلس، اجلس."
'لا!، يا رئيس القرية، لا يمكنك التعرف على الناس من خلال قناعهم، انظر إلى بطاقة هويته!'
ألقى باي شوان نظرة حول الطاولة الطويلة، كان هناك مكان واحد فقط متبقٍ، على يمين رئيس القرية.
جلس على المقعد ونظر إلى الأعلى، كان وجهاً لوجه مع نينغ نينغ.
تحت ضوء الشموع، نظر إلى نينغ نينغ بتعبير غريب.
"إنها من عائلة نينغ." نظر رئيس القرية إلى نينغ نينغ قبل أن يلتفت وينظر إلى باي شوان، متنهداً "عائلة لي هنا، من النادر أن يكون الجميع هنا، دعونا نناقش مسألة احتفال عبادة الأسلاف لهذا العام."
"الشخص من عائلة لي،" قال أحدهم "كيف هي مهاراتك في رقصة نوو؟"
نظر باي شوان إليه بفتور "لا أعرف كيف أؤديها."
"لا تعرف؟" رفع الطرف الآخر صوته على الفور، مخبراً الناس من حوله "هل سمعتم ذلك؟، إنه لا يعرف كيف، كيف سيؤدي إذا كان لا يعرف كيف؟"
"يمكنه أن يتعلم إذا كان لا يعرف." شخص ما لم يصدق ذلك، وقال بطلاقة "لي شوي شينغ لم يظهر في الماضي، لذلك رقصت أنت بدلاً منه، الآن بعد أن عاد ابنه، هذا لم يعد من شأنك."
"هل تعتقد أنني أفعل هذا لمكسب شخصي؟، أنت مخطئ، أنا أفعل هذا للجميع!" قال الطرف الآخر بطريقة غاضبة "ألم تسمعه؟، إنه لا يعرف كيف!، إذا سمحت له بالأداء، سيفسد احتفال عبادة الأسلاف!"
تجادل الاثنان بغضب، في النهاية، ضربت عصا الأرض، ونظر الاثنان نحو رئيس القرية في نفس الوقت.
"توقفا عن الجدال." أدار رأسه ببطء لينظر إلى باي شوان "لي شوان، هل حقاً لا تعرف كيف ترقص على الإطلاق؟"
هز باي شوان رأسه.
"إذن سنفعل هذا." فكر رئيس القرية للحظة قبل أن يلقي بنظره نحو البديل، وسط النظرة المتحمسة للطرف الآخر، قال رئيس القرية ببطء "آه تاي، ستعلمه أنت."
تجمدت الابتسامة على وجه الطرف الآخر.
"أعلم أنك تفكر من أجل مصلحة الجميع، لكن القواعد لا يمكن تغييرها." شدد رئيس القرية على كلمة 'قواعد'، وجهه الخالي من التعبير بدا مثل تمثال يقف حارساً أمام قبر، لا يتغير أبداً بغض النظر عن ما يحدث حوله "يجب أن تعرف مصير أولئك الذين يغيرون القواعد، أليس كذلك؟"
في تلك اللحظة، بدا أن آه تاي قد تذكر شيئاً ما، شحب وجهه، نظر إلى الأسفل وقال "نعم، سأعلمه."
أومأ رئيس القرية برضا، وعاد إلى مظهره الحنون المعتاد.
رن صوت ضعيف فجأة بجانبه "ماذا عني؟"
نظر الجميع نحو الصوت، تجمعت رؤيتهم على نينغ نينغ.
نظرت نينغ نينغ إلى اليسار واليمين إليهم وقالت "أنا أيضاً لا أعرف كيف أفعل ذلك."
الغريب أنه لم يعرض أحد أن يرقص بدالها، بل إن رئيس القرية واساها بلطف "لا بأس، لا بأس، كل ما يتطلبه دوركِ هو الجلوس طوال الرقصة والمشاهدة، الغناء والرقص هي وظيفة الآخرين."
ألقت نينغ نينغ نظرة عليه، مجرد الجلوس والمشاهدة؟، إذا كان الأمر بهذه السهولة، فلماذا كان عليها أن تكون هي من تفعل ذلك؟، هل كان ذلك حقاً بسبب لقبها نينغ؟، أم ربما كان بسبب قواعد القرية؟
ما تحدثوا عنه بعد ذلك لم يكن له علاقة بها أساساً: متى ستكون المنصة جاهزة، هل سيدعون غرباء للمشاهدة، قناع إحدى العائلات كُسر من قبل طفلهم، ماذا يجب أن يفعلوا إذا لم يتمكنوا من إصلاحه قبل بدء احتفال عبادة الأسلاف، إلخ، كان الأمر مملاً للغاية بالنسبة لنينغ نينغ، بمجرد أن تحملت أخيراً حتى نهاية الاجتماع، تم تقديم الطعام الساخن والنبيذ.
الشخص الذي كان يخدمهم كانت في الواقع نينغ يورين.
"أمي،" وقفت نينغ نينغ بسرعة "دعيني أساعدك."
"كيف يمكن ذلك؟" سحب رئيس القرية يدها "أنتِ من عائلة نينغ، ولستِ خادمة."
"أمي أيضاً من عائلة نينغ." نظرت نينغ نينغ إليه بشك.
في الواقع، بدأ رئيس القرية يبتسم، بدأ الآخرون يبتسمون معه، بدت تلك الابتسامات وكأن لها معنى عميقاً، أرسلت قشعريرة في ظهر الشخص.
الوحيد الذي لم يبتسم كان باي شوان، نظر إلى نينغ يورين كما لو كان يفكر في شيء ما.
تحررت نينغ نينغ من يد رئيس القرية وذهبت إلى جانب نينغ يورين، ساعدتها في توزيع الطعام والنبيذ، ثم صبت كأساً من النبيذ لنفسها، رفعت الكأس وقالت "دعوني أقدم نخباً لجميع الأعمام والأجداد والعمات."
شربتها دفعة واحدة، لم يجرؤ أحد على عدم احترامها، لم تكن تعرف ما إذا كان ذلك بسبب لقبها أو بسبب قواعد القرية، رفع الجميع كؤوس النبيذ الخاصة بهم.
"كح، كح." وضعت نينغ نينغ كأس النبيذ وسعلت مرتين.
كانت شخصاً يستطيع الشرب، لكن ذلك كان عندما اصبحت بالغة، ذاتها الحالية كانت في جسد مراهقة، بسبب كيف دللتها نينغ يورين، لم تلمس قطرة كحول أبداً، لذلك لم تستطع حقاً التكيف معها.
لكن هذا كان جيداً، اتكأت نينغ نينغ على نينغ يورين، قائلة بخنوع "أمي، أشعر بالدوار قليلاً..."
"قلت لكِ ألا تشربي." اشتكت نينغ يورين، ثم أخبرت البقية "اعذرونا، إنها ثملة، سأعيدها إلى المنزل."
عندما رأى أن نينغ نينغ كانت ثملة لدرجة أنها كانت على وشك الاستلقاء على الأرض، نهض رئيس القرية بسرعة وقال "لا تقلقي، لا تقلقي، سأجعل شخصاً ما يحزم بعض الطعام الساخن، يمكنكِ أخذه معكِ، ثم سأجعل شخصاً ما يوصلكِ إلى المنزل."
بمجرد أن انتهى من الكلام، التقط باي شوان مفتاح سيارته على الطاولة، ونهض وقال "سأفعل ذلك."
تجمدت كل من نينغ نينغ ونينغ يورين.
"هذا هو الأفضل، هذا هو الأفضل." رئيس القرية، من ناحية أخرى، كان سعيداً جداً، ربت على ظهر باي شوان مراراً وتكراراً "هذا أكثر ملاءمة، من المفترض أن تكون عائلة لي قريبة من عائلة نينغ."
هل كانت هذه قاعدة أخرى من قواعد القرية؟
خارج منزل رئيس القرية، فتح باي شوان باب سيارته دون أن يقول كلمة، دخلت تسوي هونغمي السيارة أولاً، وبما أنها لم تنجح في التباهي بثروتها، كانت غاضبة "لا أحد يعلم كيف يكسب هؤلاء الناس أموالهم، كل واحد منهم غني فاحش، هذا ليس طبيعياً، ليس طبيعياً على الإطلاق، مصدر أموالهم لا بد أنه سيء..."
دخلت نينغ نينغ ونينغ يورين السيارة وهما تسندان بعضهما البعض دون أن تقولا كلمة.
على طول الطريق، باستثناء تسوي هونغمي، لم يتحدث أحد آخر، أوصلتهم السيارة إلى المنزل.
بمجرد أن خرجت من السيارة وبدأت المشي إلى المنزل، لم تستطع نينغ نينغ إلا أن تلقي نظرة إلى الخلف.
كانت السحب متفرقة والقمر مشرقاً، في ضوء القمر الأبيض الشاحب، رأت نينغ نينغ أن باي شوان لم يغادر، كان ينظر إليها وهو جالس في السيارة.
كانت نظرة غريبة أخرى لا يمكن وصفها.
في تلك الليلة، لم تستطع أي من النساء الثلاث النوم جيداً.
رددت تسوي هونغمي في أحلامها "سأعود إلى المنزل بثروة لأتفاخر، سأعود إلى المنزل بثروة لأتفاخر... لن أدعكم تنظرون إلي باستخفاف."
نينغ نينغ، من ناحية أخرى، نهضت بهدوء من السرير، مشت إلى الباب، وضعت نفسها عليه وتنصتت على الحركات في الخارج.
كانت نينغ يورين ترتدي ثوباً غير مبطن وهي تقف في الخارج، كان الليل بارداً، ارتجف صوتها وهي تمسك هاتفها وتسأل "ماذا تفعل مرة أخرى؟"
"لما قلت أنك لي شوان!، أنت بوضوح باي شوان!"
"هل تستهدف نينغ نينغ؟"
بدت نينغ يورين مصممة على حقيقة أن باي شوان ظهر لأنه كان لديه نوع من المخطط، لكن باي شوان نفى ذلك بشكل قاطع، تجادل الاثنان بلا نتائج، كانت نينغ يورين غاضبة لدرجة أنها أغلقت الهاتف في وجهه.
ابتعدت نينغ نينغ بسرعة عن الباب، ركضت عائدة تحت البطانية، أغلقت عينيها وبدأت تتظاهر بالنوم.
بعد لحظة، كان هناك بعض الحفيف بجانبها، استلقت نينغ يورين على جانبها.
"نينغ نينغ،" رن صوت نينغ يورين بهدوء بجانب أذنها "سأجعل شخصاً ما يعيدكِ إلى المنزل."
فتحت نينغ نينغ عينيها، أدارت رأسها لتنظر إلى نينغ يورين.
"ماذا عنكِ؟" سألت نينغ نينغ "ألن تعودي إلى المنزل؟"
رفعت نينغ يورين رأسها بيد واحدة، مبتسمة وهي تستلقي بجانب نينغ نينغ "والدتكِ لا تزال لديها أمور يجب الاهتمام بها، لا يمكنني العودة إلى المنزل الآن."
"هل تريدين أن تحل والدتكِ محلكِ؟" ومضت كلمات رئيس القرية فجأة عبر أذنيها، نظرت إلى نينغ يورين وسألت "هل تريدين أن تحلي محلي؟"
فوجئت نينغ يورين، داعبت خد نينغ نينغ برفق "شخصان من عائلة نينغ، لا يمكننا أن نغادر كلانا، يجب أن يبقى أحدنا."
"إذن لن أغادر أنا أيضاً." قالت نينغ نينغ، فكرت 'أنا أندم على المغادرة مثل المرة الماضية.'
'قد تبتسمين أمامي، لكنكِ حزينة وتخفين حزنكِ عني.'
'في صيف عام ٢٠١٢، تغيرت فجأة تصرفاتكِ، أصبحتِ صارمة معي، علمتني شخصياً كيفية الطهي، قلتِ إنني إذا عرفت كيف أطبخ، سأتمكن من البقاء على قيد الحياة في أي مكان، ضحكت على الفكرة، وقلت لكِ إن الطعام الجاهز موجود في العالم.'
'في صيف عام ٢٠١٢، تغيرت فجأة تصرفاتكِ، وحثثتني على أن لا أصبح ممثلة، وأن بريق المسرح ليس بالضرورة أفضل من كونك شخصاً عادياً، ولكني لم أستمع لكِ، في ذلك الوقت، كنت مليئة بالحيوية الشبابية، لم أستطع رؤية سوى بريق المسرح، لم أستطع رؤية الحياة العادية واستخففت بها.'
'في صيف عام ٢٠١٢، سددتِ ديناً آخر للجدة، وتجادلت معكِ، حيث قلت لكِ إن سبب تصرف جدتي هكذا كان بسبب تدليلكِ لها، وأصبحتِ غاضبة، ولكنكِ لم تردي على الإطلاق.'
'في صيف عام ٢٠١٢، مرضتِ فجأة، دخلتِ المستشفى، بدأ شعركِ يتساقط بكميات كبيرة، أصبحتِ أكثر نحافة يوماً بعد يوم، تعلمت كيفية صنع أبسط أرز مقلي بالبيض، تخليت عن التمثيل لذلك العام، توقفت عن القتال مع جدتي، لكن حالتكِ لم تتحسن...'
"في صيف عام ٢٠١٢، ماذا واجهتِ بالضبط في هذه القرية؟'
"لا أريدكِ أن تحلي محلي." عانقت نينغ نينغ نينغ يورين بقوة، شعرت كما لو أنها طالما عانقتها بقوة كافية، فإن القدر لن يأخذ والدتها بعيداً عن ذراعيها، وفكرت 'حتى لو كنتِ جالسة في مسرح سينما الفيلم الحي الآن، حتى لو كنت أنا الشخصية الرئيسية في ذلك الفيلم، لن أدعكِ تحلين محلي.'
مر الليل.
في اليوم التالي، أحضر رئيس القرية أشخاصاً إلى منزل نينغ، بمجرد فتح الباب، حدق في وجه نينغ نينغ وقال "ماذا، ماذا حدث لوجهكِ؟"
"هذه الطفلة ليست مطيعة جداً،" قالت نينغ يورين بصرامة "لقد ضربتها."
كان أحد جانبي وجه نينغ نينغ متورماً بالفعل، وتحدثت بشكل غير واضح "حتى لو ضربتيني حتى يتورم الجانب الآخر من وجهي، لن أغادر!"
رفعت نينغ يورين يدها، اندفع رئيس القرية بسرعة بين الاثنتين "لا يمكنكِ ضربها!، لا يمكنكِ ضربها!، نينغ يورين، ألا تعرفين القواعد بعد؟!"
"قواعد؟" أطلقت نينغ يورين ضحكة باردة، متجاوزة إياهم من الجانب، أثناء مشيها، وضعت يديها خلف ظهرها فجأة، ونظرت إليهم وقالت "تقول القاعدة إنه إذا كان هناك عضوان من عائلة نينغ حاضرين، فسنختار الأفضل ليكون المالك."
"المالك؟" ذُهلت نينغ نينغ.
"ألم يخبركِ رئيس القرية بعد؟، اسم رقصة نوو في هذه القرية هو مسرح سينما الفيلم الحي." تألقت عينا نينغ يورين، حدقت في نينغ نينغ وقالت "بيني وبينكِ، واحدة منا فقط يمكنها ارتداء القناع، واحدة منا فقط يمكنها أن تصبح سيد رقصة نوو هذه... المالك."