اليوم الأول، لا ماء.
لعقت نينغ نينغ شفتيها الجافتين، نظرت إلى الأعلى، وتردد صوت صرير الزيز من خارج البئر المستديرة.
"...أين نحن؟" تردد صوت جاف بالمثل.
نظرت نينغ نينغ إلى الأسفل ورأت أن وين يو قد استيقظ أخيرًا، تسلل شعاع من ضوء الشمس إلى داخل البئر، ليسقط على وجهه المكدوم.
"في بئر." قالت نينغ نينغ.
حاول وين يو النهوض بذراع واحدة، لكنه لم يستطع حيث سقط مرة أخرى، كان رأسه مستلقيًا على ركبتي نينغ نينغ، أغمض عينيه للحظة قبل أن يعيد فتحهما وينظر إليها "لماذا يجب عليكِ فعل هذا؟"
ذُهلت نينغ نينغ للحظة، ثم فهمت، لم يستطع وين يو رؤية الشاب ذي الثياب الخضراء، لذا من وجهة نظره، قفزت نينغ نينغ طواعية إلى البئر بدلاً من أن تكون قد خُدعت للسقوط فيها.
بينما كانت نينغ نينغ تفكر في كيفية شرح الأمر، سأل وين يو فجأة "هل لديكِ أي ندم؟"
...لماذا سأل ذلك فجأة؟، أومأت نينغ نينغ برأسها.
"هل سبق لكِ أن أعجبتِ بشخص ما؟" واصل وين يو سؤاله.
ترددت نينغ نينغ للحظة، ثم أومأت برأسها.
"بالطبع لديكِ ملابس تريدينها ولكن لم تستطيعي الحصول عليها، طعام تريدينه ولكن لم تستطيعي تناوله، أليس كذلك؟" ابتسم وين يو قليلاً، كان ضوء الشمس على وجهه ساطعًا وجميلاً، لكنه لم يكن ساطعًا وجميلاً مثل ابتسامته "إذن ما الذي لا تزالين مكتئبة بشأنه؟، أن تصبحي شابة مرة أخرى، أن تصبحي نفسكِ في سنوات مراهقتكِ، يعني أن الكثير من الأشياء يمكن إعادة فعلها، الكثير من الندم يمكن معالجته، هذا شيء جيد."
"...أنا لست مكتئبة." قالت نينغ نينغ، فهي لم تسقط في البئر لهذا السبب.
"يسعدني سماع ذلك." رفع وين يو يده بصعوبة ولمس رأسها "إذا كنتِ كذلك، فقط انظري إليّ، شعري أبيض بالفعل، أنا بالفعل عجوز..."
"باي شوان هو العجوز، وليس أنت." أمالت نينغ نينغ رأسها وتجنبت يده "...لا تعاملني كطفلة."
لكنها أدركت بسرعة، مقارنة به... كانت بالفعل طفلة.
اليوم الثاني، لا طعام.
فتحت نينغ نينغ عينيها، متمنية أن كل ما حدث في اليوم السابق كان كابوسًا، كان صوت الزيز مسموعًا من خارج فتحة البئر المستديرة.
...إذن لم يكن حلمًا.
التفتت ونظرت إلى وين يو، كانت الإصابة في رأسه قد بدأت تتعافى، لكن تنفسه كان يضعف... كان ضعيفًا لدرجة أن نينغ نينغ لم تستطع إلا أن تضع وجهها بالقرب منه، مثل حيوان صغير يشم شخصًا، ولم تشعر بالارتياح إلا عندما أحست بتنفسه الضعيف.
لا يمكن أن يستمر الأمر هكذا.
صفت نينغ نينغ حلقها، ونظرت إلى أعلى البئر وصاحت "النجدة!"
...صوت صغير كهذا، لا يمكن حتى مقارنته بصوت زيز واحد، كيف من المفترض أن تجعل الناس ينقذونهما؟
"النجدة!" صرخت نينغ نينغ بصوت أعلى. في النهاية، ما تم إجهاده لم يكن حنجرتها، بل معدتها، احتضنت معدتها، شعرت كما لو أنها يمكن أن تأكل حصانًا، كانت معدتها تشعرها كما لو أنها تحترق بسبب الجوع، وكانت غير قادرة على تحمل المزيد من استهلاك الطاقة.
"النجدة!، النجدة!، النجدة... آه." لم تستطع نينغ نينغ إلا أن تخفض رأسها، وهمست "أنا جائعة جدًا..."
بلوب.
سقط شيء ما على مؤخرة عنق نينغ نينغ العارية.
لمسته نينغ نينغ بشكل لا إرادي، ثم...
"آآآآآه!!"
ترددت صرخات نينغ نينغ في البئر بأكمله.
قفزت نينغ نينغ كالمجنونة، وكانت تربت على جسدها بكلتا يديها بشكل متكرر، ومع ذلك، لم تجرؤ على ضرب مؤخرة عنقها، لأن... هناك دودة.
"تعالي هنا." تردد صوت غير صبور.
استدارت نينغ نينغ ونظرت، رأت أن وين يو قد استيقظ بالفعل، قربت مؤخرة عنقها منه بشكل محموم وهي تنتحب بشكل متكرر "ساعدني بسرعة في إزالتها!!، آه!!، أشعر أنها تحاول الزحف إلى ملابسي."
أزال وين يو الدودة عنها.
تراجعت نينغ نينغ على الفور بعيدًا عنه مثل طائر فزع من صوت وتر القوس، واضعة ظهرها بإحكام على جدار البئر، كانت عيناها مثبتتين على يد وين يو التي كانت تمسك دودة خضراء تمامًا وسمينة لا تزال تتلوى، وبدأت مؤخرة عنقها التي زحفت عليها الدودة تشعر بقشعريرة.
"لماذا لا تزال تمسك بها؟" قالت نينغ نينغ بوجه مقزز.
"لماذا لا يمكنني الإمساك بها؟" بدأ وين يو يضحك بدلاً من ذلك، ممسكًا بالدودة "غنية بالمغذيات، عالية البروتين، هذا هو فطورنا."
"فطورنا؟؟؟"
نظر وين يو فوق رأسيهما، حدقت نينغ نينغ حيث كان ينظر، مثل ضفدعين في بئر، يمكنهما فقط رؤية السماء على شكل فتحة البئر.
"قبل أن يجدنا القرويون، علينا أن نعيش." نظر وين يو مرة أخرى إلى نينغ نينغ وقال بجدية "إذا أراد البشر العيش، علينا أن نأكل."
بعد أن انتهى من الكلام، ناول الدودة إلى نينغ نينغ.
...كان البئر بهذا الحجم فقط، تحركت يده إلى أينما تحركت نينغ نينغ، شحب وجه نينغ نينغ تدريجيًا، وكانت كتفاها ترتجفان، وامتلأت عيناها باليأس، كما لو أن ما كان يمسكه وين يو لم يكن دودة، بل مسدسًا.
"...يمكنك أخذها." ارتجف صوتها، قالت بكفاحها الأخير "أنا لست جائعة."
نظر وين يو إليها، ثم نظر إلى الدودة في يده، تردد لحظة قبل أن يعضها بشراسة إلى نصفين.
"...حسنًا." ابتلعها كاملة، أعطى وين يو النصف المتبقي لنينغ نينغ بنظرة فظيعة على وجهه "دوركِ، كوني قوية."
"...هذه الآنسة لا تستطيع فعل ذلك." نظرت نينغ نينغ إلى نصف الجثة الطازجة في يده، كانت على وشك البكاء وهي تدفع نفسها بيأس على جدار البئر، متمنية أن تصبح لوحة فورًا.
لكن كما ذكرنا سابقًا، كان البئر صغير الحجم فقط.
حبس وين يو أنفاسه وهو يقفز من الأرض وينقض عليها، لم يكن لدى نينغ نينغ مكان تتفاداه إليه حيث تم إطعامها نصف الدودة بالقوة.
"أوعه، اوعه..." تحول وجه نينغ نينغ إلى اللون الأخضر، شعرت كما لو أنها على وشك التقيؤ.
"لا يُسمح لكِ بالتقيؤ." غطى وين يو فمها "ابتلعيها، مهما كان عليكِ البقاء على قيد الحياة."
...فقط دعني أموت.
اليوم الثالث، مطر غزير.
تمتمت نينغ نينغ "...سنموت حقًا الآن."
كانت تعتقد أن اليوم السابق كان أسوأ يوم في حياتها، كانت مخطئة، اليوم هو أسوأ يوم في حياتها.
دوى بضعة رعود فوق رأسها، نظرت إلى الأعلى، تدحرجت الغيوم الداكنة فوقها، ومض البرق ودوى الرعد باستمرار، وكان ماء المطر مثل شلال من السماء وهو ينهمر في البئر.
ارتجفت نينغ نينغ في المطر.
كم سيستمر هذا المطر؟، هل سيملأ البئر؟، حتى لو لم يفعل، إذا استمر المطر لفترة طويلة جدًا، فهذا يعني انخفاضًا في درجة الحرارة، والإصابة بالمرض...
"هاها."
نظرت نينغ نينغ ببطء إلى الأسفل وقالت ببرود "هل أنت مجنون؟، كيف يمكنك الضحك في هذا الوقت؟"
كانت تعلم أن موقفها كان سيئًا، ولم ترد أن تعامل وين يو بمثل هذا الموقف السيء أيضًا، لكنها كانت قد رأت بضعة كوابيس متتالية عن الديدان بالفعل...
"هذه هدية من السماء." رفع وين يو كلتا يديه، والماء الصافي يسقط في راحتي يديه، جلب بركة الماء في يديه إلى فم نينغ نينغ "اشربي."
"..." نظرت نينغ نينغ إليه، جعل المطر من الصعب عليها فتح عينيها.
"من يدري متى ستمطر مرة أخرى." قال وين يو بلطف "إذا كنتِ غير راغبة في أكل الديدان، فاشربي المزيد من الماء."
كانت نينغ نينغ في البداية مشغولة جدًا بالشعور بالخوف حتى اللحظة التي ذكرها فيها، سرعان ما غمر العطش من عدم تناول أي مشروب لمدة يومين حلقها، لعقت شفتيها الجافة، ثم شربت القليل من الماء على يدي وين يو.
بعد أن انتهت من الشرب، واصل وين يو التقاط المزيد من الماء وإطعامها.
"...يجب أن تشرب أنت أيضًا." قالت نينغ نينغ فجأة، رفعت يديها والتقطت حفنة من ماء المطر، وجلبتها إلى شفتي وين يو.
ابتسم، لم يرفض، أمال رأسه للأسفل وشرب الماء من يديها.
اليوم الرابع، أصيب وين يو بالمرض.
"اهيئ، اهيئ، اهيئ..." أمسكت نينغ نينغ وين يو وهي تبكي بلا انقطاع.
سعل وين يو مرتين، كان وجهه أحمر بشكل غير طبيعي "لا تبكي، البكاء لن يحل المشكلة."
"أعلم." بكت نينغ نينغ "لكن بخلاف البكاء، لا يمكنني فعل أي شيء آخر."
حاولت تسلق الجدران، لكنها كانت تسقط بعد تسلق متر واحد، حاولت الصراخ طلبًا للمساعدة، لكن فقط أصوات الزيز أجابت على صلواتها، حاولت الصلاة، من بوذا إلى وحش السباغيتي الطائر، لم يجب أي منهم على صلواتها، عندما يكون المرء غير قادر على فعل أي شيء، ماذا يمكنها أن تفعل؟
يمكنها فقط البكاء، وكره الشخص الذي تسبب في سقوطهما هناك، وكره نفسها التي كانت عديمة الفائدة.
"كيف تسير الأمور؟" تردد صوت مرح فوقها، نظرت نينغ نينغ إلى الأعلى، ظهر الشاب ذو الثياب الخضراء بقناع في أعلى البئر الذي كان في الأصل يحتوي فقط على السماء، نظر إلى الأسفل وضحك "هل قررت؟، هل تريدين مني أن أسحبكِ للأعلى؟"
"...أسرع!" مدت نينغ نينغ يديها، مشيرة إليه ليفكر بسرعة في طريقة لسحبها للأعلى، لقد عقدت العزم، بمجرد أن تخرج، لن تهتم بالتضحية أو المالك، ستحضر شخصًا على الفور لإنقاذ وين يو!، وتضربه أيضًا أثناء ذلك!
"لا يمكنكِ التراجع عن كلامكِ." ألقى الشاب ذو الثياب الخضراء نظرة على وين يو "سأسحبكِ للأعلى بعد أن يموت."
"...لا يوجد ما نأكله أو نشربه هنا، عندما يموت، سأكون أنا أيضًا على وشك الموت!"
"لن تكوني كذلك، لن تكوني كذلك." واساها الشاب ذو الثياب الخضراء "إنه مريض جدًا، إذا تركتيه وحده، سيموت بسرعة كبيرة."
"...لكنني..." التفتت نينغ نينغ ونظرت إلى وين يو، متمتمة "كيف يمكنني تركه وحده؟"
نظر وين يو إلى أعلى البئر، بعد فترة، حول نظره إليها "مع من تتحدثين؟"
نظرت نينغ نينغ نحو أعلى البئر مرة أخرى، لم يكن هناك أثر للشاب ذي الثياب الخضراء بعد الآن، كانت هناك فقط ورقة غسلها المطر تدور ببطء وتسقط في البئر.
"...لا أحد." قالت نينغ نينغ بتصلب.
أغمض وين يو عينيه للحظة، ثم فتحهما وقال "لقد كنت مخطئًا، لقد كنتِ قادرة على رؤية أشخاص لم أستطع رؤيتهم."
ظلت نينغ نينغ صامتة.
"ليست أنتِ فقط، مرضاي أيضًا، السيدة تشين على سبيل المثال." أطلق وين يو ضحكة مريرة "ما كنتِ تقولينه كله صحيح، كل واحد منكم لديه حقًا شخص غير مرئي حوله، هناك حقًا مسرح سينما يمكنه تغيير الماضي في هذا العالم... الأمر فقط أن شخصًا عاديًا مثلي لا يستطيع رؤيته."
"إنه شيء جيد ألا تكون قادرًا على رؤيتهم." قالت نينغ نينغ "لو كانت لدي فرصة أخرى..."
توقفت.
لأنها أدركت أنه إذا كانت لديها فرصة أخرى، فمن المحتمل جدًا أنها ستدخل المسرح مرة أخرى، من أجل مهارات التمثيل، من أجل أحلامها، من أجل والدتها، من أجل فرصة تغيير مصيرها.
نظر وين يو إليها لفترة، ابتسم وقال "على الرغم من أنني لا أستطيع الرؤية، يمكنني أن أخمن تقريبًا ما قاله لكِ."
"لا يُسمح لكِ بالتخمين."
"هل أراد منكِ التخلي عني؟"
"لا."
"فقط استسلمي."
"لا أستطيع."
"ما الأمر؟" نظر وين يو إليها بلطف "شخص واحد يعيش أفضل من شخصين يموتان هنا."
نظرت نينغ نينغ إلى الأسفل، وكبحت دموعها ولم تقل كلمة.
تذكرت القصة التي رواها لها الشاب ذو الثياب الخضراء.
"بدأ المتطوعون يظهرون بين اللاجئين."
"بعضهم تطوع ليصبح شخصًا مقنعًا، وبعضهم تطوع للدخول إلى دار الأوبرا الحي ومشاهدة المسرحيات."
"بُنيت قرية نينغ على التضحية."
بماذا فكر المالك أثناء مواجهة هؤلاء الناس؟
"المالك!"
"المالك."
"المالك..."
في تلك اللحظة، رنت أصوات ذكور وإناث، الكثير من الأصوات بآذان نينغ نينغ، كانوا في اندفاع مجنون ليكونوا الأوائل، بدوا قريبين وبعيدين في آن واحد، مثل الأصوات عندما بدأ فيلم، جذبت نينغ نينغ للداخل.
نظرت نينغ نينغ إلى الأعلى بذهول، وصلت إلى أرض خراب محطمة، وليس بعيدًا عنها كانت مجموعة من اللاجئين في ملابس قديمة، كان بعضهم يحفر العشب بصمت، وكان بعضهم يمسك بأذرعهم المكسورة وهم يتكورون على الأرض ويولولون، وكانت إحداهن تتكئ على جذع شجرة وقد فتحت ملابسها العلوية وهي ترضع طفلاً، شرب الطفل بضع مرات ثم بدأ بالبكاء، ذهب شخص ما ودفع المرأة عدة مرات فقط ليدرك أن المرأة قد توقفت عن التنفس.
تعثر شخصان باتجاه نينغ نينغ، كان الشخص على اليسار مغطى بشعر فضي، والشخص على اليمين كان طفلاً.
ركع الرجل العجوز أمام نينغ نينغ "شيو العجوز يريد أن يصبح شخصًا مقنعًا."
"لماذا؟" سألت نينغ نينغ "بعد التحول إلى رجل مقنع، سيتعين عليك دائمًا البقاء في دار الأوبرا الحي."
"أعلم،" قال الرجل العجوز "شيو العجوز يفعل ذلك طواعية."
"بعد أن يصبح جدي شخصًا مقنعًا، سأدخل وأشاهد مسرحيته." قال الطفل "هذه المرة، سأظل أتبعك، سأظل أهرب مع الجميع للبحث عن السلام خاصنا، لكن عندما نعبر النهر، سأجعل الجميع يغطون فم كل طفل بقطعة قماش، لن نكرر الحادثة التي جذبنا فيها الجنود المطاردين بسبب بكاء الأطفال في الليل."
"ماذا لو لم تنجح؟"
"سأدخل وأحاول مرة أخرى."
"حتى لو نجحت، ماذا لو ظهر الجنود المطاردون بسبب آخر؟"
"سأدخل وأحاول مرة أخرى."
"هل تعلم؟" نظرت نينغ نينغ إليه بطريقة جادة "بعد القيام بذلك ثلاث مرات، سيتعين عليك البقاء في دار الأوبرا الحي إلى الأبد بعد أن تتحول إلى شخص مقنع."
"أعلم." بدأ الطفل يضحك ببراءة، كاشفًا عن أسنانه البارزة "أنا أفعل ذلك طواعية."
جاء شخص آخر، كانت امرأة تعرج، تتعثر إلى خلف الطفل، بعد سماع ما كان عليه أن يقوله، ابتسمت ولمست رأسه وهي تقول "عندما يحين ذلك الوقت، ستشاهد العمة وو مسرحيتك."
بُنيت قرية نينغ حقًا على التضحيات،
—التضحيات الذاتية لعدد لا يحصى من الناس.
أغمضت نينغ نينغ عينيها، وصرت على أسنانها وقالت "...لا أريدها بعد الآن."
عندما فتحت عينيها مرة أخرى، اختفى الرجل العجوز والطفل والمرأة من أمامها، كما اختفى الناس الجائعون ذوو الأذرع المكسورة مع الأم الميتة، كانت تقف في البئر الجاف مرة أخرى، تنظر إلى الرجل بجانبها.
...أنت تمزح، لن أدعك تضحي بنفسك بالتأكيد!، بدلاً من مشاهدتك تضحي بنفسك، لماذا لا أقوم أنا...
"أنا لا أريد أن أكون المالكة بعد الآن!!" أخذت نينغ نينغ نفسًا عميقًا وصرخت في أعلى البئر "أنا لا أريد ذلك بعد الآن!، أنا لا أريد أن أكون المالكة بعد الآن!!"
أنا لا أريد ذلك بعد الآن...
أنا لا أريد بعد الآن...
بعد الآن...
"أمامنا!، إنها أمامنا!"
"أين؟، أين؟، هاه، لماذا هناك بئر هنا؟"
"أين المصباح اليدوي؟، ناولني المصباح اليدوي بسرعة!"
اقترب ضجيج من الأصوات منهم، فجأة، سطع شعاع من الضوء الأبيض في البئر، كان ساطعًا لدرجة أن نينغ نينغ اضطرت لتغطية وجهها بيدها.
"وجدناهم!، إنهم هنا!"
"كيف سقطوا في البئر؟"
"حبل، أعطني الحبل بسرعة!"
"نينغ نينغ!" كانت نينغ يورين قد اندست بالفعل في الحشد، تصرخ في البئر وهي على أربع "كل شيء على ما يرام الآن، ستنقذكِ والدتكِ الآن!"
اليوم الخامس.
استيقظت فجأة من الحلم، كان رد الفعل الأول هو النظر إلى الأعلى.
كانت ناموسية بيضاء تتمايل فوق رأسها، وليس الجزء العلوي المستدير من البئر.
"...لقد نجوت." تنهدت نينغ نينغ، كان صوتها أجشًا قليلاً، وكان جسدها متألمًا قليلاً أيضًا، وبالتالي نادت مثل طفلة مدللة "أمي، أريد كوبًا من الماء."
رنت أصوات صب الماء خلفها، ثم تبعتها خطوات سريعة تقترب منها.
استدارت نينغ نينغ على السرير، بينما كانت على وشك أخذ الكوب من يد نينغ يورين، ذُهلت.
خارج الناموسية المتمايلة برفق كانت مجموعة كاملة من الناس.
رئيس القرية، وممثلو كل لقب عائلي، والناس الذين ولدوا ونشأوا في القرية، والناس الذين عادوا بثروتهم —كل واحد منهم كان هناك، يقف بهدوء خارج الخيمة، ينتظر استيقاظها.
كان الشخص الذي قدم لها الماء هو رئيس القرية نفسه.
"لقد استيقظتِ." قال رئيس القرية بلطف "انهضي واشربي رشفة من الماء."
كان الوضع أمامها غريبًا بشكل لا يصدق، لكن مهما كان الأمر، عندما يصب كبير السن كوبًا من الشاي لكِ، لا يمكنكِ سوى أن تشربه تحت أنظار الآخرين المراقبة، لم تستطع نينغ نينغ إلا أن تنهض بصعوبة، وتمد يدها للكوب وتأخذ رشفة سريعة، ثم تضع الكوب وتسأل "رئيس القرية، هل هناك أمر ما؟"
"أنا أمثل الجميع في القرية لأشكركِ." ابتسم رئيس القرية.
"تشكرني؟" كانت نينغ نينغ مرتبكة قليلاً "لماذا تشكرني؟"
"شكرًا لوضع نفسكِ في خطر واستعادته من البئر." نظر رئيس القرية إلى جانب نينغ نينغ.
نظرت نينغ نينغ إلى الاتجاه الذي كانوا ينظرون إليه وأدركت أنه تحت وسادتها، كان هناك قناع.
...أنياب من جميع الجوانب، شرس ومخيف.
كان قناع المالك.
في البداية اعتقدت أنه كان القناع الذي صنعه النجار، لكنها التقطته وألقت نظرة فاحصة وأدركت أنه كان مختلفًا، كان الاختلاف الأكبر هو أنه كان قديمًا جدًا، إضافة إلى نقص الصيانة، كانت الألوان المتلألئة في الأصل مرقطة الآن، وكان هناك شق طويل من العين اليمنى إلى الخد، بدا كما لو أن شخصًا ما قد نحته بسكين.
"هذه مشيئة السماء، مشيئة السماء اختارتكِ لتكوني المالكة." استدار رئيس القرية وصاح على الحشد "هل يوافقني الجميع؟"
"نعم، نعم."
"أعتقد أيضًا أن التي لم تتزوج بعد أفضل من التي تزوجت."
"هيهي، لماذا تسأل مثل هذا السؤال التافه؟، فالأجابة واضحة..."
"إنها مشيئة السماء، لقد فُقد القناع لفترة طويلة، ووجدته بمجرد عودتها."
"هاها، بما أن الجميع قد وافق." صفق رئيس القرية "ادخلوا!"
فُتح الباب فجأة، دخلت امرأتان، كل منهما تحمل طبقًا خشبيًا، على الأطباق كانت ملابس وإكسسوارات، كلها لم تكن حديثة ولكنها مليئة بنكهة متدهورة.
"...ماذا تحاولون أن تفعلوا؟" نينغ نينغ.
"المالكة، نحن هنا لخدمتكِ." قالت إحدى النساء مبتسمة، أمسكت الاثنتان بنينغ نينغ التي كانت تريد الهرب، وضعت إحداهما الملابس عليها، ووضعت الأخرى الإكسسوارات عليها، في النهاية، جاء رئيس القرية شخصيًا حاملاً القناع بكلتا يديه، واضعًا إياه ببطء على وجه نينغ نينغ.
"لا أريد أن أكون المالكة." تردد صوت نينغ نينغ تحت القناع.
"يجب عليكِ ذلك." حدق رئيس القرية في عينيها اللتين كانتا تحت القناع "حدث شيء ما مع والدتكِ، لكن الخير أننا لا زلنا نملككِ أنتِ، لا... لدينا أنتِ فقط الآن."
كانت لديه نظرة جشعة، كان لدى الناس خلفه نظرات جشعة، لم تكن النظرة المضحية بالنفس التي رأتها نينغ نينغ.
كانت نظرة شخص يجبر الآخرين على أن يكونوا تضحية.