كونها خوطبت بهذه الطريقة جعل نينغ نينغ تشعر بضيق في التنفس، لم تكن تعرف كيف تواجهه في تلك اللحظة.
"لا، نعم، هنا..." تحدثت نينغ نينغ بشكل غير مترابط للحظة، نظرت إليه بقليل من التوتر قبل أن تقول بهدوء "ما أعنيه هو، أنا هنا بالفعل..."
بدا أن وين يو تأثر بتوترها.
سحب ذراعه بسرعة من على عنقها ووقف منتصبًا أمامها، كما لو كان يتقبلها، يتقبل مراجعة أهم شخص في حياته، أخذ نفسين عميقين وقال "بعد الجنازة، تبناني السيد شي، إنه شخص طيب، تأقلمت بشكل جيد."
"نعم،" قالت نينغ نينغ "أعلم."
"درست الطب في الجامعة، ثم أنتقلت إلى المجال النفسي، بعد تخرجي، عملت في عيادة نفسية... الكثير من عملائي من صناعة الترفيه، كان هناك أشخاص قالوا إنني كنت أسعى وراء أموالهم، لكن لم يكن الأمر كذلك، كنت أريد فقط مساعدتهم." نظر وين يو إلى نينغ نينغ دون أن يرمش "مساعدة... أشخاص مثلكِ."
"نعم." تسلل شعور لم تشعر به نينغ نينغ منذ فترة طويلة إلى قلبها، مثل طحلب زمردي، يغطي برفق الجدار البارد كالثلج "أعلن..."
"أنا... كنت أحاول بكل جهدي القيام بأعمال خيرية، مساعدة كل من أستطيع."
"نعم، أعلم."
"يقول الرب، الخير يولد الخير، والشر يؤدي إلى الشر، إذا كان هناك خير يمكن الحصول عليه من أعمالي الخيرية، آمل أن يصيب شخصًا واحدًا." كان في عيني وين يو أثر لمعان دموعه "دعوت لتتمكني من العودة إلى العالم الفاني، دعون أنه عندما تعودين، ستولدن في عائلة جيدة —أم تحبّكِ، وأب يحميكِ، دعون لتتمكني من النمو دون أي متاعب أو مخاوف، بصحة، بسعادة، ومرة أخرى... تظهرين أمامي."
بعد أن انتهى من الكلام، أخذ نفسين عميقين، بقي متجذرًا في مكانه وهو يفتح ذراعيه المرتجفتين قليلاً، منتظرًا منها أن تحتضنه كما كانت تفعل عندما كان طفلاً.
أتذكركِ، أحبّكِ، أدعي من أجلكِ، لقد كنت دائمًا أنتظركِ هنا.
مر الوقت بهدوء، عندما رأى أنها لم تتحرك، قال وين يو بقليل من عدم الارتياح "خالتي شياو نينغ..."
خوفًا من أنه كان يجعل الأمور صعبة عليها، توقف عن الكلام بعد ذلك، وانخفضت الذراعان اللتان رفعهما بإحباط.
في اللحظة التالية، احتضنته.
"أنا هنا." احتضنت نينغ نينغ خصره، ووجهها مدفون في صدره "أنا هنا بالفعل."
لقد كنت دائمًا بجانبك، لم أغادر أبدًا.
دار الزمن، ودار الضباب أيضًا، بدا كما لو أنه رسم دائرة بينهما من نهايات الزمن، من نهايات الضباب، التقى الاثنان مرة أخرى.
"أنا أيضًا هنا." رن صوت مشاكس من بجانبهما.
نظرت نينغ نينغ، شي زونغ تانغ.
تبدد الضباب، وصل إلى نهايته، لقد عادوا إلى مسرح سينما الفيلم الحي، عادوا إلى أجسادهم.
"من هناك؟" نظر وين يو.
لاحظت إلى أين كان ينظر، عبست نينغ نينغ وسألت "ما زلت لا تستطيع الرؤية؟"
كان شي زونغ تانغ يقف أمامهما مباشرة، نظر إليها وين يو وسأل "أرى من؟"
حقًا ما زال لا يستطيع رؤيته.
كان ذلك على الأرجح بسبب الصندوق الذي احتوى دار الأوبرا الحي، حتى لو تم تحويله إلى قناع، كان لا يزال له تأثير خاص، لقد سمح للأشخاص العاديين الذين لا يستطيعون رؤية دار السينما مثل وين يو وتسوي هونغمي بالقدرة على رؤية دار السينما في فترة زمنية محدودة.
إذن، سبب عدم ازدهار دار السينما... كان لأن الصندوق فُقد، لأن القناع فُقد؟
"إنه أخاك،" قالت نينغ نينغ "أخاك موجود هنا أيضًا."
ذُهل وين يو "أخي..."
"أيها الأحمق، انظر إلى هنا." ضغط شي زونغ تانغ على كتفيه وأداره في اتجاه، ثم ضربه على صدره وهو يضحك "أيها الصغير، أنت طويل تقريبًا بقدري الآن."
نظر وين يو إلى صدره.
"لقد قال: أيها الصغير، أنت طويل تقريبًا بقدري الآن." قالت نينغ نينغ.
نظر وين يو ببطء إلى الأعلى، لم يكن هناك أحد أمامه، مد يده ببطء بقبضته، توقفت قبضته في منتصف الهواء بواسطة صدر غير مرئي، بعد فترة طويلة، نادى وين يو بهدوء "أخي الكبير..."
أمال شي زونغ تانغ رأسه، على الرغم من أن قناع زهرة الخوخ كان يغطي وجهه، اعتقدت نينغ نينغ أن زوايا الفم خلف القناع لا بد أنها منحنية للأعلى.
"قل شيئًا." وضعت نينغ نينغ يديها خلفها وابتسمت لشي زونغ تانغ "سأساعدك في نقل كلماتك."
"أموري ليست عاجلة، أنتِ دائمًا بجانبي على أي حال." قال شي زونغ تانغ ضاحكًا "دعينا نهتم بأموركِ أولاً، لا بد أنكِ تريدين رؤيتها الآن."
كان دائمًا هكذا، يرى من خلالها بسهولة، يرى ما كانت تفكر فيه حقًا.
"ما الأمر؟" سأل وين يو.
"أنا..." نظرت نينغ نينغ إلى شي زونغ تانغ، ثم نظرت إليه "أريد رؤية شخص ما."
فكر وين يو فيه قبل أن يبتسم "هل هي والدتكِ؟"
"نعم." بدأت عينا نينغ نينغ تتألقان.
على الشاشة، كان فيلم <<قصة شبح صبي صينية>> قد بدأ عرضه بالفعل، لكن لم يبق أي من الثلاثة لمشاهدته، خرجوا من المدخل معًا بدلاً من ذلك، في اللحظة التي خرجوا فيها، توقفت نينغ نينغ في مكانها ونظرت إلى الملصق بجانب المدخل.
العنوان: <<قصة شبح صبي صينية>>
بطولة: نينغ تشينغ، نينغ نينغ.
كان الملصق لا يزال حيويًا جدًا.
مجموعة من الأشخاص المقنعين يرتدون الأبيض يحيطون بنينغ تشينغ ونينغ نينغ في وسط المسرح.
ما زالت غير قادرة على تغيير مصير نينغ تشينغ، كان لا يزال شخصًا مقنعًا خرج من دار السينما وعاد إلى دار السينما، لكنها غيرت مصير القرويين، غيرت... مصير والدتها.
الشخص الذي رقص على المذبح حتى النهاية كانت هي، لم تكن والدتها التي حلت محلها في منتصف الرقصة!
هل هذا يعني... أن والدتها لن تضطر للموت؟
"اهدئي." أثناء رحلة السيارة إلى منزلها، ناول وين يو زجاجة ماء "هل تريدين بعضًا؟"
"شكرًا." أمسكت نينغ نينغ زجاجة الماء، وفتحتها وأخذت رشفة، بسبب حقيقة أنها كانت متوترة للغاية، انسكب بعضه، مسحت فمها بسرعة، كانت يدها ترتجف قليلاً.
هل نجحت؟، هل يمكنها رؤية والدتها مرة أخرى؟
توقفت الإطارات بصرير، توقفت السيارة عند سفح المبنى.
خرجت نينغ نينغ من السيارة بسرعة، اندفعت إلى المبنى بأقصى سرعتها، ثم أخرجت مفاتيحها من حقيبتها في حالة من الذعر ووضعت المفتاح في ثقب المفتاح.
مع نقرة، فُتح الباب برفق.
شعرت بالقلق مثل شخص يعود إلى مسقط رأسه بعد غياب لسنوات عديدة.
كانت قلقة جدًا عندما كانت تصعد الدرج، لكنها فقدت الشجاعة لاتخاذ الخطوة إلى الأمام في هذه اللحظة.
"ادخلي." قال وين يو الذي كان خلفها لوقت غير معروف.
"سأدخل معكِ." أمسك شي زونغ تانغ يدها مبتسمًا.
أخذت نينغ نينغ بضعة أنفاس عميقة، ورفعت يدها الأخرى وضغطت على مفتاح الإضاءة.
ملأ الضوء اللطيف المكان، وأضاء منزلها الصغير المريح ومنزل والدتها.
مشت بحذر، مرت بجانب رف الأحذية، كان يحتوي فقط على أحذيتها، مرت بجانب غرفة المعيشة، كان بها فقط طقم شاي لشخص واحد، دخلت إلى غرفة والدتها، الأحذية التي أحبتها والدتها، طقم الشاي الذي كانت تستخدمه والدتها عادة، قبعة والدتها... اشترتهم نينغ نينغ من تسوي هونغمي ووضعتهم في مواقعهم الأصلية بأناقة.
فقط أن نينغ يورين لم تكن موجودة.
لم تقل نينغ نينغ كلمة، بدأت عيناها تدمعان.
"لا تبكي." أمسك شي زونغ تانغ يدها بإحكام، انحنى ونظر إليها "أليس هناك مكان آخر لم تزوريه بعد؟"
"...صحيح." مسحت نينغ نينغ الدموع من زاوية عينيها، واستدارت لتنظر إلى وين يو "هل يمكنك توصيلي لمكان أخر؟، أريد الذهاب إلى المستشفى."
كيف يمكن لوين يو أن يرفض طلبها؟
توقفت السيارة عند مدخل المستشفى، هل ستكون هذه الفرصة الأخيرة؟، خرجت نينغ نينغ من السيارة، نظرت إلى المستشفى، مليئة بالتوقعات والخوف، لم يكن يومًا حارًا، لكن ظهرها كان مغطى بالعرق البارد.
ألقى وين يو نظرة على نينغ نينغ، ثم أخرى، تردد للحظة، ثم أمسك يدها بعناية.
مهما كان الشخص قويًا، سيظل لديه أوقات يكون فيها ضعيفًا، أوقات يبرد فيها جسده بالكامل، في هذه اللحظة، الشيء الأكثر فائدة سيكون دفء شخص آخر، يد شخص آخر.
قلبها الذي كان ينبض مثل طبل مجنون هدأ تدريجيًا، ضحكت نينغ نينغ له بصوت أجش "شكرًا لك."
دخل الثلاثة المستشفى معًا.
هذه المرة، مشت نينغ نينغ ببطء شديد، لكن كان هناك حد لمدى بطء الشخص، فُتح باب الجناح، سرير المستشفى الذي استلقت عليه والدتها ذات مرة... كان فارغًا.
بدا أن الزمن توقف في تلك اللحظة.
بعد وقت طويل جدًا، استعادت نينغ نينغ سمعها، سمعت صوتًا مألوفًا بجانبها "ما الذي أتى بكِ إلى هنا، هل تشعرين بتوعك؟"
"العم هوانغ..." نظرت نينغ نينغ إلى المعطف الأبيض بجانبها — طبيب نينغ يورين السابق، الدكتور هوانغ، ترددت للحظة قبل أن تسأل "عندما رحلت والدتي... هل كانت متألمة؟"
فوجئ الدكتور هوانغ، ثم ابتسم بلطف "لا، أعتقد أنها كانت أكثر سعادة من الكثير من الناس الآخرين، لأنه في النهاية... كنتِ بجانبها."
"هل هذا صحيح..." تمتمت نينغ نينغ، انهمرت الدموع على وجهها باستمرار.
كان الدكتور هوانغ مشغولاً جدًا، لم يستطع البقاء هناك لمواساتها، ناداه شخص ما بعد فترة، أخبرهم أنه سيكون هناك على الفور، نظر إلى الخلف إلى نينغ نينغ، رأى أن يدها كانت ممسوكة بواسطة وين يو في زاوية عينه.
"أيها الشاب، واسها جيدًا." ربت الدكتور هوانغ على كتف وين يو "هذه فتاة جيدة، تستحق جهدك."
ذُهل وين يو للحظة، ثم أومأ بجدية.
حتى لو لم يخبره أحد بذلك، كان سيعامل نينغ نينغ بشكل جيد.
...بعد كل شيء، لم يعد طفلاً، لديه ذراعان قويتان بما يكفي لحمايتها من الرياح والمطر الآن، أليس كذلك؟
بعد أن غادر الدكتور هوانغ، بكت نينغ نينغ في المكان لفترة، تنتحب "في الواقع لقد... خمنت أن هذه ستكون النهاية."
نظرت إلى سرير المستشفى أمامها، تمنت كثيرًا أن يكون الامرأة التي تحبّها حقًا مستلقية عليه، تنظر إليها، وتخبرها بلطف "أنا هنا."
لكن السرير كان فارغًا، لم يكن هناك أحد عليه.
لم تكن هنا.
"يمكن لوالدتي أن تدخل مسرح سينما الفيلم الحي من أجل تغيير مصيري، إذن لا يوجد سبب لعدم دخولها بعد أن اكتشفت ما حدث لجدي." بكت نينغ نينغ "هي دائمًا هكذا، تعطي بصمت، ولا تدعنا نعرف."
لو لم تدخل مسرح سينما الفيلم الحي، لما عرفت نينغ نينغ أبدًا كم فعلت نينغ يورين من أجلها.
تغيير مصير المرء كان شيئًا خطيرًا جدًا، الماضي والمستقبل كانا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا، تغيير شيء واحد سيؤثر على كل شيء، في بعض الأحيان، كانت تريد بوضوح تغيير مصير شخص واحد فقط، لكنها كانت تغير عن طريق الخطأ مصير الكثير من الناس.
دفعت نينغ يورين بحياتها بعد أن سلكت هذا الطريق.
ونجحت في إنقاذ نينغ نينغ.
لكن كان واضحًا جدًا، حظها لم يكن جيدًا دائمًا، في النهاية، ما زالت لا تستطيع إنقاذ نينغ تشينغ... وكذلك نفسها.
"أفسحوا الطريق، من فضلكم أفسحوا الطريق!" رن صوت الدكتور هوانغ خلف نينغ نينغ، نظرت حولها ورأت نقالة يتم دفعها من المدخل، على النقالة كان وجه مألوف — المخرج تشين.
"توقفوا!، توقفوا!" رآها المخرج تشين أيضًا، وصرخ بأعلى صوته.
توقفت النقالة، نهض المخرج تشين بمساعدة تشين شوانغي، كان يلهث، يصرخ على نينغ نينغ كما لو كان نفسه الأخير "سأموت قريبًا، قبل أن أموت، يجب أن أترك شيئًا في العالم... نينغ نينغ، استعدي!، أريد إعادة تصوير فيلم <<شبح المسرح>>!!"