في يوم غائم حزين، أقيمت جنازة زميلتي ساكورا ياموتشي، كانت الدموع تغطي أعين الجميع أثناء الطقوس، وهذا إن دل فهو يدل على قيمة حياتها، أما أنا

فقررت عدم الحضور، وبقيت في المنزل، طوال الوقت...

لحسن الحظ، الشخص الوحيد الذي كان سيجبرني على الحضور كان قد فارق الحياة بالفعل، وقد تركت لي عائلتها الخيار في الحضور من عدمه...

أنا طالب في المدرسة الثانوية، وموتها في يوم عطلة جعلني أتجنب الخروج في هذا الطقس السيء.

مكثت في المنزل وحيدا بسبب سفر والدَي، وقد تركا لي طعاما كافيا، فكنت مختبئا في غرفتي بسبب فقداني زميلتي الذي سبب لي الكثير من الوحدة والقلق...

كنت دائمًا من النوع الذي يقضي جل وقته في حجرته، ومنذ أن عرفتها كانت قد أجبرتني على تغيير هذه القاعدة، كنت دائما أمكث هناك أطالع بعض الكتب ولطالما فضلت قراءة الروايات عن الكتب الإرشادية الخاصة بتنمية الذات...

كنت أقرأ كتابي ذي الأغلفة الورقية بينما أتدحرج على سريري، وأريح رأسي من خلال وضع وسادة تحت ذقني بسبب ثقل الكتاب.

حاليا، ها أنا بصدد مطالعة كتاب كنت قد إستعرته منها، وقد تفاجأت من جودة الكتابة نظرا لمؤلفته التي لم تقرأ شيئا قط.

رغم أنني خططت لمطالعته وإعادته لها قبل وفاتها، إلا أنني لم أحركه قط من الرف طوال ما تبقى من عمرها...لكن آن الأوان لذلك الآن، فقد قررت تسليم الكتاب لعائلتها بعدما أنهيه.

بحلول الوقت الذي انتهيت فيه من قراءة نصف الكتاب، كان المساء قد حل، وحينها أدركت كم من الوقت قد مضى بسرعة، ورن هاتفي، لم تكن شيء مهما، فقط مجرد إتصال آخر من والدتي، على الرغم من أنني قمت بتجاهل أول إتصالين، إلا أنني قمت بالرد وكان محتوى المكالمة حول العشاء، حيث أعلمتني أمي بطهي الأرز.

أغلقت هاتفي ووضعته فوق المكتب، فجأة تذكرت أنني لم ألمس الجهاز منذ يومين، وشعرت برهبة لذلك لأنني لم أفعل ذلك بإرادة، رغم تفاهة الأمر إلا أنني أطلت التفكير في الموضوع.

فتحت هاتفي وتفقدت الرسائل التي ارسلتها، لم تكن هناك غير رسالة واحدة غير مقروءة، رسالة قصيرة من سطر واحد أرسلتها إلى زميلتي المتوفية

''اريد أكل بنكرياسك''

أتسائل ماذا سيكون ردها لو قرأتها...

أثناء التفكير في الأمر غلبني النعاس، وعادت أمي إلى البيت وطهت لي الأرز.

ربما ألتقي بها في أحلامي...

2023/02/13 · 135 مشاهدة · 345 كلمة
أحدهم
نادي الروايات - 2025