بعد فتره من سقوطي قبل ملامستي للأرض حتى، فقدت الوعي.

أتذكر فقط أني كنت أحلم، حلم جميل لا أستطيع تذكره، أعتقد أنه عن نورما و الماضي الجيد.

بالتفكير بالأمر بعدما فتحت تلك الساعه الخاصه به ظلت تأتيني لحظات عن الماضي الذي نسيته تماماً بسبب المشاكل التي أمر بها بأستمرار.

كنت أتذكرهم في لحظات ما ولكن لا تتبادر الى ذهني أي ذكرى.

الآن الأمر مختلف أشعر بالأحلام التي تأتي الي كأنها واقع ولكني أصغر عمراً من الآن.

هذا غريب.. أين أنا؟

لم أفتح عيناي قط بل لايمكنني فتح عيناي!

أشعر بأني في بحيره؟ أم نهر جاري؟ ولكن.. لماذا لا أزال على قيد الحياة؟

'هل هو وهم؟ هل أنا في السماء؟'

"آغغههه"

'لا أعتقد هذا، مازلت أشعر بألم في جميع أطرافي'

أصبحت أشك بأنني مازلت على قيد الحياه أم بأنني مت و أنا في السماء الآن، نصف مني يريد ذلك و النصف الآخر يريد العيش.

فجأه تبادرت ذكرى قديمه الى عقلي، رأيت نورما عندما كان صغيراً بها.

على الأغلب أنها مشابه لتلك الذكريات التي كانت تأتيني أحياناً.

لكن الآن هو يبكي بها، لا أتذكر أي شيء عن الماضي لأني وضعته جانباً لفتره طويله جداً.

"سأساعدك.. هل يمكنك النهوض؟!"

'لماذا يقول هذا؟ أين أنا؟'

أعتقد أني تذكرتها تقريباً.

صحيح، طوال حياتي معه لم أراه يبكي الا مره واحده، حينما سقطت من على الدرج و لم يكن بأمكاني النهوض.

'أعتقد أني كسرت ساقي في ذلك الوقت'

"هياا، ألا يكفي هذا؟ لماذا لم تستيقظ بعد؟"

هاه؟ لم أتذكر أنه كان يقول هذا!

"حاولي أطفاء ميزتك الآن!"

'هل هذا وهم؟!!'

حين قولي لهذا أختفت تلك الصوره و بدأت أشعر بالأرتباك، حين وجودي في هذه الذكرى لم أستطع التحرك بها أبداً و أيضاً لا أشعر بجسدي.

'كيف علم أني لا أزال أستخدم ميزتي؟'

أنا نفسي لم أدرك هذا الا بعد قوله لي.

حاولت جمع شتات نفسي و التفكير بطريقه للخروج من هذا المكان، بدأت أشعر بحصولي على مانا دافئه جداً و مريحه تتدفق من جبهتي بالنسبه لوضعي المانا خاصتي على وشك النفاذ او أنها نفذت بالفعل.

بعد فتره وجيزه أستطعت أيقاف ميزتي و بدأت أشعر بأطرافي و المكان من حولي.

المكان هادء جداً لدرجه أريد النوم مره أخرى ولكن من هذا الذي يلهث بشده بجانبي.

'يبدو الأمر كما لو كان يجري بسبب شيء ما'

'صحيح! أنا في الغابه الآن!!'

لم أدرك هذا الا بعدما سمعت صوت لهاثه.

'هل واجهنا وحش بينما كنت نائمه؟'

أعتقد أن ثيون قد نفذت المانا لديه لهذا السبب يلهث.

"تنهد.. أرجوك أستيقظي!"

'أنتظر هذا الصوت!!! لا يعود الى ثيون البته!'

أشعر بجفني ثقيل ولا أستطيع فتح عيني كلها.

'لاأزال في الغابه المخيفه هذه ولكن.. '

نظرت الى الجانب بسبب برودة الجو يمكنني رؤيه البخار يخرج من فم ذلك الشخص لأنه لايزال يلهث ولكن بخفه، أنه يرتدي فقط قميصاً خفيفاً أبيض اللون.

'هذا زي مدرسه؟'

في المباراه هنا فريق مدرستنا الجميع يرتدي قميصاً أسود اللون و ثيون أيضاً و يرتدي فوقه معطفاً بالون أسود مع أكمام زرقاء .

(ستره=معطف)

'أذن من هذا؟!'

رفعت رأسي قليلاً لأرى وجهه لكني لم أستطع ذلك.

تنهد و قال بصوت خافت، لدرجه عدم سماعي لنصفه تقريباً.

".. لو فقط تمكنا من أيجادك بوقت مبكر قليلاً"

لم أهتم لما قاله أولاً ولكن أيجادي؟!

'هل كنت نائمه هنا لفتره طويله جداً؟!'

لا أصبح الوضع خطراً الآن.

حاولت تحريك يدي اليسرى ولكن لم أتمكن من ذلك و عاده تؤلمني كما كانت سابقاً.

"أغغهه"

من الطبيعي أنها تؤلم، لقد ذهب أغلبيه العلاج بسبب الهجوم المائي لذلك الوحش

"هل أنت بخير؟"

"أوتشش"

لم أستطع الأجابه بسبب يدي التي تؤلم بشده، لم أتعرف عليه أيضاً لكن..

'صوته.. لقد سمعته من قبل في مكان ما.. ولكن.. أين؟؟!'

تمالكت نفسي و حاولت الجلوس.

"س.. سأساعدك!"

لم يكن هناك أي أشجار من حولنا لذا ساعدني ولكن كنت أرتعش جداً.

حينما جلست و أنا أضع يدي على الأرض للأستناد عليهم رغم الألم لكنه أفضل من البقاء في البرد على الأرض ولكن سقط معطف بالون بني فاتح، أعتقد أنه كان يغطيني به.

حملته بيدي اليمنى و سألته

".. هل.. هو... لك؟"

"أ-أجل...! "

'صوته؟! أين سمعته من قبل؟'

بالتفكير بالأمر لم أرى وجهه حتى الآن ولا أعرف من هو.

رفعت رأسي لأنظر اليه لم يستمر هذا لوقت طويل لأن الدوار يستحوذ علي ولكن تمكنت من رؤيته قليلاً.

"... م.. من.. أ.. نت..؟!"

دهش حين كلماتي ولكن لم أرى عينيه لذا لم أتعرف عليه حتى أننا في مكان مظلم جداً، عكس أتجاه ضوء القمر الخافت بسبب الغيوم الكثيفه.

'أعتقد أنه يمتلك عينان قرمزيه اللون'

لم أستطع رؤيه وجهه بالكامل.

و أيضاً لم أستطع السيطره على جسدي الذي كان يرتعش جداً لذا سقطت مره أخرى.

أمسكني و صرخ

"أنت! أياك و أغماض عينيك!"

في تلك اللحظه رأيت وجهه لأول مره و كما رأيت أول مره لديه عينان قرمزيه اللون مليئه بالقلق و تهتز عند كلماتي.

"... هل.. أنتَ...؟!"

تردد قبل أجابته لي

"... أجل.. بيرن هيرست ( herst)"

بعد رؤيه وجهه أعتقد أنه ذلك الفتى الذي اصطدمت به قبل أيام صحيح؟!

لم أجب و حدقت في جبهته يبدو أنها تنزف

'لديه لون شعر رائع، هذه هي المره الاولى التي أرى بها لون شعر رمادي مثل هذا'

على الرغم من الظلام الا أني أستطعت تحديد لون شعره بدقه.

بعد فتره من الصمت سألته

"... كم مضى.. على بقائي هنا؟"

"لقد أستغرقتي وقتاً طويلاً للأستيقاظ، حتى أني ظننت أنه يجب علي أنقاذك بطرق أخرى"

"... أنـ-قاذ-ي...؟"

"كما تعلمين بسبب ذلك الوحش فقد تم خنقك بالماء حتى فقدت الوعي"

"... كيف تعرف.. هذا؟!"

حين كلماتي أدار وجهه عني كما لو أنه غاضب من سؤالي و قال بتذمر قليلاً.

"كنت هناك.. و أنا من أنقذك...!"

"أ-أذن لماذا تتكلم بهذه الطريقه.. لم أظن أحد غيرك حتى... "

"أ.. أه...أظن ذلك"

"أذن.. ماالمشكله في هذا؟"

"الا تعلمين حقاً؟!!"

'لماذا هو متفاجأ من هذا؟!'

"... لا أعلم"

"تنهد أرتدي هذا أنت ترتعشين"

"ما الفائده.. هذا لن يحدث أي أختلاف"

"لا بل سيحدث"

أجابني بأصرار شديد و ساعدني على النهوض مجدداً.

لم أكن أدرك انه كان يحملني، حين ادراكي للوضع اصابني احراج لدرجه لايمكنني النظر اليه مباشرةً.

حاولت ارتداء المعطف بمفردي لكن هذا لم يفلح لاني لم اكن قادره على تحريك يداي بطريقه طبيعيه، بقيت يداي ترتعش فقط و بالكاد حملته لأضع نصفه على ظهري.

"سأساعدك..!"

"... لا بأس"

"لاتكوني عنيده"

على الرغم من وضعي الا انه ساعدني بما فيه الكفايه حتى الآن و هذا محرج.

'بالمناسبه يدي لم تعد تؤلمني كما كانت سابقاً، هل تم علاجها؟'

نظرت الى يدي لقد تم اغلاق الجرح من تلقاء نفسه، الجرح الذي كان يستحيل اغلاقه بمجرد انتظار أستيقاظي.

نظرت الى يدي بتعجب لفتره من الوقت و حولت نظري الى قدمي التي لاتزال كما كانت من قبل.

حدقت به باستغراب و قلت له بينما اغلق ازرار المعطف.

"... هل انت من عالج هذا؟ كيف؟!"

"... هذا.. أنه"

بدأت تصرفاته تثير غضبي، لماذا يتردد في كل مره اسئله عن هذا الموضوع؟!!

بينما كنت اغلق أزرار المعطف حدقت في عيناه لفتره حينما تواصلت اعيننا أهتزت عيناه و ابعد بنظره عني.

'لماذا هو متردد هكذا؟'

"تنهد.. أسمع حتى الآن لا اعرف ماهي ميزتك او كيف انقذتني، اذا كان بسبب ميزتك لابأس بعدم الشرح"

"شكراً لك"

'لماذا لما لم تقل هذا اذا كان الامر كذلك؟!'

حتى بعدما ارتديتها لم اشعر بالدفئ على الاطلاق و لازلت ارتعش من البرد.

'الغابه هادئه و مظلمه من الطبيعي شعوري بهذا حتى لو لم يكن كذلك'

حاولت تهدئة نفسي بعذر سخيف كهذا

"على اي حال ماذا سنفعل الآن؟"

"لنغلق مكان تلك الوحوش اللع*ينه و نعود بسرعه"

"الى أين.....!"

لم أكمل كلامي و قال مباشرةً

"أصعدي..!"

"شكرا، لكن سأحاول المشي... "

"لا"

"لقد ساعدتني بما فيه الكفايه حتى الآن!"

"لابأس.. هذا لايهم"

حاولت النهوض وحدي لكن هذا لم يفلح البته

"لما أنت عنيده الى هذه الدرجه~؟"

'كم انت مثابر'

"تنهد.. حسناً"

أمسكت بكتفه بينما يحملني على الظهره و بدأ بالسير نحو الأعلى

'هل هذا بسبب ميزته؟ لماذا هو دافئ هكذا؟'

"هل لديك ميزه علاجيه؟"

"يمكنك قول هذا"

'يا، لماذا انت حذر الى هذه الدرجه؟!'

حينها تذكرت كلام ثيون حول كونه لايمتلك نقطه ضعف.

جعلني هذا شبه غاضبه، هل يفعل هذا لانه حذر ام لأنه لايثق بي بسبب كوني من مدرسه أخرى؟

'مهلاً، هل يعلم بهذا حتى؟'

كيف يمكنني سؤاله أصبح لدي فضول!

'أعتقد أنه يجب علي التخلي عنه حقاً ، والأ سيجلب لي مشكله أخرى هذه المره أيضاً'

"بالمناسبه لم أخبرك بأسمي بعد، أنا تيرا آفيدوم"

"هذه هي المره الاولى التي أراك بها"

"أجل فأنا لست من ستارز"

بعد فتره من الصمت تحدث كما لو أصبحنا أصدقاء بالفعل.

"يمكنك النوم فمازال أمامنا طريق طويل لنقطعه"

"هل تعرف اتجاه الطريق؟"

"بحسب توجيه تايلر، أعتقد هذا"

أغمضت عيني لأرى الطريق و أعدت تشغيل ميزتي ولكن..

مؤثر: سعال، يبصق، سعال

بدا قلبي ينبض بشده و أصبح لدي ضيق في التنفس وضعت يدي على فمي

"لا تجبري نفسك على رؤيه الطريق! "

خرجت بعض الدماء من فمي لم استطع ايقاف تدفقه الأ بعد ايقاف الميزه، على الرغم من كونه قليل مقارنتاً بقدمي.

"لابأس فقد رأيته رغم هذا... هو في قمه هذه المنطقه تقريباً من الجهة اليسرى بالقرب من وادي آخر"

"حسناً، شكراً لك"

حاولت النوم كما قال، قبل ان ادرك هذا نمت على الفور بسبب تعبي الشديد

*****

لحسن الحظ لم تسألني عن كيفيه علاجها، ظننت أنها لن تتوقف حتى تستمع الى الاجابه التي تريدها

'لكنها ليست من النوع الذي توقعته'

الآن عرفت لماذا طلب منا الرئيس ذلك، لكن هل هو يريدها فعلاً ام ليست هي حتى؟

لقد كانت تتبادر الى ذهني اسئله حول لماذا أمرنا الرئيس بالبحث عن الفتاه؟قد تكون في مكان آخر ولكن لماذا أمر فقط مدرستنا و مدرسه آلبرت.

'الآن عرفت لماذا، على اي حال حدسه لا يخيب أبداً'

أنه لرئيس القادم على اي حال

لكن مازلت لم اعرف لماذا البحث عنها حتى انه استخدم هذا المنصب.

نظرت الى الجهة اليسرى من كتفي حيث كانت نائمه دون أصدار اي صوت بينما تمرر يديها حول رقبتي.

'لقد نامت بسرعه كبيره، أنها مثيره للشكوك حقاً'

كيف يمكنها تحمل المانا خاصتي بقدر أكبر من الاشخاص الآخرين و أيضاً كيف عالجتها دون أي عوائق.

'على الرغم من كون الامر خطيرا الا أنه افضل من بقائها بتلك الحاله فضلاً عن كونها ترتعش بسبب الماء البارد'

لقد تمكنت أخيراً من عكس ميزه الهلاك و جعلها قادره على الشفاء، هذا رائع انها المره الاولى.

لحسن الحظ لم أواجه أحداً ذو تصنيف مرتفع، لكنت الآن غير قادر على مساعدتها البته.

'حتى اني اعطيتها الكثير من المانا بسبب هذا'

ولكن هل هي تلك الفتاه التي يبحث عنها ذلك الشخص؟

حينما كنت أحاول القيام بالأسعافات الأوليه لاحظت وجود علامه غريبه على رقبتها أيضاً.

لن يكون من الغريب اذا كانت معنا في مجموعه أخرى.

يجب التأكد من صحه هذا، اذا كانت كذلك فسيكون هذا شيئاً آخر.

'هل تمتلك ميزتان؟ أم ثلاثه؟'

أذن لهذا السبب تقبلت ميزتي الوهم و الهلاك في الوقت ذاته.

فجأه بدأت بسماع أصوات وحوش غريبه

"تنهد.. متى ننتخلص من هذه الوحوش"

'سيكون الأمر صعباً بعض الشيء بسبب حملي لها لكنه أفضل من البقاء ساكناً'

*****

حينما كنت أحلم أستيقظت منه بسرعه و أنا مرعوبه رفعت ذراعاي لأفرك عيني و الأخرى اضعها للأستناد عليها.

"هل حدث شيء ما؟"

"لابأس مجرد حلم"

تمتم بشيء ما لوهله بينما كنت سارحه في أفكاري

"أعتقد أنه كذلك"

"ماذا؟"

'ماذا قال للتو؟'

لم أسمعه بشكل جيد ولكني متأكده من قوله لشيء ما.

"لاشيء"

"هل وصلنا؟"

"تقريباً"

رفعت رأسي لأضع ذقني على كتفه و نظرت الى ذراعيه لوهله قبل محاوله النوم مجدداً

"مهلاً"

"ماذا؟"

"مابال وجهك؟ ذراعيك أيضاً!"

"لقد هاجمتنا وحوش بينما كنتي نائمه لابأس"

"لماذا لم توقظني أذن؟"

"لماذا سأزعجك بهذا؟ يمكنني القتال من مسافه بعيده أيضاً "

"أذا حدث هذا مره أخرى اوقظني"

"أنتظري.. هل ستنامين مره أخرى؟"

"أجل لماذا؟"

"لدي بضع أسئله لك"

'يبدو أنه نفذ صبره'

كنت متفاجأه قليلاً من عدم سؤاله لأي شيء و جعلني أنام هكذا فقط.

"أذن.. ماذا تريد أن تعرف؟"

"العلامه في رقبتك.. كيف حصلتي عليها تبدو مميزه للغايه"

"أوه هذه!"

رفعت ذراعي لأمسك رقبتي، بسرعه وضعت يدي عليها.

'هل كانت واضحه من هنا؟ أم أنه رأها بينما كنت فاقده للوعي آنذاك؟'

ولكن أخبرتني أمي بعدم الكشف عنها لأي شخص كان حتى الفتيات حينما لاحظن هذه اخترعت كذبه لعدم الأجابه.

'هل يجب علي أقناعه في نفس الكذبه مره أخرى؟'

بينما كنت أحاول أختلاق عذر جيد لأني قلت للفتيات أني وضعته لأنها اعجبتني فمازال لديهن شكوك حول الأمر

'لا يجب أن أدعه يشك في أمرها أيضاً'

"أتمنى ان تقولي لي الحقيقه"

"حسناً.. هذا... "

'ولكني وعدت أمي بعدم قول أي شيء عنها!'

"هاهاها.. لا أعرف هذا أيضاً~ لقد كانت على رقبتي منذ أن كنت صغيره ولا أعلم كيف لاتزال تحافظ على شكلها على الرغم من تلك الفتره"

" عندما كنت صغيره؟! "

"أجل لماذا؟"

"حسناً هذا... "

"أتعرف شيئاً عنها؟"

"..."

بعد فتره من عدم أجابته لي أكدت له أنها الحقيقه بنيه أن يخبرني ماهي هذه العلامه، من الواضح أنه يخفي شيئاً.

"لم أكذب.. كما قلتُ لك حينما سألت والدتي عنها لم تخبرني بشيء و قالت أنه حينما أصبح أكبر سناً ستخبرني"

"أذن.. هل فعلت؟"

"لقد توفيت قبل ذلك الوقت"

"أنا آسف، لم أكن أعلم هذا.. كنت أسأل بدافع الفضول فقط"

"لابأس فلازلت لا أعرف المغزى وراء وضعها لهذه العلامه"

"هل لديها هذه أيضاً؟"

"لا أتذكر لأنه مضى وقت طويل منذ أن قالت لي هذا ولكن بحسب ما أتذكر أعتقد أنه رمز للعائله او ما شابه"

توقف عن السير حينما قلت ذلك و أدار رأسه لينظر الي بدهشه، أشحت بنظري عنه بسبب احراجي

"رمز للعائله؟!"

"لا أعلم.. هذا ما أتذكره فقط"

'ما ردة الفعل الغريبه هذه، هل يعلم شيئاً؟!'

بلاشك.. من الواضح أنه يعلم

قبل سؤالي أدار رأسه و أكمل السير

"تنهد.. أنسي هذا"

"ماذا؟"

"كما قلت لك، كنت أسأل بدافع الفضول فقط"

"حسناً ولكن......!"

"أوشكنا على الوصول أذا كان لابأس معك هل هذا هو الأتجاه؟"

"أجل الى الأمام قليلاً"

'لقد غير الموضوع بسرعه حتى لا أسأل أي شيء آخر!'

بعد فتره وجيزه قلت له بقلق قليلاً.

"لكن ألم تشعر بالتعب؟ لقد حملتني طوال الوقت حتى عندما قاتلت تلك الوحوش..!"

"لابأس على اي حال لم أقاتلهم بيدي و أنت خفيفه أيضاً "

"ولكن لايجب أن تبقى تحملني حتى نعود الى المدرسه صحيح~؟ يجب أن أتعلم المشي على الأقل"

"... بخصوص المدرسه لن نذهب الى هناك"

"ماذا؟ هل ستأخذني الى المسكن مباشرةً؟"

"..."

'فقط ماهذا.. لماذا لاتجيب!لقد بدأت تغضبني حقاً هل ستقتلني أم ماذا؟'

بعد وصولنا بالقرب من هناك لم أعيد تشغيل ميزتي خوفاً من أن أتأذى مره أخرى.

ولكنه بدأ ينظر هنا و هناك كما لو كان يبحث عن شيء ما

"عن ماذا تبحث؟"

"أحاول العثور على مكان آمن لك، سيكون من الأفضل لك عدم الذهاب الى هناك"

"جيد ولكن.. هل تريد أبقاء ميزتك سراً عني؟"

"ليس ذلك ولكن لا أريدك رؤيه كيفيه قتلي لتلك الوحوش"

"أذن لهذا السبب كنت ترسل تلك الكرات الحمراء حتى تقتل الوحوش قبل وصولنا"

"أجل، لذا من فضلك سأغلق المكان و أعود بسرعه"

لم أكن موافقه البته و أريد الذهاب معه لكن لا خيار لدي غير البقاء هنا و الأنتظار على اي حال، أجبته بتذمر قليلاً بينما تنهدت بخفه.

"حسناً.. أعتقد أنك تعتبرني ضعيفه"

"هذا هو الحال، لديك ميزه غير مفيده في الهجوم! كيف يمكنني أخذك الى مكان خطر؟!"

أبتسمت بمكر بينما كنت أنظر الى وجهه وهو ينزلني بقلق خشيتاً من أن أتأذى.

"ماذا؟"

"حسناً.. يمكنك أعتبار هذا صحيح~~"

"هل لديك ميزه أخرى؟"

"أجل كما قلت لا أعتقد أنها مفيده~"

نظر الي بغضب و نفخ خديه و تحول وجهه الى اللون الأحمر، لحسن حظي تمكنت من رؤيته حتى بضوء القمر الخافت .

"همف.. سأذهب كوني حذره سأعود بسرعه.. لاتذهبي الى أي مكان..!! "

"حسناً ~ حظاً موفقاً~"

'تنهد ماباله قلق هكذا؟ و كيف بأمكاني التحرك بما أن ساقي في حاله تورم و أنتفاخ هكذا؟'

فضلاً عن كونها تنزف قليلاً، أصبح هذا طبيعياً مع مرور الوقت.

على أي حال يبدو أني حصلت على أنطباع جيد عنه، يبدو هادءً و رائع أعتقد أنه يشبه نورما الى حد ما.

'صحيح هذا يفسر قلقه'

أدركت للحظه ماقلته بداخلي.

'مهلاً!!هل أعتقد أنه هذا فعلاً؟!'

لماذا قد يشبهه؟!! نورما ليس هكذا! وهو حتى لايشبهه البته!

نورما لديه شعر أصفر لامع و عينان زرقاء جميله بينما هو لديه شعر رمادي مثل الغيوم الكثيفه في منتصف الشتاء و عينان قرمزيه اللون.

'صحيح التشابه بينهما صفر بالمئه!'

فقط لماذا أعتقد هذا؟ هل هو بسبب الذكرى التي تبادرت الي حينما كنت فاقده للوعي؟ أم أنه بسبب ذلك اللحلم الذي حظيت به بينما كنت نائمه على كتفه و هو يحملني؟؟

"على أي حال لايهم"

الأهم الآن هو محاوله النهوض دون مساعدته فقد أصبح الأمر محرجاً الى حد ما.

'لقد حملني طوال طريقنا الى هنا و يريد أن نعود كذلك أيضاً'

أليس هذا صعب بعض الشيء؟ خاصتاً كونه فتى أراه لأول مره.

'ولكن يبدو أننا التقينا من قبل.. ولكن أين؟!!'

بأستثناء كوني أصطدمت به في يومي الأول في المدرسه المسائيه لم أراه قط في حياتي، ولكنه مألوف لدرجه غريبه

تراودني العديد من الأفكار و النظريات و الأسئله حوله ولكن لم أتوصل الى أي واحد صحيح و فقط أضعت وقتي بالتفكير بينما لم أركز على كيفيه نهوضي.

نظرت الى ساقاي بعد المحاوله الثالثه بالفعل، لسوء حظي أني أرتديت البنطال القصير اليوم.

لو أني أرتديته أطول لكنت تمكنت من تمزيقه و أغلاق الجرح على الأقل بدلاً من كونه ينزف.

"هـ.. ه‍ـ.. هاتشو!!!"

"ماهذا هل أصبت بنزله برد؟!"

أذا كان كذلك سيكون الوضع أسوء من الآن

'صحيح فأنا لم أغير ملابسي بعدما تبللت بسبب ذلك الوحش الل*عين!'

عدت أرتجف بسبب برد الغابه القارص.

أمسكت بكتفاي بكلتا يدي و حاولت فركها حتى أشعر بالدفء قليلاً و أنتظرت عودته.

بالمناسبه ماذا حل بثيون؟ هل عاد الى المسكن؟

لقد كان مصاباً بشده سابقاً

'صحيح كان من المفترض أن أذهب معه بدلاً من بيرن'

بعد فتره قصيره شعرت بنعاس شديد و أردت النوم لكن في الغابه لا أعرف ماقد يحدث و أنا نائمه لذا حاولت البقاء مستيقظه قدر الأمكان.

فضلاً عن الأصوات المخيفه التي تأتي من حولي و الأنفجارات أيضاً.

بدأت أشعر ببعض من الدوار و ألهث مع أني لم أتحرك قط، أعتقد أن هذا بسبب البرد هنا.

رغم نجاحي في الوقوف الأ أني أعدت الجلوس هناك، بسبب قدمي المصابه.

حتى لو تمكنت من الحركه الى أين سأذهب على اي حال فأنا لا أعرف طريق العوده الى هناك.

'ليس بيدي خيار سوى أنتظار مجيئ بيرن'

بعد فتره من وجودي بهذا المكان أعتقد أنه مر نصف ساعه تقريباً، نهضت بصعوبه مجدداً و حاولت المشي ببطء، لكن لم يفلح هذا البته...!

"أغغههه"

'ماذا فعلت؟!!'

لقد عادت كما كانت عليه سابقاً.

"تيرا... هل أنت بخير؟!"

"أجل.. لابأس بذلك"

حاولت المشي مجدداً و ساعدني بيرن أيضاً.

'لقد فعلتها!'

لكن الفرحه لم تدم طويلاً، بدأت تؤلمني أكثر و ساعدني بيرن.

"تنهد.. أنت مصابه لايمكنك المشي، لماذا مازلت عنيده"

"لابأس، تمكنت الآن"

"هذا سيزيد الوضع سوءً!"

"أذن ماذا ستفعل، أنت أيضاً مصاب"

حين كلماتي أدرك الأمر و نظر الى يداه التي بها الكثير من الندوب، بعدها رفع يده ليمسح الدماء القليله التي كانت تنزل على جبينه و مسك يدي.

أنتظرته بصمت حتى قال

"لابأس يمكنني علاج نفسي"

"أذن لنكمل السير"

"أنت!"

'لماذا أشعر بالدوار لم أشغل ميزتي حتى'

شعرت بشيء ما يتدفق من أنفي، يبدو أنه بدأ ينزف، وضعت يدي حتى لا يسقط على معطفه و شعرت بميزتي.

'يبدو أنها بدأت تعمل بقوه!'

"فقط ماذا تظنين، هل تفضلين طلب المساعده في مكان كهذا و نحن بمنطقه فوق الخامسه؟! فقط دعيني أحملك و لنعود قبل أن تصابين بالبرد"

"هنالك وحوش من الدرجه الثانيه في هذه المنطقه"

"ماذا؟"

"أنها بالقرب من هنا و أيضاً هل هذه أصابه؟"

"ماذا تقصدين؟"

أشرت بأصبعي بأتجاه العلامه السوداء التي بجانب خده حتى تصل الى جبينه على شكل يشبه شعله النار بشكل عمودي.

وضع يده بسرعه لمحاوله أخفائها و أدار رأسه بعيداً عني لينظر الى الأسفل

"أوه هذه.. بسبب ميزتي"

"أوتشش"

"تمهلي!"

'لقد ضغطت على يدي اليمنى عن طريق الخطأ'

"الوحوش تقترب أذهب لقتالها قبل أن تجد مكاننا"

ساعدني على الجلوس و قال

"حسناً.. أبقي هنا أذن"

ركض بأتجاهها دون أن أخبره به حتى.

لم أستطع تحمل البرد و الدوار لذا فقدت وعيي تدريجياً.

بصراحه لم أكن أريد الذهاب لرؤيه المباراه، لم أشاهدها أيضاً، ولكن لماذا حدث هذا لي حتى.

'ربما هو القدر'

*****

"هوه!... هل وصلت المسكن؟!"

'ماذا أين أنا؟! هل هذا حلم مجدداً؟!'

في السابق عندما كنت صغيره كل ما أراه في أحلامي يتحقق سواء شئت أم أبيت كان يجب علي تقبل هذه الحقيقه الصارمه.

لكن الآن أصبحت كل أحلامي عن الماضي ولا تصل بالمستقبل البته.

'ماذا عن هذا الحلم؟ هل هو مثل السابق؟'

في الحلم السابق رأيت نفسي تم أختطافي من قبل أربعه أشخاص لم أستطع التعرف على وجوهمم و عمتي كانت تقود السياره.

ذهبت الى هناك لفتره قبل أن يتم قتلي و هربت لكن الأسوء من هذا قامت الفتيات بالتآمر ضدي و تم قتلي من قبلهن.

لهذا السبب نهضت برعب.

'الآن يبدو أنه مختلف'

يمكنني سماع أصوات بكاء و نحيب

'من هذه؟!'

يبدو أني عدت الى الماضي هذه المره، بعد الجنازه حينما كنت على وشك نقل أمتعتي ذهبت الى الحديقه التي أعتدنا اللعب بها.

'لقد تذكرت! ههنا حينما ودعت نورما'

لكني لم أتذكر أي شيء عن هذا عدا كونه غير مبالي حيال ذهابي، في ذلك الوقت شعرت و كأنني طرف ثالث و عبء عليهم طوال تلك الفتره.

نظرت الى نفسي القديمه لقد كنت أبكي بشده حينما كنت جالسه بجانبه.

'لافائده من هذا لقد تجاوزت مرحله الحزن بالفعل'

بدأت بالسير حتى و وقفت بجانب نفسي القديمه.

"هيك... لا أريد الذهاب"

"لابأس لاتبكي يمكننا أيجاد حل"

"كيف يمكننا ذلك؟!! لقد تم تحديد الأمر بالفعل!"

لم يحاول حتى تهدئتي لقد ظل ساكناً يجلس هناك و يداه ترتجف فقط.

على اي حال في تلك الفتره كنت أريده أن يربت على شعري كما يفعل بالعاده و يهدئني لكنه لم يفعل أي من هذا.

'لا أحتاج هذا بعد الآن، كيف يمكنني الخروج من هنا؟!'

القيت نظره حولي لم أجد تي شيء قد يساعدني للخروج من هنا لذا تنهدت و بقيت ساكنه فقط حتى تنتهي هذه الذكرى الممله و أتمكن من الخروج تلقائياً.

"هل يمكنكم زيارتي من حين لآخر؟"

"... لا، سأكون مشغولاً. كما قلت لك هذا الموضوع سابقاً"

'ماذا لما لا أتذكر هذا الجزء؟!'

"هاه~... على الأقل أكذب علي"

"لا يمكنني جعلك تنتظرين زياره لن تحصل حتى"

"لماذا؟ هذا سيساعدني على عدم نسيانك"

"ولكني سأخذلك في هذه الحاله، فقط.. هل يمكنك أعتباري ميتاً؟"

"هيك.. هيك، ولكنك لن تموت حقاً صحيح؟!"

"ب-بالتأكيد..!"

'ماذا؟!! متى قال هذا؟!'

لا أستطيع تذكر أي شيء، متى قال هذ؟ و كيف أجبته بهذا البرود؟ كل ما أتذكره هو أني كنت أبكي و لم يحدث أي رد فعل!

'من أين خرج كل هذا الآن؟!'

و هو لم يخبرني الى أين سيذهب أيضاً! و لماذا قال أنه سيموت؟! هل سيموت حقاً؟!

بما أني لم أتصل بهم طوال تلك السنين فلا أعرف ما أذا كان على قيد الحياة حقاً!

'هل يجب علي الذهاب الى هناك يوماً ما؟!'

حاولت الكلام لكني لم أستطع لذا حاولت الأمساك بكتفيه و هذا أيضاً لم يفلح بدأ الأمر و كأنني مخفيه هنا.

بعد فتره تمكن من الصراخ أخيراً

"ماذا تقول بحق الجحيم؟!!"

نظرت الى عينيه التي أهتزت عند صراخي قال بتردد بينما نفسي القديمه لم تكن تدرك وجودي حتى

"من أنت؟"

أمسكت بكتفه وقلت

"ماذا.. ألا تتذكرني؟ "

"لقد سألتك من أنت؟!!"

عند صراخه أستيقظت من ذلك الحلم و وجدت بيرن يهز كتفي بقلق بينما كنا في مكان غير مألوف البته أبعد يديه عني و تنهد

"... الحمدلله ظننتك مت"

"ماذا أين نحن؟"

نظرت من حولي كنت مستلقيه على سرير و أعتقد أننا في مسكن لكنه غير مألوف البته و يبدو حديثاً لايشبه مسكننا البته.

"هل كنت نائمه؟ لقد كنت لا تتنفسين حتى!"

"ماذا؟ هل ظننتني مت؟؟"

"ماذا تريدين أن أعتقد غير ذلك أذن؟!! "

"لست كذلك.. أذن، أين نحن؟"

لم يجبني مجدداً و ذهب لفتح الخزانه التي كانت بالقرب من السرير لم أنتبه الى داخلها لأني كنت أحاول الجلوس بأعتدال.

"أمسكي"

"ماهذا؟"

"غيري ملابسك"

"ماذا؟!"

"سأخرج، هيا قبل أن تصبح حالتك أسوء من الآن"

"ولكنها ليست ملكي"

"أنها لي، أرتديها بدون أسئله أخرى"

"... حسناً"

بعد خروجه من الغرفه حدقت في المكان لوهله قبل أن أرتدي ما أعطاني أياه.

لقد كانت كبيرة و فضفاضة ولكن لم يكن لدي خيار آخر،بعدما أرتديتها نظرت الى يدي قبل أن أشد شعري لقد تم علاجها و قدمي أيضاً حدقت في قدمي لوهله ولكن أعدت شد شعري بعدما سمعت صوت طرق الباب.

"أدخل"

"هل أنت بخير الآن؟ "

"أجل..! شكراً لك"

"... أمم"

تواصلت أعيننا حينها ولكنه أبعد بنظره عني بسرعه و ظل يحدق في الأرض.

"هل هنالك شيء تريد قوله؟"

"لا ولكن...... "

بعد صمت لفتره تتنهد و يعتلي على وجهه ملامح بالشعور بالذنب و لايزال ينظر الى الأسفل.

أبتسم بمراره قبل أن يقول بصوت خافت

"يبدو أنك لا تتذكريني"

"ماذا؟ أتذكرك؟"

"لاشيء، على أي حال هذه هي المره الأولى التي نلتقي بها"

"أ-أجل ولكن.. تبدو مألوفاً"

رفع رأسه و حدق بي لفتره كانت عيناه القرمزيه تهتز.

"لا هذه هي المره الأولى"

"أيضاً... أين أنا الآن؟"

"هذا.. أنه... المسكن"

"ماذا؟!! مسكن ستارز؟!"

"أجل"

'أعتقد أن الوضع خرج عن السيطره الآن!'

"أ-أنا آسفه حقاً، سأخرج!"

"لابأس بالبقاء حتى تشفى جراحك قليلاً"

"لابأس أعتقد أنه يمكنني السير ببطء الآن"

'في الواقع.. لم أجرب المشي أبداً ولكن بأمكاني ألوقوف بسهوله أمثر من السابق'

"لم أعالجك لهذه الدرجه،أيضاً.. أنتظري حتى تهدء الأوضاع في الخارج"

"ماذا يحدث؟"

"في الحقيقه.. لا تزال هنالك بعض الوحوش ولكن ذهب رفاقي في المسكن للقضاء عليها"

"ه-هل أيقظتهم من نومهم بسببي؟!"

"لاتهتمي، يجب عليهم القيام بذلك على اي حال"

"تنهد... أوتشو!"

'يبدو أني أصبت بنزله برد'

بينما كنت أنظر للأسفل شعرت به أقترب مني رفعت رأسي لأنظر اليه لقد كان يضع يده على جبهتي.

"حتى الآن لم تنخفض حرارتك قط"

"هل كانت مرتفعه من قبل؟"

"هذا ما جعلك تفقدين الوعي سابقاً"

"لم أدرك هذا حتى"

"أجلسي سأطبخ لك حساءً"

"ل-لا! يجب أن أذهب! "

نظر الي بغضب قليلاً و قال

"حتى لو ذهبتي بميزتك هذه لن تفيديهم بشيء"

'هل يقصد أني سأكون عبئ عليهم فقط؟'

"حسناً"

'صحيح فأنا لست مفيده البته'

أحنيت رأسي لأنظر الى السرير الذي كنت أجلس عليه و شعرت بالحزن من كلامه على الرغم من كونها الحقيقه، لكنه أدرك ذلك أيضاً و قال بتوتر و خوف

"أنا آسف حقاً أذا كنت قد أسأت لك!... لم أقصد ذلك!"

"لابأس هذه هي الحقيقه على أي حال"

"أنا آسف"

"هل تريد مني مساعدتك؟"

"لا يمكنني فعلها بنفسي!"

بعد فتره لم أستطع تحمل هذا و سألته بينما كنت أسير ببطء نحوه لمساعدته.

لقد كان ينظر الى هاتفه و يحضر المواد بحيره

"بالمناسبة.. لماذا لم تغير ملابسك حتى الآن؟"

أجابني كردة فعل و هو ينظر الى هاتفه و يجعد حاجبيه.

"لقد كنت مشغولاً بتضميد جراحك"

بعد فتره أدرك أني بدأت بتقطيع البطاطا من أجل الحساء

"مهلاً! لا أحتاج الى مساعده"

"توقف عن الكذب و أذهب لتغير ثيابك سأحضر الباقي"

"لا سأكمل الحساء بعدها أذهب"

"لاتكن عنيداً، ملابسك لا تناسب البرد هنا أضافتاً الى كونك تبللت بسببي ، ألن تصاب بنزله برد أيضاً؟"

حدق بي لفتره بعدها ترك هاتفه بجانب الخضروات و قال

"سأغيرها وأعود، لكن لا تنظري للوراء حسناً؟"

"نعم"

'فقط لماذا يصر على هذا؟ فقط دعني أعود أريد النوم! '

صحيح أن نهايه الأسبوع غداً لكن هذا كثير جداً لقد أصبحت الساعه الثانيه و النصف ليلاً!

و أيضاً أشعر بالأحراج و الألفه في الوقت ذاته. لا أعرف لماذا لكن أشعر بأني أعرفه أو رأيته من قبل.

بالتفكير بالأمر فقط نحن الأثنان في المسكن!

'هل هذا مسكن الأولاد؟!!'

عندما أدركت الأمر أشعر بالأحراج أكثر من السابق الآن

'لن ينتهي الأمر بالشائعات عنه فقط ولكن قد يؤدي هذا الى ألغاء منصبه كرئيس مجلس الطلبه!!'

"أوتشش!!"

"هل أنت بخير؟"

"يبدو أني قطعت أصبعي"

"بحق الجح*يم مامشكلتك لهذا اليوم"

"أنا أيضاً لا أعلم"

حين كلمات أدرت وجهي بأتجاهه لأنه أمسك بأصبعي المجروح.

"أنتظري هنا سأحضر الأسعافات"

بقيت صامته أنظر اليه فقط، يبدو أني رأيت هذا الوجه من قبل، أصبحت خدودي باللون الأحمر في للتفكير بالأمر.

'يبدو الأمر كما أقرأ عنه في الروايات ولكنه مختلف جذرياً من ناحيه علاقتنا'

"تنهد.. يبدو أني أصبحت مدينه لك بالكثير"

"لا بأس، على اي حال لا يمكنني ترك أي شخص مجروح حتى لو كان من مدرسه أخرى"

كان يضمد جرحي حينما قال ذلك كنت أنظر الى وجهه بلا تعبير.

لقد أدركت هذا للتو، لديه رموش طويله مقارنتاً بباقي الأولاد

'هل هو فتاه؟ يبدو أن هذا بسبب كونه ذا شعبيه كبيره جداً في ستارز'

"هل هنالك مشكله؟"

بينما كنت سارحه في أفكاري فاجأني سؤاله، أجبته بتوتر بعد أن أدرت رأسي أيضاً.

"... لا"

ترك يدي و وضع يده على فمه و أدار رأسه بعيداً عني, بدأ بظهور أحمرار طفيف على خديه.

"أ-أذن لماذا تحدقين في وجهي كلما سنحت لك الفرصه؟"

'هل كنت أفعل ذلك؟!'

"غـ-غير صحيح! أنه ليس كما تظنه حقاً! "

صمت لفتره قبل أن يعيد يده الى مكانها و قال بصوت خافت جداً لدرجه أني لم أسمع نصف ماقاله

"حقاً~ للأسف...!"

'هل قال للتو للأسف؟ على ماذا؟'

لا أظن أني أخطأت السمع هذه المره حقاً.

"معذرة؟"

"لا شيء لنكمل الطبخ"

"... لا تقول شيئاً لا تريد مني سماعه!"

"أنه غير مهم حقاً"

"تنهد... أتشو! "

بعد عطاسي أصابتني نوبه دوار مفاجأة حاولت التمسك لكن أشعر بأن رأسي أصبح ثقيل جداً.

مسك بيرن كتفاي ولكن أشعر بالثقل حتى جسدي لا يستطيع الحراك.

"هل أنت بخير؟"

"أغغهه.. أعتقد أني بخير الآن"

"هيا عودي الى هناك"

أدرت رأسي لأرى الى أين يشير، لقد كان السرير الخاص به.

"أنا بخير حقاً"

"أنت مصابه بحمى قويه بعد كل شيء"

من هذه الناحيه كلامه صحيح بلاشك و أيضاً أريد فقط النوم، لكني أحاول مقاومه هذا طوال الوقت الذي أستيقظت به.

وضع يده على جبيني يمكنني الشعور بيده بارده بالنسبه لي.

غضب مني حينما قاس درجه حرارتي و دفعني بأتجاه السرير.

"هيا.. هيا"

"لا بأس حقاً"

"لا تتحركي من هنا"

"أذن.. هل يمكنني النوم؟"

"أجل"

نمت هناك دون أن أدرك ذلك حتى قبل أن أنام نظرت الى وجهه أبتسم بمراره قبل أن يستدير و يعود للطبخ.

'هل فعلت شيئاً يحزنه الى هذه الدرجه؟ و أيضاً لماذا هو لطيف جداً؟'

هل يعامل الجميع كذلك أم فقط أنا بسبب كوني من مدرسه أخرى؟

'يبدو أن هذا أعلان ترويجي الى مدرستهم'

كانت هذه آخر كلمات قلتها بداخلي بينما نمت دون أدراك حتى.

بعد مده طويله جداً شعرت بضجه ما لذا كنت شبه مستيقظه ولكن يمكنني سماع مايقولوه.

لم أستطع الحراك بسبب الحمى الشديده.

"أنتَ! بحق السماء مالذي فعلته بينما أرسلتني لقتال الوحوش؟!"

"لم أفعل شيئاً، كيف يمكنني تركها هكذا أذن؟"

"كان من المفترض الذهاب الى مسكن الفتيات بدلاً من هنا ستنتشر الشائعات و تفقد منصبك بسبب فعلتك هذه"

"لابأس فـغداً عطله نهايه الأسبوع و أيضاً هي من مدرسه أخرى "

"أنتَ.. هل هي حبيبتك؟"

"ليس كذلك البته..!"

يمكنني سماع صوت بيرن في هذه اللحظه مرتبك للغايه.

"تنهد أفعل ماتشاء ولكن لا تتطلب المساعده مني لاحقًا"

"حسناً ~"

غططت في النوم مجدداً بعدما هدئة الأوضاع، في كل مره أصيب بها بنزله برد لم أكن أهتم و لا أشتري الدواء حتى، فقط أنام ليوم أو أثنان و سأشفى بعدها.

هذا حدث فقط بعدما ذهبت لمنزل عمتي ولكن في السابق لم يكن كذلك البته.

كانت روزي تهتم بي في أغلب الأحيان ولكن أندثرت هذه الاوقات مع مرور الوقت.

صحيح فكلما نكبر معاً كلما نبتعد عن بعضنا البعض أكثر.

مجرد التفكير في هذا يقلقني.

شعرت بأحد ما وضع يده على يدي لقد كانت دافئه جداً، لم أنظر اليها و أمسكت بها بقوه و نمت دون أدرك لمن هي.

أعتقد أني كنت أظن أنها لروزي.

*****

أبعدت تلك اليد التي كنت أمسك بها لفتره و حاولت النهوض.

"آغغه"

'لما أصبت بنزله برد بهذا الوقت؟!'

جلست قبل أن أفتح عيني و أنظر الى الجانب الأيسر من السرير.

'هـ.. هل نمت هكذا؟!!'

وجدت بيرن نائم على الأرض بينما يضع رأسه على يده في طرف السرير.

شعر بحركه ما على السرير جلس بينما قام بفرك عينه اليمنى.

"أوه.. هل أستيقظتي؟"

"لماذا تنام هكذا؟"

تفاجئ من سؤالي هذا نهض ليعطيني الدواء و ماء و جلس على طرف السرير بينما قال.

"ل-لايوجد سرير آخر هنا...!"

"كان من المفترض أن توقظني حتى أعود الى هناك"

أجبته بتذمر بينما لم أكن أدرك هذا أخذت الدواء منه.

"هل تعتقدين أني لا أمتلك ضمير لأرسال فتاه مريضه بينما الوحوش تتجول في الأرجاء؟!"

"ماذا هل لاتزال موجوده؟"

"أجل قد تهاجمك في أي لحظه أيضاً لاتزالين غير قادره على المشي بشكل جيد"

"لابأس بهذا فقط لا تنم بهذه الطريقه"

"لماذا أنها جيده؟"

"أتعتقد حقاً أنها...... أتشو!!"

'هذا المرض اللع*ين!!'

حدق بي قليلاً قبل أن ينهض من السرير

"آه.. لاتنامي سأحضر الحساء"

"أنا حقاً آسفه على أزعاجك"

"لابأس"

'لماذا أشعر بأنني تكلمت معه من قبل، لكن لا يمكنني تذكر أي شيء. هل هذا بسبب الحمى؟'

"آهه... كم أنت مزعج!"

"فقط عد الى النوم!"

"آهه.. كيف يمكنني النوم بينما الأضواء تعمل؟!"

لم أتكلم أي شيء في تلك الأثناء حتى أستيقظ ذلك الفتى و حدق بي لفتره طويله قليلاً قبل أن يقول.

"هل هذه هي الفتاه؟ تبدو جميله هل حقاً لا تتواعدان؟"

"ماذا؟ مستحيل!"

"لسنا كذلك!"

'نحن حتى لا نعرف بعضنا البعض'

لحسن حظي مسكن مدرسه ستارز فقط أثنان في الغرفه على عكسنا فمساكنهم جميله أيضاً.

"... سأعود الى النوم حينما يصبح بأمكانكما الحديث أخبراني فوراً حسناً؟"

"لا تتخيل الأحداث و عد الى النوم"

"حسناً ~ طاب مساؤك او هل يجب أن أقول صباح الخير؟"

أربكتني كلماته هذه و سألته بتوتر

"لماذا؟"

"ألا يمكنك رؤيه الساعه أنها الخامسه صباحاً بالفعل"

"هاه؟!!"

'ماهذا هل بقيت ليله كامله هنا؟!! ماذا عن الفتيات؟ ثيون؟ يبدو أنهم قلقين للغايه الآن!'

نهضت من السرير بسرعه و قلت ولكن في منتصف كلامي أمسكت برأسي لأني كنت أشعر بالدوار

"أنا آسفه حقاً... سأغادر الآن"

"أنتظري حتى تتحسني قليلاً"

"لقد بقيت بما يكفي سيقلقون كثيراً"

"حسناً.. أشربي هذا أولاً"

"شكراً لك"

'لقد أزعجته بمايكفي يجب علي المغادره فوراً بعد الأنتهاء من الحساء'

نظرت الى وجه بيرن قبل أن أبدأ في الأكل، أبتسم بخفه و حدق بي بتعبير مريح.

'لما أشعر وكأننا نعرف بعضنا البعض؟'

سألته بعد فتره

"هل لديك رقم أحد ما من مجلس الطلبه؟"

"لدي رقم آلبرت ولكنه يكره أتصالي و يرفض المكالمه قبل فتحها حتى"

'يبدو أن لديهم علاقه سيئه جداً'

"أذن هل أخبرته أني بخير؟"

"لا.. لقد كانوا مشغولين في تصفيه الوحوش و أيضاً لايجب علينا حمل الهاتف في المباراه"

"صحيح.. لقد نسيت أمرها تماماً"

"يبدو أنك لم تشاهديها"

"... هل هذا واضح؟!"

"مجرد تخمين.. لم أتوقع أن يكون الحقيقه"

تحول وجهي الى اللون الأحمر، لحسن الحظ لقد أنتهيت من شرب الحساء لذا حاولت النهوض لكنه وضع يده على جبيني.

"هل عادت الحمى؟"

"لا أنا بخير.. شكرا لك"

"لابأس..سأذهب للأستعداد"

"حسناً"

قبل أن أغادر غسلت الطبق و وضعته في مكانه.

"أوه! ليس عليك هذا..!"

"لابأس"

"أرتدي هذا أيضاً الجو بارد في الخارج"

"شكراً لك"

تركني و أبعد الغطاء عن صديقه في المسكن

"أنت.. ماذا تفعل؟!"

" أعطني ذلك"

"تنهد.. كم أنت مزعج، خذ!!!"

صنع كرتان واحده ذات لون أسود و الأخرى أبيض و رماها عليه، أمسك بها بيرن بسرعه قبل سقوطها على الأرض

"شكراً"

"تباً... لن أدع الأمر وشأنه أذا تم أيقاظي مره أخرى"

"حسناً.. سأخرج على أي حال~"

كنت أنتظره بجوار الباب و أراقب بصمت

'ماهذه الكرات؟ أيضاً ماهي ميزه كلاهما حتى'

"سأرحل"

"أنا قادم معك أيضاً "

بعدما غادرنا بقيت أحدق في البناء، أنه حديث مقارنتاً ببناء مساكننا، لكنه يبعث شعور الخوف في داخلي.

حينما وصلنا الى الباب الأماميه أصبح بأمكاني التحدث بحريه دون القلق من أن يرانا شخص ما

"شكراً لك على كل شيء حتى الآن.. لاأعرف كيف يمكنني سداد هذا في يوم ما"

"أصبح العكس الآن"

"ماذا هل كنت مدين لي من قبل؟"

"من يدري~"

"أنتظر نحن حتى لم نلتقي من قبل"

بعد كلامي مباشرةً توقف عن السير و حدق في الأرض قليلاً وهو يعض شفتيه.

"هل أنت بخير؟"

أدار رأسه لي و أبتسم ببطء

"أنسي ما قلته للتو"

'يارجل بدأت تغضبني حقاً'

"الى متى ستبقى تخفي لقائنا السابق؟ أذا لم تخبرني به فسوف أنتظر حتى أتذكر هذا بنفسي!"

"أنتظري.. أنا لا أحاول أخفائه لكنه صعب الشرح"

"م.. ماذا.. تقصد...؟"

ببعد صمت دام لفتره قصيره قال بصوت خافت

"أعتقد أنك كنت نائمه حينما قلت هذا"

"ماذا قلت؟"

"لاشيء ولكنك تعرفت علي بالفعل"

"متى حدث هذا؟"

"حينما كنت أضع المنشفه المبلله على جبينك أعترفت بهذا.. الأ تتذكرين حقاً؟ أم تريدين أن أعترف بهذا شخصياً؟"

"حقاً عن ماذا تتحدث؟ "

" لابأس ستشعرين بخيبه أمل حين تعلمين... أنسي ماحدث و أعطني يدك"

"بدأت هويتك تثير فضولي حقاً لماذا تحاول أن تخفيها لهذه الدرجه؟"

" إنها لمصلحتك"

بما أنه لايريد الأجابه و أصر على هذا أعطيته يدي دون قول شيء آخر.

أمسك بها بقوه، كنت أتألم بسبب هذا لأن الجرح لايزال غير مغلق بشكل كامل بعض الشيء.

"أوتشش"

"أنا آسف ولكن يجب ذلك أيضاً.. خذي نفساً عميقاً و أغمضي عينيك"

فعلت كما أمرني و سمعت صوت شيء ما تم كسره، لكن بعد ذلك بدأت أشعر بشيء ما تحت قدمي يبدو كما لو أنه ورق؟ بدأ يحيط بنا و أصبح الهواء عالي بشكل مفاجئ لذا كنت أبعد شعري عن عيناي المغمضتان حينما أبعد يده عني.

"يمكنك فتح عينك الآن"

حينما فتحتها كنا على سطح مسكننا بالفعل.

"أوه.. شكراً لك"

"حسناً وداعاً"

تمكنا من الأنتقال بسبب كرات صديقه قبل أن يرمي الكره السوداء على الأرض حاولت أيقافه لكن الأوان قد فات بالفعل و كما أعتقد ذلك كانت دائره ورقيه سوداء تحيط به و بعدها أختفى دون أي أثر.

'فقط لو كنت أسرع قليلاً لتمكنت من طلب معلومات الأتصال الخاصه به'

عضضت شفتي و أكملت السير للذهاب الى الغرفه.

------------------------------------------

شكراً للمشاهده🌸✨

الي يبغا حرق يراسلني على الأنستا و بس دمتم في أمان الله 💖🌺🌸

2024/08/02 · 26 مشاهدة · 5901 كلمة
Elina 99💖
نادي الروايات - 2025