012. الساحرةُ بارك سيو-هيون (1)
'...هي. هيهي.'
كان يُسمع ضحك مرعب يتردد في المكان. الموظفون، الذين كانوا يحاولون تجنب النظر إليها، كانوا يرتجفون في كل مرة يسمعون الصوت ويغادرون الممر بسرعة.
كانت المرأة التي تقف في منتصف الممر تضحك في كل مرة يحدث هذا. شفتاها المتشققتان تظهران وتختفيان من خلال شعرها المتناثر.
'هيهي.'
ضحكت المرأة برأس مائل إلى الجانب. لم يكن هناك شيء في الممر، لذا لم يكن واضحًا ما الذي كانت تضحك عليه.
دينـغ.
فتح المصعد في نهاية الممر. الرجل الذي خرج من المصعد حك بطنه الممتلئ وفتح فمه متحدثًا إلى المرأة.
'ماذا تفعلين هنا، بارك سيو-هيون؟'
'هي...آوه، مرحبًا.'
'هل تنتظرين المعلم؟'
'آوه، لا...هيهي.'
'إذن؟'
'لا تعيقي الممر الضيق بالفعل. لم أستدعكما هنا للدردشة.'
قال رجل يرتدي بدلة سوداء وهو ينزل من المصعد.
نظر الرجل الذي نزل قبله إلى الخلف بعبوس.
'من أنتَ؟'
'سررتُ بلقائك. أنا وو هويجاي، مساعد من غرفة المواقف الشاملة لغزوات الزنزانات في وكالة إدارة القدرات.'
'الزنزانات...ماذا؟'
'أدعم المدير وأقيم استقرار جميع الزنزانات الموجودة في كوريا، وأساعد في غزوات الزنزانات الآمنة بواسطة الصيادين....'
'الزنزانات، ماذا؟ من أين؟'
أبتسم الرجل بالبدلة قليلًا.
'أنا أعمل في مكتب المدير.'
***
كنتُ قلقًا من أن تكون إحدى الحاويات في الساحة الفارغة هي مكان إقامتي.
لحسن الحظ، لم تكن حقوق المستيقظين في هذا العصر متأخرة لهذا الحد.
وجد لي هونغ سوك-يونغ غرفة رخيصة في بلدة صغيرة قريبة. قال إنه أيضًا يستأجر ويقيم هناك.
"في الوقت الحالي، ابقَ هنا. سأغيرها لاحقًا."
لم أكن أتوقع شيئًا فخمًا على أي حال.
كنتُ فقط بحاجة إلى تجنب أعين هونغ سوك-يونغ للحظة. مررتُ أصابعي على جهاز التحكم في المانا على كاحلي. قد يُعتبر قمة هندسة المانا الحديثة، لكن....
ليس الآن. الآن، هو مجرد...حسنًا. أشبه بقيد عادي.
'هويجاي. هل تفهم؟'
كان المدير مهووسًا بشكلٍ خاص بالمهارات. ربما لأنه من الجيل القديم. يجب أن تعرف المهارات لتكسب لقمة العيش.
لم تكن مهارات المدير لها حدود. علّمني كيفية فك القيود حتى قبل أن أستيقظ.
'حتى لو تم القبض عليك، يمكنك الهروب. أتمنى أن تنتظر حتى آتي لأن الأمر خطير...لكن ليس سيئًا أن تعرف.'
في ذلك الوقت، كنتُ أتساءل لماذا يعلّمني أشياء كهذه، لكنه كان محقًا. يجب أن يعرف الناس المهارات....
كنتُ دائمًا من أفضل الطلاب في دروس مهارات المدير.
كليـك.
هل رأيت؟ إنه سهل. يمكنني تجاوز حجر المانا المدمج أو جهاز التتبع وأنا مغمض العينين.
شغّلتُ ساعة المانا بعد وقت طويل.
"إذن، ماذا يجب أن أبحث أولًا؟"
قصة المنظمة لاستدراج هونغ سوك-يونغ؟ السجلات عن السيد كيم الذي قد يكون لا يزال موجودًا؟
'هيهي.'
في تلك اللحظة، تردد ضحك شرير في ذهني.
الساحرة بارك سيو-هيون.
كان هناك سبب بسيط وراء تسمية الساحرة العظمية بهذا الاسم.
لقد كان السبب ببساطة هو مظهرها.
شعرها الطويل الذي نما بشكلٍ فوضوي. وجهها الشاحب. شفاهها التي غالبًا ما تكون مقروصة ولا تلتئم تمامًا. أصابعها المغطاة بالخدوش. ملابسها الفضفاضة التي تشبه الأكياس وتجعلها تبدو أكثر نحافة.
لا يوجد صياد عاقل، ولا يوجد ساحر عظيم طبيعي، لكن غرابة بارك سيو-هيون كانت خارجة عن المألوف.
لم تكن تؤذي الآخرين، ولكن رؤية مظهرها الشاحب وهي تستخدم المانا السوداء الداكنة كان كافيًا ليصيب القلب بالخوف. حتى ضحكتها كانت تثير القشعريرة.
في ميونغ-دونغ، كانت هناك فترة كانت فيها تلك المرأة الكئيبة مفعمة بالحياة. لا بد أن بارك سيو-هيون وُلدت طبيعية، فهي بشر في نهاية المطاف.
لذا فكرتُ للحظة.
إذا كانت بارك سيو-هيون بعيون واضحة ما زالت كذلك، فهل هناك أحتمال؟
بدلًا من ساحرة تضحك فقط، ألن تتمكن من أن تُصبح ساحرة عظيمة قادرة على التواصل بشكلٍ طبيعي؟
لكن!
لماذا!
كيف تحولت مثل هذه الساحرة العظيمة الواعدة إلى ساحرة غريبة خلال 10 أيام فقط!
"لا...لا يزال هناك أمل."
لمستُ ساعة المانا.
"لا بد أن هناك سجل تقييم."
صيادة مثل بارك سيو-هيون سيكون بالتأكيد تحت إدارة خاصةً من قبل الدولة.
من الطبيعي أن هناك الكثير من المعلومات التي لا يمكن الكشف عنها للعامة.
متى كان آخر تحديث؟ قبل عامين؟
لا. قد يكون من الأفضل الاطلاع على السجلات القديمة. عندما كانت حالتها قريبة نسبيًا مما هي عليه الآن....
على الرغم من أن بارك سيو-هيون كانت تعمل غالبًا في الخارج، كان هناك فترة بقيت فيها في كوريا لفترة طويلة. هل كان ذلك عندما كنتُ في الجامعة؟
[بارك سيو-هيون — الفئة S (ساحرة عظيمة)]
تم تنظيم السجلات بدقة حسب السنوات.
فتحتُ أقدم وثيقة. عام 2033.
كانت الصفحة الأولى تحتوي على أوصاف أساسية. تجاوزتها لأنني أعرفها بالفعل.
في الصفحة التالية....
"ما هذا؟"
[تحذير!!!!!!]
[الحكومة ليست مسؤولة عما يحدث إذا أنتهكت هذه القواعد.]
[لا يوجد خطر مميت، ولكن قد تواجه تجارب جسدية غير مرغوب فيها. أرجو توخي الحذر.]
[+في المتوسط، تحصل على تحذير وأحد. (2032-03-09)]
[++إذا كنتَ غير محظوظ، قد يكون التحذير الأول هو الأخير. (2038-12-21)]
[+لا تقابلها بمفردك. (2031-09-24)]
[+في حالة الطوارئ، أستعن بمدير الوكالة أو قائدة الفريق يو جي-إيون. (2036-06-17)]
من الصفحة الثانية فصاعدًا، ظهرت عبارات مشؤومة. كانت هذه ملاحظات من موظفي وكالة إدارة القدرات.
كانت التواريخ مبعثرة.
"هل تمت إضافتها لاحقًا؟"
لم يكن هذا تنسيق تقرير رسمي.
يبدو منطقيًا إذا كانت هذه استنتاجات استخلصها الموظفون الميدانيون من خلال معاناتهم. ربما ظنوا أن لا أحد سيطلع على هذه السجلات القديمة.
قلبتُ إلى الصفحة التالية.
ظهر تقرير عادي. فقط في حالة، واصلتُ تقليب الصفحات.
بالفعل، ظهرت نصوص باللون الأحمر في المنتصف.
[1. إذا قالت الصيادة بارك سيو-هيون إنه ليس مستحيلًا، فهذا يعني أنه ليس مستحيلًا. لكنه يتطلب جهدًا كبيرًا، لذلك إذا أستخدمت أسم الصيادة يو جي-إيون، ستفعل ذلك.]
بارك سيو-هيون تصرفت كإنسانة فقط مع يو جي-إيون. لذا تم تكليف الأخيرة بالتعامل معها بشكلٍ مباشر.
نظرتُ إلى المدخل التالي.
[2. لا تعبر عن إعجابك بالسحر الذي تلقيه الصيادة بارك سيو-هيون. ذلك يضعها في مزاج سيئ.]
هل كانت...تكره الإطراء؟
لهذا السبب كانت تبتسم لأنها لم تحب التصفيق الذي قدمتُه لها؟
[3. إذا صادفت الصياد أوه هيون-ووك أثناء العمل، أرجو تجنب المنطقة. ليس من المستحب التنصت على محادثاتهما.]
[4. لا تذكر ميونغ-دونغ أبدًا. حتى المدير لا يستطيع التغطية عليك. حياتك ثمينة.]
[5. إذا لم تكن الصيادة بارك سيو-هيون تبتسم، أبتعد. هذا خطير.]
[5-1. في حالة الطوارئ، أذكر أسم الصيادة يو جي-إيون.]
أستمرت الأرقام لفترة طويلة.
بإتجاه النهاية، أصبحت الملاحظات أقرب إلى التعليقات العادية. لم يكن هناك الكثير للاستفادة منه. ما برز هو....
ربما هذا.
[4. لا تذكر ميونغ-دونغ أبدًا.]
لم أكن أعرف بالضبط متى أصبحت بارك سيو-هيون على هذا الحال، لكنها كانت بخير في ميونغ-دونغ. لكن ألا يُذكر ميونغ-دونغ؟
...سمعتُ أنه لم تكن هناك جثث سليمة في ذلك الوقت، لذا يمكن تفهم الأمر.
لكن.
هذه المرة، أنقذتُ الجميع!
لم يمت أحد! طلبتُ منهم الصمود وتحمل الألم! إنهم صيادون!!
ما المشكلة بحق الجحيم؟!!
بحثتُ في وثائق بارك سيو-هيون حتى وقت متأخر من الليل، لكن لم أجد شيئًا إضافيًا.
على أي حال، سأقابل تلك الساحرة غدًا. سأكتشف شيئًا من مواجهتها شخصيًا. أو أن المدير سيتدخل.
أخيرًا، أغلقتُ ملف بارك سيو-هيون. لا يزال هناك الكثير لرؤيته.
بحثتُ عن سجلات عن مركز الأبحاث الذي كنتُ فيه منذُ زمن طويل. بين عناوين التقارير العديدة، كان هناك أسم مألوف.
['أرك' مركز أبحاث نهر الوعد]
[2022-06-01]
[المؤلف: هونغ سوك-يونغ]
***
"مرحبًا!"
الطقس جميل.
منذُ الصباح الباكر، سحبني هونغ سوك-يونغ إلى الساحة المفتوحة...إلى المدرسة الثانوية التجريبية. قال إنه لا يصح للمعلم أن يتأخر.
رغم أنه جرني معه، إلا أن هونغ سوك-يونغ تركني وذهب إلى إحدى الحاويات. وقفتُ هناك، أتأمل المكان. كالعادة، لم يكن هناك شيء.
كان صوت تحرك القصب في النسيم البارد هو الشيء الوحيد المسموع.
"معلم!"
هذه الساحة الفارغة تبدو وكأنها مستقبلي.
عليّ...أن أزرع هنا وأبني مبنى جديدًا، كما يقول.
"أيها المعلم!"
هل يجب أن أستسلم؟
على أي حال، الوقت المحدد هو 20 عامًا فقط. لديّ أيضًا خيار الاستمتاع بالثراء والمجد مع معرفتي المستقبلية لهذه الفترة المحدودة....
'ابقَ على قيد الحياة.'
آه، لولا تلك يو جي-إيون.
"السيد وو!!"
"...ماذا؟"
"فيما تفكر بهذه الجدية؟"
كانت عينا لي سونغ-يون متألقتين، حتى أنها كادت تُعميني. خاصتًا مقارنة بـ بارك سيو-هيون، التي كانت تقف في الزاوية تعض على شفتيها بملامحها الكئيبة.
"همم."
ربما يجب أن أقترب أكثر من لي سونغ-يون أيضًا. بصراحةً، كموظف حكومي، لا يُفترض بي أن أُرى وأنا أختلط بعالم الأعمال. لكن الآن، هذا لا يهم، فالعادات القديمة لا تموت بسهولة.
"أسمك كان سونغ-يون، أليس كذلك؟"
"نعم! هل تتذكرني؟"
"بالطبع."
كيف يجب أن أتعامل مع هؤلاء الأطفال؟
"...هل خرجت بسلام؟"
"هذا كله بفضلك، أيها المعلم!!"
بينما كان لي سونغ-يون يقفز بحماس، لمح خصرى وسألت.
"أين السيف، أيها المعلم؟"
السيف يتدحرج في المقعد الخلفي لسيارة هونغ سوك-يونغ.
"عمتي سمعت عنه وكانت فضولية للغاية. هي أيضًا تستخدم السيف!"
"عمتك؟"
عمّة لي سونغ-يون.
"عمتي صيادة مشهورة جدًا. لا أقول هذا لأنها عمتي فقط، لكنها حقًا معروفة."
لي مي-سون، سيدة نقابة 'داسون'.
لم تكن صيادة من الفئة S مثل أوه هيون-ووك أو بارك سيو-هيون، لكن لا أحد يمكنه تجاهلها. كانت بارزة بما يكفي لتصل إلى هذا المنصب حتى بدون مساعدة عائلتها.
كانت تعتز بابنة أخيها بشدة. حتى أنها أنشأت مؤسسة منحة دراسية بإسم أبن أختها الراحل ودعمت المدير.
"عمتي تريد مقابلتك، أيها المعلم...."
"السيد وو!"
للأسف. الأمور كانت تسير بشكلٍ جيد.
"السيد وو!! تعال إلى هنا!!"
بعد العبث داخل الحاوية لفترة طويلة، خرج هونغ سوك-يونغ أخيرًا. لوّح بيده ليشير ليّ أن أتقدم.
تنهدتُ وسرتُ نحوه.
"ما الأمر؟"
"إنشاء فصل دراسي لك."
"فصل دراسي؟"
نظرتُ إلى داخل الحاوية بتشكك. كان قد جهز سبورة ومكاتب وادّعى أنها فصل دراسي.
لكن ما جذب إنتباهي أكثر كان أكوام صناديق الورق في الخلف.
"ما هذا؟"
ضحك هونغ سوك-يونغ بخجل.
"كنتُ أستخدم هذه الحاوية كمخزن. سأفرغها لاحقًا، فلا تقلق."
عندما يقول الناس هذا، فإنهم عادةً لا يفرغونها أبدًا.
الأمر أسهل إذا استسلمت...فقط أستسلم.
على أي حال، الفصل الدراسي كان مناسبًا. لديّ شيء لأقوله لـ هونغ سوك-يونغ بعيدًا عن الأطفال.
"أنتَ."
"هم؟"
أشرتُ إلى بارك سيو-هيون عبر نافذة الحاوية.
"أفعل شيئًا بخصوصها."
"سيو-هيون؟"
"نعم."
"ماذا أفعل؟"
"لم تكن هكذا في ميونغ-دونغ."
شعرها كان مشعثًا، وكانت واقفة بلا حراك، تبدو كأنها شبح من فيلم رعب قديم. هذا ليس جيدًا للقلب.
"سيو-هيون غيرت أسلوبها فجأةً."
هل يمكن حتى أن يُطلق على هذا تغيير في الأسلوب؟
حك هونغ سوك-يونغ ذقنه.
"كل صياد يمر بمرحلة حائط في نقطة ما. سيو-هيون مستيقظة منذُ فترة، لذا حان الوقت لذلك."
"ماذا...."
"ما الأمر؟ هل بدأت تقلق بشأن الفصل الآن؟"
هذا الرجل العجوز هكذا دائمًا. كان دائمًا كذلك.
إنه قوي جدًا. جسديًا وعقليًا.
هونغ سوك-يونغ من النوع الذي يؤمن بأنه يستطيع التغلب على أي شيء بقوة الإرادة فقط.
لهذا السبب، لا يفهم مخاوف الناس العاديين. بينما يتعاطف بشدة مع عباقرة مثل يو جي-إيون، فإنه لا يفهم أن هناك أشخاصًا لا يستطيعون النهوض مرة أخرى بعد سقوطهم.
وضعتُ رأسي بين يديّ.
يُتبع....