019. الطابق الخامس مِن القبو (2)
[يُرجى إدخال الرمز.]
ومض الضوء في المصعد.
دخل هونغ سوك-يونغ وكيم تشاي-مين المصعد بسرعة.
"هل هذا هو المدخل السري؟"
"رمز؟ ما الرمز الذي يتحدث عنه؟"
"هل لهذا السبب قلتَ إنه يجب أن تكون هنا؟"
أزعجني قربهما الشديد مني، فدفعتُ الاثنين جانبًا وضغطتُ على أزرار المصعد لإدخال الرمز.
بعد لحظة، تحدث المصعد.
[تم التأكيد.]
[يُرجى الضغط على الطابق الذي ترغب في الذهاب إليه.]
"كم عدد الطوابق الموجودة؟"
أجبتُ بينما كنتُ أضغط على الرقم 5.
"إلى الطابق الخامس تحت الأرض."
طقطقـة.
كـلاك....
بدأ المصعد في النزول ببطء. في كل مرة يُصدر صوت الطقطقة، كانت الأضواء تومض.
نظرت كيم تشاي-مين إلى الأضواء بعينين مضطربتين.
"هل من الآمن ركوب هذا؟ لن يسقط، أليس كذلك؟"
"حتى لو سقط، لن نتأذى."
"ماذا عن الصدمة النفسية التي قد أعانيها؟"
"من الآن فصاعدًا، استخدمي السلالم بدلًا من المصعد."
حدقت كيم تشاي-مين بي بوجه مذهول.
لكن لم يكن لديّ الوقت للاهتمام بـ كيم تشاي-مين.
كان عمل المصعد أمرًا جيدًا، وكان عمل الرمز الذي أدخلته أمرًا جيدًا أيضًا.
لكن لماذا كان المصعد يُصدر هذا الصوت؟
كأنه....
كأن الكهرباء قد أنقطعت.
على السطح، يبدو المبنى كأنه مبنى مهجور مسكون، لكن القبو الذي يعمل كمختبر أبحاث كان مختلفًا. من الطابق الثاني إلى الخامس تحت الأرض، كان لدى أرك قدر غير عادي من المال ولم يبخلوا في الإنفاق على الأبحاث. كانت هناك الكثير من المعدات التي بدت باهظة الثمن حتى في عيني الصغيرة.
أنوار باهتة بلا دفء، وآلات تلمع ببرود. الباحثون يتحركون ذهابًا وإيابًا في معاطف بيضاء....
أستمرت أرك في العمل هنا حتى قبل هجوم هونغ سوك-يونغ بقليل. لقد زرتُ العديد من مختبرات الأبحاث الخاصة بأرك، لكنني قضيتُ أطول وقت هنا. هل كانت سنتان؟
في هذه المرحلة الزمنية، من المفترض أن أرك تكون في ذروة نشاطها البحثي. لن يتركوا أنوار المصعد تومض بهذا الشكل.
كان مدير المختبر صارمًا للغاية بشأن هذه الأمور.
"لكن، معلم وو. هذا لا يبدو كأنه مدخل خلفي. هل نحن نتسلل سرًا حقًا؟"
عندما تغير الرقم الذي يشير إلى الطابق إلى 4، سأل هونغ سوك-يونغ.
نظرتُ إليه بوجه يعكس استغرابًا من سؤاله.
"بالطبع لا."
"إذن، هل من المقبول دخولنا بهذه الطريقة؟"
"لمَ لا يكون كذلك؟"
تمتم هونغ سوك-يونغ وأغلق فمه.
هز رأسه واقترب من باب المصعد. مع ذلك، لم يصل هذا المصعد البطيء إلى الطابق الخامس بعد.
"نعم، نعم. قلق غير ضروري بوجودي هنا."
"بالضبط. الصياد هونغ سيتولى كل شيء."
"إذن لم تكن هناك حاجة لاستدعاء الآخرين، أليس كذلك؟ يمكنني التجول وضرب كل واحد."
"هذا صحيح."
أجبتُ بهدوء.
"إذن، لماذا جمعت كل هؤلاء الأشخاص؟"
[الطابق الخامس تحت الأرض.]
لم يدرك هونغ سوك-يونغ ما كان يتحدث عنه إلا بعد أن سمعنا الصوت الروتيني للمصعد.
كان يتساءل عما إذا كان الناس في أرك سيكونون في حالة تأهب، أليس كذلك؟
لكن بالنظر إلى أن المصعد في اللوبي لا يعمل، فمن المحتمل....
[الأبواب تُفتح.]
"ماذا؟"
"ماذا؟"
تردد هونغ سوك-يونغ وكيم تشاي-مين بوجوه متفاجئة. دفعتُهم جانبًا ونزلتُ من المصعد بوجه متحير.
كنتُ أتوقع هذا منذُ اللحظة التي كان فيها المصعد يُصدر صوت الطقطقة. كان الأمر مفاجئًا أنه لم يكن مختلفًا كثيرًا عن توقعاتي.
ممر فارغ.
كان مليئًا بعلامات الهروب العاجل كما لو أنهم فروا ليلًا. معدات لم يتمكنوا من إخلائها تراكمت كجبال على جانب وأحد من الممر.
لقد كان الضوء الوحيد هو ذلك الذي يتسرب بشكلٍ متقطع من المصعد.
***
تُـك. تُـك. تُـك.
"آه."
"إنه يعمل."
"...ما الذي تفعله، تاركًا الساحرة العظيمة؟ أستطيع إضاءة المكان بالسحر."
"لا، لا يمكنكِ."
"إذن لماذا أحضرتني معك؟ حتى أنك لا تسمح ليّ بإستخدام السحر؟"
"هل أنا من أحضركِ؟ إنه من أصر على إحضاركِ."
"قلتُ لك أن تناديني بالمعلم."
"لماذا تستمر في التصرف بهذه الطريقة؟"
"أنا موظف، ولستُ طالبك."
"ألا تعلم أن حتى المعلمين ينادون بعضهم البعض بالمعلم؟"
"...لنذهب."
"ماذا. الآن بعد أن لم يعد لديك ما تقوله، تريد الذهاب؟ حسنًا، حسنًا. لنذهب."
بدأ الثلاثة في المشي.
الشاب الذي يحمل المصباح بدأ بالسير في المقدمة، ويبدو أنه يتصرف كمرشد.
تحدث إلى المرأة التي كانت تتبعه بوجه متجهم.
"لقد قاموا بتفعيل بروتوكول الطوارئ. قد تكون الطاقة السحرية غير مستقرة."
"أنا ساحرة عظيمة، كما تعلم؟ أستطيع أن أكتشف فورًا إذا كانت الطاقة السحرية غير مستقرة."
"نعم، بالطبع يمكنكِ ذلك."
أجاب الرجل ببرود.
"لستُ متأكدًا إذا كان هذا الاسم الرسمي، لكن الجميع يطلق عليه مشروع بومبي."
"مشروع بومبي؟"
"هل تظنين أنهم سيتركون المكان بدون أي تدابير أمنية؟ على الأرجح قاموا برسم رموز تتفاعل مع الطاقة السحرية في أماكن مخفية. إذا أكتشفوا وجود طاقة سحرية...."
صفّق الرجل يديه معًا لفترة وجيزة ثم فتحهما. كان واضحًا ما يعنيه ذلك.
أنفجار.
ابتلعت المرأة ريقها بصعوبة.
"...هل الرموز تستطيع فعل ذلك؟"
"الرموز ليست بتلك القدرة. هم فقط استخدموها كمفتاح، ووضعوا قنبلة."
"مفتاح؟ مفتاح...هل تعرف تلك الرموز أيضًا؟"
"...سأُخبركِ لاحقًا."
"هذا رائع!"
ابتسمت المرأة بفرح.
الرجل في منتصف العمر الذي كان يتبعهم من الخلف هز رأسه.
"من الجيد أن تكوني متحمسة للتعلم، لكن لنركز الآن. حتى لو كان المكان خاليًا، قد يكون هناك شيء نستفيد منه."
أخذ الرجل ينظر حوله في الممر.
"معلم وو، هل هذا حقًا هو المختبر؟"
"...نعم، هذا هو."
وجه وو هويجاي المصباح نحو أحد الأبواب. ربما لأنهم كانوا قد أخلوا المكان على عجل، فقد تُركت العديد من الأبواب الداخلية غير مقفلة.
بينما كان يتحقق من أي فخاخ محتملة، وجه وو هويجاي المصباح داخل الغرفة.
كانت فوضوية تمامًا مثل الممر. مكاتب ورفوف مقلوبة. دلو يحتوي على مستندات محترقة جزئيًا، وكأنهم حاولوا تدميرها.
على الرغم من أنهم لم يتركوا آثارًا واضحة، إلا أن هناك أشياء يمكن استنتاجها.
"لا يوجد غبار. يبدو أنهم غادروا منذُ فترة قصيرة فقط. لم يدمروا المكان بالكامل، لذا قد يعودون."
"لكنك لا تعرف لماذا غادروا؟ هل أنتَ متأكد أنهم لم يعلموا بقدومك؟"
هز وو هويجاي رأسه.
"لا. هذا مستبعد...لو كان الأمر كذلك، لما غادروا بهذه النظافة."
قاد وو هويجاي الاثنين إلى عمق المكان.
"عادةً، لا يقومون بنقل مواقعهم بسهولة بسبب الأطفال...."
"بسبب الأطفال؟"
"لا أعرف حقًا ما هو هذا الاختبار أيضًا. لكنه يتطلب بيئة شديدة التقييد. إنه نوع من...."
كانت الغرف الأخرى تشبه الغرفة الأولى. أقفاص تحتوي على جثث حيوانات، من المحتمل أنها استُخدمت في التجارب. بسبب البيئة الجافة، لم يكن هناك أي رائحة تعفن.
خرج وو هويجاي من الغرفة وتحقق من مكان آخر بينما كان يتحدث.
"...غرفة نظيفة؟ ليست غرفة نظيفة حقيقية، لكنهم صنعوها بشكلٍ مشابه، حيث قللوا بشدة من تواصل الأطفال مع الخارج."
"لم يؤذوا الأطفال، أليس كذلك؟"
"لا، لم يكن من ذلك النوع من التجارب...في أقصى الحالات، كانوا فقط يأخذون بعض الدم."
لكن لم يكن هناك يقين في صوت وو هويجاي وهو يقول ذلك.
لم يكن لديه خيار.
في الماضي الذي يعرفه وو هويجاي، لم يكن هناك أي هروب ليلي من قبل أرك!
'هذا بالتأكيد شيء لم يحدث.'
ألقيتُ نظرة على كيم تشاي-مين.
كان من الصحيح أيضًا أن انضمام كيم تشاي-مين كمعلمة في مدرسة الثانوية التجريبية لم يحدث.
شخص مثل وو هويجاي، الذي عاد من المستقبل، لم يكن ليكون موجودًا أساسًا.
إذن، ما الذي تغير؟
إذا لم يكن هذا عالمًا آخر، فلا بد أن هناك سببًا. إذا كان هناك سبب، فعلينا فقط إيجاده.
قبل أن أدرك، كنا قد وصلنا إلى الجزء الأعمق. من الطابق الثاني إلى الرابع تحت الأرض كانت في الغالب مهاجع أو مخازن للباحثين. يمكن التحقق منها لاحقًا.
"هل هذا الباب مغلق؟"
"يبدو مختلفًا، أليس كذلك؟ هذا يحتوي على باب مزدوج ويبدو فاخرًا."
كانت كيم تشاي-مين محقة.
كان بابًا حديديًا كبيرًا يبعث شعورًا بأنه يخفي شيئًا مهمًا. طرق هونغ سوك-يونغ على الباب للتحقق.
"يبدو سميكًا جدًا. هل افتحه بالقوة؟"
"ماذا لو كان هذا الباب يحتوي على الرموز التي ذكرها المعلم وو؟ لا أريد أن أموت!"
"هممم."
...لماذا يفعلون هذا بي؟
أطلقتُ تنهيدة واضحة، ثم دفعتُ كيم تشاي-مين وهونغ سوك-يونغ جانبًا.
ما كان الرمز هنا؟
كان هناك لوحة مفاتيح بجانب الباب لإدخال رمز الأمان. على الرغم من أن التيار الكهربائي للمختبر بالكامل قد أنقطع، فإن نظام الأمان يجب أن يعمل مثلما فعل المصعد.
بيـب. بيـب. بيـب. بيـب.
"......"
كانت نظرة هونغ سوك-يونغ حادة.
كان على الأرجح يتساءل بشدة عن ماهية موقفي داخل أرك.
في الأصل، لم أكن أنوي الكشف عن هذا القدر.
لو كان المختبر يعمل بشكلٍ صحيح، لكان هونغ سوك-يونغ يبحث عن الناس ويضربهم بمفرده بينما أقف جانبًا.
لكن الآن، أحتاج أيضًا إلى جمع المعلومات. إذا كنتُ سأُشتبه بي بغض النظر عن ما أفعله، فمن الأفضل أن أتصرف وكأنني شخصية هامة.
قلتُ لكم، إذا كنتَ ستبرز، فأفعل ذلك بحزم.
لا، هل هذا يجعلني أبدو مخادعًا أكثر من اللازم؟
أنا الضحية هنا.
بيـب.
كـلاك.
فُتح الباب.
كما ذكر هونغ سوك-يونغ، كان بابًا حديديًا سميكًا. كان سميكًا بما يكفي ليبقى سليمًا حتى لو أنفجر المختبر بسبب مشروع بومبي.
ووو....
تُـك.
أُضيئت الأنوار عند دخولنا. أطفأت مصباحي اليدوي.
كان المكان فارغًا تمامًا. بما أنهم أفرغوا الأجزاء الخارجية تمامًا، لم يكن هناك أي احتمال أن يتركوا هذا الجزء كما هو.
تمت إزالة أجهزة الكمبيوتر تمامًا، ولم يتركوا أي شيء. كانت المكاتب نظيفة وفارغة أيضًا.
لكنهم تركوا شيئًا خلفهم.
"هذا المكان...."
سمعتُ صوت كيم تشاي-مين تبتلع ريقها بصوت مسموع. كان هونغ سوك-يونغ يضغط على أسنانه بغضب.
بعد المكاتب الفارغة، في الداخل. في أعمق جزء من المختبر. المكان الأكثر عمقًا حيث كانوا يحتفظون بالأطفال.
كان هناك جدار كامل مصنوع من الزجاج. بالتحديد، كان زجاجًا أحادي الاتجاه يسمح لنا برؤية الداخل بينما يمنع من هم بالداخل من رؤية الخارج.
مررتُ إصبعي بخفة على الزجاج. بفضل الإضاءة داخل الغرفة، أستطعنا رؤية الداخل بسهولة.
حصائر ناعمة على الأرض. بطانيات مجعدة. دمى أشبه بالألعاب. كتب قصص خيالية. أسرّة بطابقين على طول أحد الجدران.
رسم لأرك على الجدار المقابل. سفينة مقلوبة تستخدم سيفًا صدئًا كصاري لها.
"...أشعر وكأنني سأتقيأُ."
تمتمت كيم تشاي-مين بوجه شاحب.
كانت يد هونغ سوك-يونغ ممتلئة بالأوردة الناتئة. قررتُ أن أخبرهُم بحقيقة جديدة.
"هذه الغرفة ليست جزءًا من مشروع بومبي."
هذا هو المرفق الأكثر أهمية، ولا يمكن تدميره.
"حقًا؟"
أجاب هونغ سوك-يونغ بلا مبالاة، ثم لوّح بقبضته.
كـلاك!
تحطم الزجاج إلى قطع.
من الوسط إلى الأطراف. تشكلت شقوق رفيعة كشبكة عنكبوت ثم انهارت تمامًا. كان ذلك مشهدًا مدهشًا.
لقد رأيتُ هذا من الداخل من قبل. خوفًا من أن يتأذى الأطفال، أستخدم الرجل تحكمه الجنوني بالطاقة السحرية لتلطيف حواف الزجاج المتناثر.
الآن، مع عدم وجود الأطفال، لم يظهر نفس الدقة.
لكن....
شظايا الزجاج الحادة، لسبب ما، شعرتُ وكأنها.
كـراك.
خطوتُ إلى داخل الغرفة فوق الزجاج المحطم.
شظايا الزجاج التي وطأتها.
لسبب ما، شعرتُ بأنها ممتعة قليلًا.
يُتبع....