ان سألني احدهم عن كلمة "مسؤلية" او عن " تحمل المسؤلية " فأجابتي بالطبع ستكون

" لا شكرا .. لا اريد تحملها .. "

حتي وقتا ليس بطويل بقيت هكذا .. وتمنيت ان تبقى حياتي هادئة بلا مسؤليات .. لكن الحياة دائما ما تسير عكس ما تتمناه ..

تتعلمت ذلك بالطريقة الصعبة ..

كان يوم البارحة من المفترض به ان يكون يوما عاديا ..

كنت تتسكع رفقة اصدقائك كما المعتاد تلهوا هنا او هناك .. يسخر كل منكم علي الاخرا .. او حتي يلقي كل منكم النكات

"البذيئة منها بالطبع"

بقيت رفقتهم حتي وقت متأخر من الليل ... يمر الوقت رفقة اولائك الحمقي بسرعة حقا ..

و كلما بقيت رفقتهم لا يمكنك الكف عن الضحك .. انهم حثالة نعم .. و لكنهم اشخاص يمكنك مناداتهم بالاصدقاء ..

فجميعهم أوفياء بالنسبة لك ..

فجائة دون سابق انذار ألم بالرأس يزعجك و بشدة .. الالم يعتري رأسك و بالكاد كنت قادرا علي الوقوف من شدة الالم ..

بالكاد انت قادرا علي رؤية ما يجري امامك حينها ..

يلاحظ رفاقك ذلك فيحاول احدهم اخبارك بـ"الذهاب الي المنزل" .. فلقد بدت حالتك غير جيدة لهم ..

وهذا ما وافقت عليه .. عرضوا جميعهم عليك ان يوصلوك للمنزل لكنك رفضت ..

"سأكون بخير .. لا داعي للقلق .."

يمر الوقت و بالكاد قد وصلت .. بالكاد انت قادرا علي الوقوف عندما فتحت باب المنزل ..

فتحت باب منزلك لتقابل والدتك فور فتحك لباب المنزل ..

"اهذا انت .. ؟!

كيف لك ان تكون مهملا هكذا .. انظر للوقت جيدا تخطينا منتصف الليل و ها انت ذا تعود هكذا الان ..

متي ستتحمل "مسؤلية نفسك" و متي سيمكنك تحمل "مسؤلية بيت وعائلة""

هذه هي الكلمات التي اعتادت والدتك علي ترديدها لك .. مرارا و تكرارا ..

كانت هذه هي الكلمات التي اعتادت هي علي قولها لك

قلتها في نفسك حينها ..

"بالطبع لا اريد .. ولن افعل .."

تجاهلتها بينما سرت الي غرفتك .. فتحت باب الغرفة و اغلقته بعد دخولك ..

بالكاد تمكنت من الوصول الي السرير بأمان و بالكاد وضعت رأسك علي الواسادة بأمان ..

شعرت بالنعاس فخلدت الي النوم دون الحاجة لتغيير ملابسك .. و هذا ما حدث ..

كان هذا هو اخر شئ تتذكره عن ليلة البارحة ..

كانت هذه هي الحياة التي اعتدت عليها .. بلا قيود او مسؤليات او حتي عمل ..

و هذه هي الحياة التي تمنيت ان تبقي علي حالها .. لكن دوام الحال من المحال ..

تستيقظ بوقت متأخر من الليل لتجد شيئا طريا بيدك .. ملمسه لا يبدوا سيئا ..

تحرك يدك مرارا و تكرارا .. فتمعن النظر جيدا بجانبك ..

فتجد امرأة بغاية الجمال نائمة بقربك ..

تعتري ابتسامة وجهك ولكن ابتسامتك تلك تبدوا قذرة

"حقا مر زمن لم احلم فيه بحلم كهذا .."

قلتها بصوت منخفض .. لكن ثمة خطب ما .. فصوتك يبدوا مختلفا عن ما كان عليه قبل أن تنام ..!

يبدوا ان صوتك اصبح كصوت البالغين تماما الان ..

"هل هذا صوتي حقا ؟! "

تضع كلاتا يديك علي وجهك لتتحسس فيبدوا ان هناك خطبا ما ..

تترك السرير و تترك تلك المرأة التي كانت بجانبك و تحاول مغادرة الغرفة بهدوء دون أيقاظها ..

تترك الغرفة لتفاجاء فور خروجك .. ان المنزل الذي بقيت فيه طوال حياتك لم يعد موجودا ..

المنزل الذي استيقظت فيه الان يبدوا مختلفا .. تتجول بأرجاء المنزل بحثا عن المرحاض .. تفتح كل باب يقابلك ..

و اخيرا تصل الي وجهتك ..

تضئ الاضواء و تغلق الباب بعد دخولك .. و تنظر للمرآة بصمت ..

تنظر بصمت للمرآة لبعض من الوقت ..

" أييييييه .. هل هذا انا حقا .. ؟!"

بالمرآة تبدوا علامات الدهشة واضحة ..

فلقد بدا شكلك مختلفا عن ما كنت عليه قبل نومك بساعات ..

تمعن النظر جيدا لوجهك .. يبدوا من مظهرك انك الان في منتصف الثلاثينيات من العمر ..

تتحسس وجهك لتتائكد ان ذلك حقا انت .. و يبدوا انه حقا هو انت ..

بالكاد كنت البارحة في منزلك ... كنت البارحة في الواحدة و العشرين من العمر ..

اما الان انت في منتصف الثلاثينيات ..

"اين ذهبت الاعوام العشرة تلك بحق الجحيم .."

هذا ما تفكر فيه في نفسك .. تحاول تهدئة نفسك و تعود لتنظر في المرآة من جديد

" قرأت الكثير من المانجا و شاهدت الكثير من الانمي .. اليس من المفترض حدوث العكس ؟!

ان اعود طفلا صغيرا او ان يتم ارسالي لعالم بديل .. او حتي حصولي علي قدرة فريدة او شئ من هذا القبيل ..

علي الاقل ان يتم اعادة ولادتي بعالم جديد كسلايم او حتي كتنين .. ؟!

او ان اكون البطل الذي يهزم زعيم الشياطين .. ؟! "

"لنهداء قليلا .. "

"..."

"..."

تنظر لاسفل ملابسك بينما كنت تحاول التفكير .. يبدوا الوضع غريبا حقا بالنسبة لك ..

و لكنك لا يمكنك مقاومة ما تشعر به الان .. تنزع ملابسك السفلية لتمعن النظر الي ما كان يوجد تحتهاا ..

و تعتري ابتسامة علي وجهك و تعود لتنظر الي المرآة من جديد ..

" يبدوا انه قد كبر ايضا "

" لا .. لا لا لا ... يجب ان نفكر بجدية ..

لنعيد التفكير في الامر من جديد و لنحاول تذكر ما حدث ليلة البارحة من جديد

كنت رفقة اصدقائي البارحة بقيت رفقتهم حتي وقت متأخر من الليل ..

تركتهم بعد ان شعرت بألام في الرأس عدت للمنزل لتقول لي والدتي تلك الكلمات التي اعتادت قولها

و تجاهلتها كما اعتدت و دخلت الغرفة ثم نمت ..

لا يبدوا ذلك منطقيا .. نهايك عن تلك المرأة .. "

تعود ابتسامتك القذرة بعد تذكرك ما حدث قبل قليل ..

كان ذلك شعورا جيدا علي الاقل .. او هذا ما كنت تفكر فيه ..

بدون سابق انذار يفتح الباب دون ان تنتبه لتفاجاء برؤية المرأة التي كانت بجانبك مستيقظة ..

تستيقظ هي و تفتح باب الحمام لتجدك مجردا من ملابسك السفلية و انت تنظر للمرآة ..

تصدم لرؤيتها و دون ان تنتبه تحاول تغطية جسدك بيديك و بصوت مضحك

"كيييياه"

مهلا .. اليس من المفترض حدوث العكس هنا .. ؟!

يبدوا ان ذلك ليس مهما ايضا ..

"ما .. ما الذي تفعلينه في هذا الوقت .. أطرقي الباب علي الاقل "

تضع تلك المرأة يدها علي فمها لتحاول ان تداري ضحكاتها ..

يبدوا انها كانت تستمتع بذلك ..

حسنا انها جميلة جدا بالنسبة لك و هي بذلك الشكل .. اعني و هي تضحك بالطبع

لكن المشكلة لم تكن هنا ..

"ما .. ما الذي تفعلينه في هذا الوقت .. أطرقي الباب علي الاقل "

تبداء حديثها بعد ان توقفت عن الابتسام و الضحك ..

" مما تشعر بالحرج .. ؟!

اعتدت علي رؤيتك عاريا عزيزي .."

"هاه ..."

"هذا طبيعي فنحن متزوجان .. من الطبيعي ان أراك عاريا "

بقيت تلك الكلمة تتردد الي ذهنك مرارا و تكرارا ..

"متزوجان ... متزوجان .. متزوجان .. متزوجان

جان .. حان .. حان ... حان .. ان .. ان ..ن ..."

" هيييييييه ..؟! "

.

.

يتبع

دي اول مرة اجرب اكتب فيها قصة يكون فيها القارئ هو بطلها

ياريت تعذروني علي وجود اي اخطاء سواء كتابية او املائية

و ياريت ان كان في نصيحة للتحسين من طريقتي في الكتابة ارجوا الافادة

2018/11/15 · 776 مشاهدة · 1136 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024