2 - الاطفال مسؤلية و مصدر ازعاج ؟!

"لماذا علي البالغين أنجاب الاطفال ؟! ..

انهم مصدر ازعاج وبكاء بلا توقف .. "

هذا ما كنت تقوله لنفسك ..

أنت نائم الان علي سريرك وحيدا تعانق وسادتك عوضا عن زوجتك ..

كيف انتهي بك الحال هكذا .. ؟!

ان اردت معرفة سبب معانقتك لوسادتك عوضا عن زوجتك فالاجابة بسيطة ..

سنعود بالزمن الي الوراء .. الي الوقت الذي احرجت فيه نفسك امام زوجتك و لم يبقي لك اي كبيراء امامها ..

اه .. انه الوقت الذي رآتك فيه و انت نصف عاري تنظر للمرآة .. "قبل بضعة دقائق"

كانت تنظر لك و أبتسمت .. وضعت يدها علي فمها لتداري ابتسامتها و صوت ضحكاتها ..

بينما انت تحاول حماية ما بقي لك من كبرياء و تحاول تغطية جسدك بيديك ..

"اطرقي الباب علي الاقل قبل الدخول"

تتوقف زوجتك عن الضحك اخيرا و تبعد يدها عن فهمها

"مما تشعر بالحرج يا عزيزي .. "

"عزيزي ؟!"

"رآيتك عاريا العديد من المرات !"

تفتح فمك من الدهشة

"هاه ؟!"

"هذا طبيعي فنحن متزوجان .."

تتابع زوجتك الحديث بينما انت بالكاد تعي ما يجري حولك الان ..

تتابع هي الحديث و يبدوا ان ذلك الحديث ليس مهما الان ..

كل انتباهك منصب الان علي تلك الكلمات التي ظلت تتردد الي اذانك الي الان ..

"متزوجان .. متزوجان .. متزوجان ..

زوجان .. زوجان .. زوجان .. ان .. ان .. ان"

"هيييييييه ؟!"

تفكر في الامر مرارا و تكرارا .. تفكر في الامر و يبدوا اناك متوتر حقا ..

"متي حدث ذلك و اين .. و كيف حدث الام....

مهلا قالت زوجان ... ؟!

الا يعني ذلك انني قمت "بهذا و ذاك" معها ليلة الزفاف .. ؟!

ايها الاوغاد اعيدوا لي ذاكرتي .. او علي الاقل ذكرى ذلك اليوم .."

تبدوا مستائا من فكرة فقدانك لذاكرتك .. خصوصا الاجزاء المهمة من ذاكرتك ..

لكن ثمة امر ما .. تتغير تعابير وجهك اخيرا و بشكل جزري ..

" الا يعني ذلك انه ما تزال لدي فرصة الي الان للقيام بـ"هذا و ذاك" معها ؟!.."

ما قلته يبدوا غريبا بالنسبة لك ولكنها زوجتك ما العيب بذك .. ؟!

هذا ما كنت تفكر فيه ..

"عـ..عزيزي ..

عزيزي ..أكل شئ علي ما يرام .. ؟!"

تنتبه اخيرا الي انها تتحدث إليك ..

"نـ..نـعم انا بخير "

"ألا تريد ان ترتدي ملابسك .. ؟!"

"..."

ترفع ملابسك ببطئ و بهدوء ..

"سأذهب للنوم الان .."

تطفئ الاضواء ببطئ و تغادر المرحاض ايضا ببطئ ..

بدا الامر و كأنك يأس .. فلقد بدا الامر بالنسبة لك انك فقدت كرامتك عندما رأتك زوجتك هكذا

تعود الي الغرفة التي استيقظت بها اخيرا قبل دقائق ..

و تعود الي سريرك و تعود زوجتك للسرير بدورها ..

تنام بجانبك بينما انت متوتر حقا من ذلك .. بالنسبة لك ذلك طبيعي ..

لانك لم تكن لديك فتاة تواعدها قبلا .. او علي الاقل خبرة سابقة مع النساء ..

التوتر الشديد يمنعك من النوم ..

" لا استطيع النوم .."

انها نائمة بقربك .. انها تماما خلف ظهرك و انت متوتر من ذلك حقا ..

"ان اقتربت اكثر من ذلك سيكون الامر خطيرا لكلانا .. !"

"عزيزي"

تقولها "لك" بصوت رقيق ..

"هل يعقل ..؟!"

هذا ما تفكر به في نفسك حقا حينها ..

"نـ..نـعم .. ؟!"

"مر وقت طويل و لم نقم " بذلك " معا .. !

أ..ام .. أ.. ألا بأس ان قمنا " بذلك " الان .. ؟!"

كانت تلك الكلمات بالنسبة لك هي التي انتظرتها لوقت طويل ..

تغير اتجاه نظرك إليها .. تضع يديك حولها و تبداء بالاقتراب منها شيئا فشيئا ..

قلبك يخفق بشدة .. قلبك يخفق بعنف و ليس بشدة ..

"اخيرا يمكنني القيام بـ"ذلك و ذاك" بها ؟!"

تقترب إليها ببطئ .. اول شئ اردت تجربته و انت معها هي تقبيلها ..

تقترب شفتاك إليها ببطئ و هي نائمة علي السرير مباشرة و انت تماما فوقها ..

تقترب ببطئ ..

"أخيرا قبلة .. "

كانت هذه هي واحدة من امنياتي البسيطة عندما كنت في الواحدة و العشرين ..

تقترب منها ببطئ و لكن دون سابق انذار يبداء صوت بالبكاء و الصراخ ..

انه صوت "طفل" رضيع .. و مصدر ذلك الصوت قريب ..

يبدوا اقرب إليك اكثر مما ظننت ..

تلتفت زوجتك لتنظر الي باب الغرفة الذي كان مغلقا حينها ..

بينما انت بأس الحظ قبلت السرير عوضا عن زوجتك ..

"هاه .. ؟!"

"اسفة يا عزيزي .. يبدوا ان "طفلنا" قد استيقظ من جديد ..!"

"هاه ..؟!"

"سنفعلها لكن يوما اخر .. لا تقلق"

تحاول زوجتك مغادرة الغرفة و لكن قبل مغادرتها ..

تعود مرة أخري إليك و تقبلك من ناحية خدك الايمن .. " كتعويض " ..

تغادر زوجتك الغرفة و هي تنظر لك و تبتسم لك و تغلق الباب ببطئ ..

تغادر زوجتك الغرفة بينما انت تحاول مد يديك لاخبارها ان تعود ..

"أريد قبلة من الفم و ليس .. "

هذا هو ما حدث قبل قليل .. و عوضا عن زوجتك التي غادرت الغرفة قبل قليل ..

تحاول ضم الوسادة و معانقتها عوضا عنها ..

تعانق الوسادة بحزن شديد .. و تقضي ليلتك البأسة تلك وحيدا علي السرير ..

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال اعجابكم

2018/11/17 · 641 مشاهدة · 817 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024