3 - كأب عليك بتحمل بعض المسؤليات .. ؟!

ليلة البارحة حقا كانت مريعة .. مريعة جدا ..

وكلما حاولت تذكر ما حدث البارحة يعتريك الحزن الشديد ..

لم تستطع النوم منذ ليلة البارحة جيدا .. فلقد كنت تفكر جيدا في الامر ..

حياتك الجديدة .. زوجتك و طفلك .. تفكر في الامر .. نتيجة التفكير كانت بلا فائدة ..

تقوم بألقاء الوسادة التي بقيت تعانقها اخيرا و تترك السرير و تغادر الغرفة ..

تغادر الغرفة و تذهب للمطبخ لتجد زوجتك مستيقظة ..

" عزيزي .. !

ليست عادتك ان تستيقظ بوقت باكر هكذا .."

بينما تبدوا مرهقا من ليلة البارحة ..

"لم استطع النوم جيدا .."

كانت ليلتك لتكون افضل لو لم يبكي "ذلك اللعين الصغير"

هذا ما كنت تفكر فيه و لكنك لم تستطع قول ذلك لزوجتك ..

"مهلا .. انها الان مستيقظة و هي بالمطبخ وحدها .. !

لا بد و انه يغط بنوم عميق الان .. انها فرصتي الان .."

تقترب ببطئ منها .. تقترب ببطئ منها يداك تتحركان ببطئ إليها من الخلف ..

"حان وقت الاستعداد للقتال .. سنبداء الغزو من الخلف و وصولا الي الامام .."

تقترب ببطئ لكن كما ليلة البارحة .. حال اقترابك منها صوت بكاء يقاطعك عنها ..

انه نفس صوت البكاء لذلك الطفل الذي وصفته "باللعين" قبل قليل ..

"هل لذلك الصغير كميرات مراقبة او اجهازة استشعار .. ؟!"

عند الزواج تقوم المرأة بجعل زوجها علي قائمة أولويتها القصوى ..

لشرح ذلك نرسم دائرتين و نكتب علي احداهما الزوج و الاخرى الزوجة و نرسم بينهما خطا ليربطهما ..

لكن بعد الزواج بوقت قصير .. تحديد بعد الحصول علي اول طفل تتغير قائمة الاولويات ..

علي الاقل بالنسبة للزوجة ..

لشرح ذلك سنمسح الخط من جديد و سنرسم في الوسط دائرة صغيرة و نكتب بها طفل رضيع ..

هذا هو الحال معك تماما الان ..

زوجتك الان وضعت صغيرها في قائمة اولوياتها .. و اصبحت انت الثاني في القائمة ..

" ان اردت القيام "بهذا و ذاك" بها .. يجب ان أجد حلا لذلك الصغير .. "

خسرت الجولة الاولى من القتال و لكنك لم تخسر الحرب بعد ..

تجلس علي الاريكة وحيدا بعد ان تركتك زوجتك للمرة الثانية لتذهب لتطمئن علي صغيرها ..

تجلس علي الاريكة و تفكر بطريقة تمكنك فيها من قلب المعادلة ..

اعني ازاحة ذلك الصغير عن خط اهتمامها ..

تفكر بالامر مليا .. بينما زوجتك تخرج اخيرا من غرفة صغيرها .. تخرج هي و تنظر لك بتمعن ..

تنظر لها بدورك بعد خروجها ..

" هل هناك خطب ما .. ؟! "

"لا ولكن ليس من عادتك ان تتأخر عن العمل يا عزيزي .. ؟!"

"لا بأس ان تغيبت عن العمل ليوم او يومين"

تبتسم زوجتك .. كما لو انها اصبحت سعيدة بسماع تلك الكلمات ..

تنظر لك و هي تبتسم .. و تنظر لها بدورك .. حقا ان لها ابتسامة جميلة ..

تستمر بالتحديق بها بينما هي تقترب إليك و تبتسم

تقترب إليك و تهمس لأذنك ..

"سنكمل ليلة البارحة .. سنفعلها الليلة .. "

انت تتحمس حقا من تلك الكلمات ..

تحاول امساك " يدها " و لكن يبدوا ان ذلك الصغير لديه اجهزة مراقبة ..

خسرت "الجولة الاولى" البارحة و يبدوا انك خسرت "الجولة الثانية" ايضا من القتال ..

" قرأت هذه الجملة من مانغا .. لا يجب ان نفقد الامل بعد ...

فما دام البشر يتقدمون نحو الامام لن تعرف روحهم معني الانهزام ..

لا يجب ان نستسلم .. فنحن لم نخسر الحرب بعد .. "

كانت الجولة الاولى و الثانية عبارة عن فشل ..

لكن باقي الجولات التي حدثت اليوم كانت .. "فاشلة بأمتياز"

"الجولة الثالثة"

اثناء تناول الغداء .. كلاكما وحيد تماما و كلاكما قريب من الاخر ..

تستمر بتناول الطعام بينما عينك لا تنظر له .. انت غير منتبه لما تتناوله حقا ..

كانت عينك تنظر لها ..

"من يريد الطعام ... اريد تناول الحليب"

اختصارا للوقت و المجهود .. كانت نتيجة "الجولة الثالثة" .. فشل تام

بينما "الجولة الرابعة"

بعد وقت الغداء بقليل .. كانت زوجتك تستحم ..

تقترب ببطئ و تنظر يمينا و يسارا و علي وجهك ابتسامتك المعهودة..

و اخيرا تقرر ان تفتح الباب ..

"لن اخرج من المعركة و يداي فارغتان .. علي الاقل يجب ان آراها بينما الفرصة سانحة لي الان"

تحاول فتح الباب اخيرا و لكنه يبداء بالصراخ من جديد ..

تخرج زوجتك و هي تلف منشفة حول جسدها ..

كما "الجولة الثالثة" .. انتهت "الجولة الرابعة" بالفشل ايضا

بعد الجولة الرابعة تشعر بالاحباط .. فلقد بدا الامر بالنسبة لك بلا جدوى ..

انه وقت الاستسلام و رفع الاعلام .. ليس بيدك اي خيارات اخري الان سوي القيام بحل اخير ..

" يجب ان نتخلص من ذلك الطفل و لكن كيف .. ؟! "

تفكر في الامر و لكن ليس لديك افكار ..

" نلقيه من النافذة .. ؟! "

سينتهي عملي ككاتب ان فعلت هذا .. :")

تفكر مطولا بالامر الي ان تبتسم اخيرا و تخرج بتلك الفكرة التي لمعت برأسك ..

تبتسم و ابتسامة ماكرة علي وجهك .. بينما زوجتك تخرج اخيرا من غرفة صغيرها

" سأذهب لتجهيز طعام العشاء .. هل يمكنك تغيير الحفضات للصغير يا عزيزي .. ؟!"

"هاه .. ؟!"

"قم بتغير الحفضات ريثما اقوم بتجهيز طعام العشاء .."

تغادر زوجتك لتتوجه الي المطبخ اخيرا بينما الصدمة علي وجهك واضحة ..

"يبدوا ان دعواتكِ قد أجيبت اخيرا يا امي ..

أفرحي .. فابنك الان سيقوم بتغيير الحفضات "

تدخل الغرفة و تضئ الانوار ..

تفتح احد الادراج كما اخبرتك و تستعد لتغيير الحفاضات

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال اعجابكم

2018/11/20 · 585 مشاهدة · 874 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024