5 - في العمل .. تختلف مسؤليات العامل عن صاحب العمل .. ؟!


مر اليوم الاول بحياتك الجديدة و لم تحقق الي الان ما كنت تحاول القيام به ..

ها هو ذا اليوم الثاني من حيات الجديدة قد بداء .. و يبدوا أنك بدأت بالاعتياد عليها بالفعل ..

بالامس قد نمت علي صوت صراخ الصغير و اليوم تستيقظ علي صوت صراخه من جديد ..

" أن استيقظت من هذا الحلم .. فسيكون أول شئ أقوم به هو ترك ملحوظة للمستقبل ..

بألا أتسرع في انجاب الاطفال .. "

تستيقظ كما يوم الامس مبكرا ..

تستيقظ لتجد زوجتك قد أستيقظت بالفعل و هي تحاول أسكات صغيرها ..

كانت جالسة و تمسك بالصغير بيدها و بالاخري كانت ممسكة بزجاجة الحليب

" هل أستيقظت .. عزيزي ..

أنا اسفة لم أرد أن أوقظك بهذه الطريقة .. "

توقفت زوجتك عن أطعام الصغير بعد ان نظرت إليك ..

أبعدت الزجاجة عنه بعد ان انشغلت بالحديث إليك .. و لم تنتبه لذلك

" لا .. لا تهتمي .. "

" أذا .. هل ستذهب اليوم للعمل ..؟! "

" لا .. اظنني سأخذ اليوم أجازة أيضا .. "

" هذا جيد .. أ. أذا هل تريد أن اقوم بتحضير الفطور .. ؟! "

" أه ان كان ذلك ممكنا .. أريد تناول الطعام من يديكِ "

تبتسم لك بهدوء شديد و لكن الصغير ..

نظراته إليك بدت كليلة البارحة ..

كليلة البارحة بدأت تترجم نظرات الصغير إليك كالتالي ..

" أبتعد من هنا .. لا تقاطع طعام أفطاري .. "

زوجتك لم تنتبه للصغير و سرعان ما عادت لتنتبه إليه من جديد ..

تعود لتقدم له زجاجة الحليب من جديد .. بينما أنت كنت تقف بصمت

تشاهد نظرات ذلك اللعين الصغير إليك ..

" يجب أن أتخلص من ذلك الصغير .. "

يمر الوقت أخيرا و تخرج زوجتك من غر فة الصغير و تذهب للمطبخ لتحضير الفطور ..

بينما انت جالس علي الطاولة تحاول ان تجد حلا لمشكلتك ..

تبداء زوجتك بتجهيز طعام الافطار ووضعه علي الطاولة أمام ناظريك

و لكنك لم تكن منتبها أنها حاولت ان تكلمك ..

تنتهي هي من وضع الاطباق و تجهيز المائدة بينما أنت مازلت تفكر بالامر ..

"عزيزي .. ألن تتناول طعام الافطار .. ؟!

عزيزي .. عزيزي .. ؟! "

" ... "

" أه .. لم أكن منتبها .. أعتذر .. "

" هل هناك خطب ما .. هل هناك مشكلة بالعمل لا تريد أن تخبرني بها ..

يمكنني أن اساعدك أن كانت هناك مشكلة .. ؟! "

" لا .. لا داعي للقلق .. "

لا يمكنني أخبارها أنني أفكر بطريقة للتخلص من الصغير ..

تبتسم إليها أبتسامة بلهاء .. و تحاول أن تغير الموضوع ..

أنك حقا سئ في الكذب كما كنت سابقا ..

" أه صحيح أظن انني سأستحم بعد تناول الافطار .. "

" .. أم .. هـ.. هل .. تـ.. تريدني أن انضم إليك .. ؟! "

تبدوا مترددة و هي تتحدث إليك

و لكنها كانت حقا تعني ما تقول ..

" هاه .. هل ذلك ممكن حتي ..

بالطبع .. بالطبع سأكون سعيدا أن حدث ذلك لكن ..

لكنني أعلم جيدا ما سيحدث لاحقا .. "

" سامحيني و لكن أظن انني سأجعل هذا الحدث ليوم أخر .. "

من شدة حزنك عيناك تكادان ان تدمعان و لكنك حاولت البقاء هادئا ..

فتلك كانت الفرصة التي طالما أنتظرتها .. و لكنك أتخذت الخيار الصحيح ..

اثناء الاستحمام .. و بعد تناول الافطار بقليل يبداء هاتفك بالرنين ..

" عزيزي .. هاتفك يرن .. "

" من المتصل .. ؟! "

" لا أدري فالرقم غير مسجل .. هل أقوم بالرد .. ؟! "

" أه .. أن كان ذلك ممكنا ..قومي بالرد علي هاتفي اذا "

تتابع الاستحمام بينما زوجتك هي من قامت بالرد علي هاتفك ..

" من المتصل .. ؟! "

تلتزم زوجتك الصمت بعد أن حاولت الحديث إليها ..

" من المتصل .. ؟! "

لم تجب زوجتك عن سؤالك لها الي الان ..

يمر الوقت ببطئ و أخيرا أنهيت الاستحمام ..

بعد ان انتهيت من الاستحمام تغادر ببطئ .. تغادر لتتجه الي زوجتك ..

تبحث عنها ببطئ الي ان تعثر عليها أخيرا بغرفة الصغير و هي بجانبه و ظهرها مقابل لك ..

تقترب منها ببطئ و بدورها تستدير لتنظر لك ..

تستدير زوجتك لتنظر لك و لقد بدت حزينة نوعا ما .. او علي الاقل بدت كذلك بالنسبة لك

ثمة خطب ما بها و من الواضح انها كانت تحاول ان تخفي الامر ..

" هل تريد مني أن أقوم بتجهيز شئ ما .. لك .. ؟! "

تتجاهل كلماتها و تستمر بالنظر إليها و هي تحاول أن تخفي دموعها بين عينيها ..

" أنا أعرفكِ جيدا .."

من البارحة علي الاقل ..

" أعرفكِ جيدا و أعرف تلك النظرة التي علي وجهكِ جيدا ..

ماذا بكِ .. هل هناك شئ ما أزعجكِ .. ؟! "

" .. لا .. لا .. ليس هناك شئ أزعجني ..

أسفة لانني جعلتك تقلق دون داعى .. "

وضعت كلاتا يداها علي عيناها و حاولت مسح دموعها ..

" سأذهب للبداء بتحضير طعام الغداء .. "

عادت لتبتسم و هي تنظر لك ..

او بالنسبة لك بدت و كأنها كانت تحاول ان تجبر نفسها علي الابتسام إليك ..

بلا شك هناك شئ ما أزعجها و جعلها حزينة بذلك الشكل

و لكنك لم تستطع أن تكون لحوحا و تجبرها علي الحديث إليك ..

يمر الوقت ببطئ بيومك الثاني و قبيل وقت الغداء بقليل يرن هاتفك من جديد ..

هذه المرة تقرر أنت الرد بنفسك عسي ان يكون هو نفس الرقم الذي اتصل بك صباحا ..

تمسك الهاتف و ببطئ ترفعه و تقوم بالرد ..

" مرحبا .. "

بدا صوته كرجل في منتصف العمر الذي كان يتصل بك

" من معي علي الهاتف .. ؟! "

" هذا انا .. "

وكأنني فهمت بسهولة .. من جملة "هذا أنا"

" عفوا ولكنني لا أستطيع تذكرك .. "

يتابع تقديم نفسه قائلا ..

" أنا أحد موظفي الشركة ..

أنت لم تأتي للعمل البارحة و ايضا اليوم ..

أعتذر علي أتصالي المفاجئ و لكنني أردت الاطمئنان عليك .. "

" أه .. شكرا لك .. "

" أذا هل ستتمكن من الذهاب الي العمل غدا .. ؟! "

وجهك يتصبب عرقا و تبدوا بحال مذرية ..

سحقا .. لا ادري اين هو مكان العمل .. ؟! ماذا يجب أن نفعل .. ؟!

" أه بالفعل سأذهب للعمل غدا ...

لكن هل يمكنك ان تمر علي منزلي غدا و نذهب للعمل معا .. ؟! "

" .. أ.. أه بالطبع و لكن أأنت متأكد من ذلك حقا ... ؟! "

" أه يمكنك أن تأتي غدا و لنذهب للعمل معا .. "

" حـ..حسنا .. سأمر عليك غدا في الثامنة .. "

" أم ..أه شكرا لك .. أراك غدا .. "

"تم أنهاء المكالمة .."

أخيرا أنتهت المكالمة و لكن رغم ذلك تبدوا متوترا نوعا ما ..

فأنت لا تعلم الي الان نوع و طبيعة عملك بالمستقبل ..

من النظر للمنزل و ما به من أثاث تدرك جيدا ان كل جزء منه باهظ الثمن ..

ولكنك الي الان لا تعلم كم تتقاضي من العمل ..

يمر الوقت ببطئ و يمر اليوم الثاني أخيرا و بالكاد قد تمكنت من النوم ..

تستيقظ علي صوت صراخ الصغير من جديد .. فهو دائما ما يبداء بالصراخ في السابعة ..

" أنها الساعة السابعة ..

علي الاعتراف حقا .. أن ذلك الصغير أشبه بمنبه .. "


تستيقظ و تترك الفراش و زوجتك لم تكن بجانبك ..

علي الاغلب تركتك لتتوجه الي الصغير قبل أستيقاظك بقليل ..

بعد أستيقاظك بقليل ..

سرعان ما تأتي زوجتك إليك و بيدها الصغير ..

" هل ستغادر الان الي العمل .. ؟! "

" أه سأغادر بعد قليل "

" هل تريدني أن أقوم بتجهيز بدلتك الان .. ؟! "


" أه .. شكرا لكِ .. "

تضع زوجتك الصغير علي السرير وتخرج بدلتك التي سترتديها للذهاب الي العمل ..

لكن بالنسبة لك أنت لم تكن معتادا علي أرتداء اي زي رسمي بأي مناسبة

ناهيك عن واحد و الذهاب الي العمل ..

سرعان ما ترتدي بذلتك و تنتهي من الاستعداد للمغادرة ..

يرن هاتفك من جديد .. تنظر للمتصل و تجده نفس رقم الهاتف الذي تحدثت إليه البارحة ..

" مرحبا . "

" أنا أنتظر أمام منزلك .. هل أنتهيت يا سيدي .. "

" أه .. دقيقة و سأكون معك .. "

تنهي المكالمة بسرعة و تغادر المنزل و لم تأخذ الكثير معك للعمل ..

أكتفيت بأخذ هاتفك و بعض من المال كان بحوزتك بجيب بذلتك ..

تغادر المنزل و قبل مغادرتك بلحظات تناديك زوجتك ..

" أنتظر .. "

تدخل الغرفة و تضع الصغير بها وحده و تعود إليك مسرعة لتعانقك بقوة قبل مغادرتك ..

و بالنسبة لك ذلك الشعور لم يكن سيئا .. ففي النهاية شئ طري قد لامس جسدك توا ..

أبتسامتك المعتادة علي وجهك .. بينما الصغير قد بداء بالبكاء من جديد ..

" رافقتك السلامة .. "

" أه .. سأعود قريبا .. "

تترك المنزل و أنت حزين نوعا ما لا زلت ترغب بالمزيد ..

لكن ما باليد حيلة .. تغادر المنزل لتجد سيارة تقف امام منزلك

ورجل بمنتصف العمر يقودها .. يشير إليك بالركوب ..

فتركب بجانبه و يتجه كلاكما مباشرة الي مكان العمل ..

و أثناء الذهاب الي العمل بدت الاجواء كئيبة نوعا ما .. فالصمت يسود الاجواء و لا أحد منكما قد تفوه بكلمة ..

الي ان تحدث أخيرا إليك قائلا ..

" كانت صدمة بالنسبة للموظفين عندما علموا بأنك قد تغيبت عن العمل يوم الامس

و اليوم الذي سبق يوم الامس ايضا .. "

" لم .. ؟! "

" بالعادة أنت أول من يذهب للعمل و أخر من يغادر العمل ..

و علي ما أتذكر منذ أن بدأت العمل بالشركة .. أنت لم تأخذ أي يوم أجازة من قبل ..

هذه كانت أول مرة .. "

" همم .. اذا لهذا السبب أتصلت .. ؟! "

" أ.. أ..أه أتصلت لاطمئن علي صحتك .. "

تدير وجهك نحو النافذة و تنظر للشوارع التي بدت و كأنها نصف فارغة ..

هل قال شركة قبل قليل صحيح .. ؟!

" .. منذ متي و أنت تعمل بالشركة .. ؟! "

" .. أه منذ أربعة أعوام تقريبا .. عملت بالشركة منذ أربعة أعوام ..

كانت الشركة صغيرة و لكن الان أصبح العمل بها مزدهرا .. لكن .. ؟! "

تتابع الحديث إليه بهدوء و لم تنتبه لتعابير وجه ذلك الرجل ..

فلقد كنت تنظر من نافذة السيارة تتأمل عالمك الذي بدا جديدا عليك ..

" لكن ... ماذا .. ؟! تكلم .. "

" الا بأس .. بذلك حقا .. ؟! "

" أه تكلم بحرية .. و لا تقلق لن أخبر أحدا أعدك .. "

" قد يكون الراتب مجزيا جدا و لكن عدد ساعات العمل مرهقة ..

تكون مرهقة جدا احينا ... ايضا نضطر أحيانا لقضاء ساعات عمل أضافية ..

وقد تصل عدد ساعات العمل أحيانا لما يفوق الاثنتي عشرة ساعة عمل .. "

" أه أشعر بك .. فبكل مكان لا بد من وجود صاحب عمل وغد ..

يجبر الموظفين علي ساعات عمل اضافية .. "

ينظر لك بينما يقود بصمت ..

" لم الصمت تابع الحديث .. أخبرتك لن أقول ذلك لاحد أعدك .. "

تبتسم بينما كنت تتحدث إليه و نظرك نحو النافذة و يتابع بدوره هو الحديث إليك ..

" أه .. أنه وغد كبير .. قد يقوم بخصم مرتبات الموظفين ان شعر بالانزعاج فقط .. "

" هيه .. حقا .. "

يتابع النظر إليك يبدوا ان هناك خطب ما و لكنك كنت دائما لا تنتبه لتعابير وجوه الناس ..

أخيرا تصل الي العمل و التوتر بادي علي وجهك ..

" منذ أن تم أجباري علي عيش هذه الحياة و منذ ان اكتشفت ان لدي منزل و زوجة و طفل

توقفت عن الشعور بالاندهاش .. لا أظن ان شيئا كهذا سيثير دهشتي بعد الان .. "

الشركة التي تقف أمامها كبيرة جدا .. و يبدا ان داخل المبني أكثر أتساعا مما يبدوا عليه من الخارج بكثير ..

تدخل الشركة رفقة الموظف و تبداء السير ..

بدا المكان داخل المبني شديد الاتساع بالنسبة لك كما ظننت ..

تحاول ان تخفي دهشتك و تعابير وجهك بصعوبة ..

لا تعلم من أي أتجاه عليك ان تذهب

فتقرر اخيرا ان تتبع الموظف الذي أتيت رفقته قبل قليل ..

تتبع الموظف بهدوء الي ان تصل لمكان تواجد مكتبه هو ..

ولكنك الي الان لم تجد مكان مكتبك أنت ..

" عفوا .. لقد نسيت اين هو مكان مكتبي .. "

ينظر الموظف لك بصمت و كذلك باقي الموظفين .. ينظرون لك بهدوء ..

الي ان يبداء احد الموظفين بالحديث إليك ..

" ما الذي تفعله هنا يا سيدي .. ؟!

مكتبك بالطبع ليس بهذا الطابق و ليس بقريب من هنا .. "

" أذا اين هو .. ؟! "

يخبرك أن تتبعه و تبداء بالسير خلفه بهدوء ..

تقترب ببطئ من المصعد الذي ركبته قبل قليل و يضغط الموظف علي الطابق الاخير

المصعد يصعد الي الاعلي ببطئ و لكنك وصلت اخيرا الي الطابق الاخير ..

تسير رفقته ببطئ الي ان تمر اخيرا علي مكتب المساعد " السكيرتير " قبل دخولك تلك الغرفة ..

تقترب من مكتب تلك الموظفة التي بدت جميلة جدا بالنسبة لك ..

تقترب من مكتبها ببطئ الي ان نظرت هي إليك ..

" صباح الخير يا سيدي .. و مرحبا بعودتك .. "

يغادر الموظف ليعود ادراجه بعد ان وصلت لمكتبك اخيرا ..

بينما انت تقف بمكانك تحاول ان تستوعب ما يحدث ..

" هيه .. ؟! "

" انا مدير شركة .. ؟!

هذا يفسر الكثير .. ولكن مهلا .. مهلا .. "

"فلاش باك الي الخلف"

تحديدا الوقت الذي كنت فيه رفقة الموظف و هو يقوم بأيصالك لمكان العمل قبل قليل ..

" أه .. أنه وغد كبير .. قد يقوم بخصم مرتبات الموظفين .. "

" ... "

" ... "

" ذلك الوغد أخبرته ان يتحدث بكل صراحة وليس بكل وقاحة ..

سأقوم بخصم راتبه .. "

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال اعجابكم

2018/12/10 · 512 مشاهدة · 2230 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024