6 - مسؤوليات العمل .. ؟!


بعد ان وصلت لمكتب السكرتيرة اخيرا يغادر الموظف الذي اوصلك ليعود للعمل ..

يتركك الموظف امام مكتب السكرتيرة و بجانب مكتبها كانت غرفة مكتبك بأنتظارك ..

" صباح الخير و مرحبا بعودتك "

" أه صباح الخير .. "

تدخل لغرفة مكتبك بعد ان قامت هي بتحيتك ..

لم تنتبه لها كثيرا فلقد بدوت منشغلا بفكرة كونك مسؤول الان عن شركة كبيرة ..

ناهيك عن كونك مسؤلا ايضا عن منزل و طفل و كذلك زوجة ..

تدخل غرفة مكتبك بينما الموظفة بقيت بمكانها تنظر لك بصمت

بعد ان دخلت لمكتبك وقمت بتحيتها ..

في العمل تتعلم حقيقة واحدة مرة ..

وهي ان الاوقات الممتعة تمر بسرعة .. علي عكس الوقت اثناء العمل ..

بالكاد قد مرت ساعة و نصف منذ ان بدأت اول يوم عمل لك و لم تفعل شئ يذكر ..

يمر الوقت ببطئ و انت لم ترفع عينك عن الساعة التي كانت معلقة بمكتبك ..

" مرحي .. مر من الوقت ساعة و واحد و ثلاثون دقيقة منذ ان بدأت العمل ..

تبقى عشرة ساعات و تسعة و ثلاثون دقيقة للعودة الي المنزل .. "

يمر الوقت ببطئ شديد و انت ما زلت جالس بمكتبك لا تفعل شئ سوي الاستلقاء ..

لم تفعل شيئا يذكر خلال ساعات العمل ناهيك عن فعل شئ هام كونك رأيس للشركة ..

" بالتفكير في الامر .. الان و بعد ان اصبحت بالغاً.. أتسائل ..

أتسائل ... ان كبر "كونان" ايضا .. ام أنه ما زال صغيرا .. ؟! "

يمر الوقت ببطئ حتي و انت تحاول ان تجد شيئا ينسيك مرور الوقت ..

في النهاية تقرر القيام بأمر انت مضطر للقيام به لقتل الوقت ..

تغادر غرفة مكتبك و تمر علي السكرتيرة ..

و تنظر لك بينما تغادر قائلة ..

" الي اين انت ذاهب الان عز.. سيدي "

" اوي .. هل قالت ما كنت اظن انها ستقوله .. ؟!

أ.. أ.. ذاهب لاتفقد اقسام الشركة .. أريد ان أتأكد ان كل شئ علي ما يرام .. "

تريد تفقد الاقسام عموما لتمضية الوقت اثناء العمل ..

عوضا عن الجلوس دون فعل شئ .. ذلك كان سببك الاساسي للمغادرة ..

تغادر رفقة السكرتيرة و تبداء بتفقد أقسام الشركة كل قسم علي حدي ..

بداية بالردهة او مكتب الاستعلامات و تبداء صعودا نحو الاعلي ..

تتكون شركتك من عدة اقسام .. يحتل كل قسم منها عددا من الطوابق

بداية من الاعلي وصولا الي الاسفل

انت هو رأس الشركة و المسؤل الاول عنها ..

يليك من حيث الاهمية مجلس ادارة الشركة ..

ويتكون من ستة افراد بالاضافة الي المسؤول عن شؤن العاملين

مما يجعل عدد افراد مجلس الادارة سبعة اشخاص

وظيفة مجلس الادارة عموما هو اتخاذ القرارات المهمة بشأن الشركة ككل

سواء كان موظفين او عمال او رؤساء اقسام او حتي العملاء ..

بينما المسؤول عن شؤن العاملين عمله مختلف ..

فعمله هو الحفاظ علي حقوق او الاهتمام بالموظفين عموما و الانصات لمطالبهم ..

بالنسبة لمجلس الادراة صوته مهم فهو يمثل غالبية الموظفين بالشركة ..

تحت مجلس الادارة مباشرة هناك عدد من رؤساء الاقسام ..

ووظيفة كل رأيس او مشرف قسم هي مراقبة الموظفين و الاشراف عليهم ..

اثناء العمل و تقييمهم كذلك ..

لكل قسم من الاقسام مسؤول واحد او مشرف ..

و متوسط عدد الموظفين بكل قسم يتراوح من 50 الي 200 موظف علي الاقل ..

و يزداد عدد الموظفين بالاقسام المهمة و العكس .. يقل عدد الموظفين مع اهمية كل قسم احينا ..

" مما يجعل عدد العمال بالشركة يتخطي الالف موظف تقريبا .. "

بدأت بجمع المعلومات و تحليل الموقف كل منها علي حدي ..

ولكنك لازلت تجد صعوبة من وقت لاخر بأستيعاب المعلومات ..

ولكنك أبليت حسنا حتي الان ..

بعد ان قمت بأستكشاف جزء من مقر عملك ..

تقرر العودة الي مكتبك أخيرا ..

رفقة سكرتيرتك الخاصة ..

بعد ان عدت اخيرا الي غرفة مكتبك تلاحظ ما عجزت عن ملاحظته في اول ساعات عملك الاولى ..

و حتي عندما كنت تتفقد الشركة لم تستطع ملاحظة ذلك لانك كنت مشغولا ..

السكرتيرة .. انها "مثيرة" جدا بالنسبة لك ..

ملابسها كانت ضيقة نوعا ما و ايضا صدرها يبدوا " كبيرا " جدا ..

و ترتدي ملابس قصيرة حتي انك قد تستطيع رؤية ما تحت ملابسها ..

ان انحنيت للاسفل قليلا ..

" بلا شك تلك قوة تدميرية كبيرة .. "

لم تستطع ان تبعد عينيك عنها منذ ان بدأت بملاحظة ذلك اخيرا ..

بعد ان عدت الي مكتبك قامت بأغلاق باب مكتبك ..

و بدأت تتقدم إليك ببطئ و هي تنظر لك ..

قلبك يخفق ببطئ و لكن بقوة ..

" قد لا تكون هذه الحياة بهذه السوء الذي أعتقدته .. "

تتقدم إليك بينما كانت تمسك ببعض الاوراق ..

تتقدم إليك و بينما هي تتقدم سقطت منها بعض الاوراق ..

أستمرت بالتقدم ثم وضعت الاوراق التي كانت بحوزتها علي مكتبك ..

ثم عادت لتلتقط الاوراق التي سقطت قبل لحظات ..

أقتربت ثما بدأت بالانحناء لتلتقطها و كان ذلك المشهد واضحا ..

كان المشهد بجودة الـHD وشديد الوضوح ..

" أبيض .. "

مشاهد من نهاية العالم ..

"ستكون كارثة ان استمر الوضع هكذا .. سحقا علي هذه الحال قد يقف ..! "

ألتقطت هي الاوراق أخيرا و كان واضحا انها فعلت ذلك عن عمد .. !

عادت لمكتبك من ثم وضعت الاوراق علي مكتبك مجدادا ..

بدأت بالاتفاف حول مكتبك و اصبحت علي مقروبة شديدة منك ..

تقترب منك ببطئ بينما عيناك لا تحدقان الا الي صدرها ..

" بالفعل .. أنهما كبيران .. جدا .. "

تبتسم لك ثم تبداء بعناقك بشدة ..

" أسفة .. انا اسفة .. أعلم انك تكره القيام بهذا اثناء العمل

و لكن لم يعد بأمكاني ان أحتمال اكثر ..

فلقد بقيت بعيدة عنك ليومين كاملين .. كنت قلقة جدا عليك ..

عزيزي ... ! "

" هاه .... "

تعرضت حتي الان لمواقف عديدة أثارت دهشتك منذ ان بدأت حياتك الجديد ..

و لكن هذا الموقف بالتحديد كان مختلفا ..

انت متوتر للغاية و لا يمكنك التفكير بهدوء في ظل هذا الحجم .

اعني في ظل هذا الموقف ..

" ذلك ليس سيئا .. اعني انهما كبيران للغاية ..

لم يكن هذا ما كنت اقصده ... هل هذا ما يسمي بالخيانة الزوجية اذا .. ؟!

لم اعد قادرا علي التفكير

ان بقي الامر هكذا اثق انه سينفجر قريبا .. "

بينما تحاول ان تتمالك أعصابك أخيرا و تجمع شتات تفكيرك ..

تحاول استعادة هدوء و برودة اعصابك و تتحدث إليها و لكن كان ذلك صعبا ..

ففي النهاية كان صدرها يلامس وجهك تقريبا ..

" أخبرتك ألا تفعلي ذلك أثناء العمل .. "

تبتعد عنك ببطئ بعد ان تحدثت إليها ..

وتبتسم لك قائلة ..

" اسفة لم أتمالك نفسي ..

و لكن حقا أشتقت لك كثيرا خلال هذان اليومان فقط عزيزي .. "

" هل ما أفكر فيه صحيح .. ؟! "

" أحم ..

سـ .. سنتحدث بشأن ذلك بعد العمل ..

الان .. ما تلك الاوراق .. ؟! "

" أه كدت أن أنسى ..

كانت تلك هي الاوراق التي أردت رؤيتها يوم الامس و لكنك لم تأتي .. "

تلتقط الاوراق و تحاول ان تنظر لها و لكنك تعود الي وجهك المعتاد ..

الاوراق بها الكثر من الارقام و الكلمات ..

" ما هذا بحق الجحيم .. ؟!

لا يمكنني فهم شيئ مطلقا .. "

" ... "

" ... "

" يمكنك ان تنهي الفصل الان .. "

.

.

.

يتبع

" اخيرا انتهي الفصل ..

كان اليوم مرهقا حقا .. "

" ... "

" سحقا .. أنتهي الفصل و لكن لم ينتهي يوم العمل بعد .. ؟! "

" Sh*t "

2018/12/16 · 526 مشاهدة · 1209 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024