8 - مسؤوليات اضافية .. ؟!


" سحقا .. بقيت بضعة ساعات فقط علي بداية العام الجديد ..
و الي الان لم ينتهي يوم العمل الاول بعد ..

ما الذي يفعله الكاتب الي الان ..

اكاد اقسم انه كان يلهوا او يتكاسل بمكان ما ..

بالحديث عن المتكاسلين .. اتسائل ..
اتسائل ان كانت هناك فصول جديدة من مانغا "هانتر" ام لا .. "


" علي أي حال اين توقفنا في الفصل السابق .. ؟!

أه تذكرت .. "


بعد ان رحل اعضاء مجلس الادارة ..
تحديدا .. بعد ان قمت بطرد اعضاء مجلس الادارة ..


تتابع حديثك الي الموظفين و مشرف القسم الذين كانوا يقفون امامك ..


" بشأن مركز الرعاية الذي سيتم بنائه ..
سيكون بأمكان الموظفين احضار اطفالهم الي العمل ما ان ينتهي العمل عليه ..


و لكن اظن ان ذلك قد يستغرق وقتا نوعا ما .. فعلي الاقل ..
اظن اننا سنكون بحاجة الي اسبوعين علي الاقل ليكون جاهزا ...


فالطابق الاول سيحتاج الي الكثير من التجهيزات ..
فهو نوعا ما يبدوا .. "


تتحدث موظفة إليك قائلة ..
" مملا .. "

" لا كنت سأقول مزعجا يبدوا كسجن اكثر من كونه مكان عمل بشركة ..
ناهيكم عن انه سيكون مكانا لرعاية الاطفال ..


سنحتاج الي تغيير مظهره بالكامل ليكون ملائما للاطفال ..
و ايضا اظن اننا سنحتاج الي بعض الموظفات للرعاية بالاطفال كذلك ..


علي اي حال .. يمكنكم الحصول علي الاجازة التي طلبتموها جميعا ..
و للحرص علي الا يتكرر الامر مرة اخرى ..

سيتم تقسيم الاعمال بكل الاقسام ليقوم بها عدد من الموظفين ..
سيكون ذلك اسهل بكثير من القيام بالاعمال كأفراد فقط ..

و اخيرا بشأن المقاعد الشاغرة بمجلس الادارة ..
انوي عقد اجتماع اخر مع مشرفي الاقسام .. و سأخبركم بما سأفعله بالمقاعد الشاغرة لاحقا ..

يمكنكم الانصراف الان .. "

يغادر الموظفين اخيرا بعد ان انتهي الاجتماع و حصل كل منهم علي ما كان يريد ..
غادر الموظفين و كل منهم يشعر بالرضي علي ما حدث قبل قليل ...


تبتسم السكرتيرة و تبدوا سعيدة جدا ..

" هل حدث شئ جيد .. ؟!
تبدين سعيدة جدا علي غير العادة .. "


" أعلم .. فلقد قمت بطردهم اخيرا ..
حاولت أقناعك بذلك قبل مدة و لكنك لم تنصت لي .. "


" ألذلك السبب فقط انتِ سعيدة .. ؟!
اذا كان علي ان انصت لكِ حينها ..

كان علي ان اقوم بذلك منذ وقت طويل .. "


بعد ان غادر الموظفين تعود الي غرفة مكتبك رفقتها
و ذلك السؤال لم يغادر ذهنك الي الان

لازلت تتسائل الي الان عن نوع العلاقة التي تربطك بتلك السكرتيرة الجميلة ..
و لكنك منذ البداية لم تكن تجيد الحديث الي النساء ..

و لا تدري جيدا كيف تحدثها عن الامر بدون ان تجعلها تشك بأمرك ..
و لكن الفضول قد تمكن منك ..

" متي كانت أخر مرة .. بقينا فيها معا .. ؟! "


تطرح ذلك السؤال بشكل عفوي ..
و تسمعه هي و تلتزم الصمت ..


و بهدوء تبداء هي بالاجابة عن سؤالك قائلة ..

" منذ اسبوع علي الاقل .. لم نبقي معا بمكان واحد منذ اسبوع ..
اعلم انك متزوج .. و لديك طفل .. و لكن انا ايضا زوجتك ..
ان كان ذلك ممكنا .. اريد قضاء وقت اضافي معك .. "


زوجتك .. زوجتك .. زوجتك .. زوجتك
جتك .. جتك .. جتك .. تك .. تك .. تك


" ظننت انني لن اشعر بالصدمة بعد ان علمت انني لدي ..
زوجة .. و طفل و كذلك شركة .. و لكن الحصول علي زوجة ثانية .. ! "

تعابير وجهك المعتادة .. عندما تشعر بالصدمة تعود ..

" اي نوع من الحثالة .. سأكون عليه مستقبلا ..
لم اكتفي بزوجة واحدة و الان اثنتين .. اشعر بالسوء حقا لزوجتي الاولى ..


لكن مهلا .. مهلا .. مهلا .. الامر بسيط ..

ان لم استطع القيام "بهذا و ذاك" مع زوجتي الاولى .. فبكل بساطة يمكنني القيام "بهذا و ذاك" مع الثانية .. "


يبدوا انك .. حسمت قرارك ..


يكاد اخيرا ان ينتهي يوم العمل الاول لك بالشركة ..
ولكن هاتفك يرن و انت لازلت تفكر بالامر ..

انه رقم غير مسجل بهاتفك ..

" ماذا الان .. لا تقل لي انه لدي زوجة ثالثة .. "

يرد عليك صوت رجل عجوز .. و يبدوا صوتا مألوفا بشدة ..

" لست زوجتك ايها المغفل .. "

" ها .. من معي علي الهاتف .. "

" هذا انا .. هذا انا ..
والدك .. هل نسيت صوتي ايها المغفل .. "


" ألازلت حيا الي الان ايها العجوز .. "


" اصبحت وقحا .. اهكذا تتحدث الي والدك المريض .. "


" مريض .. اين انت الان .. ؟! "


" انا بالمشفى .. قال الطبيب انه يمكنني الخروج غدا ..
هل يمكنك أن تأتي غدا لتقلني للمنزل .. "


" بالطبع .. سأتي لك حالا .. "


" الوقت متأخر بالفعل .. و أنتهي موعد الزيارات ايها الاحمق .. تعال غدا صباحا ..

و ان كان ذلك ممكنا اريد رؤية "ملاكي الصغير" .. هل يمكنك ان تحضره معك .. ؟! "


ملاكي الصغير .. ؟!

لا بد و انه يقصد الطفل .. و لكنه ليس بملاك صغير ..

انه شيطان صغير ..


" حـ...حسنا سأمر عليك غدا .. "


انتهت المكالمة ..

انت تبدوا قلقا علي والدك ..
رغم انك كنت تتحدث بوقاحة إليه قبل قليل الا انك بدوت قلقا عليه حقا ..


" سامحيني .. أرجوكِ .. كنت اريد قضاء وقت معكِ غدا
ولكن اظن انني سأذهب الي والدي ..

هل ستكون عطلة نهاية الاسبوع القادم مناسبة لكِ .. ؟! "


" لا بأس .. أتمني ان يكون بصحة جيدة .. "

أنتهي يوم العمل الاول أخيرا ..
و تغادر الشركة .. و تعود لتتوجه الي منزلك ..

تعود لمنزلك لتجد زوجتك و هي تغادر المطبخ و تبداء بالتقدم إليك ..

" عدت باكرا اليوم .. هل حدث خطب ما .. ؟! "


" لا .. اصبحت ساعات العمل اقل بداء من اليوم ..
سيكون ذلك جيدا ايضا لكلانا .. فأنا اريد قضاء الوقت معكِ
عوضا عن البقاء بالعمل .. "

تتقدم إليك لتعانقك بقوة ..

" اذا .. مرحبا بعودتك .. "

رغم كونك سعيد بما يجري الا انك بدوت منزعجا .. ما يزعجك ..
هي حقيقة كونك تقوم بأخفاء سر زوجتك الثانية عنها ..

و لكنك تحاول ان تخفي ذلك الشعور بالانزعاج عنها بالحديث إليها ..


" أه .. غدا سيكون يوم أجازة اريد الذهاب الي المشفى ..
فأبي مريض و يريد مني الذهاب لأقله الي المنزل ..

كنت أفكر بأحضارك معي انتِ و الصغير لرؤيته ايضا ..
ما رأيك .. ؟! "


" أه .. لا بأس .. فلم نرى والدك .. منذ وقت طويل ..
و ايضا .. اظن ان الصغير سيسعد بشدة عند رؤية جده كذلك .. "


مر اليوم و حل الصباح .. أستيقظت باكرا بسبب بكاء الصغير ..

" انها السابعة .. "

كنت علي حق عندما قمت بوصفه علي انه ألة تنبيه ..

تستيقظ و تبداء بتغيير ملابسك .. و تستعد للمغادرة ..

بينما زوجتك قد انتهت من تغيير ملابسها و تغيير ملابس الصغير ..
و انتهت ايضا من اعداد حقيبة كذلك للطوارئ للصغير ..
و بها كل ما قد تحتاجه ..


" هل ستكونين بخير و أنتِ تحملين كل ذلك .. ؟! "


" أه لا تقلق .. هل أحضرت مفاتيح سيارتك .. ؟!


" مهلا .. مهلا .. ألدي سيارة أيضا .. "

فلاش باك للوراء ..

انها السيارة السوداء التي مررت بجانبها اول مرة ..
عندما ذهبت لتشتري النبيذ لتحاول التخلص من الصغير ..

و كانت نفس السيارة التي مررت بجانبها يوم الامس عندما قررت الذهاب الي العمل ..
و كانت موجودة كذلك عندما عدت من العمل ..


لم ألحظها مطلقا .. الاهم من ذلك ..

لا .. لا اجيد قيادة السيارات ..


ولا اذكر انني قدت واحدة قبل عشرة اعوام ..

بعد التفكير في الامر ..

" عزيزتي .. لتضعي الحقيبة بالمقاعد الخلفية ..
و سأحمل انا عنكِ الصغير .. و لتقودي انتي اليوم .. "


" حقا .. ؟! "


" أه .. "

ما الذي يمكن ان يحدث .. ؟!


تمسك الصغير و تركب بجانب السأق ..
بينما زوجتك قد وضعت الحقيبة بالمقاعد الخلفية ..

و لكن يوجد خطب ما ..
الصغير يبدوا خائفا و بشدة يهز برأسه لك مرارا و تكرارا ..


كما لو انه كان يقول لك ..

" لا .. لا .. لا تفعل .. "

تترجم تلك الكلمات انت بطريقتك ..

" أنزلني .. لا اريد الموت و انا رضيع .. "


تبتسم بشدة إليه ..

" ماذا أأنت .. خأف ..
لا تقلق والدتك هي من تقود عليك الثقة بها قليلا ..

الا أن كانت .... "

وجهك يتصبب عرقا بشدة ..
أدركت أخيرا سبب قلق صغيرك و سبب خوفه اخيرا ..

فزوجتك متهورة ... متهورة جدا بالقيدة ..
رغم مظهرها .. و رغم جمالها ذاك ..


الا ان ذلك كان عيبا مميتا .. حقا كان ذلك عيب مميت بها ..


" عزيزتي .. "


" نعم .. ؟! "


" لن تقودي سيارة بعد الان .. لمدي الحياة .. "


" هيه .. "


بعد ان قامت زوجتك بركن السيارة اخيرا ..
تغادر السيارة و بيدك الصغير ..

بينما زوجتك غادرت السيارة و فتحت الباب الخلفي لتخرج حقيبة الصغير ..
ثم تعود لتعطيها الصغير و تبداء بالتقدم نحو المشفي ..

تدخل المشفى و اول ما يلفت انتباهك كان عدد الممرضات هناك ..
فمعظم الممرضات فاتنات .. للغاية ..


" ذلك العجوز .. لا بد و انه كان يستمتع بوقته .. "

تتقدم لمكتب الاستعلامات و تتحدث ..
تسأل عن غرفة والدك ..

و لكن ثمة خطب ما ..

تنظر الموظفة لك بكراهية شديدة ..
و بصوت هادئ و لكن يبدوا عدائيا ..

" أنت أبنه .. ؟!


ستجده في الطابق الثالث ..
يمكنك أصتحابه و لكن سيكون عليك التوقيع علي عدة اوراق قبل ان تغادر .. "


تصعد الي الطابق الثالث بالمشفى ..
و تصل الي الغرفة التي دلتك عليها الموظفة ..

تفتح الباب ببطئ و تجد ذلك العجوز يجلس علي سرير المشفي بأنتظارك ..


تغير مظهره كثيرا عن ما كنت تذكره قبل عشرة اعوام ..

غزى الشعر الابيض رأس والدك و بكثافة ..
و كذلك التجاعيد بدأت تملئ وجهه ..

و لكن رغم تلك السنوات التي مرت و رغم مرور الوقت عليه ..
الا أنه لا يزال قادرا علي الابتسام حتي الان ..


" تأخرت كثيرا أيها المغفل .. "


" هل هكذا تتحدث الي أبنك ايها العجوز .. ؟! "


" و هل هكذا تترك والدك بالمشفي دون أن تسأل عنه .. ؟! "


يبدوا مستاء بشدة و لكن سرعان ما تناسى الامر عندما رآى الصغير بيد والدته ..
يتقدم إليها ببطئ ليطلب منها ان يحمله عنها .. و تعطيه زوجتك إياه ..


" آرى انك أحضرته معك أيضا .. "


" آه اردته ان رى جده قبل ان يموت .. "


" لن أموت لازلت شابا و بصحة جيدة .. "

يهز والدك جزء جسده السفلي و يضحك بينما كان يحمل الصغير ..

بينما انت تنظر له بصمت .. بينما هو يقوم بذلك ..

" أه .. هذا جيد .. هيا لنغادر اذا .. "


تغادر الغرفة و الممرضات بالممر ينظرن له و لك ..
يوجد خطب ما ايضا .. و لكنك لم تهتم ..

تغادر لتمر علي مكتب الاستعلامات ..
بينما تغادر زوجتك لتتوجه الي السيارة و لتنتظركما عندها ..

ووالدك برفقتك و بيده الصغير ..

تتحدث الموظفة إليك ..

" هل يمكنك ان توقع علي تلك الاوراق .. "

تتقدم ببطئ و تمسك القلم من يدها ..

" اين تريدين التوقيع .. ؟! "


" هنا و هنا .. "


أنتهت الاجرأت اخيرا و يمكن لوالدك مغادرة المشفى ..
ولكن ممرضة واحدة توقفكما ..


" عفوا .. هل ستغادر الان .. ؟! "

يبدوا أنها تتحدث لوالدك ..
ووجه والدك يتصبب عرقا و بيده الصغير ..


" أ.. أه .. فلقد جاء أبني ليقلني للمنزل .. "


" أبنك اذا .. "

تبتسم الممرضة و لكن لا يبدوا ان ابتسامتها تبشر بالخير ...
تتقدم إليك و تصفعك بقوة ..


" أسفة .. أنزلقت يدي .. "


يبدوا أنك أدركت ما حدث أخيرا ..

" هل يمكنك ان تشرح لي ما حدث .. ؟! أيها العجوز اللعين .. "

يدير بوجهه الي الاتجاه الاخر .. كما لو انه كان يحاول تجنب النظر إليك ..
" أنزلقت يدي عندما كانت تسير تلك الممرضة بجانبي قبل ايام .. "


" همم .. هكذا اذا .. "


لم ينتهي الامر هنا ..
فسرعان ما تجمع عدد كبير من الممرضات بعد ان علمن انك أبنه ..


" بحق الجحيم .. كم مرة أنزلقت يدك .. ؟! "

والدك يبتسم بسبب ما حدث ..
و الصغير مستمتع كذلك بما يحدث الان ..

.

.

.

يتبع

" لا تنهي الفصل الان .. "

2018/12/31 · 442 مشاهدة · 2041 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024