١٨
" عذراً يا... كوتشو سان ؟ هل رأيتيها تأكل الشيطان ؟ "
تدخل يوكيرو في المشهد ، وقف بالقرب من سندباد .
تعاقد حاجبا شينوبو قليلاً ، لكنها أجابت بهدوء:" لا لم أفعل ، كان الكاكشي هم من رآوها ."
" جيد هل بإمكانك إستدعائهم ؟ "
اومأت شينوبو ، وصفقت بيدها .
بسرعة ، خرجت ثلاث ظلال سوداء من خلف القصر .
" هل يمكنكم وصف ما رآيتموه عند آكل الفتاة للشيطان ؟ "
بسماع سؤالها ، إرتعش الكاكشي الثلاث و كأنهم لم يريدوا تذكر المنظر . نظروا حولهم ، وعندما رأو نيزوكو مقيدة عند شينازوغاوا تراجعواللخلف من الخوف .
إبتلع أحدهم لعابه وقال برعب ." تلك الفتاة...قد...أكلته بتلك الوحشية..."
" لا...هي لم تأكله فحسب ، بل كانت تستحم و تتلذذ بدمائه..."
لم يجرؤ الكاكشي A على الإستمرار في الحديث ، كانت ساقاه ترتعشان خوفاً وبدا مثل شمعة في مهب الرياح .
" تلك الفتاة قد إبتسمت لي عندما رأيتها تأكله ! " كانت الكاكشي B أنثى ، كان صوتها مملوءاً بالرعب و أكملت :" أنا لم أرى أي شيطانكهذا من قبل ، لا أعرف حتى لماذا كانت تأكله هكذا...آهه.."
سقطت الكاكشي B و تدفقت رغوة بيضاء من فمها .
' همم يبدو أن الأمر أسوء مما تصورت...' لم ينتظر يوكيرو الكاكشي C وقال :" هذا يعتبر دليلاً ، مع ذلك ، لماذا ليست نيزوكو مغطاة بالدماء؟ "
" هذا لـ-"
لم ينتظرهم يوكيرو و أكمل :" من الوصف السابق ، و من مدى رعبهم يبدو أن نيزوكو شيطانة مليئة بالجوع و الشهوة تجاه الدم واللحم ، إذنلماذا لم تقتل الكاكشي أيضاً ؟ "
" أنتم تعلمون أن الشياطين الثائرة ستقتل أي بشري تراه ، ليس الأمر وكأنهم يتفاخرون أليس كذلك ؟ هذا ليس منطقياً ."
" توقف ! ماذا لو لم يكن الأمر هكذا ؟ أتعني أن هذه الفتاة لم تأكلهم ؟ ما تقوله مجرد إفتراضات ! " ظهرت بضع عروق إضافية على وجهشينازوغاوا.
" ليس هذا ما أعنيه..." هز يوكيرو رأسه :" بإستخدام مبادئ التحقيق البسيطة ، فأنا أطرح أدلة واضحة ."
" يملك الشياطين الكثير من الفنون الدموية الغريبة ، لهذا مالذي يمنع من أن يوجد واحد يسمح بالتنكر بهيئة شيطان آخر ؟ "
" صحيح ! هذه الفتاة الصغيرة لن تفعل شيئاً قبيحاً كهذا ، ما يقوله يوكيرو يحمل بعض المنطق . " دعم سندباد كلام يوكيرو و قال :" المدعوموزان جبان ، وبما أن تانجيرو قد سبق وأن رآه ، فلا بد من وأنه لاحظ غرابة نيزوكو ، وبقتلكم لها فببساطة لن تستطيعوا الوصول له هكذا ."
أصبحت الساحة صامتة .
" آه...يالهم من فتيان مساكين...يتحدثون بكلام بلا معنى هكذا..." ذرف غيومي دموع شفقة .
كان وجه الراهب خاصته يحمل تعبيراً يقول : ما تقولونه هراء !
" صحيح..." تحدث كاغويا فجأة :" تانجيرو قد قابل موزان من قبل ، و حتى أنه قد أرسل قتلةً خلفه ، لذا يبدو أن الأمر ليس بسيطاً كمايرى..."
" ماذا ؟! " هذه المرة ظهر تعبير مصدوم على وجوه الهاشيرا .
" يافتى كيف كان يبدو ؟! "
" هل قاتلته ؟ ما نوع قدراته ؟ "
" أين مكانه ؟ "
متجاهلين كل شيء آخر ، أمطرو تانجيرو بمجموعة اسئلة .
" احم ! " سعل يوكيرو و عاد للموضوع الرئيسي :" التنكر أيضاً ليست قدرة غير ممكنة ، إذا فكرنا بالأمر ببساطة . فسنجد أن هناك الكثيرمن الثغرات في الأمر ."
" على سبيل المثال..."
وووش !
إختفى يوكيرو من مكانه فجأة ، وظهر أمام شينازوغاوا بسرعة .
قبل أن يمنحه الفرصة للرد ، رفع يوكيرو ذراع نيزوكو للأعلى وقال :" أين اللحم ؟ إذا أكلت أحدهم حقاً ، فلن يكون الأمر بهذه البساطة ."
" ستكون هناك الكثير من الآثار التي ستتركها ، أشياء لا يمكن إزالتها بسهولة مثل : الرائحة ، بقايا اللحم ." رفع يوكيرو أصابع نيزوكو وقال." من المفترض أن توجد رائحة دماء قوية عالقة عليها لكنني لا أشم ذلك ، هل هناك عطل ما في أنفي يا ترى ؟ "
" و الاهم أنني لا أرى بقايا اللحم التي من المفترض أن تكون عالقةً بين تجاويف أصابعها ، ليس الأمر و كأنها ستختفي بببساطة صحيح ؟"
" كوتشو ، تحققي ." قال كاغويا .
" حسناً ." لم تعارض شينوبو الأمر ، سارت بإتجاه نيزوكو ، لمست أصابعها وشمت و أجرت عدة تحريات أخرى .
كانت شينوبو سيافة صيدلانية ، إمتلكت الكثير من المعرفة في الطب . مما جعلها قادرةً على فعل هذا على الأقل .
في النهاية ، هزت شينوبو رأسها بحيرة ، و لم تجد أي شيء غريب .
" أوياكاتا- ساما . لاتوجد رائحة دماء ، و لم أجد أي روائح أخرى داخل اليوكاتا خاصتها . نفس الأمر مع أصابعها ؛ لم أجد أي لحم أو دمهناك ."
" ترى ؟ " إبتسم سندباد و أثنى سراً على مهارات يوكيرو في التحقيق .
لقد وفر عليه الكثير من العناء !
بدأ الهاشيرا بالإقتناع بغرابة الوضع ، كانت قضية نيزوكو تحمل الكثير من الغرابة ببساطة !
" لكن هذا لا يكفي ! " صرخ رينغوكو فجأة :" نريد دليلاً ملموساً بأنها لم تكن هي التي أكلتهم ! لا يمكن المجازفة بحياة الآخرين بناءً علىفرضيات ."
" دليل على قدرة التنكر ؟ الأمر بسيط ." ضحك يوكيرو بخفة ، و ربت فجأة على كتف شينازوغاوا .
" انت-" غضب شينازوغاوا ، لكنه فجأة شعر بشعور غريب يجتاح جسده .
بدأ مجال بصره يقل و ينخفض ، لم يعد بإمكانه رؤية يوكيرو بتساوي بدلاً من ذلك ، أصبح يراه من الأسفل .
لم تمنحه الطاقة الغريبة أي مجال للمناورة ، سقطت نيزوكو من يده لعدم قدرته على إمساكها لفترة أطول ، لكن يوكيرو أمسك بها بسرعة .
بعد لحظة ، عادت القدرة على المقاومة إلى جسده .
...
نظر الجميع إلى شينازوغاوا ، و أصبحت الساحة صامتة تماماً .
لم يكن بالإمكان سماع سوى نسيم الرياح و أصوات الزيز .
" هاهاهاهاها شينازوغاوا أنظر إلى حالك المبهرجة ." قاطع ضحك تينغين الصمت .
ضحك تينغين بقوة حتى أن الدموع تشكلت عند عينيه .
" بفف..." أمسكت ميتسوري ضحكتها جاهدة ، كان نفس الأمر مع شينوبو .
حتى أوباناي و غيو كانا يبتسمان سراً .
فقط رينغوكو و غيومي و توكيتو هم الذين لم يطرأ أي تغير على تعبيرهم .
" شينازوغاوا...أنت مبهرج جداً ، ما رأيك أن تذهب في جولة في الأنحاء معي هكذا ؟ أراهن أن الشياطين سيموتون ضحكاً ." سخر تينغينأثناء ضحكه ، و بسبب ما قاله لم تعد ميتسوري قادرةً على كتم ضحكتها أكثر .
" هاهاها يوكيرو ما الذي فعلته له ؟ " لم يسع سندباد سوى السؤال سراً أثناء ضحكه .
" أوه هذا ؟ لقد أريته ' دليلاً ' على صحة وجود التنكر..." ابتسم يوكيرو لكنه كان يضحك بقوة في قلبه .
نظر إلى شينازوغاوا سانيمي القصير أمامه بضوء ساخر في عينيه .
" أنت ! مالذي فعلته لي !؟ " غضب شينازوغاوا و سأل .
كان جسده العضلي الطويل قصيراً جداً الآن مثل طفل صغير ، أصبح شعره طويلاً و تغير رداءه إلى رداء مشابه لنيزوكو .
بدا وكأنه نيزكو خضراء اللون و شعر أبيض ، لكن مغطاة بالندوب .
" يوكيرو دونو ؟ مالذي فعلته لشينازغاوا ؟ " سأل كاغويا بصوت هادئ ، لم يملك كاغويا بصراً لكن إبنته قد وصفت له مظهر سانيمي الحالي، لذلك كان بإمكانه أخذ فكرة مبدئية عن الأمر .
" أليس هذا هو ' الدليل ' الذي تريدونه ؟ لقد حولت شكله قليلاً ، أعتقد أن الشيطان المسؤول عن ماحصل قد فعل شيئاً مشابه ." قال يوكيروبهدوء .
" أنت ! لاتعبث معي ! أعدني لشكلي الأصلي حالاً ! " أصبح شينازوغاوا غاضباً .
" لا حاجة للصراخ مثل فتاة صغيرة ، سأفعل ذلك ." ربت يوكيرو على كتفه مرة أخرى معيداً إياه إلى مظهره الأصلي .
لم يخطط يوكيرو لتضييع الريشي خاصته على شيء مثل تحويل " سانيمي " إلى " نيزوكو " لذلك توقف سريعاً .
" هل فهمتهم الآن ؟ " تراجع يوكيرو بسرعة خلف سندباد ، ولم يمنح شينازوغاوا أي فرصة لإستعادة نيزوكو .
" همم ؟ " رفع آرتشر رأسه ، و أضبحت عيناه باردة .
" آرتشر ، هل إكتشفت شيئاً ما ؟ "
شعرت رين بغرابته ، همست .
" وووش !! "
طار سهم أسود آتٍ من إتجاه آرتشر تجاه الكاكشي و إنفجر بقوة .
" بوووم ! "
تحول أحد الكاكشي بسرعة إلى ظل أسود و تجنب الإنفجار ، ظهرت أجنحة خفاش سوداء على ظهره وطار للأعلى .
" تسك تسك ." نقر الظل الأسود على لسانه وقال بنبرة نصف متفاجئة :" ياللعجب ! كما هو متوقع من الخادم آرتشر ، لم أتوقع من أنتتمكن من إكتشافي بهذه السرعة ."
" هذا..."
أصبح جميع الهاشيرا متأهبين ، و بسرعة أحاطوا بكاغويا لحمايته .
-
الكسل ذابحن حتى ما فيني خلق أرفع الفصول .