٢٢- العضو القادم!

كان سندباد و رين مرعوبين . بينما رفع آرتشر رأسه قليلاً ونظر ليوكيرو . ثم عاد للتمدد على السرير مرةً أخرى . لم يكن يبال بهذه الامور كثيراً .

رأى يوكيرو مدى توتر الأجواء ، وقال بصوتٍ خفيف :" حسناً ، لا حاجة إلى القلق لهذه الدرجة . الأمر ليس كبيراً للغاية ، و خطته مليئة بالثغرات ." كانت الحقيقة هي أنه شعر بالتوتر إلى حدٍ ما من ذلك ، لأن الأمور قد تخطت توقعاته . بدا و كأن عليه بذل جهده .

" صحيح ." قال سندباد ." إذا رأينا عبر الخطة مجدداً فسنتمكن من إيقافه مبكراً ."

حتى بدون تحفيزٍ أو كلمات من يوكيرو ، كان ملك سندريا المستقبلي . سيتمكن من العودة نشيطاً بسرعة وسيحبط خطة كريوس ؛ كان المختار من القدر أهلاً لذلك .

كانوا جميعاً صامتين ، غرقوا في التفكير .

[ دينغ ! هُناك إشعارٌ جديد ! ]

قوطع صمتهم من قبل إشعارٍ مفاجئ .

[ إيكيدونا : أولاً ، رتبوا موازين القوى جيداً . آرتشر يأتي في المقدمة ، يليه هاشيرا الصخر . رغم أن قوة سندباد الخام كبيرة ، إلا أنه ما يزال إلى حاجةٍ للصقل ؛ مازال عديم الخبرة ! و الأمر سيان لك يوكيرو ، من الواضح أنك جاهلٌ للغاية - لم تطور أسلوباً قتالياً بعد ، بالأحرى يبدو أنك لم تقاتل من قبل! ]

هز يوكيرو رأسه وإبتسم إبتسامةً ساخرة . هل كان هذا واضحاً ؟ بدا وكأنه ليس عليه حتى محاولة صُنع صورة مهيبة لمشرف المجموعة .

بدأت إيكيدونا بإعطائهم مجموعةً من التوجهيات بشكلٍ مثالي ، بدأً من الإعتناء بالمهمة الثانية ؛ زجاجات دم الأقمار العلوية .

بناءاً على ' أوامرها ' غادر آرتشر وقابل أوزوي هناك ، ثم إعتنوا بالقمر السادس معاً .

بعد دقائق و ساعات من النقاش ، غادر سندباد و رين الغرفة .

دخل تانجيرو إلى الغرفة رفقة نيزوكو .

نظر يوكيرو إلى الفتاة الصغيرة ، بينما نظرت إليه هي الأخرى ببراءة .

كان لدى الفتاة شعر أسود ، عينان ورديتان برموشٍ داكنة طويلة ، و بشكلٍ غريب تم وضع خيزران على فمها . رغم ذلك ، أعطاها هذا إحساساً بالملاءمة . وكأنها يجب أن تكون هكذا في الأصل . مما جعلها لطيفةً للغاية .

أمسكت نيزوكو بكف يوكيرو ، و وضعته فوق رأسها .

فوجئ يوكيرو ، لكنه لم يمانع و ربّت على رأس نيزوكو . في الواقع لقد أراد محاولة فعل ذلك ، لكنه كان خجولاً بحيث لم يطرح الأمر .

إبتسم تانجيرو و أوضح ." لا تستطيع نيزوكو التحدث ، و هي ممتنة لك لمساعدتها . هذه هي طريقتها الوحيدة في إظهار إمتنانها لذلك أرجو أن لا تمانع ."

أومأ يوكيرو له ، لقد تفهم ذلك .

" على أي حال ، كيف تبلي مؤخراً ؟ "

"لقد بدأت بالشفاء ، شينوبو-سان تقول أن هذا سيستغرق بعض الوقت ."

نظر يوكيرو إلى نيزوكو .

" هل تعتقد أن شفاءها ممكن ؟ "

" أنا أؤمن بذلك لكن…"

" إذاً هل ستستسلم ؟ "

" بالتأكيد لا ! "

كانت عينا تانجيرو القرمزيتان تشتعل بضوءٍ حارق ، لوهلة بدا شعره الشائك كالشمس المحترقة .

" أنا ضعيف ! مازال أمامي الكثير ، لا أعلم حتى ما إذا كان بإمكاني قتل موزان و إعادة نيزوكو لبشرية …لكنني لن أستسلم رغم ذلك !! "

" الإستسلام هو النهاية ، و الإحباط هو سبب ذلك . لن أعلم ما سيحدث في المستقبل ، لكنني قد أدركت الآن أنه مازال أمامي الكثير ! حتى لو كنت قاتل شياطين واحد بدون قوة ، فما زال بإستطاعتي قتل الشياطين و إنقاذ حيوات الآخرين…في مكانٍ ما ، يوجد أشخاصٌ يعانون بسبب موزان . بسبب الشياطين ."

" إستسلامي عن قتل الشياطين لمجرد كوني ضعيفاً ليس بعذر ، ما هي سوى بضع كلمات لجعل الكسل يغلبني…موزان شرٌ يجب محقه بأي ثمن ."

" لذلك لن أستسلم ! سأعيد نيزوكو كبشريةٍ بالتأكيد ، و أقضي على موزان ! "

" هذا هو وعدي لنفسي ولعائلتي المتوفاة ! "

لم يذكر تانجيرو أي كلمةٍ متعلقة بالإنتقام . كان يوكيرو قد سمع ذلك بوضوح . كان هذا الطفل الذي هو أصغره منه ، قد قال مثل هذه الكلمات بإستقامة دون أدنى سوء نية غير مستسلم .

كان روحاً نقيةً حقيقية .

أُشعل بعض الضوء في عينا يوكيرو القاتمتين ، و إبتسم بلا وعي .

" كامادو تانجيرو ، لك شكري ."

" ايه ؟ يوكيرو-سان ، هل قلت—"

" لا حاجة."

ربت يوكيرو على رأسه ، و أخرج هاتفه مغادراً الغرفة . لم يشعر بالحاجة إلى النوم ، بالأخص في مثل هذه الليلة الطويلة . كان عليه الإهتمام ببعض الأمور بدلاً من ذلك .

' سأعجل الأمور .'

[ الآنسة عدالة : أيها المشرف ، إلى أين أنت ذاهب ؟ ]

أثناء بقاءه في هذا العالم ، نشّط يوكيرو خاصية التصوير لمجموعة الدردشة . حتى يرى من لم يشارك ما يحدث .

[ يوكيرو ' المشرف ' : لإختيار العضو القادم .]

[ الآنسة عدالة : لكن ظننت أنك ستأخذ رأي الجميع أولاً…]

أطلق يوكيرو تنهيدة .

[ إيكيدونا : أنت تأخذ هذا بجدية كبيرة هاه ؟ ]

[ يوكيرو ' المشرف ' : نعم ، لكن بما أنكما تريدان المشاركة ، فتحدثت . أيضاً نحن لا نستطيع الإختيار بعشوائية . بالتالي علينا إختيار شخصٍ يلبي المعايير التالية : ذكاءه عال ، قوته كبيرة ، شخصيته لائقة و مناسبة لمجموعة الدردشة .]

[ إيكيدونا : هذا قاسٍ وملائم ، في هذه الحالة يجب أن يكون قمراً علوياً . بما أنك تسعى للقوة و الذكاء.]

كانت قوة البشر محدودةً في هذا العالم ، وحتى بإستخدام العلامات فستبقى كذلك . علاوةً على إنقاصها لعمرهم .

لم يكن الجميع وحوشاً مثل يوريتشي .

[ الآنسة عدالة : ومن بينهم من يلبي هذه المعايير ؟ ماذا عن القمر الثاني ؟ ]

كان هذا إختياراً طبيعيًا ، من بين جميع الأقمار العلويين ، كان دوما هو الأكثر شبهاً بالبشر . شكلاً و تصرفاتاً . كان مختلفاً بشكل واضح عن الجميع .

[ يوكيرو ' المشرف ' : لا ، هذا الشخص خطير ، إنه مشوه و لايملك الحس السليم الطبيعي. أنا لا أستطيع السيطرة على جموحه .]

[ إيكيدونا : هذا يعني أنك تُريد إختيار أكازا ؟ ]

[ يوكيرو ' المشرف ' : صحيح .]

[ الآنسة عدالة : نعم ، هو ملائم لمعاييرك .]

بدأ يوكيرو بالتخيل ، لمس جبينه بإصبعه السبابة . و حاول تخيل وجود مكان ذلك الشخص ؛ العضو المختار .

بهذه المحاولة ، أراد إستخدام ' الإنتقال الآني ' الخاصة بـ سون غوكو . لكن مع تعديله الخاص ، لم يتخيل إستشعاره للـ' كي ' الخاص بذلك الشخص ، لأن هذا لم يكن ممكناً ، بدلاً من ذلك إستشعر ' هيئة ' ذلك الشخص .

في اللحظة التالية—

" ووش ! "

إختفى يوكيرو .

في الغابة الواسعة ، كان يوجد رجلٌ يركض بسرعة . تحركت أقدامه بسرعةٍ غير بشرية ، و كان يدير رأسه ناظراً إلى كُل شبر من الغابة حوله بإستمرار .

كان بشعرٍ وردي ، كانت بشرته رمادية ، كان موشوماً بأوشامٍ نيلية داكنة . من أسفل جسده حتى أعلى وجهه . كان عضلياً قوياً ، إرتدى بنطالاً أبيض اللون ، و معطفاً قصيراً بلا أكمام . إحتوت كلتا عينيه على كانجي الرقم - 3 .

أطلق هالةً قوية للغاية ، إرتعشت الحيوانات في الغابة للحظة ، قبل يفقدو وعيهم .

كان هذا هو القمر العلوي الثالث - أكازا .

في الواقع ، كان أكازا يبحث عن زهرة زنبق العنكبوت الفضي بأمرٍ من سيده - موزان . كان نطاق بحثه مقتصراً على كامل جزيرة اليابان ، و كانت هذه هي مهمته .تحرك من مكان لآخر بإستمرار ، و لم يتوقف سوى عند مقابلة بشرٍ أقوياء ، أو تقديم التقارير لموزان و وصول أوقات إجتماعات الأقمار العلوية .

كان أكازا يبحث اليوم أيضاً مثل المعتاد ، لكنه فجأة شعر بشيءٍ خاطئ .

" همم ؟ هذا مريب ."

رفع أكازا حذره و توقف ، أخبرته غريزته بأن شيئاً ما قد كان قادماً إليه . لكنه حاسته لم تشعر بأي وجودٍ بشري في الأرجاء .

نشر أكازا حاسته السادسة لأقصى درجة ، رغم ذلك ما زال لم يشعر بأي أحد .

بدأت غريزته بالصراخ ، تغير تعبير أكازا و شعر بمدى جدية الوضع .

" وجود مثل هذه الحالة يعني…"

فكر أكازا في عدة إحتماليات ، لكنه هز رأسه . إبتسم بشراسة ، وإتخذ وضعيةً قتالية .

قال بهدوء :" إطلاق التقنية - القتل المدمر : إبرة البوصلة ."

" سووش ! "

ظهرت بوصلة رقاقة ثلج كبيرة أسفل قدميه ، فور ذلك ، تموج الفضاء أمامه بعدة أمتار . و تكون ثلاث أشخاصٍ من العدم .

' كما توقعت…' ضحك أكازا ، أرجع قبضاته للخلف ، و شدّها بقوة .

" القتل المدمر - الأسلوب الهوائي !"

" سووش ! "

أطلق عدة لكمات قوية ، تكونت من الهواء المضغوط .

" بووم ! "

إنطلقت القذائف بإتجاه يوكيرو بلا رحمة ، أصدر الهواء صوت إنفجار . شعر يوكيرو بالخطر ، لم يملك أي وقتٍ للتحرك .

بومضة برق ، كان قد إختفى من مكانه . ظهر مرةً أخرى بعيداً عدة أمتار .

ضيق أكازا عينيه .

نظر إليه بتحليل ، بدا متفاجئاً ومندهشاً :" أنت بشري ؟ مذهل…! هل بإمكان البشر أن يصلوا لهذا المستوى ؟ هل هذا هو تنفس البرق ؟ "

أشار إلى يوكيرو ، وسأل ." أنت ، ما إسمك ؟ أنا أكازا ."

" هاكاناي يوكيرو ." قال يوكيرو بهدوء أثناء النظر إلى أكازا .

" جيد ، يوكيرو ! " ضحك أكازا ." هل لك أن تقاتلني ؟ "

لم يشك يوكيرو في إحتمالية خسارته بشكل بائس أمام أكازا في حال حاول مقاتله . لأنه لم يكن مبارياً له من أي ناحية ! سواءاً سرعة ردود فعله أم هجماته نفسها .

حتى لو أراد إنتاج خيالات للتصدي له ، فلن يفلح الأمر. لأن سرعة أكازا قد فاقته بأشواط ؛ لن يدرك عقله ذلك .

" حسناً ، تعال ."

لكنه وافق .

2022/04/01 · 198 مشاهدة · 1582 كلمة
كُوشين.
نادي الروايات - 2025