٢٣ - فوز
بعد محاولة الإنتقال الآني السابقة ، لم يتبقى الكثير من الريشي . لذلك لم يستطع تخيل شيءٍ فتاك ، لأن هذا سيعطل خططه القادمة .
" هاهاها ممتاز ."
" سووش ! "
لم يرى يوكيرو سوى ومضة ضوءٍ أزوري ، عندما كانت قبضة أكازا على بعد قدم منه . بدت عملاقة في مجال بصره !
" بوووم !! "
إنفجرت قبضة أكازا بقوةٍ عظيمة ، كانت الرياح تُضغط بإستمرار بقوة ساوت عاصفةً كبيرة . إلتوت المشهد البصري أمام يوكيرو ، لكن تجمدت القبضة مكانها ولم تتحرك .
' اللانهائية مفيدةٌ للغاية…'
كان ظهر يوكيرو غارقاً في العرق تماماً ، نبض قلبه بسرعةٍ مخيفة و سمع جريان الدم في رأسه . اللعنة ! كان هذا مخيفاً للغاية .
" همم ؟ مثيرٌ للإهتمام ."
أرجع أكازا قبضته للخلف ، ولم يتغير تعبيره . بدأ بإطلاق سلسلةٍ من الهجمات بذراعيه كالرشاشات .
" بوم ! بوم ! بوم ! بوم ! بوم ! "
كانت أصوات ضرباته عاليةً كقذائف المدافع ، صدى صوتها في كُل مكان في هذه المساحة المفتوحة . تراجع يوكيرو للخلف بضع أقدام و تحركت ساقاه . كان يتم دفعه للخلف .
' الجحيم ! يالها من قوة كبيرة ، ألا يساوي الفئة العليا من الدرجة الخاصة ؟ '
فوجئ يوكيرو في قلبه ، و أعطى أكازا تقييماً واضحاً في ذهنه : كان بقوةٍ أكبر أم تساوي جوغو !
' علي إنتظار الفرصة المناسبة..'
لم يستطع يوكيرو إلغاء حاجز اللانهائية ، لكي لا يموت على الفور . في ذات الوقت لم يستطع تخيل شيءٍ آخر لأن حاجز اللانهائية كان سينلغي حينها .
" بوم ! بوم ! بوم !"
' الآن ! '
ألغى يوكيرو الحاجز على الفور ، لكن في تلك اللحظة إصطدمت به ثلاث لكمات من أكازا على الفور !
" بووم ! "
" الإنعكاس الكامل ! "
عادت شظايا العظام المتحطمة و اللحم المتناثر إلى جسد يوكيرو ، تكونت موجةٌ كبيرة خفية و إتجهت إلى أكازا مفجرةً نصف جسده إلى أشلاء .
كان هذا هو الإنعكاس الكامل الخاص بإستاروسا .
صرخ يوكيرو لكن بدون صوت. شعر بأن روحه تفارق جسده ، لكنه لم يكن خائفاً بأدنى شكل . رغم أن الألم قد مزقه تماماً .
طارت بطاقة بيضاء من صدره ، ومنها خرجت ملاك ذهبية. كانت جميلة كالأحلام ، بدت وكأنها جنيةٌ خيالية .
" فوو ! "
زفرت الملاك ، ومنها خرجت عاصفةٌ صغيرة . بدأ جسد يوكيرو بشفاء نفسه . تجمعت شظايا العظام المكسورة ، بدأت قطرات الدم و الأنسجة بالتكّون . كان مشهداً غريباً و مخيفاً في نفس الوقت .
' لحسن الحظ ، أنني توقعت حدوث ذلك….'
كانت الدموع على وجهه مختلطةً بالدم الكثيف ، لذلك لم يكن واضحاً .
" هووه!! "
وقف يوكيرو فجأة ، و أخذ نفساً عميقاً . كان جسده النحيل واضحاً ونصف عاري ، لأن ملابسه قد فُجرت بسبب اللكمة السابقة .
" إلتوي ."
قبل أن يعالج نفسه ، إلتوى أكازا فجأة في الهواء ، وتوقف جسده عن الحركة . بدأ اللحم على جسده بالإلتواء ، تدفق الدم بينما أخرجت عظامه أصوات تحطمٍ كبيرة .
' هذا ليس كافياً بالطبع…'
نظر يوكيرو إلى أكازا بعمق ، ثم إختفى من مكانه فجأة . بدأ الريشي خاصته بالإنفاق بمعدلٍ سريع ، ظهر أمام أكازا الذي كان يشفي نفسه .
لم يمنحه تلك الفرصة ، غطاه الدخان . فجأة تحول إلى شخصٍ مختلف .
كان رجلاً بشعرٍ داكن ذو أطراف قرمزية ، كانت عيناه فارغتان لكنهما إحتوتا على حدةٍ لاتوصف . إرتدى هاوري أحمر اللون ، وبرزت علامة لهبٍ محترقة على جبينه .
كان هذا هو يوريتشي !
نظر يوريتشي حوله بحيرة ، ماذا كان يفعل هُنا ؟
لم يفهم و لم يعلم ، لكنه أدرك أمراً واحداً فحسب - كان يُوجد شيطانٌ أمامه !
صرخت خلايا أكازا بصوتٍ كان مسموعاً له ، إرتجف جسده بعنف وحاول كبح ذلك وتعجيل شفاء نفسه . بسرعة . لم يفهم سبب ضغط الموت الذي كان يشعر به .
" سووش ! "
" تسك ."
نقر أكازا على لسانه ، وإتسعت إبتسامته . كان هذا هو مايُريده! قتالٌ حتى الموت !
" القتل المدمر - نوع الدمار ."
كاد أكازا أن يُطلق العنان لأقوى أسلوبٍ له ، لكّن يوريتشي لم يمنحه الفرصة لذلك .
" سووش ! "
بسرعةٍ ثابتة لكن بطيئة ، بلمح البصر . لم يرى سوى ضوء اللهب القرمزي . رمش أكازا ، وعندما فتح عينيه مجدداً . كان منظوره مقلوباً .
' إيه ؟ '
" أنت لن تموت بعد ، لن أسمح لك بذلك ."
رفع يوكيرو رأس أكازا برفق ، رغم أنه شعر بالإشمئزاز الشديد .
" حسناً ، لنحظى بحوارٍ جيد ."
كان يوكيرو ممتلئاً بالمشاعر السلبية ؛ التألم ، السخط ، الغضب ، الحزن . تشكلت كُل تلك المشاعر جميعاً وظهرت على هيئة هاله حمراء ذات حدود سوداء حول جسده ، بدت كلهبٍ شرير .
' أخيراً أيقظت طاقتي الملعونة هاه…؟ '
' لكن القدرة لم تستيقظ بعد ، مازلت بحاجةٍ إلى المزيد من التحفيز . قتالٌ أقوى…أكره ذلك .'
غوجو ساتورو ، أقوى مستخدم جوجوتسو قد قال :
- الإمكانيات الخفية و القوة العظيمة ، تظهر فقط عند الخطر الحقيقي ! عليك بتجربة قتالٍ حتى الموت يا يوكيرو ، و إلا لن تستطيع الإستفادة الكاملة من قوتك .
كانت هذه حقيقةً مثبتة . فعل غوجو الأمر نفسه عندما تقاتل مع فوشيغورو توجي ، لم يتمكن من إتقان الطاق الملعونة العكسية ، إلا بعد إختباره للموت .
أخمد يوكيرو هالته المتفجرة بفكرة ، وجه أعينه إلى رأس أكازا ثم فجأة أحاطت سلسلةٌ سوداء بالأخير .
إلتوى أكازا مثل دودةٍ على الأرض ، ونظر إلى يوكيرو بأعين جائعة ومثارة . لم يدرك بعد تماماً ماكان يحصل ، حدث كل شيءٍ في دقيقة واحدة فاصلة .
" هاهاهاها يوكيرو ! أنت أقوى بشريٍ قاتلته حتى الآن ، هل تستطيع قتلي ؟ إفعل ذلك !"
" لا ، أعفني من فضلك . فلا إهتمام لدي في ذلك ."
" هاه ؟ لماذا لاتريد قتلي ؟ "
أعاد يوكيرو إلصاق رأس أكازا بجسده .
' الريشي لدي وصل لحدوده…'
صنع يوكيرو كرةً بيضاء أثيرية ، ثم غرسها داخل عقل أكازا بسلاسة .
" لعلك تدرك بعض الخفايا الآن ."
كانت هذه قصة حياة أكازا قبل أن يغدو شيطاناً .
أثناء رؤيته للذكرياة المفقودة ، لمس يوكيرو جبينه ، و سحب شيئاً ما . كانت دماءاً سوداء كالثعابين . رمى بها بعيداً مفجراً إياها .
بعد ساعة .
" لماذا أريتني ذلك ؟ ماذا علي أن أفعل الآن…"
كان أكازا مختلفاً عما كان عليه منذ قليل . إختفى اللون الأزرق في عيناه ، وحل محله آخر أبيض كالبشر . إختلط لون شعره بالأبيض مع الوردي . كان قد أصبح أهدأ بشكلٍ واضح وكأنه…قد إستعاد بعضاً من إنسانيته .
" هذا جيد ، بهذه الطريقة سيمكنك أن ترى الأمور من مظورٍ أوضح . كُن جزئاً من مجموعتي ."
" أنا أخطط للخروج من هذا العالم اللعين بكُل مافيه ، أريد العودة و العيش بطبيعية دون الخوف على حياتي . لستُ أكثر من صبي يريد العودة لمنزله ، ما رأيك بمساعدتي في ذلك ؟ "
كان أكازا صامتاً لمدةٍ وجيزة ، إبتسم بشراسة و صفع كف يوكيرو بعد وقوفه .
" في حال كنا نخطط لذلك ، فلا بد من وأننا سنقاتل الكثير من الأشخاص الأقوياء في الطريق ، صحيح ؟ لك ذلك! "
" جيد ." فرقع يوكيرو بإصبعه ، وتشكل هاتفٌ ذكي أمامه .
" لكن مهلاً ، لما أريتني ذلك ؟ "
" كما قلت ، حتى ترى الأمور من منظورٍ أوضح ."
" لأي غاية ؟ "
" لنقل أنه لأجلي ."
سلّم يوكيرو الهاتف لأكازا ، والذي إختفى فجأة داخل يده .
" من الآن ، أنت عضوٌ في مجموعة الدردشة البعدية . بإمكانك التحدث معي بهذا متى ما شئت ، علاوةً على ذلك ، أنت لست بخادمٍ لموزان بعد الآن . هو لا يستطيع السيطرة عليك ، لكن ضوء الشمس مايزال مؤثراً عليك .جيد ؟ عش كما تُريد ." بقول تلك الكلمات ، إختفى يوكيرو كالضباب . تردد صدى صوته في المنطقة .
تلاشت الإبتسامة على وجه أكازا .
نظر إلى السماء ، و أطلق تنهيدة .
هل مر قرن على ذلك ؟ كان الوقت يمر بسرعة حقاً .
لقد حقق إنتقامه ، عاش بهوية مختلفة ، والآن…ماذا كان عليه أن يفعل ؟
' علي العيش كما أريد .'
ربما كان عليه ذلك .
هز كتفيه ، وغادر .