٢٤- إنهاءه .

في ليلة اليوم التالي .

> قلعة اللانهائية .

داخل القلعة ذات العدد الذي اللانهائي من الأبواب المعكوسة ، ركع عدد لا يعد و لا يحصى من الشياطين ذات المظاهر المختلفة . كانت تعابيرهم شاحبة ، و تعرقوا بغزارة .

" ما أنتم ؟ مخلوقات أقل قيمةً من الحشرات ، حفنةٌ من الـ#####!! أيها الـ### ! "

كان كيبتسوجي موزان - الذي بدا غاضباً للغاية ، يلقي اللعنات و الشتائم على الشياطين المختلفة - بكل شرٍ و حقد .

" كراك ! "

ظهر كسرٌ في الفضاء ، كثقبٍ أسود ، ومنه خرج شخصٌ ما .

كان شاباً بشعرٍ داكن و وحهٍ وسيم، كان يرتدي بدلةً محترمة سوداء . كانت له مخالب طويلة ، و أطلق هالةً شريرة . بدا وكأنه لم يكن من هذا العالم .

أطلق جسده هالةً أرجوانية طاغية جعلت الهواء حوله ينثني ، والتي أشعرت الشياطين بالبرد و الرغبة في الركوع ، بدا تماماً مثل…

كيبوتسوجي موزان .

> كريوس !

كان هذا هو مستخدم النظام الآخر ، الطفيلي الذي يتغذى على هذا العالم .

نظرت عينا موزان القرمزية إلى كريوس ، لم تحوي عيناه أي عواطفٍ سوى الإزدراء الخالص و العلوية الذاتية . أظهر بؤبؤه القليل من الصدمة و الحيرة الخفية ، عبس فجأة . و إزدادت الأوردة على جبينه ، لكنه ضيق عينيه القرمزتيين و تحدث :" من أنت أيضاً ؟ إركع يا عديم الفائدة ."

لم ينظر إليه كريوس حتى ، تقدم إلى الأمام وقال بإخلاص :" أيها الشياطين ، أنا كريوس - ملككم المستقبلي ! لقد أتيت اليوم لتخليصكم من هذا الطاغية . هو ليس أكثر من حشرة دنيئة ، مجرد جبان لا يستطيع النجاة تحت ضوء الشمس ."

" إتبعوني و سأقودكم إلى العالم الجديد ، حيث لا يوجد قتلة شياطين ولا ضوء شمس يقتلكم . و كشاهدٍ على ذلك بالطبع…"

إبتسم كريوس بإشراق ، إلتفت للخلف - لموزان الذي إسود تعبيره وبدأ بالإرتجاف ، مد يده في الهواء ، و فجأة—

" سووش ! سوووش ! سووش ! "

لم يرى أحدٌ شيئاً ، فجأة ، بدأ جسد موزان بالتساقط و الإنقسام . كورقة شجرٍ قد مُّزقت بفعل الرياح ، تفرق جسده لبضع خصلاتٍ صغيرة ، حتى بات قطعاً صغيرة بحجم البيض . تبقى فقط رأسه سليماً .

" ما…هذا…"

" كما ترون جميعاً الآن ، لدي القدرة على...."

سرعان ما بدأ كريوس بإلقاء خطبة نموذجية - كرجلٍ يرغب بالترشح إلى منصب الرئاسة ، مستبدلاً موزان .

" شاا!! "

" نرجوا أن تصبح ملكنا ! "

" نرجوا أن تصبح ملكنا ! "

" نرجوا أن تصبح ملكنا ! "

رفع كريوس كلتا ذراعيه عالياً وقال ضاحكاً :" لكم ذلك ! "

' نعم ، الأمر يسري جيداً ! نفذت الجزء الأول من المسعى النهائي ، تبقى فقط الجزء الأخير . بعدها حتى هؤلا الأوباش لن يستطيعوا…'

إلتفت للخلف لبدأ طقوسه للتقدم ، عندما أدرك شيئاً ما .

لم يكُن رأس موزان في أي مكان يُرى - كان قد إختفى . بدلاً منه ، وجدت ورقةٌ صغيرة . كُتب فيها بالإنجليزية :

‏" Fuc* you stupid chuunibyo b!tch ! “

فتح موزان عينيه فجأة ، مدركاً بأنه لا يزال داخل القلعة اللانهائية الملونة بالبرتقالي و البني . فجأة ، لاحظ وجود شخصٍ ما أمامه .

كان فتى شاباً ، بشعرٍ أسود قصير . و وجهٍ رقيق . إرتدى ملابساً غريبة كالسحرة وبلونٍ أسود مائل للأزرق ، مع وجود عدة أزرار ذهبية على صدره . إبتسم الفتى عندما تحدث :

" موزان ، أنت لست أكثر من دودةٍ ناقصة تسعى للكمال ."

" دائماً ما تعيش في حالة خوفٍ من شيءٍ ما ، و أكثر ما تخشاه هو الموت . صحيح ؟ "

كانت عينا موزان هادئتين على نحوٍ غريب .

"ماذا في ذلك ؟ "

لم يكن هذا غريباً.

خاف البشر الموت .

كانت هذه غريزةً طبيعية .

في صباه كبشري ، عاش موزان و كفن الموت يحتضنه على الدوام ، كان مريضاً بالعضال ، و تعذر شفاءه .

حتى بعد أن أصبح شيطاناً ، كان كفن الموت لا يزال يحتضنه . أقل حقٍ من حقوق الحياة - الإستحمام بضوء الشمس النقي ، قد سلب منه .

كان موزان حقاً مثيراً للشفقة .

" لاشيء . في هذا الكون الواسع ، كلانا شخصيتان ثانويتان . لديك دوافعك و أسبابك ، لا سبب لدي في لقتلك...لذلك أنا لا أفعل هذا لأسبابٍ شخصية . لا تأخذ الأمر بشكلٍ شخصي ."

" ماذا تُريد أن تقول ؟ "

" من سوء حظك أنك قد قابلتني ."

لم يدرك موزان معنى كلام يوكيرو .تكّور جسده على الفور ، و بدأ ينضغط على نفسه بشكلٍ مخيف . بدا و كأن جاذبية العالم تسحقه من كل الإتجاهات ، ضاغطةً إياه إلى مركز ثقله .

في النهاية أصبح كرةً صغيرة .

أخذها يوكيرو و وضعها في جيبه .

في هذا العالم ، حتى لو زالت الأسباب ، فستبقى النتائج موجودة .

- كانت هذه قاعدةً أساسية .

عض يوكيرو على شفتيه ، و جلس متربعاً على الأرض .

" سووش ! "

ظهر كريوس من كسرٍ في الهواء ، و نظر إلى يوكيرو بأعين قبيحة .

" أين هو !!؟ تحدث ! أين كيبوتسوجي موزان ؟! "

" لقد مات ، و أنت على وشك إتباعه ."

" هاه ؟ هل قلت بأنه قد مات...؟ "

في هذه اللحظة ، أدرك كريوس بأن هدف حياته و تنفيذ مهمته النهائية ، قد غديا سراباً في لحظة .

إنفجر غضباً .

" اغههه !!! مت ! مت من أجلي ! "

امتد مخلبٌ أرجواني ، و مزق بإتجاه يوكيرو . غطى ظله العملاق السماء قبل أن يصل إليه حتى ، كان هائلاً . بدا و كأنه يستطيع تمزيق الفضاء !

‘ كُل هذه القوة ؟ ‘ كان يوكيرو مرعوباً ، قمع ذلك ، ورفع سبابته للأعلى .

بدأت الطاقة الملعونة في جسده بالإشتعال ، حتى لو لم يرد ذلك . لكنه قمعها بالريشي ، عندما ظهرت كرةٌ حمراء صغيرة . وأطلقت موجة قد نسفت كريوس بلا رحمة.

" بووووم !! "

كان سيقفز لمهاجمته أكثر ، لكنه شعر بشيءٍ يرتفع من صدره في تلك اللحظة .

" سعال..."

سعل يوكيرو دماءاً . نظر إلى الدم في يده ، تنهد .

‘ الأمر يحدث بالفعل ؟ ‘

كان الريشي و الطاقة الملعونة يتعاركان على جسده !

‘ لنأمل أن تتحمل طاقتي الملعونة...‘

عام يوكيرو في الهواء ، و نظر من الأعلى إلى ‘ الوحش ‘ الغريب على الأرض . كان كريوس الذي يرتدي بدلةً غريبة منذ لحظات ، ممداً على الأرض بطولٍ يصل إلى ثلاث أمتار تقريباً . كانت هيئه مخيفة ، برزت القرون من كُل مكانٍ في جسده ، و لمعت الحراشف الأرجوانية بضوءٍ مشؤوم أطلقت ضغطاً شديداً .

‘ يبدو كتنين...مهجن ؟ ‘

فجأة ، رأى يوكيرو وهماً للحظة .

كان في مساحةٍ بيضاء .

رأى نيراناً زرقاء مسودة ، و كرات ضوء سماوية أثيرية . كانا يبتلعان بعضهما البعض ، وكأنهما عاصفةٌ من الين واليانغ . محاولان إفتراس الأخر بكل وحشية .

‘ بهذه البساطة ؟ ‘

أدرك يوكيرو على الفور ، كان هذان هما : الطاقة الملعونة و الريشي .

حاول يوكيرو مد يده للتفريق بينهما و للإختيار ، لكنه فتح عينيه في تلك اللحظة .

" مت ! "

بلا وعي ، صرخ يوكيرو :" لا تتحرك !"

تشكل ضغطٌ على جسد كريوس وجمد ذراعه التي كادت تمزق حلق يوكيرو .

‘ فرق القوة بيننا كبيرٌ إلى حدٍ ما ، لا ، بمستوىً شاسع . يا رجل ، مالذي أطعمه نظامه إياه ؟ في حال إستخدمت أصابع سوكونا كمقياس ، فسيكون نحو 11 على الأرجح ؛ بينما أنا لا أتخطى الخمسة في أحسن الأحوال...آه ، الحياة متعبةٌ للغاية .‘

لم يؤمن يوكيرو ولو للحظة بقدرته على هزيمة هذا ‘ الوحش ‘ في قتالٍ مباشر .

أنفق يوكيرو من الريشي خاصته ، عندما أدخل يده في جيبه ، وسحب علبةً صغيرة . مكعبة الشكل . إحتوى كُل جانبٍ منها على رمزٍ مختلف ، كُتب عليهم كلماتٌ مختلفة . نبضت كرةٌ سوداء بداخلها بطاقةٍ شريرة .

مد يوكيرو يده في الهواء ، بدأ يجمع أصابعه ضاغطاً إياهم معاً . تجمع الريشي خاصته أمام المكعب ، في عاصفةٍ صغيرة .

" با!!"

فجأة ، إشتعل المكعب بنيرانٍ زرقاء ، وأضائت إحدى جوانبه . كانت كلمةً واحدة : [ ختم ] !

" سووش!"

تشكلت مجموعةٌ كبيرة من الأيادي الوهمية ، والتي سرعان ما إمتدت بلا حدود تجاه كريوس كسيلٍ عارم .

" سو!!"

إستعاد كريوس قدرته على الحركة ، ضحك ببرود ، كان على وشك الهجوم . عندما رنت غريزته على الفور .

سُحب من قبل الأيادي اللامعدودة ، قبل أن يُشفط إلى المكعب الصغير . والذي عاد طافياً إلى يوكيرو .

" نعم ، هذه هي ولادة [ الراعي ] الجديدة على ما أعتقد..."

سرعان ما إلتقى يوكيرو بشخصٍ آخر - دون تضييع المزيد من الوقت . كانت الساحرة الشابة و الملقبة بالشيطان الأحمر - توساكا رين .

" حسناً أيتها الآنسة الشابة ، هذه هي فرصتك - إفعلي ما قالته إيكيدونا ."

" لست بحاجةٍ إلى تذكيري ! أعلم ما علي فعله ."

عبست رين إلى حدٍ ما ، لكن سرعان ما تغير تعبيرها للجدية - أثناء نظرها إلى المكعب المتنوع أمامها .

كانت هذه هي اللحظة الحاسمة !

2022/07/21 · 217 مشاهدة · 1468 كلمة
كُوشين.
نادي الروايات - 2025