25- إتمام .
رسمت رين عدة دوائر سحرية متداخلة ، في وسطها وجد مكعب [ الراعي ] متنوع الأوجه .
كانت رين ، على وشك " فصل " النظام عن " كريوس " . بطريقةٍ علمتها إياها ساحرة الجشع - إيكيدونا .
[ إيكيدونا : آه صحيح ، نعم أرسمي تلك الدائرة السحرية بهذه الطريقة...الآن ، أكتبي هذه الكلمات...نعم ! ]
" لماذا أنت متعرق ؟ " سألت رين بعد النظر إلى يوكيرو بغرابة ، كان جبين هذا الفتى متعرقاً رغم أنه لم يفعل شيئاً .
لم يتحدث يوكيرو ، و إكتفى بإبتسامة . شعرت رين بأنه يتم إستفزازها من ذلك ، لكنها قمعت نفسها و قالت :" حسناً ، هل نبدأ ؟ "
" تفضلي ."
وقفت رين وسط الدائرة ، ثم بدأت بإطلاق العنان لقواها السحرية.
شعر يوكيرو بالتعب الشديد يكاد يستنزفه - كان قمع كريوس متعباً كالجحيم !
في الواقع ، كان لدى يوكيرو العديد من الخطط . مما جعل قتله خياراً سيئاً لما ينويه ، لذلك قرر فعل مقامرة بسيطة ، عبر فصل " النظام الطفيلي " عن كريوس . ثم صنع جسدٍ بديل له ، و غرس النظام فيه . لم يكُن متأكداً من ما إذا كان هذا سيخدع النظام ، لكنه قد قرر المقامرة .
كان يحتاج كريوس حياً !
سرعان ما نشطت رين المصفوفة السحرية ، بعد وضع عدة أحجار سحرية في أماكن مختلفة ، و التفوه ببعض الكلمات التي لم يفهمها يوكيرو .
" شا!! "
من فوق [ الراعي ] المثبتة على المصفوفة ، ظهرت كرةٌ بيضاء ذات أنماط ذهبية .
" لقد أبليتي حسناً ، أنا أشكرك ."
سرعان ما تقدم يوكيرو إلى الأمام ، مد يده المعززة بأربع طبقاتٍ من الحواجز . والتي إنقلبت للجهة الأخرى ، عازلةً " الكرة البيضاء التقنية ".
" سا!!"
في اللحظة التالية ، أخرج كرةً سوداء من جيبه . و التي غرس بها بعض الريشي خاصته . بسرعةٍ كبيرة ، بدأت الكرة السوداء بالتمدد . خلال ثوان ، تحولت لجسدٍ بشري - بلا شعرٍ أو ملامح . كان بلونٍ أبيض ، وإمتلك هيئةً عادية .
‘ هذا...هل هذه دمية ؟ ‘ كساحرةٍ عبقرية وذات معرفةٍ لائقة من عائلة توساكا الكبيرة ، كان لدى رين مستوىً معين من الفهم تجاه هذه الأمور . لم تقرر مقاطعة يوكيرو على الفور ، و شاهدت بإهتمامٍ من الجانب .
‘ فووه ، هذه الخطوة الأهم .‘
أصبح تعبير يوكيرو رسمياً ، أطلق زفيراً هادئاً . ثم تقدم إلى الأمام ، حيث نام الجسد المزيف و المُستند على الـ"غيغاي " من BLEACH .
" سو!!"
مد يده الممسكة بالـ"نظام" المعزول ، قبل حشوه داخل رأس الـ"غيغاي " . في اللحظة التالية ، إنتشرت خيوطٌ زرقاء لا تعد و لاتحصى حول جسد الغيغاي. و بدأت تتوهج بضوءٍ أزرق .
تراجع يوكيرو خطوةً للخلف ، ثم نظر إلى رين المندهشة إلى حدٍ ما .وقال بخفة :" لا حاجة إلى الخوف ."
في اللحظة التالية ، مد إصبعه السبابة في الهواء . تكّونت كرةٌ سوداء مُزرّقة ، وإنطلق منها شعاعٌ خاطف من الضوء .
" بوووم ! "
إنفجرت الدمية على الفور .
...
> داخل مكانٍ آخر في قلعة اللانهائية .
كان يوجد رجلان ، كان الأول شاباً . بجسدٍ عضلي ، وملابس خفيفة من أردية متواضعة ، بأسلوبٍ شرقي . كان شعره أرجوانياً طويلاً ، أشع بالإثارة ونضح برائحة البحر حاملاً في طياته الكثير من الخفايا . إمتلك عينان كالشمس ، بسحرٍ لايوصف .
كان الآخر رجلاً هادئاً ، بشعرٍ أسود ذو حوافٍ قرمزية . كان مخيفاً ، بأعينه الست ، و أوشام اللهب الغامضة على وجهه .
" كوكشيبو ، هل لديك أي إهتمام في بلوغ ذروة فنون القتال ؟ "
كان هذا سؤالاً أحمقاً .
بالأخص ، سؤاله لشخصٍ تخلى عن إنسانيته و أخلاقياته ، فقط لإستمرار في ذلك الدرب .
" ماذا تقصد ؟ "
توهجت أعين القمر الأول - الست كالمصابيح في الظلام ، لقد أعطت المرء شعوراً بالقشعريرة .
" هل تعتقد أن الإستمرار في الحياة بهذه الطريقة ، سيجعلك تصل لأهدافك ؟ "
" لا ، لم أقل ذلك من قبل ."
"إذاً في حال أجبرت على التخلي عن شيطانياتك مقابل المزيد من القوة ، فهل ستوافق ؟ "
" لماذا ؟ "
كان هذا سؤالاً ذو إتجاهين . أراد الإتجاه الأول ‘ سبباً ‘ بينما عنى الإتجاه الآخر ‘ ماهية ما سيتخلى عن شيطانيته لأجله ‘.
" لبشريتك الجديدة بالطبع ، لنرى ، قد تستطيع حتى التحول لفاناليس ! بعد كُل شيء ، لدى هذا النظام مثل هذه القدرة ."
لم يفهم كوكشيبو ، كلمةٍ واحدة مما تفوه به سندباد للتو . أعطى الأخير نظرةً صامتة ، و قبل أن يفتح فمه ، تحدث سندباد من جديد .
" كان هذا حواراً مملاً للتو ، وهذا ليس من شيمي . سأدخل للموضوع مباشرة - مارأيك في أن تصبح تابعاً لي ؟ "
"؟"
" أخطط لصنع دولة كبيرة ، كعائلة كبيرة . و لتفادي المستقبل - الجزء المظلم منه - علي كسب قدر ما أستطيع من قوة ، حتى لا أفقد نفسي ، و لكي لا أترك أي ندم ."
"سأرفض ، ليس لدي إهتمام . بالإضافة لذلك ، من تخال نفسك ؟"
"هاهاها ، مؤسف ." أطلق سندباد ضحكةً صغيرة ، قبل أن يتذكر شيئاً ما - لم تكن سمعته كالمغامر سندباد معروفةً في هذا العالم...بعد .
بالتالي كان رفضه من قبل كوكشيبو - القمر العلوي الأول ، قد كان محتوماً . بالإضافة لذلك ، مع شخصية هذا السيّاف المجنون - الذي كان كالمزارعين الذين طاردوا داو السيف بجنون و إنعدام بصيرة ، فقد كُتب له عدم التوفق منذ البداية . أطلق نفساً ، وقال كلمةً واحدة :" البرق ."
" كااا كاتشاا!!! "
هبطت صاعقة فضية من السماء تجاه كوكشيبو ، الذي ما لبث ساكناً . غير مستغرق سوى لجزءٍ من الثانية لرفع سيفه من غمده ، قبل أن يصنع عاصفةً صغيرة و متوحشة من أنصال القمر المنحنية .
- كيف لسندباد أن يخدع محارباً قديماً بست أعين ؟
" أكازا ، الآن ! "
فوق رأس كوكشيبو ، ظهرت بلورةٌ ثلجية ذات أنماطٍ غامضة . عندما أمطرت بالقبضات المضغوطة !
" شا! شا! شا! شا! شا! "
" بانغ ! "
بدأت معركةٌ كبيرة ، بمختلف شظايا القمر والصواعق والقبضات المضغوطة . كان قتالاً شرساً !
شعر كازوما الذي كان يراقب هذا المشهد بالإثارة إلى حدٍ ما ، وبالرغبة في تحريك جسده لقتل بعض الوحوش . كان هذا القتال يدفع الأدرناليين في جسده !
مما دفعه للصراخ :
" أكوا ! سنأخذ مهمةً لقتل بعض الضفادع ! "
من ناحيةٍ أخرى ، إستمر القتال حتى تبقت أجزاءٌ صغيرة من أطراف كلا من أكازا و كوكشبيو .
في تلك اللحظة ، أمسك أكازا ما تبقى من جسد كوكشيبو بإحكام ، قبل الصراخ :
" إفعلها ! "
علم سندباد على الفور بما ينويه هذا الأخير ، أغمض عينيه بتردد ، قبل أن يفتحهما بإصرار . ويطلق :
" صاعقة البرق ! "
" كااا!!! كاتشا!! "
سقط عمودٌ هائلٌ من البرق الأزرق ، مدمراً الأرض والسماء بنحوٍ ملتوي تجاه القمرين . في تلك اللحظة ، إصطدم عمود البرق المتوحش بهما مفتتاً إياهما تماماً .
" سا! "
خلال ثوان ، تكونت مجموعةٌ من الخلايا على هيئتين . لم يتفتتا تماماً ، و بدأا بالتكون من جديد .
في تلك اللحظة ، ظهر شخصانٍ في السماء ، فتاةٌ شابة و ساحرٌ غامض - كانا يوكيرو و رين !
إبتسم يوكيرو بهدوء ، لقد مد يده من جيبه ، و أخرج ثلاث كراتٍ سوداء . قبض عليهم بيده ، غطتهم عاصفةٌ صغيرة فجأة . عندما تحولوا لكرةٍ بيضاء ذات فتيلٍ أزرق و بأنماط غريبة و معقدة .
مد يوكيرو يده في الهواء ، وبنفخة ، بدأ الفتيل بالإشتعال . عندما سقطت الكرة من يده على الأرض .
" بوووووم ! كاااككااااااا!! كاتشااا!! "
أقسمت رين أنها لم ترى مثل هذا الإنفجار العظيم قط . كان كحفلةٍ من الألعاب النارية - الممزوجة بالبرق والصواعق ، إنفجرت النيران بإستمرار دون توقف منتجةً المزيد و المزيد من الصواعق .
" بوووم !!! بوووم !!! بوووم !!!! "
...كان هائلاً للغاية ، حتى سندباد قد شعر بأنه سيموت في حال لم يتلقى تنبيهاً مسبقاً للهرب .
" ما هذا ؟ "
" هل أنتِ مهتمة ؟ " إنعكس الشرر و شحنات البرق الأزرق المبهرة في عيني يوكيرو الهادئتين من الإنفجارات المتتالية مضيئةً وجهه ، عندما إبتسم بخفة وقال :" قرأت روايةً ذات مرة ، والتي وجد بها شيءٌ يسمى بـ ' قنابل الأزرق العميق ' والتي تتتكشل من دوائر روحية وميكانيكية ، مع العديد من المكونات السحرية الثمينة ."" توجد طائفة معينة تستخدم هذه القنابل ، وما هو مخيفٌ حقاً بهم هو عندما يلقون العديد من هذه القنابل فجأة…منتجاً تأثيراً تدميرياً يساوي شيئاً كهذا ."
" حاولت مضاعفة ذلك التأثير - في قنبلةٍ واحدة ، و كانت هذه هي النتيجة ."
إزداد الشحوب على وجه رين ، عندما نظرت ليوكيرو الذي كان واضعاً يديه في جيبيه ، مبتسماً عند رؤية هذا المنظر . هذا الشاب الذي كان في نفس عمرها ، قد أشعرها في هذه اللحظة…بالخوف .
' إنه ليس كـ شيرو .'
' إنه…ليس بالمشرف على المجموعة عن عبث .'
عندما ظهرت مثل هذه الأفكار في ذهنها ، هدأت رين من نفسها ، إذ لم تكن بالفتاة الجبانة . بل كانت وحشاً مجنوناً . سألت :" إذاً ؟ هل تعتقد أنه سينجو من هذه الآثار ؟ "
" أريد أن أقول ' مستحيل حتى الهومنلكس ذو حجر الفلاسفة سيموت من هذا الأثر ' ! لكنه القمر العلوي الأول ، توقعي أي شيءٍ منه ."
هز يوكيرو رأسه .
" تعاملي مع البقية ، نفذت طاقتي بالفعل - لن أستطيع الإستمرار أكثر ."" لا تقلقي ، لم يتبقى له هو أيضاً الكثير بلا شك ."بقوله لذلك ، صنع مقعداً لنفسه و جلس عليه . بدت لغت جسده و كأنها تقول ' سأراقب فحسب - دون أي نيةٍ للتدخل '.
رغم أنها لم تكن راضية بذلك ، إلا أنه لم يسع رين سوى أن تشكّل إبتسامةً ساخرة .
كان سندباد الذي كان جسده لا يزال نصف تنين مصاب إلى حدٍ ما ، جالساً على الأرض أثناء إتكاءه على سيفه بوجهٍ شاحب ، ضحك ونظر إلى رين .
" آنستي ، أنا مريض . هل تستطيعين شفائي ؟ "
" نعم ، بالطبع ."
إبتسمت رين بجمال . سرعان ما إقتربت من سندباد والذي تراجع إلى الخلف بدوره ، لأنه قد شعر بالخوف فجأة...كان يوجد شيءٌ خاطئٌ هنا !
" آه ، إعذريني تذكرت شيئاً ما ."
سرعان ما أخرج سندباد من جيبه شيئاً ما . و الذي تحول لرأسٍ نصف مكتمل على الفور .
" أتركني أغادر بهذه الطريقة ، كان هذا أيضاً شيئاً أريده ."
تفتت بقايا أكازا كالغبار ، و أعطى إبتسامةً أخيرة .
" أنا أشكركم ! "
بدلاً من الإيفاء بوعده و شفاء نفسه ، قرر المغادرة - بعد تنفيذ وعده مع كوكشيبو .
لم يستطع الإستمرار حقاً...
نظر سندباد إلى هذا المشهد و أعطى إبتسامةً هو الآخر .
من ناحيةٍ أخرى في محادثة المجموعة .
[ إيكيدونا : تغيّر سلوك يوكيرو فجأة ، هل لاحظتي ذلك ؟ ]
[ الآنسة عدالة : إلى حدٍ ما ، لكن لما ؟ ]
كان هذا واضحاً للغاية لكليهما ، لسوء الحظ ، لم تستطع أودري إستخدام قواها كطبيب نفسي من خلف شاشة المحادثة ، مما منعها من التدقيق في الأمر و فهم أسبابه . من ناحيةٍ أخرى ، عدّلت إيكيدونا جلستها على المقعد ، و نظرت إلى يوكيرو بإهتمام .