الفصل 360: تحسن سريع، محاصر؟
--------
تجمعت ستة مزارعين معًا وألقوا تعويذة سم مشتركة، جامعين شكلاً مقلدًا من الميازما السامة وناشرينها حول المنطقة لعرقلة رؤيته. حتى لو كان ويليام محصنًا ضد السم، يمكنهم تعطيل رؤيته وإجباره على الكشف عن نفسه عند استخدام تعويذة كشف.
ابتسم ويليام وتفادى تعويذة السم البطيئة. حتى لو غطت نطاقًا واسعًا، كان لدى ويليام قارة فيلوس بأكملها كساحة معركة إذا أراد ذلك. جمع ماناه وخلق تعويذة سم خاصة به. تحول إلى الشكل العنصري للسم وأضاف بعض نيكروتوكسين ماص للروح إلى تعويذته، ثم ألقاها دفعة واحدة نحو خصومه.
تكرر المشهد ذاته، كان مزارعو تجاوز المحن أسرع من أن يصابوا بالسم، لكن تعويذة ويليام أُرسلت استراتيجيًا لتقليص حرية حركتهم. بقي نيكروتوكسين ماص للروح في مكانه، ممتدًا نحو السماء بنفس طريقة حدود الإقليم.
"يمكنك استخدام سم العالم العلوي؟!" شهقت أنولا وهي ترى التأثيرات الفريدة للتعويذة التي لم تكن تشبه تقليداتهم الرخيصة. كان ذلك حقيقيًا!
"قليلاً." ابتسم ويليام وهو يلقي المزيد من تعاويذ السم ليحاصر خصومه في قفص عملاق من السم. للأسف بالنسبة له، كان هناك سحرة فضاء في المجموعة انتقلوا عبر الجدار دون مشكلة، حاملين مجموعتهم معهم.
لم يشعر ويليام بالإحباط. كان بإمكانه منع ذلك بسهولة بفتح مجال الفضاء، لكنه تشتت بسلسلة من إشعارات النظام غير المتعلقة بمعركته الحالية.
بدلاً من بذل قصارى جهده لتقييد خصومه الحاليين، رأى العديد من الأضواء الزرقاء الأثيرية تتجه نحوه من بعيد بوضع الروح. دخلت جسده واحدًا تلو الآخر، لكن بدلاً من إيذاء ويليام، شعر بقوته تنمو.
-نيكروتوكسين ماص للروح الخاص بك فعّال: +1 قوة الروح
-نيكروتوكسين ماص للروح الخاص بك فعّال: +1 قوة الروح
-نيكروتوكسين ماص للروح الخاص بك فعّال: +1 قوة الروح
-نيكروتوكسين ماص للروح الخاص بك...
أظهر لوح النظام زيادة سريعة في قوة روح ويليام بمئات في الثانية، ثم ارتفعت بالآلاف. يبدو أن نقابة اللصوص قد أخذت الطعم أخيرًا، مستمتعة بالكحول المسموم دون تفكير ثانٍ.
للصدق، كان ويليام يتوقع فقط أن يؤثر على بضع عشرات من الأفراد، حيث كان من الواضح أن الأوائل الذين يشربون سيظهرون علامات التسمم. بغض النظر عن مدى محاولة ويليام لقمع تأثيراته، كان هذا سمًا من عالم أعلى.
قبل دقيقة واحدة، في مخبأ نقابة اللصوص.
"حسنًا أيها الفتيان والرجال!" صرخ زعيم نقابة اللصوص بارنابوس من أعلى رئتيه وسط غرفة مزدحمة. كان وجهه البارد عادةً يحمل الآن ابتسامة عريضة وهو يتجول على خشبة المسرح بعينين خضراوين عميقتين، دون أن تظهر رقعة عينه الزرقاء في أي مكان.
كانت البراميل المسمومة في مكانها في وسط غرفة تشبه دار الأوبرا بينما كانت اللافتات معلقة من السقف وأدوات فضية باهظة الثمن—على الأرجح مسروقة— موضوعة على طاولات مزخرفة تم إنشاؤها بعنصر النبات.
"لقد استعاد زعيمكم بصره بعد ما يقرب من خمسمئة عام، حان وقت الاحتفال!" صرخ بارنابوس مرة أخرى وهو يطلق صاعقة برق في الهواء، مخترقًا السقف في الغرفة بينما سقطت كميات صغيرة من التراب والغبار من الأعلى.
رفع اللصوص الآخرون في الغرفة أكوابهم الفارغة وهللوا، رغم أن بعضهم كان لا يزال متوترًا بعض الشيء من أن يقرر زعيمهم قتل شخص ما عشوائيًا. وقفوا واندفعوا إلى البراميل لملء أكوابهم واحدًا تلو الآخر.
"ها؟" عبس أحد اللصوص وهو يصب الكحول من الصنبور. كانت رائحة الكحول الحادة المعتادة مكبوتة قليلاً، مما جعل اللص مرتبكًا بعض الشيء. والأكثر من ذلك، بدا أن البرميل غير مستقر قليلاً، يهتز قليلاً من نوع من الحركة.
[المترجم: ساورون/sauron]
توقف للحظة، لكن سلسلة من السخرية من زملائه اللصوص حثته على إنهاء صب الكحول.
"هيا! صب البيرة اللعينة بالفعل!"
"ما الذي تنتظره؟ سأصبح جدًا قبل أن تنتهي من الوقوف هناك!"
أدار رأسه مرة أخرى إلى البرميل، لكن صوت أزيز ألهاه مرة أخرى. نظر إلى وسط البرميل، حيث تحول اللون البني المعتاد إلى أسود، ينتشر بسرعة ليغطي البرميل بأكمله.
عندما أدرك ما يحدث، أصيب اللص في المقدمة بالرعب.
"إنها فخ! اركض!" استدار وتدافع نحو أقرب مخرج، لكن كان قد فات الأوان.
انفجرت البراميل الثلاثة في وقت واحد، ناشرة نيكروتوكسين ماص للروح في جميع أنحاء الغرفة على الرغم من جرعتها الصغيرة وغمر الجميع في سحابة خضراء من الدخان. حتى بارنابوس على المسرح تأثر، يسعل ويلهث وهو يتضرر من النيكروتوكسين على خلاياه.
تضررت عيناه المصلحتان حديثًا مرة أخرى، هذه المرة أصبحتا عمياوين تمامًا، بينما جاء ألم ممزق للروح من صدره. لو كان لديه وضع الروح مثل ويليام، لكان بارنابوس قد لاحظ أن روحه قد انقسمت وكانت تُسحب بسرعة نحو الشرق.
-قوة الروح: 99244 -قوة الروح: 100012
-قوة الروح: 101583
بعد أقل من خمس ثوانٍ من الإشعار الأول، وصلت قوة روح ويليام إلى أكثر من مئة ألف نقطة، حيث شعر بإحساس فريد جعله يرغب غريزيًا في تكثيف روحه إلى شيء آخر.
كان شعورًا فريدًا، كما لو أن روح ويليام أرادت أن تتطور، لكنه قمعها في الوقت الحالي. على الرغم من تجاهله لروحه، إستمر الشعور وأصبح أقوى مع زيادة قوة روحه.
"إذا كان هذا هو الطريق إلى الصعود، يجب ألا أتعجل." فكر ويليام وهو يشاهد خصومه يستعدون لهجوم آخر. توقفه القصير وتغير لا يوصف في جسده بدا أنه أعطاهم أملًا، ظنًا أنهم قد استنفدوا ويليام أخيرًا.
"الآن!" صرخت أنولا لمجموعتها، بعد أن انتظرت هذه اللحظة منذ البداية.
بدت الثمانية والثلاثون مزارعًا يعرفون بالضبط ما يجب فعله، واقفين في دائرة شبه مثالية حول ويليام ويلقون تعاويذهم في وقت واحد. في الزوايا المقابلة، استُخدم سحر الظلام أولاً لتقليد مجال الظلام المعكوس، بينما كان سحر النار والأرض والريح كذلك.
ألقى المزارعون الثلاثة في المقدمة واثنان خلف ويليام تعويذة اندماج ثلاثية العناصر من سحر الضوء والجاذبية والفضاء لخلق دوامة فضائية عالية السرعة حول ويليام. بما أن عنصر الضوء كان في اللعب، وجد ويليام رؤيته مشوهة وغير قادر على التركيز على أهدافه، بينما أبقته قوة الجاذبية في مكانه.
حتى لو أطلق ويليام تعويذة من موقعه الحالي، فإن الدوامة الفضائية ستبتلع كل السحر وترسله إلى الطبقة الثالثة من الفضاء. والأكثر من ذلك، قد يكون لدى ويليام قوة وسرعة مذهلة في ذروته، لكنه كان عليه أن يقمع نفسه بنشاط للبقاء في إيفريتا.
كلما أطلق قوة أكبر عند استخدام قوته الحقيقية، كلما قاتلت العالم والسماوات أكثر لإجباره على الصعود. كان ويليام أعمى عمليًا ولم يعد يستطيع رؤية خصومه، لكنه لم يمتنع عن التعليق.
"مثير للإعجاب. لقد أجبرتموني على موقف صعب. إما أن أتوقف عن قمع نفسي وأصعد، أو أتمسك وأقبل هجومكم التالي، أليس كذلك؟" ابتسم. لم يندم على اللعب مع المجموعة، وشعر فعلاً أنه كسب شيئًا.
"إذن، يمكنني استخدام سحر الاندماج بهذه الطريقة، ها؟ مثير للاهتمام..."