الفصل 100: الغرابة، مؤامرة؟

"صحيح، كنت سعيدًا جدًا قبل قليل حتى أني نسيت أن أسألك عن اسمك."

عند سماعه سؤال تشي فاي، أجاب يي شياو عرضًا: "شياو تيانبا."

تشي فاي وجمعية الاعتماد على الذات، يي شياو لا يعرف خلفيتهما بعد.

لكن بما أن علاقته مع عائلة تشاو أصبحت كالماء والنار، فمن الطبيعي ألا يكشف اسمه الحقيقي.

فما زال يريد البحث هنا عن طريقة للترقية إلى التحول الثالث.

الكشف المبكر عن هويته لن يكون أمرًا جيدًا.

"تيانبا؟ هذا الاسم... هم، مهيب جدًا."

تفاجأ تشي فاي قليلًا، ثم بدأ يقدم يي شياو للآخرين.

وفي الوقت نفسه، كان يي شياو يتفحص المعسكر بخفة.

ربما لأنهم مكثوا هنا طويلًا، فقد أقاموا في الغابة القاحلة أكثر من عشرين بيتًا حجريًا بسيطًا.

حين وصل، كان هناك نحو ثلاثين شخصًا مجتمعين عند النار، يتحدثون بمرح.

وبعد أن قدّم تشي فاي يي شياو، رمقوه سريعًا، ثم رحبوا به بحرارة شديدة.

"هاها! جيد، جمعيتنا ربحت أخًا جديدًا، هذا أمر عظيم."

"أخي تيانبا، أنت فرد من العائلة الآن، أي مشكلة تواجهك نحن معك."

"صحيح! من الآن مشكلتك هي مشكلتنا."

"رئيس، كنت دائمًا أرغب بالبيت الحجري الكبير شرقًا، لكنني لن آخذه الآن، سأتركه للأخ تيانبا."

"هاها! ليو العجوز، يبدو أنك معجب بأخينا تيانبا."

"بالطبع، مبدأ جمعيتنا هو المساندة والمحبة المتبادلة."

"كلام جميل..."

وتعاقبت الكلمات حتى ازدادت الأجواء حماسة.

تشي فاي ربت على كتف يي شياو مبتسمًا: "أخي تيانبا، أعلم أن لديك الكثير من الأسئلة، لكن الوقت ليل الآن. في الليل، وحوش البحر بقرية لينغهاي قوتها تزيد 50% عن النهار. لا داعي للعجلة، ستكون معركة طويلة الأمد، ارتح الليلة، وغدًا آخذك لتتعرف على التضاريس."

يي شياو نظر إلى الوجوه الحماسية الزائدة، فشعر بغرابة أكبر.

لكنه لم يقل شيئًا، فقط ابتسم قليلًا، ثم تبع تشي فاي إلى بيت حجري.

بعد أن تحدث تشي فاي و وي وي معه قليلًا، غادرا.

وبقي يي شياو وحيدًا، فعادت ملامحه إلى الجدية، وبدأ يفكر.

حسب ما سمعه منهما، يمكن تفهم حماس الآخرين.

لكن الإحساس الغريب لم يفارقه، إذ بدا أن الجميع، بما فيهم تشي فاي، مفرطون في ودهم، وكأنهم يخشون أن يهرب.

ثم فكر ثانية: مجموعة من المقاتلين المحصورين في مستوى المبتدئين، لا يمكنهم التحول الثالث، لا يبدو أن لهم سببًا لإيذائه.

الجمعية تضم أكثر من 2000 عضو.

كجيش، هذا ليس عددًا كبيرًا.

لكن في هذا التوقيت، معظم الناس يكونون قد عادوا للعالم الواقعي.

العالم الواقعي وعالم "الخلود" متزامنان ليلًا ونهارًا.

هذا عذر يمكن قبوله.

فالمستويات عندهم لا تتجاوز 90، وصفاتهم ليست عالية، فلا يملكون قدرة على البقاء طويلًا بلا انقطاع مثل يي شياو.

أما من رآهم قبل قليل عند النار، فبقوا لحراسة المعسكر.

إجمالًا، كل شيء يبدو منطقيًا.

ثم إنه ليس ذا قيمة كبرى لهم.

أو على الأقل، قيمته لا تبرر مسرحية كاملة من هذا الحجم.

لكن الشعور بعدم الانسجام بقي يسيطر عليه.

هز رأسه، وفكر طويلًا، دون أن يصل لنتيجة.

في الخارج، أصوات الحماس خمدت تدريجيًا، ثم عمّ الهدوء.

واضح أن الناس إما خرجوا من اللعبة أو ذهبوا للنوم.

في هذه اللحظة، فتح يي شياو عينيه بعد تفكير طويل، وخرج.

ولسوء الحظ، التقى وجهًا لوجه برجل أسود البشرة ضخم، يعرفه باسم ليو هونغ. أما الـID(اسمه في علم الخلود يعني) فلم يعرفه.

يبدو أن جميع أعضاء الجمعية يستخدمون أسماءهم الحقيقية فقط.

لما رآه ليو هونغ، تفاجأ، ثم ابتسم وقال: "أخي تيانبا، ماذا تفعل وحيدًا في منتصف الليل؟"

يي شياو أجاب: "لا شيء، أردت التجول قليلًا."

وتحرك لينصرف، لكن ليو هونغ أوقفه.

نظر إليه يي شياو بريبة، فقال ليو هونغ ببطء: "أخي تيانبا، الليل هنا خطير، لا تتجول وحدك. بعض الإخوة الجدد لم يسمعوا الكلام من قبل، وأصروا على الخروج... وانتهى بهم الحال سيئًا."

يي شياو رمش قليلًا: "إذن، ما رأيك ترافقني بجولة؟"

لكن ليو هونغ هز رأسه بسرعة، وظهرت عليه علامات الذعر:

"لا لا، خطير جدًا."

يي شياو رفع كتفيه: "إن كان كذلك، سأذهب وحدي."

لكنه بقي يمنعه: "الرئيس أمرني أن أعتني بك، إن حصل لك مكروه، كيف سأفسر له؟"

فعاد يي شياو إلى البيت.

لكن شكوكه ازدادت.

مجرد خروجه قابل ليو هونغ "بالصدفة".

وعندما أراد التجول، بدأ الرجل باختلاق أعذار ليمنعه.

هذا جعله أكثر يقينًا أن الجمعية ليست كما تبدو.

فاستدعى نسخة ظل لتبقى ممددة كأنها نائمة.

ثم فعّل "بوابه الوهم"، وفي لحظة اختفى وظهر على بعد عشرة أميال من المعسكر، قرب قرية لينغهاي.

--------------------­­­----------

بعد مغادرته، داخل بيت حجري في وسط المعسكر، جلس تشي فاي و وي وي يتحدثان.

دخل ليو هونغ بعد قليل.

تشي فاي لم يتفاجأ، بل سأله مباشرة: "ما الوضع؟"

رفع ليو هونغ كتفيه وقال ساخرًا: "مجرد صبي لم أر وجهه من قبل، بكلمتين رجعته."

"لم يشك بشيء؟" سأل تشي فاي.

ضحك ليو هونغ: "رئيسي، هذا ليس أول مرة نفعلها، ألا تثق بي بعد؟"

قطب تشي فاي: "مهما كانت المرات، لا تتهاون. أي خطأ بسيط قد يجلب الدمار لجمعيتنا."

أبدى ليو هونغ ضجرًا: "رئيس، مرّت سنوات، وبقوتنا الحالية نستطيع السيطرة على منطقة المبتدئين، لا أفهم لماذا نجلس مختبئين."

عندها تغيرت عينا تشي فاي للبرودة، وخفض صوته صارخًا: "اصمت!"

ارتجف ليو هونغ ولم ينطق ثانية.

وي وي ابتسمت لتهدئ الموقف: "ليو، نحن مجموعة عاجزة عن الترقية، لو عرف الناس بوجودنا، ماذا سيحدث برأيك؟"

تنهد ليو: "أعلم... لكنني فقط غير راضٍ!"

ابتسم تشي فاي بمرارة، فهو نفسه يشاركه هذا الشعور.

من يرغب بالاختباء هنا يومًا بعد يوم، وسط رائحة البحر الكريهة؟

لكن تشي فاي يعلم أنه يجب أن يبقى عاقلًا.

هو المسؤول عن أمن الجمعية كلها، إن خضع لرغباته، ستكون العواقب كارثية.

تنفس بعمق، وقال: "يكفي تذمرًا. اجعلوا أحدًا يراقب تيانبا. وأبلغوا من يعمل في التحالف أن يتحقق بسرعة من هويته."

هز ليو رأسه موافقًا: "اطمئن، هناك إخوة يراقبونه، لن يقدر أن يفعل شيئًا."

-----------

اترك تعليق 🌹

2025/09/02 · 170 مشاهدة · 885 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025