الفصل 108: أهو يأكل البشر حقًا؟

شعر يي شياو بدهشة كبيرة عندما حصل بالصدفة على قطعتين من شظايا جوهر عنصر الماء.

لم يكن يتوقع أن يسقط من جسدي هذين الوحشين قطعتان من هذه الجواهر النادرة.

في تلك اللحظة ازداد شعوره بالحيرة.

لقد كان هذا قرية لينغهاي يفيض بالأسرار العجيبة في كل مكان.

أولًا: كان هناك أعداد لا حصر لها من ضفادع البحر السحرية، التي زودته بمقاومة مائية عالية.

ثم ظهر تشي فِاي ورفاقه، يتحولون إلى وحوش غريبة ويُظهرون قوة تفوق البشر بعشرات المرات.

والآن، ها هو يجمع من جثثهم شظايا جوهر عنصر الماء.

تتابع هذه الأحداث الغامضة جعله في حيرة من أمره.

لكن سرعان ما تلاشت دهشته، وحدق مباشرة في تشي فِاي.

إن كان جسدا رفيقيه قد أسقطا شظايا، فهل يعني هذا أن جسد تشي فِاي يخفي أيضًا واحدة؟

مجرد هذه الفكرة جعلت عينيه تتقدان شغفًا.

لا يمكن إنكار أن قوة هؤلاء بعد تحولهم إلى وحوش كانت مرعبة بالفعل.

حتى ليو هونغ وحده سبّب له الكثير من المتاعب.

لكن طالما أن تشي فِاي لا يملك الحاجز المزعج نفسه الذي امتلكه ليو هونغ، فلن يخشاه يي شياو مهما بلغت قوة ضرباته.

في هذه اللحظة، كان تشي فِاي قد وصل إلى جثتي شياو باي و منغ هاو، وبدأ جسده يرتجف بلا سيطرة.

ثم رفع رأسه فجأة، وحدق بيي شياو بنظرات مليئة بالكراهية، وصاح غاضبًا:

"اللعنة! اللعنة عليك! لقد قتلتهم!!"

لكن يي شياو لم يعيره أي اهتمام.

فقد بات مقتنعًا أن قتل تشي فِاي سيكون مربحًا.

أطلق آلاف الكرات النارية لتتجه نحوه بسرعة.

لكن حاجبيه انقبضا على الفور.

إذ أن سرعة تشي فِاي فاقت توقعاته، ففي اللحظة التي بدأ فيها يي شياو هجومه، كان تشي فِاي قد تراجع بخفة مذهلة، وخلال لحظة قصيرة خرج من نطاق الكرات النارية.

والأدهى من ذلك، أنه أثناء هروبه كان يحمل جثتي رفيقيه، وكأن خفته لم تتأثر بشيء.

هذا المشهد جعل يي شياو يندهش من رشاقته الخارقة.

وبينما يراقب، بدأ يفهم شيئًا فشيئًا:

ليو هونغ كان محاربًا مدرعًا، فبعد تحوله إلى وحش تضاعفت دفاعاته وامتلك حاجزًا غريبًا.

أما الرفيقان الآخران، فكانا مبارزين هجوميَّين، لذا تضاعفت قوتهما الهجومية بعد التحول.

وأما تشي فِاي، فهو رامٍ يعتمد على السرعة والرشاقة، وبعد التحول تضاعفت سرعته لدرجة جنونية.

ولهذا السبب تفادى بسهولة نيران يي شياو.

لكن الأخير لم يكن يخشى ذلك، فمهما كان سريعًا، لن يهرب منه.

ثم إن جسد تشي فِاي قد يكون هو مفتاح الحصول على مزيد من شظايا الجوهر.

وفوق ذلك، امتلاكه القدرة الغامضة على رؤية خصائص الآخرين جعله خطرًا لا يمكن تركه حيًا.

---

بصرخة داخلية: "سرعة البرق!"

تدفقت الطاقة إلى ساقيه، ومع سرعة نيران الكرات المكدسة، اندفع يي شياو كالسهم.

في غمضة عين ظهر خلف تشي فِاي.

"مجال التجميد!"

فجأة تساقطت بلورات جليدية في محيط مئة متر.

كان هذا أحد مهاراته بعد التحول الثاني، ولم يستخدمه من قبل.

لكن مواجهة خصم يتمتع بسرعة هائلة كـ تشي فِاي جعلته مضطرًا لاستخدامه.

مع هبوط الجليد، بدا أن الهواء نفسه أصبح بطيئًا.

ولم يتوقف يي شياو، بل أطلق عناق النار الجحيميه.

طوقت طاقة سوداء جسد تشي فِاي، فأدرك الأخير أن سرعته انخفضت فجأة، وتغير وجهه تمامًا.

ثم فوق رأسه برزت أرقام الضرر المتتالية:

-1475

-3

-34

-34

كانت هذه أضرار عناق النار الجحيميه مع تأثير السم المصاحب.

لم يكن لدى تشي فِاي حاجز ليو هونغ الغريب، فكل إصابة كانت تنفذ إلى جسده مباشرة.

لكن حتى مع ذلك، اندهش يي شياو من دفاعاته الصلبة؛ لم يتوقع أن يتحول رامٍ هش إلى وحش يملك دفاعًا كهذا.

إلا أن هذا لم يكن مهمًا.

فالمهم أنه يتلقى الضرر!

"كرات النار!"

رفع يده، فأطلق 600 كرة نارية دفعة واحدة.

لم يعد بوسع تشي فِاي المحاصر بالجليد أن يتحرك، فاندفعت النيران نحوه بلا مهرب.

شعر بحرارة اللهب تقترب، وأراد أن يصرخ بغضب.

لكن فجأة ظهر جسد ضخم أمامه، ليحجب الكرات النارية!

"ليو هونغ!!!"

ارتفع صراخ تشي فِاي الممزق للقلوب.

رفع يي شياو نظره، ليرى أن ليو هونغ، الذي كان قبل قليل يحتضر على الأرض، قد نهض فجأة ليقف أمام تشي فِاي.

لكنه كان في حالة بائسة، حاول رفع حاجزه الغريب مجددًا، لكن أمام طوفان النيران كان ذلك بلا جدوى.

غمرت النيران جسده، وحولته في لحظة إلى فحم أسود.

ثم ظهر إشعار أمام يي شياو:

[دينغ! لقد حصلت على شظية من جوهر عنصر الماء، مقاومتك المائية +20%]

مات ليو هونغ.

لم يلقِ يي شياو نظرة سوى خاطفة على الإشعار، ثم همَّ بمهاجمة تشي فِاي مرة أخرى.

لكن الأخير، وقد غرق في غضب هائل، أقدم على فعل صادم جعل يي شياو يتجمد مكانه.

لقد فتح فمه الضخم فجأة، وغرز أنيابه في جسد ليو هونغ الميت…

إنه يأكل البشر؟!

---

2025/09/02 · 201 مشاهدة · 721 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025