الفصل 109: خبر من شيوي لنغ
"كا بونغ! كا بونغ!"
انبعث صوت واضح لهشيم العظام.
حتى يي شياو في هذه اللحظة لم يستطع أن يمنع نفسه من الشعور بالقشعريرة.
قبل لحظة، كان ليو هونغ قد تصدى للكرة النارية عنه، أما تشي فاي فقد بدا مجنوناً ومليئاً بالغضب من موت ليو هونغ.
لكن ذلك الغضب لم يستمر سوى ثانية واحدة فقط، إذ إن تشي فاي بدأ فجأة يأكل "أحب أصدقائه"؟
هذا المشهد الغريب كان من المستحيل على يي شياو أن يفهمه.
والأغرب، أنه في اللحظة التي قضم فيها تشي فاي عنق ليو هونغ، شعر يي شياو بوضوح أن قوة تشي فاي قد ازدادت.
وفجأة، وقبل أن يرفع يده، انطلقت نحوه سهام سوداء مرة أخرى.
"بوم!"
-2476
إنه نفس الشخص الذي كان يقف بجانب تشي فاي سابقاً، وها هو يهاجم يي شياو مجدداً.
هذا القدر من الضرر لا يُعتبر شيئاً بالنسبة إلى يي شياو.
لم ينوِ الالتفات له، لأن وضع تشي فاي بدا غير طبيعي، وكان يجب أن يتعامل معه أولاً.
لكن في تلك اللحظة، تخلص تشي فاي من كل الحالات السلبية التي كانت عليه، وهو يعض جثة ليو هونغ وينسحب بسرعة مذهلة مبتعداً عن يي شياو.
يي شياو عقد حاجبيه.
هل السبب في أكله لجثة ليو هونغ هو ما جعله يتخلص من التأثيرات السلبية؟
كان تشي فاي يأكل بسرعة جنونية، فمع أول هبوط له على الأرض كان قد التهم بالفعل ثلث جثة ليو هونغ.
أدرك يي شياو أنه لا يمكنه الاستمرار في المماطلة.
فأطلق سرعة الالهيه وانقض في لحظة أمام تشي فاي.
كرة النار!
لكن فجأة ظهرت على جسد تشي فاي درع مألوف حجب كل كرات النار.
يي شياو فوجئ قليلاً، أليس هذا هو نفس الحاجز الذي استخدمه ليو هونغ من قبل؟
في تلك اللحظة، رفع تشي فاي رأسه وابتسم ابتسامة مرعبة غريبة ليي شياو.
فمه المليء بالأنياب الحادة لا يزال ملطخاً ببعض قطع اللحم، والدم الأحمر يتساقط من بين أسنانه ببطء، قبل أن يلتف عليه لسانه الوحشي ويلتهمه.
ثم أظهر تعبيراً راضياً وقال بصوت لا هو إنسان ولا وحش: "لا تستعجل، سألاعبك قليلاً بعد حين."
ثم عاد ليغرس رأسه ويأكل بصوت "كا بونغ كا بونغ".
وخلال لحظات قصيرة، وتحت أنظار يي شياو.
التهَم تشي فاي جثة ليو هونغ كاملة دون أن يترك شيئاً.
كل العملية لم تستغرق سوى خمس ثوانٍ.
كانت السرعة مذهلة.
لكن تشي فاي لم يتوقف، إذ باستخدام حاجز ليو هونغ ليصد كرات النار المتتالية من يي شياو، قفز إلى جثتي شياو باي ومينغ هاو، والتهمهما تماماً أيضاً.
وفي تلك اللحظة، أدرك يي شياو بوضوح أن جسد تشي فاي القبيح قد تضخم بنسبة كبيرة، وأنه صار يبث هالة قوية للغاية.
حتى بعد أن أطلق يي شياو عشرات الآلاف من كرات النار، لم يستطع إلحاق أي ضرر به.
عندها غير خطته، فاندفع إلى خلف الشخص الذي أطلق السهام السوداء من قبل.
ومباشرة، مئات من كرات النار اخترقت ظهر الرجل، وقبل أن يدرك ما حدث، كان قد قُتل على الفور.
------------------------------
[دينغ! لقد حصلت على قطعة من شظايا جوهر عنصر الماء، جميع مهاراتك المائية ازدادت قوتها بنسبة 20%]
------------------------------
كما توقع، من دون الحاجز الغريب الذي كان مع ليو هونغ، حتى لو تحولوا إلى وحوش، فلن يتمكنوا من الصمود أمام هجمات يي شياو.
وبهذا أصبح بحوزته أربع قطع من شظايا جوهر الماء.
وبحسب تجربته، فإنه لا يزال ينقصه ست قطع.
لكن الآن لم يتبقَ سوى تشي فاي و وي وي التي لم تتحول إلى وحش.
حتى لو كان معهما قطع، فسيكون المجموع ستة فقط، فأين ستكون الأربع المتبقية؟
هل هي مع بقية أعضاء جمعية "الاعتماد علي الذات"؟
فكر يي شياو بسرعة.
وفي هذه الأثناء، مع اختفاء هالة الحياة، عاد الوحش ذو المدفع على ظهره إلى شكله الأصلي.
أطلق يي شياو إشارة بيده، فاختفت الجثة تماماً.
كان يعلم أنه لا يمكن أن يترك جثة أخرى لتشي فاي كي يلتهمها.
وعندما رأى تشي فاي ذلك، أطلق صرخة غاضبة مدوية.
ثم انقض عليه بسرعة مضاعفة عما سبق.
"اليوم سأقتلع عظامك واحدة تلو الأخرى وأكسرها لأدفنها مع إخوتي!"
لكن يي شياو لم يتأثر بصراخه.
ظل مجال الموت وتعاويذه الدفاعية الثلاثة مفعلة منذ البداية.
وبسرعة فائقه، لم يتمكن تشي فاي من اللحاق به.
لكن تشي فاي لم يستسلم، وفي الهواء غرز يده في جسده وسحب سيفاً أسود طويلاً مغطى بدم أخضر قاتم.
ابتسم ابتسامة شيطانية وقال: "أتظن أنك ستهرب؟"
وفجأة ارتجف جسده بعنف، ثم غير اتجاهه بشكل غير متوقع، وطعن بالسيف في الهواء.
وحدث أمر غريب، إذ ظهر يي شياو فجأة في نطاق هجمته.
"بوم!"
اصطدم السيف الأسود بمجال الموت، وضرب حاجز يي شياو.
على الفور ظهرت فوق رأس يي شياو سلسلة من أرقام الضرر:
------------------------------
-3476
-3414
-4014
------------------------------
إنها مهارة "التوقع الدقيق"، مهارة عليا لدى الرماة، تُظهر خط سير الخصم لتوقع حركته التالية.
لكن نسبة نجاحها ليست عالية.
ومع ذلك، تمكن تشي فاي من استخدامها.
فجأة، تذكر يي شياو كيف استطاع تشي فاي سابقاً رؤية خصائص لوحته.
ربما بفضل تلك القدرة تمكن من استخدام التوقع الدقيق.
أما "السحب السريع للسيف" فهي مهارة محارب، ولا شك أنه حصل عليها بعد التهام المحاربين.
لم يكن يي شياو يتخيل أن تشي فاي يستطيع عبر التهام جثث رفاقه أن يحصل على مهاراتهم.
قدرة أشبه بالابتلاع، فعلاً ضد الطبيعة.
لكن كيف فعلوا ذلك؟
لم يكن هذا ما يهم يي شياو الآن.
بعد أن تلقى الضربة، انسحب للخلف بسرعة وأطلق المزيد من كرات النار.
ورغم أن حاجز تشي فاي أوقفها، إلا أنها قطعت هجومه الثاني.
وبفضل تأثير "الابتلاع الشرير"، تعافت نقاط حياته بسرعة.
رغم أن كل هجوم يستعيد 50 نقطة فقط، لكن مع 600 كرة نار في المرة الواحدة، فإنه يستعيد 30,000 نقطة في نصف ثانية.
وبهذا، رغم أن هجمات تشي فاي كانت خطيرة، إلا أنها لم تستطع إحداث ضرر حقيقي به.
لكن تشي فاي لم يكن يعرف ذلك.
وكان واثقاً جداً بنفسه، إذ عندما رأى يي شياو يتراجع، لم يهاجمه مباشرة، بل ابتسم ابتسامة ساخرة وقال:
"لن أدعك تموت بهذه السهولة، سأمزق لحمك قطعة قطعة حتى يهدأ غضبي."
يي شياو لم يتأثر بكلامه.
وتجنب أن يقع في نفس الفخ مرتين.
استنسخ نفسه إلى شخصيتين إضافيتين، فتفرعت ثلاثة نسخ من يي شياو متحركة في اتجاهات مختلفة.
"مجال الجليد!"
أطلق الثلاثة المجال معاً، فتضاعف نطاقه ثلاث مرات.
كانت المنظر مهيباً.
ثلوج تتساقط في السماء، يعقبها وابل من كرات النار.
وبينها تعاويذ أخرى:
"عناق النار الجهنمية!"
"افتراس اللبل!"
"الدوامه القاطعه!"
و"إعصار النار!"
كل ما استطاع استخدامه، أطلقه دفعة واحدة.
فامتلأت قرية لينغهاي بطاقة هائلة من مختلف العناصر.
حتى تشي فاي لم يتوقع أن يلجأ يي شياو لمثل هذه الطريقة.
أمام هذا السيل الجارف، لم يستطع سوى تفعيل الحاجز دفاعاً.
لكن لم يبدُ عليه القلق.
فمن وجهة نظره، كان يي شياو يقتل نفسه بنفسه.
فمهارة الساحر قوية، لكنها تستهلك الكثير من الطاقة، وبهذا المعدل سينفد مخزونه سريعاً.
لكن تشي فاي لم يكن يعرف قوة يي شياو الحقيقية.
كرات النار التي بدت مثل تعاويذ محظورة لم تكن تستهلك سوى 10 نقاط من الطاقة لكل واحدة.
أما بقية المهارات، فرغم أنها تستهلك أكثر، إلا أن يي شياو يملك أكثر من 80,000 نقطة مانا، فكان يطلقها بلا خوف.
خطة يي شياو بسيطة:
صحيح أن حاجز تشي فاي يعيقه، لكن ليو هونغ مات رغم الحاجز.
فليَرَ كم سيصمد تشي فاي.
وتحول القتال إلى حرب استنزاف.
مر الوقت.
وتحول وجه تشي فاي من السخرية إلى الدهشة ثم الغضب.
لم يستوعب كيف يمكن لشخص أن يحافظ على هذا المعدل المرعب من الهجوم كل هذا الوقت.
هذا مستحيل في منطقة المبتدئين.
لقد ضحى هو وإخوته بالكثير، حتى صاروا وحوشاً، ومع ذلك لم يصلوا لمستوى هذا الغريب.
شعر بحسد قاتل.
"لا بد أن لهذا الرجل سراً."
ثم نظر إلى يي شياو بعينين لامعتين.
قرر أن يبتلعه.
إذا التهمه، سيحصل على تلك القوة العجيبة.
وعندها سيتمكن من التمرد على "ذلك الرجل" والتحرر من سيطرته.
فقال بحماسة:
"أعرف ما تخطط له، لكن لا فائدة. حاجزي هذا يدوم خمس ساعات كاملة، ما لم يتجاوز هجومك حده الأقصى، فأنت الخاسر في النهاية."
يي شياو عقد حاجبيه.
لقد لاحظ بالفعل أن تشي فاي لم يُظهر أي علامات ضعف حتى الآن.
وإن كان كلامه صحيحاً، فالمعركة ستطول كثيراً.
وبسرعته، حتى لو كان أبطأ من يي شياو، فإن الحاجز سيجعله صعب الإمساك به.
من الواضح أن تشي فاي لم يهرب لأنه يملك ورقة رابحة.
وهذا أمر مقلق.
كان لا بد من قتله، خاصة لأنه يملك شظايا جوهر الماء.
لكن إن تحول القتال إلى حرب استنزاف طويلة، فالأمر قد يكون معقداً.
لأن الوضع لا يقتصر عليهما فقط.
فبعينيه لمح "وي وي"، المرأة الوحيدة التي لم تتحول إلى وحش.
ولم تتحرك مطلقاً منذ البداية.
لم يعرف سبب عدم تدخلها.
لكن إحساساً غريباً تملكه، كأنها أخطر من تشي فاي.
جعلته في غاية الحذر.
كما يقال: "الكلب الذي يعض لا ينبح."
وكانت وي وي مثالاً لذلك.
لكن مهما يكن، كان عليه الاستمرار.
ولم يكن أمامه طريقة أخرى لكسر الحاجز إلا الاستمرار بالهجوم.
وبالطبع لم يكن يفكر بالتخلي عن القتال.
مرّت ساعة كاملة.
وقرية لينغهاي غمرتها طاقات مدمرة، تحولت الأرض إلى أنقاض، ومع ذلك لا يزال تشي فاي صامداً وسطها.
ووي وي ما زالت لم تتحرك.
ضحك تشي فاي وقال: "مذهل! لم أتوقع أن تحافظ على هذا المستوى من الهجوم لهذه المدة. أنت حقاً تدهشني!"
"لو لم تقتل إخوتي، لوددت أن نصبح رفاقاً مقربين."
ابتسم يي شياو بسخرية: "ليست لي رغبة في مصادقة الوحوش."
فأجابه تشي فاي ببرود: "هذا ليس قرارك، سألتهمك وأجعلك جزءاً مني، وبهذا ستحيا بطريقة أخرى. ألست رحيماً بك؟"
يي شياو هز رأسه بسخرية ولم يرد.
بل أخذ يفكر بجدية.
المعركة لم تشكل خطراً حقيقياً عليه بعد، لكن الاستمرار هكذا بلا جدوى أمر غير مقبول.
لا بد من خرق.
فجأة، نظر إلى وي وي وتبادر إلى ذهنه فكرة.
ربما عليها تكون نقطة الاختراق؟
لكن هذا كان خطراً أيضاً.
فإن كان لديها قدرة مشابهة للحاجز، فسيصبح الوضع أسوأ.
كما أن قتلها قد لا يغير شيئاً بالنسبة لتشي فاي.
ظل متردداً.
لكن فجأة، لاحظ شيئاً في لوحته.
كان لديه رسالتان جديدتان في صندوق الأصدقاء، بفارق ساعة بينهما.
وكانتا من شيوي لنغ.
فشيوي لنغ، بوصفها هجينه( نصف دم) ، كانت تملك وظيفة الرسائل مثل الآخرين.
لكنه لم يلحظها لانشغاله بالقتال.
فتح الرسائل.
الأولى تخبره أن "دودة الوباء" قد عادت للحياة بنجاح.
وكان ذلك في وقت قتاله مع ليو هونغ.
الثانية تخبره أنها نجحت في صناعة "جواهر ترقيه المهاره" كما أرشده.
وعند قراءتها، ارتسمت على وجه يي شياو ابتسامة.
فلربما الآن وجد طريقة لقتل تشي فاي.