الفصل 111: التحول الأخير، الموت النهائي

"ألستَ فضوليًا؟"

عندما سمعها تفتح فمها فجأة، سألها يي شياو بهدوء:

"وأنتِ تشاهدين رفاقكِ يسقطون واحدًا تلو الآخر، ألا تشعرين بالغضب؟"

عند سماع ذلك، ضحكت وي وي فجأة بشكل غامض.

"ولماذا عليّ أن أغضب؟"

تجمّد يي شياو قليلًا، ثم عاد ليعقد حاجبيه بإحكام، غير فاهم ما الذي تريده هذه المرأة بالضبط.

كانت وي وي تعرف ما يجول في قلبه، ولم تحاول التلاعب به أو إخفاء الأمر، بل خطت بخطوات هادئة باتجاهه.

أما يي شياو فلم يمنعها، لكنه ظلّ يراقبها بعينيه، متأهبًا في داخله.

غير أن ما فعلته بعد ذلك جعله يذهل بشدة.

لقد بدأت بخلع معدّاتها.

ولم تكتفِ بذلك، بل حتى ملابسها نزعتها بالكامل.

في البداية، تفاجأ يي شياو من تصرفها، لكن في اللحظة التالية، ظهرت أمامه على جسدها جروح مرعبة غطّت بشرتها، لتصدم عقله بلا توقف.

وخاصة تلك العلامات الغريبة المشابهة لآثار العضّ، والتي بدت مألوفة له.

فجأة، خطر في ذهنه احتمال صادم، فسألها دون وعي:

"هذه…؟"

أجابته بهدوء وكأن الأمر عادي:

"تخمينك صحيح، هذه كلّها من صنع تشي فاي."

انكمشت حدقتا يي شياو، ثم سألها بعبوس:

"إذن أنتِ تكرهينه، ولهذا لم تساعديه؟"

لكنها هزّت رأسها قائلة:

"لا، أنت مخطئ. أنا لا أكرهه، هو الرجل الذي أحبّه أكثر من أي أحد. كيف لي أن أكرهه؟"

ارتبك يي شياو، مذهولًا من تفكيرها الذي بدا غير معقول.

تنهدت وي وي بخفّة، ثم قالت ببطء:

"في الحقيقة، كما لاحظت، ليس فقط تشي فاي، حتى ليو هونغ والبقية… لم يعودوا يُعتبرون بشرًا."

رغم أنه أدرك مقصدها، ظلّ صامتًا يستمع إليها.

"قبل ذلك، أخبرناك أننا جئنا إلى هنا بعد أن استلمنا مهمة الترقية في قرية لينغهاي، وأننا بقينا نبحث عن الفرصة لأننا لم نرضَ بالفشل."

أومأ يي شياو برأسه.

"هذا الجزء لم يكن كذبًا، وحتى فكرة تأسيس جمعية الاعتماد علي الذات لم تكن خاطئة." توقفت قليلًا ثم تابعت:

"لكن هناك كذبة واحدة. لم نأتِ إلى هنا قبل خمس سنوات فقط… بل نحن هنا منذ ثلاثين سنة."

تفاجأ يي شياو بشدة من كلامها، فأضافت بابتسامة:

"أرى أنك اندهشت."

لم ينكر: "بالفعل، فمظهركم لا يوحي أبدًا بأنكم في الخمسين من العمر."

صحيح أن البشر بعد الاستيقاظ والدخول لعالم الخلود، يمكنهم إبطاء الشيخوخة بفضل المستوى والسمات.

لكن عند حدود الدرجة الثانية، المستوى 90، من المستحيل أن يبقوا في هيئة شاب عشريني وهم في الخمسين.

رغم ذلك، لم يُصدم يي شياو كثيرًا. فبما أن تشي فاي ورفاقه يستطيعون التحول إلى وحوش، بل ويمتلكون قوة تتجاوز حدود الدرجة الثانية، فبقاء مظهرهم على حاله لم يكن أمرًا غير منطقي.

فتحت وي وي فمها مرة أخرى:

"في الحقيقة، هذا ليس المهم. الحقيقة أننا متنا منذ ثلاثين سنة."

ثم هزّت رأسها مصحّحة:

"أو ربما، لم نمت، بل تحوّلنا إلى وحوش."

ازدادت حيرة يي شياو فسألها:

"إذن… أنتِ أيضًا قادرة على التحول؟"

أومأت قائلة:

"بالطبع، وإن أردت الحقيقة، فأنا أول من امتلك هذه القدرة."

ارتجفت حدقتاه بشدة، محدقًا بها غير مصدّق.

لكنها قالت ببرود:

"لا تتفاجأ، فما زال هناك ما قد يدهشك أكثر."

"وما هو؟"

ابتسمت بخفة:

"إن قدرة تشي فاي والبقية على التحول، هي قوة أنا منحتها لهم."

عند سماع ذلك، ازدادت حذريّة يي شياو إلى أقصى حد.

صحيح أنه قتل تشي فاي بسهولة، لكن ذلك لم يكن سوى لأنه التقى به هو بالذات.

فلا يمكن إنكار أن قوة تشي فاي كانت خارقة.

فكيف بمن منحوه هذه القوة المرعبة؟ ما مدى رعب قوتها الحقيقية؟

لكنها لم تكترث لنظراته الحذرة، وأكملت ببرود:

"اطمئن، رغم أنني أستطيع التحول، إلا أنني لم أستعمل هذه القدرة من قبل."

سألها يي شياو باهتمام:

"ولماذا؟"

أجابته:

"لأن تحولي لا رجعة فيه. صحيح أنني سأحصل بعده على قوة هائلة، لكن بعد ذلك سأظل أعيش دائمًا كوحش. لقد رأيت شكلهم بعد التحول، وأنا أنفر من ذلك. والأهم من هذا كله، أن تشي فاي لم يكن يريدني أن أصبح وحشًا."

ثم تنهدت بحزن:

"للأسف، قال إنه سيحميني للأبد، لكنه هو من مات أولًا."

ازدادت مخاوف يي شياو وهو ينصت إليها، فهذه المرأة تتحدث ببرود عن مقتل من تحب، بلا أي انفعال… وهذا أمر مخيف بحد ذاته.

"لا تقلق، في الواقع عليّ أن أشكرك، فأنت من حرّر تشي فاي. لم يعد يضطر بعد الآن لتحمّل آلام التحول إلى وحش، أو أن يكون أداة بيد ذلك الشخص."

تمتمت وي وي بصوت منخفض.

تجمد يي شياو، فقد لمح من كلماتها معلومة خطيرة:

هل كان تشي فاي تحت سيطرة شخص ما؟

لكن قبل أن يستوعب الأمر، انبعث فجأة من جسدها هالة مرعبة لا توصف.

في لحظة، انتصبت خصلات شعرها الطويلة، وملامحها غمرها الألم الشديد.

وانتفخت بشرتها العارية فجأة لتتشقق.

"هاه… آه… كم هو مؤلم! إذن هذا ما كان يشعر به فاي كل مرة يتحول فيها… والآن فهمت لماذا لم يكن يريدني أن أخوض هذا."

مع صرخاتها المؤلمة، نظرت إليه بعينيها المتغيّرتين القاسيتين.

"أشكرك على تحرير تشي فاي، فهذا ما فكرت به مرارًا لكن لم أجرؤ على فعله."

"لكن في النهاية، أنت من قتله، وكامرأة له، لا بد لي أن أنتقم له."

"والآن… لم يعد موجودًا ليرى شكلي القبيح هذا، وهذا أفضل… هااه…"

وبينما تتحدث، اندفعت من جسدها طاقة نقيّة هائلة.

في لحظة، اختفت صورة المرأة الجميلة، وحلّت مكانها مسخ ضخم يبلغ ثلاثة أمتار، ينبعث منه نتن رهيب.

فتح الوحش فمه البشع الضخم، ونفخ باتجاه يي شياو، لتندفع طاقة سوداء قاتلة.

لكن يي شياو كان مستعدًا، فاستعان بسرعته الفائقه وتفاداها بسهولة.

وقد بدا عليه الارتباك:

قبل قليل كانت تقول إنها لن تغضب، ولن تتحول، بل وتشكره… والآن انقلب كل شيء؟

قالت بصوت متهكم:

"أتريد معرفة السبب؟ اهزمني! لكنك لن تملك الفرصة. هذا الجسد رغم أنني لم أرغب فيه، إلا أن قوته ليست شيئًا يمكنك تحمله."

هزّ يي شياو رأسه بخفة، وأطلق كرة نارية واحدة فقط.

"بوووم!"

اخترق اللهيب الأزرق الداكن درعها الأسود، وابتلعها بالكامل.

كانت تجهل تمامًا القوة الحقيقية لكراته النارية.

صرخت بألم شديد، لكنها لم تحاول المقاومة.

بل رفعت ذراعها الضخمة فجأة وألقت نحوه شيئًا ما.

التقطه يي شياو بدهشة.

وبصوت واهن، قالت وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة:

"أنا وتشي فاي… كل شيء مُسجّل في… شكرًا لأنك حررتني… واحذر… احذر من ذلك الشخص…"

---

2025/09/02 · 140 مشاهدة · 944 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025