الفصل 119: رفع جنوني، محادثة في المذبح تحت الأرض
خلال الأيام التالية، بقي يي شياو متمركزًا عند مدخل باطن الأرض، محاولًا بشتى الطرق فتحه.
حتى إنه استخدم "مهارة اللسان" موجهًا سخرية متواصلة، لأنه كان يعلم أن الحداد يمكنه سماعه.
لكن هذا العجوز الماكر ظل متشبثًا برفض الظهور، وكأنه سلحفاة منكمشة.
خلال ذلك، وبعد موت تشي فاي ورفاقه، لاحظ بقية أعضاء جمعية الاعتماد على الذات في الخارج أن الوضع غريب، فكوّنوا فرقًا ودخلوا لاستكشاف الأمر.
يي شياو لم يكن لديه ما يقوله لهؤلاء، فاكتفى بطلقة واحدة من مهاره كرة النار لإنهائهم.
لكن لسوء الحظ، لم يسقط منهم مجددًا أي شظايا من جوهر عنصر الماء.
ومع ذلك لم يبدُ على يي شياو أي خيبة أمل.
فكل تركيزه ظل منصبًا على كيفية كسر الباب المؤدي إلى باطن الأرض.
لاحقًا، جرّب مغادرة قرية لينغهاي، ثم التفّ حولها وعاد مستخدمًا بوابة الوهم للظهور مجددًا قرب المدخل.
ومع ذلك، مرّت قرابة خمسة أيام هكذا، من دون أن يظهر الحداد .
في تلك اللحظة أدرك يي شياو أن هذا الرجل لن يُظهر وجهه بسهولة.
غير أن البقاء هنا مستحيل أيضًا.
فمع أنه يتقدم كثيرًا في المستوى على كل اللاعبين الآخرين، إلا أن الفتح المبكر لطريق المنفي جعل وتيرة رفع المستويات أسرع من أي وقت مضى.
حتى من دون أن يتقصّى بنفسه، كان يي شياو قد سمع عبر قناة الدردشة بعض الأخبار.
فمعظم اللاعبين وصلوا إلى المستوى 50، والبعض الأسرع بلغ المستوى 60.
أما أولئك الذين كانوا بالفعل عند المستوى 60 لحظة خروجهم من طريق المنفي، فقد ارتفعوا الآن بسبعة أو ثمانية مستويات أخرى. وهذه سرعة لا يُستهان بها.
وبالطبع، يي شياو كان يعتقد أن هناك من هم بمستوى أعلى، لكن وفق خبرته، فلن يكونوا بعيدين جدًا عنه.
وإن كان التقدم لاحقًا يتطلب خبرة أكثر بكثير، إلا أن استنزاف الوقت هنا بلا جدوى قد يجعله يخسر لقب "ملك اللاعبين".
والأسوأ من ذلك، أنه إن لم يستطع التقدم في المستوى، فكل جهوده ستكون مجرد سراب.
فكر مليًا، ثم حسم أمره.
فغادر قرية لينغهاي نهائيًا، متوجهًا بسرعة إلى الغابة الكثيفة على سهول التراب الرمادي التي مرّ بها سابقًا.
هدفه هناك كان بسيطًا: جمع نقاط التنقيه.
رغم أن هذه الغابة استُكشفت قديمًا قبل قرن من قِبل أحد الأبطال الأقوياء، وتبيّن أن الوحوش بداخلها قليلة مع وجود زعيم بمستوى 200 يحرسها، إلا أن مرور مئة عام دون أن يجرؤ أي بشري على دخولها لا بد أنه سمح للوحوش بالنمو.
الأهم، أن يي شياو كان قد شعر سابقًا بوجود أثر لمستدعى من القمر الأحمر قرب هذه المنطقة.
ولم يكن متأكدًا إن كان مجرد مرور عابر أو أنه مختبئ داخل الغابة.
لذلك قرر الدخول، ليستكشف ويجمع نقاط التنقيه في الوقت نفسه.
أما الحاجز المحيط بالمكان، فلم يكن يهمه، فمستواه الحالي 90 يكفي لتجاوزه.
المشكلة الوحيدة هي زعيم المستوى 200، لكنه خطط لتجنبه.
فحتى لو صادفه، بفضل نقاط حياته وأساليبه الدفاعية، سيكون لديه وقت كافٍ لاستخدام بوابة الوهم، والخروج من الغابة حيث لا يمكن للزعيم أن يلاحقه.
بهذا التفكير، دخل يي شياو أطراف الغابة.
وكما توقع، ما إن خطا بضع خطوات حتى حاصرته مجموعة وحوش.
كانت من نوع "نمور الشياطين"، وحوش بمستوى 90، خصائصها أقل حتى من الضفادع البحرية التي قاتلها سابقًا.
وبعد مسح سريع، قَدّر عددها بـ 34.
وبسهولة تامة، قضى عليهم، ليحصل بعدها على 38 نقطة تنقيه.
الغابة كانت واسعة جدًا، وكان يعلم أن الزعيم يحرس مركزها، لذا ظل يتجول بحذر في الأطراف، لتكون له فرصة الانسحاب فورًا إن استشعر خطرًا.
وبعد ذلك، بدأ طحن مملٍ لا ينتهي.
في نصف يوم فقط، جمع 2837 نقطة تنقيه.
ثم وجد مكانًا آمنًا.
وبدأ في تنقية معداته. لم يكن ينوي إهدار نقاط التنقيه على العتاد العادي، لأنه سيُستبدل عاجلًا أم آجلًا.
إهدار النقاط عليه سيكون خسارة.
لذلك، قرر أن يستخدمها فقط على العتاد الأسطوري.
---
【دينغ! لقد استعملتَ 200 نقطة تنقيه على "سلسلة الحياة اللانهائيه".】
【دينغ! تمت التنقيه بنجاح، وازدادت خصائص "سلسلة الحياة اللانهائية ".】
【التنقيه التالية لهذا العتاد تحتاج 300 نقطة تنقيه.】
……
【دينغ! لقد استعملتَ 200 نقطة تنقيه على "خاتم مصدر الوباء".】
……
---
بسرعة، نُقّيت القطعتان الأسطوريتان مرتين، وبفضل تعزيز "تغذية المياه"، حصل يي شياو على 800 نقطة خصائص إضافية.
260 في الذكاء، 340 في الرشاقة، 180 في البنية، و20 في القوة.
وبقي معه فقط 337 نقطة تنقيه.
وهو ينظر إلى خصائصه المتزايدة، أحس لأول مرة بقوة تأثير "ينبوع التنقيه".
في نصف يوم فقط، كسب 800 نقطة خصائص! إن واصل بضع أيام أخرى، فخصائصه ستقفز إلى مستوى مرعب.
في تلك اللحظة، أدرك يي شياو أن عدم ترقيته لمستوى جديد ربما ليس أمرًا سيئًا.
فهو لن يقلق بعد الآن من عدم وجود وحوش قريبة من مستواه ليجمع منها نقاط التنقيه.
ابتسم مطمئنًا لنفسه.
ثم أعاد ارتداء معداته، وعاد لمتابعة الطحن الذي لا ينتهي.
فحين تصل خصائصه إلى مستوى مرعب، لا يصدق أنه سيعجز عن هزيمة الحداد .
---
في قرية لينغهاي، داخل الممر السفلي المغلق.
جلس الحداد عاليًا في وسط مذبح عظيم.
حين جاء يي شياو سابقًا، لم تتح له الفرصة للصعود إلى المنصة، لذا لم يرَ ما بداخلها: جثث ممزقة متناثرة في كل مكان.
ولو كان حاضرًا الآن، لكان رأى أن أقرب الجثث إلى المركز تعود تحديدًا لأولئك أعضاء جمعية الاعتماد على الذات الذين قتلهم هو بنفسه.
في هذه اللحظة، أخذ الحداد إحدى الجثث وألقاها في حفرة مظلمة وسط المذبح.
وسرعان ما صدر منها صوت "ززز" غريب، تبعه انبعاث هالة مظلمة ببطء.
ابتسم الحداد برضا عند رؤيتها.
لكن فجأة، خرج صوت أجش عميق من داخل الحفرة:
"التقدم بطيء مؤخرًا..."
لم يُظهر الحداد أي دهشة، بل ابتسم بمرارة وقال:
"لا حيلة لي، ذلك الفتى غريب الأطوار. هنا أستطيع الاستفادة من قوة هذا الفرن لأواجهه، لكن إن خرجتُ، من دون دعم الفرن، فلن أكون خصمًا له."
جاء صوت آخر من الحفرة:
"حذرك لم يتغير أبدًا، مرّ مئة عام ولم تتبدل."
ضحك الحداد :
"لو لم أكن هكذا، لما كنا أحياء حتى الآن. ولولا أنك أكدتَ أن الفتى غادر فعلًا، لما جرؤت على الظهور وجلب هذه الجثث البشرية."
تنهد الصوت في الحفرة:
"هذه الجثث لا تكفي. نحن في المرحلة الأخيرة من صَنع خاتم الشيطان، نحتاج إلى المزيد."
غضب الحداد قائلًا:
"وماذا بوسعي؟ تشي فاي ورفاقه ماتوا، وبقية البشر لم يصلوا بعد إلى المستوى 90. من أين آتي بالجثث؟"
بعد لحظة صمت، قال الصوت بفتور:
"حسنًا، حاول تدبير الأمر بسرعة. بقوتي الباقية، لن أستطيع الصمود أكثر من شهر. وإن لم تأتِ بجثث بشرية في الوقت المناسب، فسأضطر لإطعامك للخاتم."
ثار الحداد غاضبًا:
"أيها العجوز! لم يعد هذا زمن قبل مئة عام، لا تظنن نفسك ما زلت ذلك العمدة اللعين. أغضبتني، أغادر ببساطة، ولنرَ كيف ستُنهي صَنع الخاتم وحدك!"
******(رئيس القريه ظهر )
لكن الصوت من الحفرة أجابه بهدوء شديد:
"كل هذه السنين، ولم تتعلم بعد؟ إن لم تكن تخشى الموت، فجرب المغادرة."
"أنت..." فتح الحداد فمه، ثم بدا كمن تذكّر مشهدًا مرعبًا، فجسده القوي ارتجف قليلًا، وأطبق فمه صامتًا.
وسرعان ما عاد المذبح إلى سكونه.
---