الفصل 135: عمدة قرية لينغهاي

هذا التغيّر المفاجئ جعل يي شياو غير مستعد على الإطلاق.

فقطرَت هذه الطاقة السوداء العاتية الحداد في لحظة، ولم يُتَح له أدنى فرصة للمقاومة.

في لمح البصر، بدأ جسده القوي يذبل بسرعة مرئية للعين، وسرعان ما أصبح جلداً على عظم.

أما دمه النقي فقد اندمج مع تلك الطاقة السوداء، ليظهر بداخلها لون أحمر غريب.

نظر الحداد إلى هذا المشهد بصدمة وغضب. لقد أمضى عقوداً في بناء هذا المذبح، وكان يعرف تفاصيله أدق من أي شخص.

أما هذه الطاقة السوداء، فلا أحد يعرف قوتها أكثر منه.

بمجرد أن تلتف حولك، فإن لحمك سيُمتَص بسرعة، وحتى روحك ستظل محبوسة فيها إلى الأبد، تُعذَّب بنيران لا تنطفئ، بلا نهاية ولا بعث.

فكر في هذا، وبينما كان غارقاً في الألم، استجمع الحداد آخر خيط من قوته، وهو يتلوّى ويصرخ بغضب:

"أيها اللعين! من دوني كيف كنت ستصهر هذه الخاتم؟! والآن تخونني بعد أن استخدمتني؟"

"اللعنة! توقف حالاً! هل جننت أيها العجوز؟"

"آآه!! لا، لا! تذكّر كم ساعدتك طوال هذه السنين، أرجوك... توقف!"

كان وجهه في تلك اللحظة مشوّهاً بشكل مرعب، والدماء تتدفق من كل جسده، في مشهد غاية في الغرابة.

لكن الطاقة السوداء العاتية لم تلتفت لصراخه، بل كأفعى دموية باردة سحبته مباشرة إلى مركز المذبح.

ومن جانبه، شعر يي شياو بوضوح أن هذه الطاقة مليئة بكراهية لا تُطاق.

لم يحتج للكثير من التفكير ليعرف أن هذه هي طاقة خاتم الأرواح الناقمة.

ومن يتحكم بها، لا شك أنه الكيان الغامض الذي أخبره عنه شياو جين من قبل.

لكن ما لم يفهمه يي شياو: لماذا قتل هذا الكيان الحداد؟ ألم يكونا متعاونين؟

لم يطل هذا التساؤل في قلبه، فسرعان ما دوّى صراخ الحداد المرعوب في أرجاء المذبح، لتنفجر فجأة أشعة قوية خضراء داكنة من داخله.

رافق ذلك صوت حاد غريب يخترق الأذن:

"هاهاها! تمّت! أخيراً تمّت! لم تذهب عقود جهدي سدى، والآن جاء وقت الحصاد!"

أثار هذا الصوت المفاجئ قلق يي شياو الشديد.

"ليس جيداً... يا طيب، خاتم الأرواح الناقمة قد اكتمل صهره! أشعر بقوة تتصاعد منه باستمرار. إن لم تدمر آخر نقطة تنقية بسرعة، فبمجرد أن يبتلع كل هذه الكراهية، ستكون في مأزق خطير."

تقلّصت ملامح يي شياو بجدية.

حتى شياو جين وصف الأمر بأنه خطير، وهذا يكفي ليُظهر مدى قوة هذا الخاتم.

لكنها مجرد "خطورة"، وليست انعداماً تاماً للأمل.

ومهما كان، لم يكن يي شياو ليتراجع بسهولة.

فكّر بسرعة، ثم أطلق مهارة السرعة الفائقه، قافزاً وسط الطاقة الفاسدة نحو مركز المذبح.

هناك تكمن آخر نقطة تنقية، وتدميرها يعني تدمير المذبح بأكمله.

بسرعة، وصل يي شياو إلى المنصة العالية وسط المذبح، وما إن وطأت قدماه الأرض حتى سمع صوتاً بارداً يتردد:

"أيها البشري، لا تُمنِّ نفسك بالأوهام. الطاقة في مركز هذا المذبح ليست شيئاً يمكن لبشر ضعيف مثلك أن يتحمله."

"لو كنت مكانك، لفررت الآن قبل أن يكتمل آخر جزء من طقسي. وإلا ستمزقك هذه الطاقة إرباً."

رفع يي شياو حاجبه عند سماع هذا التحذير.

وبالفعل، بدأ يلاحظ أن نقاط حياته تنخفض كل خمس ثوانٍ:

-277

-277

-277

تحرك قلبه بفهم:

هكذا إذن... هذه الطاقة السوداء المليئة بالمذبح تلتهم كل الكائنات الحية من حولها.

سخر الصوت: "هاها، ما أضعفك! لست بحاجة حتى أن أتدخل. ستكون غذاءً أخيراً لأداتي الملكيه. قوتك تبدو لذيذة... ستجعل خاتمي يشبع تماماً."

ابتسم يي شياو ابتسامة خفيفة.

لم يُخطئ، فهذه الطاقة التآكلية مخيفة بحق.

لو كان أي مغامر عادي مكانه، لكان تحوّل في لحظة إلى جثة جافة.

لكن هذا الكيان لم يكن يعرف حالته الحقيقية.

ففي النهاية، هذه الطاقة ما هي إلا ضرر من عنصر الظلام.

ومقاومة يي شياو لعناصر الظلام لم تكن الأعلى بين مقاوماته، لكنها بلغت 47532 نقطة.

ومع وجود ثلاث طبقات من الدروع وحقل الموت الذي يمتص الأضرار، فخسارة كهذه أمام 400 ألف نقطة حياة لا تُذكر.

سرعان ما لاحظ الكيان الغامض أن الأمور ليست طبيعية، فصاح بدهشة:

"مستحيل! كيف لا تزال واقفاً؟"

ضحك يي شياو بهدوء دون أن يرد، مواصلاً التقدم نحو المركز.

لكن كلما اقترب، ازدادت سرعة تناقص حياته.

فما إن اقترب من قلب المذبح حتى تغيّر النزيف من كل خمس ثوانٍ إلى كل ثانيتين.

هنا ارتجف قلبه قليلاً.

قال الصوت البارد: "توقف! إن تقدمت أكثر ستلقى حتفك البشع!"

إلا أن يي شياو أدرك فوراً أن هذا الكيان خائف منه.

هذا عزز تصميمه أكثر.

من دون تردد، اندفع وسط الأضرار المستمرة، حتى وصل إلى قلب المذبح.

هناك وُجدت حفرة عميقة ضخمة، محاطة بطاقة سوداء كثيفة حجبت الرؤية تماماً.

ألقى يي شياو كرة نارية نحوها، لكنها ذابت لحظة تماسها مع الطاقة السوداء.

قطّب حاجبيه. فحسب تعليمات شياو جين، فإن نقطة التنقية تكمن أسفل هذه الحفرة، لكن الطاقة حجبت رؤيته تماماً.

وبينما كان يفكر في طريقة لكسر هذا الحاجز، انبعث من أسفل الحفرة صوت أجش بارد:

"أيها البشري، ما دمت عنيداً، فانتظر موتك حالما أُكمل صهر كل الكراهية هنا."

ابتسم يي شياو باستهزاء. لقد كشف هذا الكلام الخوف الحقيقي لذلك الكيان.

ومن دون تردد، قفز مباشرة إلى الحفرة.

وفي لحظة، ابتلعته الطاقة السوداء كلياً.

شعر بغثيان ودوار شديدين للحظة، لكن مقاومته العالية ساعدته على التكيّف بسرعة.

ما إن لمس قدماه الأرض حتى انكشفت الرؤية أمامه، ورأى بوضوح محتوى الحفرة.

كانت لا تزال غارقة في بحر من الطاقة السوداء التي تستنزف حياته الآن كل ثانية بدلاً من كل ثانيتين.

ألقى نظرة على نقاط حياته، مقدّراً أنه قادر على الصمود لبعض الوقت.

لكن عندها جذب بصره بريق أخضر غامض وسط الحفرة.

لقد كان خاتماً فريداً، يطفو في الهواء، محاطاً بهالة من الضوء الأخضر، يمتص الطاقة السوداء من حوله بوتيرة ثابتة.

ذلك هو خاتم الأرواح الناقمة؟

وقبل أن يتمكن من التمعّن فيه جيداً، لفتت نظره ظلال قاتمة خلفه.

لم يستطع تمييز ملامحها بوضوح، لكن قلبه ارتجف بشدة.

فوق رأس هذا الظل الغامض، ظهرت بوضوح كتابة مضيئة:

【عمدة قرية لينغهاي — غيلييرو】

---

2025/09/04 · 178 مشاهدة · 898 كلمة
Medo s
نادي الروايات - 2025